شبكة ذي قار
عـاجـل










تنـاول الكثير من المتابعين للشأن العراقي والعربي خطاب المناضل عزت الدوري الذي ألقاه في الذكرى 65 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ومرور تسع سنوات عجاف على إحتلال العراق . والخطاب يتضمن جوانب مهمة عديدة ، أسهب البعض بتناول كثير من الجوانب التي وردت في الخطاب وما أفرزه الاحتلال ، وقدرة أهل العراق على هزيمة المحتل بشكل نهائي مهما تعددت مسميات الاحتلال ألامريكي الصهيوفارسي .


إلا إن ما يهمنـا وما نحاول مناقشـته في سطورنا ، هو ما أشار اليه المناضل والمجاهد عزت الدوري في الثلث الاخير من خطابه ، وذلك كان منتظرا من حزب البعث العربي الاشتراكي أن يبادر لتقييم المرحلة الهامة من تاريخ العراق والتي كانت تحت قيادته دستوريا وقانونيا وسياسيا. إن حزب البعث العربي الاشتراكي قادة العراق وحقق الكثير من الانجازات ، في التعليم والصحة والزراعة والصناعة والجيش والبنية التحتية ، وكلها لامست واقع الحياة العامة للشعب العراقي ، وما رافق المرحلة من سلبيا أنعكست أيضا على المواطن العراقي . ومن أجل تقييم منهجي وعلمي حريص ومنطقي للمرحلة لابد أن يمارس النقد والتقييم من قبل أبناء شعب العراق وأحزابه الوطنية المناهضة للاحتلال وشخصيات سياسية ، من خارج الحزب ، ولا ينحصر التقييم بالحزب وحده لاثراء هذه الدراسات التي تعكف عليها قيادة قطر العراق عن المسيرة والمرحلة عموما .


إن أهم خصائص الحركة الثورية التي تمثل حركة المجتمع وهمومه ، هو قدرتها على النقد الذاتي والعمل على تقييم المرحلة للنهوض بالحركة وتجديد ثوريتها وتشكيل رؤيا سليمة للمرحلة المستقبلية.


ومن إشتراطات النقد والتقييم ، الوعي والموضوعية والقصد المخلص في النقد والذي يعتبر عاملا مهمأ وأساسيا في أحقية الناقد والمساهم بالتقييم . وبما إن كل تجربة في الكون لها أنصارها وأعدائها فينشطر التقييم لفريقين حتما والتداخل بين الفريقين يشكل خطرا كبيرا على التقييم والنقد للمرحلة . إن أنصـار التجربة الثورية واللذين يسعون لتثوير كل مراحلها والمراحل المستقبلية سينهضون بدور فعال قوي وأصيل لتقييم المرحلة بأيجابياتها والتمسك بها وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة والسلبيات التي مورست بأسم الدولة والحزب وهي من خارج سياق المنهج العام والاهداف الثورية . وإن بعض من أنصار التجربة من هم ليسوا مؤهلين للفصل بين النقد والتشويه ، فهم يعتبرون إن التجربة مُثلى لايحق لأحد نقدها أو اي نقد هو جلــد للذات ، بذلك يندفع لتسويغ الاخطاء والممارسات الغير أصيلة والغير منسجمة مع أهداف الحركة الثورية . وهم عادة ما يحابون مواقع الخلل ويمارسون إرهابا فكريا يمنع الاخرين من اداء ممارسة النقد البناء النصوح . إن هذه المجموعة الانفعالية تلتقي بالهدف الذي يمارسة أعداء التجربة اللذين يتعمدون الافراط في عملية النقد والقول بفشل كامل التجربة وهم الشامتون دوما ولا يبحثون إلا عن مواقع الخطاء والسلبيات والاساءة للجوانب البناءة والمضيئة والنهضوية للمرحلة .
إن الاخلاص في القصد والنقد يجب أن يمـر عبر قنـوات هادئـة وبطريقة مباشرة وهديا بالامام الشافعي رضي الله عنه حيث قال :


تعمدني بنصحك في انفرادي **** وجنبني النصيحـة في الجماعــة


لذا يتطلب من حزب البعث العربي الاشتراكي مد جسور التواصل مع القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والشخصيات الوطنية للتداول في هذا الجانب المهم من حياة العراق السياسية واعطاء الضوء ألاخضر لاستلام أراء ونقد هذه القوى والشخصيات والتي تعرف قنواة الاتصال حيث إن الحزب موجودا بالساحة الوطنية النضالية .

 

 





الاربعاء٢٦ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة