نوشة الشمري ، ووداد الدليمي ، اسم كل واحدة منهن أصبح يعرفه كل مناضل ضد الظلم والظالمين في العالم كون كل واحدة منهن تحمل وسام أول شهيدة في مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق من خلال العملية البطولية التي نفذت من قبلهن بتاريخ 4 – 4 - 2003.

لقد عرفت شعوب العالم ذلك لأن كتاب المقاومة الوطنية العراقية وثقوا جهادهن وعملية استشهادهن البطولية بما كتبوه ونشروه في وسائل الاعلام . وهنا يتبادر سؤال يطرح أمام كتاب المقاومة:

كم عدد الشهيدات في العراق منذ الاحتلال حتى اليوم ؟. وما هي اسمائهن وقصص استشهادهن ؟. ولماذا لم نوثق ذلك قبل نسيان الاسماء والقصص ؟. وهذا حق الشهيدات على كتاب المقاومة الوطنية العراقية ويجب أن يحققوا ذلك .

القصص والأسماء كثيرة ، واليوم نختار قصة شهيدة ، ربما تكون هي أصغر شهيدة أمتزج دمعها الطاهر مع تراب أرض العراق الطاهرة ، إنها الشهيدة ( نور ).

( نور ) طفله عراقية كان عمرها عام 2005 أربع سنوات . في أحد أيام ذلك العام كانت تغفو في حجر والدتها ، هي لا تعرف شيء عن أمريكا ، وليس لها علاقة بأسلحة الدمار الشامل ، ولم تكن على علاقة مع تنظيمات القاعدة ، كانت نور تنعم بحنان صدر والدتها ،تضحك على الرغم من أن والدتها وأهلها يحيطهم الحزن بسبب جرائم المحتل التي نفذت ضد أبناء المنطقة والمحلة ، وفي تلك اللحظة التي كانت فيها نور تضحك ، كان الوحوش من مرتزقة المحتل يفتشون عن جد نور الذي هو من رجال المقاومة الوطنية . ولأن هؤلاء ليسوا من صنف البشر لذلك فان تصرفهم هو تصرف الهمج عديمي الانسانية ، لذلك كانوا يطلقون النار من بنادقهم وهم يقتحمون الدار الذي كانت فيه نور ترقد في حضن والدتها ، وتأتي اطلاقة في رأس نور وتمزقه ( تعبر والدتها عن ذلك بقولها إتطشر راس نور ).

نور فارقت الحياة مباشرة وهي جسد بدون رأس ، وأغمي على والدتها ، وظلت فاقدة الوعي لشهور من هول الجريمة.

أليس من حق نور وبقية الشهيدات أن نكتب عنهن لكي يسجل ذلك للتاريخ وتطلع عليه الأجيال القادمة .

إنها دعوة لكل من يعرف اسم وقصة شهيدة أن يكتب عنها ، وهذا واجب شرعي ووطني على كل عراقي شريف .

________________________________

●  الاسم الكامل للشهيدة نور نعرفه لكننا حرصنا على عدم ذكره لكي لا نكشف اسم جدها وهو أحد رجال المقاومة .