شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أعتقد بأن ما سأتحدث عنه هنا خافياً عن القيادة في الحزب والمقاومة ولكني وجدت من المناسب الأشارة لأمر غاية في الاهمية في هذه الظروف التي يمر بها قطرنا العزيز مستنداً الى معطيات نعيشها الان وعشنا بعضها في السابق ومن هذه المعطيات :-


1 / لو دققنا في واقع العراق منذ الاحتلال ولهذه المرحلة لوجدنا بأن هناك تخطيطاً مسبقاً قد تم الاتفاق عليه في دوائر المخابرات الصهيونية والامريكية وحتى الايرانية بالتعاون مع من كانوا يطلقون على انفسهم صفة المعارضة وهم طبعاً يمثلون اطيافاً عدة تركيبة المجتمع العراقي فمنهم الشيعة متمثلين بأحزابهم الصفوية والسنة متمثلين بالاخوان الشياطين وبعض الاشخاص من السلفيين يضاف اليهم قيادات الحزبين الكرديين العميلين الوطني الديموقراطي برئاسة البارزاني والاتحاد الديموقراطي برئاسة الطالباني .


ومن خلال اختلاق موضوعة المظلومية التي كانوا ينادون بها جميعاً مستندين الى أحداث مفتعلة وقصص مختلقة وكأن النظام الوطني البعثي قد كان ضد الجميع وبما أن التركيبة العميلة التي ذكرتها تشمل كافة الشرائح في النسيج العراقي ، أذن فالنظام أصبح من وجهة نظرهم مرفوض ولا يمثل الشعب العراقي كما كنا نسمعه من أجهزة الاعلام التي سخرت للترويج لفكرة التغيير كما سموها والبيانات التي اصدروها في اجتماعاتهم في لندن وصلاح الدين مثلاً وغيرها سيما قد وجدوا من يؤيدهم فكرتهم بأيعاز من المخابرات الامريكية وهؤلاء المؤيدين كانوا من دول الخليج العربي بدون استثناء يضاف لهم النظام المصري آنذاك لانهم قد اقنعوهم الامريكان بأن استمرار النظام البعثي وقائده الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) بشكل خطراً على تلك الانظمة بصموده منقطع النظير منذ العام 1991 وخروجه من الحرب المدمرة التي شنت عليه أكثر اصراراً على مواصلة السير قدماً في معاداة الصهيونية المجرمة والامبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة ، وفي الجانب الاخر راح الايرانيون الاعداء التقليدين للعرب عموماً وللعراقيين على وجه الخصوص يهيؤون أنفسهم للعب دور المساند لما سميت بالمعارضة والتنسيق معها على كافة المستويات وكانوا يحضرون اجتماعاتها بشكل علني وبعلم من الادارة الامريكية بل بتوجيه منها لانها قد خططت الى ان تكسب الايرانيين أن هي قامت بالعدوان على العراق وهذا ما حصل فعلاً .


وبعد أن حصل الغزو وما آلت اليه الامور وجدنا بأن الامريكان وهم يتعرضون لخسائر فادحة في الافراد والمعدات بفعل المقاومة الباسلة التي انطلقت في الايام الاولى للغزو وما آلت اليه العملية السياسية التي جاء بها الغزاة من نتائج كانت جميعها بصالح العملاء من ما يطلق عليهم المعارضين وابعاد كافة القوى الموجودة في الداخل حتى المستقلة منها ناهيك عن عملية الاجتثاث للبعث ، كانت تفكر الادارة الامريكية في مخرج لها من الورطة التي ورطت نفسها بها والتي أدت الى انهيار اقتصادها فكان الايرانيون جاهزون للعب دور الحامي للعملية السياسية والنظام الطائفي المنبثق عنها سيما وهم مقبولين من قبل كافة الاطراف التي اشرنا اليها آنفاً دون استثناء ، واعلن الامريكان انسحابهم واستلم الايرانيون المسؤولية بديلاً عنهم وبرضى كافة الاطراف ..


أن هذا الوضع الجديد قد خلق من وجهة نظري بعض التعقيدات في مهمة المقاومين لان الامر قد اختلف عن ما هو كان قائما والغزاة موجودون فالقتال كان يستهدفهم بشكل مباشر ان كانوا بقواعدهم او في الطرقات ، أما الان فلم يستطع أحد أن يحدد هدفه لان الاهداف قد اختلطت بين من هو عراقي ومن هو ايراني صفوي وأية عمليات جهادية ستخلف العديد من الضحايا الابرياء ، وبما أن حكومة العمالة الطائفية المدعومة من قبل الايرانيين قد اشترت الكثير من ذمم رؤساء العشائر تحت مسميات عدة منها الصحوات والاسناد مثلاً أضافة الى تأثير العملاء القادمين من الخارج على عشائرهم وشراء ذمم ابناءها من خلال التعيينات في الجيش او الشرطة او في الوظائف الاخرى وعليه فأن دائرة المستفيدين من هذا النظام قد اتسعت رغم التناقضات التي نراها في التعاطي مع بعض الملفات لكن الحقيقة تؤشر بأنهم جميعاً متفقون على حماية نظامهم الطائفي هذا ، لذا فأن مهمة التغيير تتطلب وسائل غير الوسائل التي تسير عليها قوى المقاومة حالياً والثورة هي السبيل الاوحد للتغيير .


2 / ان من عاش مرحلة الخمسينان وما تلاها يعرف جيداً بأن كافة القوى الوطنية والقومية قد عجزت عن أيجاد التغيير المنشود في كافة الانظمة التي تسلطت على العراق رغم انها قد انضوت في تحالفات فيما بينها من اجل ازاحة تلك الانظمة ولكنها لم تنجح الا بالثورات ومنها ثورات الرابع عشر من تموز 1958 والثامن من شباط 1963 وتوجتهما ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيده 1968 وكانت الاولى نتاج تحالف عريض بين القوى الوطنية والقومية والمستقلة اما الثورتين الثانية والثالثة فقد كانتا بتخطيط وتنفيذ بعثيين خالصين ، لذلك فأن كافة التغييرات قد حصلت بثورات ولم تحصل بغيرها من الوسائل .


3 / وهنا نأتي على الاهم في هذا الموضوع وهو أن استعرضنا القوى المقاومة للغزو والاحتلال والهادفة الى القضاء على أي نفوذ اجنبي في العراق وتغيير النظام الطائفي نجد أن البعض منها لازال يصر على عدم الامتثال الى أرادة العراقيين وضرورات المرحلة ويرفض التوحد في جبهة عريضة تشمل كافة الفصائل وبقيادة موحدة كي يكون الفعل والتأثير على الساحة فيها كبيرين وتصبح كقاعدة للأنطلاق الى التفكير بقيام الثورة اذا ما علمنا بأن كافة القوى المشاركة بهكذا جبهة ستكون ممثلة لكافة شرائح المجتمع العراقي دون استثناء وسيكون شكل النظام المنبثق عن الثورة نظاماً تعددياً بعيداً عن المحاصصة الطائفية القائمة الان في النظام الحالي وهذا ما سيكون موضع ترحيب من العراقيين عموماً ممن ضاقوا ذرعا من الحكومات الطائفية المتوالية التي فرضها الغزاة والصفويون وذاقوا ويلات الأقصاء والتهميش والتصفيات الجسدية والتهجير ، وأني على ثقة تامة بأن الثورة ستنجح كما نجحت الثورات السابقة اذا ما توحد الجميع وتم التخطيط الى ذلك بعناية وخاصة استناداً الى جهد استخباري مثابر يشارك فيه كل من له مصلحة بالثورة وأظنهم كثر في عراقنا الحبيب ، اما الانتظار فسوف يعقد الوضع أكثر فأكثر ويمد الطائفيون بالمزيد من القوة سيما وانهم يستندون الى دولة وضعت كافة قدراتها تحت تصرفهم وهي المستفيدة من بقائهم في السلطة .


أذن فوحدة المقاومين والتخلي عن النظرة الاحادية للأمور هو من سيسهل قيام الثورة وبغير هذا سيبقى الجميع يراوحون عند الخط الذي وصلوه وهو ليس بصالح الجميع ، ونكران الذات مطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها عراقنا الحبيب خاصة ونحن نسمع بعض الاصوات قد بدأت تعلو للترويج الى اقتطاع جزء مهم من وطننا تحت ذريعة تقرير المصير كما حصل في السودان وليعلم الجميع بأن الصهاينة والامريكان والايرانيون والاتراك هم اول المعترفين بدولة كردية ان هي اعلنت وفق شروط اعدتها الادارة الامريكية ووافق عليها الجميع وأن حصل هذا لا سمح الله فلا فائدة لا بالثورة ولا بما ستأتي به لاحقاً ..


حفظ الله العراق ورجاله المخلصين وهدى الجميع الى الطريق السوي الذي يحقق طموحهم في التغيير وهو طموح العراقيين جميعاً
وما النصر الا من عند الله أن الله عزيز حكيم


الرفيق خالد الحسن
كتاب المقاومة العراقية
١٧ / نيسان / ٢٠١٢

 

 





الاربعاء٢٦ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق خالد الحسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة