شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد عشر سنوات من شرعنة فريدة وغير مسبوقة للأحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين من قبل عناصر تدعي الوطنية وتتزين بشعارات دينية صورية بعيدة عن النازع الديني أو الوطني فهي اصلا لا وطنية ولا دينية ألغت حكومة المنطقة الخضراء قرارها الخاص بأعتبار 9 نيسان عطلة رسمية لكافة الدوائر الرسمية للعراق في خطوة لتحسين صورتها امام الرأي العام لكن بعد فوات الأوان فهي قد أعطت للمحتل منذ البداية الحق في احتلال العراق لا بل ساهمت وساعدت وأمدت قوات الأحتلال بكل المعلومات الخاصة والعامة عن العراق والتي من خلالها استطاع الهيمنة على العراق ومقدرات شعبه .

 

لقد استنكرت كل القوى الوطنية في العراق هذا القرار منذ بداية صدوره عدا الأحزاب السياسية التي جائت على دبابة المحتل وأعتقدت انها هي من قادت وحققت طموحات العراقيين بالتغيير وأقامت الدولة التي غاب عنها القانون فهل يعقل ان يحتفل نظام سياسي ما ويقيم كرنفالات وحفلات فنية في مثل هكذا يوم وهل من الحكمة ان يطالب سياسي عراقي بلده محتل بعيد وطني يوثق اللحظات التاريخية المؤلمة والثقيلة التي مرت على شعب العراق وهو يرى جنود المحتل تدنس أرضه وتنتهك حرماته وتمس شرف حرائره بينما يرى في الجانب الأخر قوى الردة والضلاله ممن اعمى بصرهم وبصيرتهم الغل والحقد وباعوا أنفسهم وأهليهم بثمن بخس يتشدقون ويتبجحون بهذا اليوم المشؤوم الذي يوثقون فيه بطولاتهم وأمجادهم في مساعدة المحتل على احتلال بلدهم وحل كافة مؤسساته الأمنية وتسريح جيشه والغاء عدد من وزاراته وسرحت الملايين من وظائفهم وفتحت ابواب المؤسسات الحكومية والمصارف والدوائر الخدمية لعصابات السلب والنهب والحرق بعد ان حولت القوات المحتلة الأبنية الناجية من السرقة الى ركام . وقد تزامن القرار الجديد بصدوره مع انتهاء الأنسحاب الأمريكي الصوري للعراق وكأن الحكومة قد شرعنت للأحتلال أولا بعطلة رسمية عند حدوثه وعند انتهاء هذا الأحتلال ألغت هذه العطلة الرسمية وبالتالي قد ألغت ما شرعت بعد ان نفذ المحتل الكثير من أجنداته في العراق .


ان دلالات هذا اليوم لا تنسى أبدا فهي راسخة في ضمير كل الوطنيين الأحرار الغيارى من ابناء هذا الشعب العظيم الذي رفض ولا يزال وقاوم وهو مستمر بمقاومته للأحتلال ولحكومتة الباغية التي نصبها المحتل على قلوب العراقيية بالقوة والأكراه والتي بشرعت بعهد ديمقراطي جديد مكفول بالقانون ومتسم برخاء وسخاء وأمان لا مثيل له فأذا بنا ونحن أمام وقائع مكشوفة وحقائق ناصعة لا يغطيها أعلام كاذب مفادها ان القاسم المشترك بين الأحتلال وأعوانه هو الكذب والخداع واذا لم تستحي فأفعل ما شئت فلم تكن ادعاءاتهم وروئا هم الا سراب ولم تكن أعمالهم الا خراب ففي هذا اليوم علينا ان نستذكر حجم الكارثة التي مر بها العراق منذ لحظة احتلاله الى يوم انسحابه المزعوم وهو لا يزال يتحكم في حسم اي قرار عراقي داخلي أو خارجي ليستكمل ما بدأه فقد ترك في كل زاوية بصمةوفي كل قرار أثر فالدستور بائس والوضع هاوي والأقتصاد منهك والسلطة واهيه متفردة ومحاصصه طائفية لا تنتهي واجهزة أمنية مخترقة وجيش ضعيف تقوده أجندات خارجية ونظام مالي فاسد وسيادة وطنية ناقصة واتفاقية استراتيجية طويلة المدى مع المحتل في كافة المجالات ومشاحنات سياسية متعدده بين أطراف الحكومة وخلافات متعدده مع شركاء الأمس القريب .

 

انه المحتل وفعله الأرعن في اليوم الذي تحول فيه العراق من نظام وطني قادر ومقتدر يعيش شعبه بأمن وأمان ووحدة وطنية قوية وراسخة ومؤسسات رسمية وعلمية وفنية تعمل بأعلى طاقاتها وامكانياتها الى نظام تتوزع فيه المناصب على أساس طائفي حتى صار تقليدا دائما تتسم به الحياة السياسية التي تحمي الفاسدين والمفسدين والسارقين لأموال الشعب ويرعى القتلة وقطاع الطرق .والعملاء والخونة التي يعج بهم النظام الحاكم في العراق والذي هو وليد يوم 9 نيسان 2003 الأسود في عيون كل العراقيين الشرفاء.

 

 





الجمعه١٤ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة