شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )

 

من هم جند المشروع القومي :

 

المشروع القومي العربي الذي تحمل لوائه طلائع مؤمنة بالله وكتبه ورسله، هو نتاج ذلك وإمتدادأ له، وإستلهاما منه، وتمسكا للعمل به، لذا فإن طلائع الأمة المناضلة المجاهدة لابد أن تكون مؤمنة أيمانا كاملا بالله وكتبه ورسله، مستوعبة لما جاء فيها من هدي وقيم، وعاملة بما جاء فيها، لتكون قادرة فعلا لقيادة الشعب، لتحقيق ذاته وتحرير وطنه وتغير الواقع، بإعادة بناء دولة العرب الحضارية الإيمانية الإنسانية الموحدة، الفاعلة في الحياة العامة للبشرية جمعاء ( بأي صيغة ونظام حكم يختاره أبناء هذه الأمة ) ، تلك الطلائع المؤمنة المجاهدة المتقدمة وعيا وجهادا هي التنظيمات القومية، بكل تياراتها ومناهجها الفكرية ورؤاها السياسية، وفي مقدمتها والأكثرها تعبيرا عن ذلك المشروع القومي حزب البعث العربي الإشتراكي، وتلتقي معها بصميمية وحميمية تكاد تكون توحيدية التيارات الدينية ( الإسلامية والمسيحية ) ، فلا فاصلة بين المؤمنين إن هم صدقوا، فالتيارات الدينية وعموم مؤمني الأرض لا يمكن أن يتقاطعوا مع الفكر القومي الإيماني الإنساني، فقول رسول الله وخاتم انبيائه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن حلف الفضول: ( لودعيت الآن لمثله لأجبت ) ، يطرح ويوضح هذا المعنى العميق للإيمان الحق، والموقف من كل عمل صالح، وإن كان جاء عن إتفاق وقرار بشري، فالدين الحنيف يقر كل عمل ورأي يخدم الأنسان ويحمي حقوقه، ولا يتعارض مع شرع الله وحدوده، فأبناء هذه الأمة الذين جبلوا على حب الخير ونزعة التقوى والسلام والمحبة لعموم البشر، بإرادة الله ومشيئته، الذي خلق الإنسان، وسوى النفس البشرية، فالهمها فجورها وتقواها، فالمؤمن الحقيقي نزوعا للخير والسلام، محبا لقومه والناس أجمعين، فلم لم يكن أخ لك في الدين فهو شبيهك في الخلق، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام، والمؤمن يرفض الغلو والتعصب والتمايز بكل أشكاله، ويلعن الفتنة والعنصرية والبغي والعدوان، وهو مؤمن بقناعة مطلقة بأن إستباحة حقوق الآخرين وممتلكاتهم ودمائهم شيء مقيت، وهم أي المؤمنون حقا يتجنبوا كل فاحشة وإثم ، لأن ذلك محرم بشرع الله تعالى، والمؤمن الحقيقي يرفض الفرقة والتناحر والبغضاء والنزاع والفساد في الأرض واللصوصية، وكل ما نهي عنه الدين، سواءا في كتب الله المقدسة أوعلى ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام أجمعين. وكذلك تلتقي معهم وتتحشد في خندقهم كل التيارات والحركات الوطنية في الوطن العربي، لأن الفاصلة بين القومي والوطني فاصلة ضيقة، بل أنهما تعبيران لمعنى واحد، وإن للقومي فضلا وتأثير إيجابي كبير على القطري ( الوطني ) ، لأن كل الوقائع السياسية والإقتصادية والإجتماعية تؤكد اتجاه البشر الى التكتلات الكبيرة القادرة على التكامل وتنوع الاستثمار وتوسيع آفاقه، تلك الحركات والتنظيمات تدرك الدور الريادي للأمة العربية ومستوعبة لدورها الرسالي، النابع من اختيار الله عزوجل للأمة العربية، وإصطفائها لحمل رسالاته لعموم البشر.

 

والقوميون الحقيقيون، هم مناضلي الحركة القومية العربية الأصلاء، لا يمكن إلا أن يكونوا مؤمنين، لأن ما جاء للبشرية في رسالات السماء، هو خير لها وهدى ورحمة، وبالتالي فهم والتيارات الدينية التي تعمل فعلا وفق ما جاء برسالات السماء يشكلون معسكرا واحدا يعمل وفق ما أمر الله، تعامل بالمعروف والإحسان مع المُعاهد، الداعي للسلام والتعاون والتسامح، وجهاد وقتال في سبيل الله بمواجهة من يعتدي على الأمة ومقدساتها وحقوقها مجتمعة، أو حقوق أبنائها فرادا. وهنا أود أن أنبه بأن من أعنيهم بالأصلاء من القوميين المؤمنين هم غير المتاجرين بالقومية والدين معا، لا كما يظهر الآن علينا أناس يتخذون دين الله غطاءا ليعيثوا بأرض الله وعباده وحقوقهم فسادا، الذين لا يرعوون عن كل منكر وموبقة، ولا يلتزمون بشرائع وحدود الله، من أولئك المغالين في دينهم والمتطرفين فيه، أو المحرفين لكلام الله تعالى وآياته، الذين يمتهنون الدين ويتخذوه وسيلة للكسب وتحقيق المآرب والمصالح، ولا أولئك العنصريون الفاشيون الذين يتخذون الإنتماء العرقي عصبية لحشد الناس للبغي والعدوان، ويخالفون أمر الله سبحانه بأنه تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا لا ليتعاركوا ويتنازعوا، ويقتل بعضهم بعضا، أو ينهب خيراته ويسلبه حقوقه.

 

فذاك دستور حزب البعث العربي الإشتراكي الحامل للواء العروبة، الدستور الذي يحدد مفاهيم الحزب ويبين سياساته في كل المجالات ومنهجه للناس، ونظامه الداخلي الذي يحدد تفاصيل عمله التنظيمي، منشوران على صفحات الأنترنيت وبإمكان أي شخص عربي أو أجنبي، صديق للحزب أو معارض له أو معادي أن يطلع على تفاصيلهما، ولو كان في دستور البعثيين ما يخشون منه، في أن يكون مثلبة عليهم، لما نشروه على الملأ، فالبعثيون واضحون في مبادئهم وعملهم، تماما، فهم مؤمنون لايخشون في الله والحق لومة لائم، ولا يناضلوا إلا من أجل الحقوق المشروعة لأمتهم وأبنائها، ولا يبغون غيرها، ويحبون للأمم والشعوب أن تحقق ما يحبوا ويجاهدوا لتحقيقه لأمتهم، ويناهضوا البغي والعدوان والإستعمار، ويدعمون التعاون والتسامح والسلام بين الأمم والشعوب.

 

وإليكم مقتبسات من دستور الحزب ومواده الرئيسية :

 

مبادىء اساسية

 

المبدأ الاول

وحدة الامة العربية وحريتها

 

العرب امة واحدة لها حقها الطبيعي في ان تحيا في دولة واحدة وان تكون حرة في توجيه مقدراتها.

ولهذا فأن حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر :

1-       الوطن العربي وحدة سياسية اقتصادية لا تتجزأ ولا يمكن لأي قطر من الاقطار العربية ان يستكمل شروط حياته منعزلا" عن الآخر.

2-       الامة العربية وحدة ثقافية، وجميع الفوارق القائمة بين ابنائها عرضية زائفة تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي.

3-       الوطن العربي للعرب*، ولهم وحدهم حق التصرف بشؤونه وثرواته وتوجيه مقدراته.

 

المبدأ الثاني

شخصية الامة العربية

 

الامة العربية تختص بمزايا متجلية في نهضاتها المتعاقبة، وتتسم بخصب الحيوية والابداع، وقابلية التجدد والانبعاث، ويتناسب انبعاثها دوماً مع نمو حرية الفرد ومدى الانسجام بين تطوره وبين المصلحة القومية.

ولهذا فأن حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر :

1-    حرية الكلام والاجتماع والاعتقاد والفن مقدسة لا يمكن لأية سلطة ان تنتقصها.

2-    قيمة المواطنين تقدر – بعد منحهم فرصاً متكافئة – بحسب العمل الذي يقومون به في سبيل تقدم الامة العربية وازدهارها دون النظر الى أي اعتبار آخر.

 

المبدأ الثالث

رسالة الامة العربية

 

الامة العربية ذات رسالة خالدة تظهر باشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ. وترمي الى تجديد القيم الانسانية وحفز التقدم البشري وتنمية الانسجام والتعاون بين الامم.

ولهذا فأن حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر :

 

1-      الاستعمار وكل ما يمت اليه عمل اجرامي يكافحه العرب بجميع الوسائل الممكنة، وهم يسعون ضمن امكانياتهم المادية والمعنوية الى مساعدة جميع الشعوب المناضلة في سبيل حريتها.

2-      الانسانية مجموع متضامن في مصلحته، مشترك في قيمه وحضارته، فالعرب يتغذون من الحضارة العالمية ويغذونها، ويمدون يد الأخاء الى الامم الاخرى ويتعاونون معها على ايجاد نظم عادلة تضمن لجميع الشعوب الرفاهية والسلام، والسمو في الخلق والروح.

 

مبادىء عامة

 

المادة ( 1 ) :- حزب البعث العربي الاشتراكي حزب عربي شامل*، تؤسس له فروع في سائر الأقطار العربية، وهو لا يعالج السياسة القطرية الا من وجهة نظر المصلحـة العربية العليا.

 

المادة ( 2 ) :- مركز الحزب العام هو حالياً دمشق ويمكن ان ينقل الى أية مدينة عربية اخرى اذا اقتضت ذلك المصلحة القومية.

 

المادة ( 3 ) :- حزب البعث العربي الاشتراكي قومي يؤمن بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته ربطا" وثيقا" هو شعور مقدس، حافل بالقوى الخالقة، حافز على التضحية، باعث على الشعور بالمسؤولية، عامل على توجيه انسانية الفرد توجيهاً عملياً مجدياً.

 

والفكرة التي يدعو اليها الحزب هي ارادة الشعب العربي ان يتحرر ويتوحد، وان تعطى له فرصة تحقيق الشخصية العربية في التاريخ، وان تتعاون الأمة العربية مع سائر الامم على كل ما يضمن للانسانية سيرها القويم الى الخير والرفاهية.

 

المادة ( 4 ) :- حزب البعث العربي الاشتراكي اشتراكي يؤمن بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية لانها النظام الامثل الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق امكانياته وتفتح عبقريته على اكمل وجه فيضمن للامة نمواً مطرداً في انتاجها المعنوي والمادي وتآخياً وثيقاً بين افرادها.

 

المادة ( 5 ) :- حزب البعث العربي الاشتراكي شعبي يؤمن بأن السيادة هي ملك الشعب وانه وحده مصدر كل سلطة وقيادة، وان قيمة الدولة ناجمة عن انبثاقها عن ارادة الجماهير، كما ان قدسيتها متوقفة على مدى حريتهم في اختيارها. لذلك يعتمد الحزب في اداء رسالته على الشعب ويسعى للاتصال به اتصالا" وثيقا" ويعمل على رفع مستواه العقلي والاخلاقي والاقتصادي والصحي لكي يستطيع الشعور بشخصيته وممارسة حقوقه في الحياة الفردية والقومية.

 

المادة ( 6 ) :- حزب البعث العربي الاشتراكي انقلابي*، يؤمن بأن اهدافه الرئيسية في بعث القومية العربية وبناء الاشتراكية لا يمكن ان تتم الا عن طريق الانقلاب والنضال، وان الاعتماد على التطور البطيء والاكتفاء بالاصلاح الجزئي السطحي يهددان هذه الاهداف بالفشل والضياع لذلك فهو يقرر :

 

أ  - النضال ضد الاستعمارالاجنبي لتحرير الوطن العربي تحريراً مطلقاً كاملاً.

ب – النضال لجمع شمل العرب كلهم في دولة مستقلة واحدة.

جـ - الانقلاب على الواقع الفاسد انقلابا" يشمل جميع مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

 

المادة ( 7 ) :- الوطن العربي هو هذه البقعة من الارض التي تسكنها الامة العربية، والتي تمتد ما بين جبال طوروس وجبال بشتكويه وخليج البصرة والبحر العربي وجبال الحبشة والصحراء الكبرى والمحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط.

 

المادة ( 8 ) :- لغة الدولة الرسمية ولغة المواطنين المعترف بها في الكتابة والتعليم هي اللغة العربية، مع مراعات الخصوصية القومية والثقافية للقوميات المتآخية مع العرب والتي تشكل جزءا محترما من الأمة.

 

المادة ( 9 ) :- راية الدولة العربية هي راية الثورة العربية التي انفجرت عام 1916 لتحرير الامة العربية وتوحيدها.

 

المادة ( 10 ) :- العربي هو من كانت لغته العربية، وعاش في الارض العربية او تطلع الى الحياة فيها، وآمن بانتسابه الى الامة العربية.

 

المادة ( 11 ) :- يجلى عن الوطن العربي كل من دعا او انضم الى تكتل عنصري، وكل من هاجر الى الوطن العربي لغاية استعمارية.

 

المادة ( 12 ) :- تتمتع المرأة العربية بحقوق المواطن كلها، والحزب يناضل في سبيل رفع مستوى المرأة حتى تصبح جديرة بتمتعها بهذه الحقوق.

 

المادة ( 13 ) :- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم والحياة الاقتصادية كي يظهر المواطنون في جميع مجالات النشاط الانساني كفاءتهم على وجهها الحقيقي وفي حدودها القصوى.

 

فمباديء الدستور توضح الرؤية المبدئية والصحيحة للمواطن، وتبين بدقة موقف الحزب من التعددية في الوطن العربي، كما توضح فهم الحزب الإنساني البناء لعلاقة الأمة العربية مع أمم وشعوب الكون.

 

 





الاربعاء٢٦ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد ابو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة