شبكة ذي قار
عـاجـل










 

( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )

صدق الله العظيم

 

 

 

أسباب العداء الغربي للعرب ووسائله:

 

هذا هو المشروع القومي العربي وهذا هو المشروع الإمبريالي الصهيوني، وهذه مصادرهما القيمية والأخلاقية، وهنا تتضح بجلاء أسباب العداء والعدوان الإمبريالي على العرب، ومشروعهم القومي، وتنكشف بجلاء الأسباب الحقيقية لعداء أمريكا للبعث العربي الإشتراكي، فهي توضح بشكل كامل أن قوى الإمبريالية تعتبر العرب والإسلام أعداء لها، بسبب نهي الدين عن البغي والعدوان، وإن العرب الذين هم حملة رسالات السماء جميعا مؤمنين بشكل مطلق بذلك، وتنكشف مبررات القرار الأمريكي الساقط من كل النواحي، قرار حل حزب البعث العربي الإشتراكي، وإجتثاث الفكر القومي الإيماني الإنساني، وإطلاق يد مرتزقها ومساعدتهم وتمويلهم وحمايتهم لقتل مناضلي الحزب وكوادره وقياداته، لا لكونه حزبا عنصريا أو متطرفا، أو عدواني يعتمد القتل والإرهاب وسيلة بعمله، بل لأنه حامل لواء الحق والإيمان والتصدي للشر والعدوان، ولأنه المعبر الحقيقي عن روح الأمة وقيمها وضميرها الحي، وهو يدها الطولى وعقلها المدرك وقائد جمع الإيمان بوعي في المواجهة الفعلية ضد البغي والعدوان والمنكر، من خلال حمله لمشروع أمة الرسالات، لأن المشروع القومي الإيماني العربي ذو البعد الإنساني يمثل قوى الحق والخير بكل أبعاده، والمشروع الإمبريالي الصهيوني يمثل قوى الشيطان والشر بكل أبعاده، ومن هذا قلنا في بداية دراستنا إن كل قوى الخير والإيمان والتحرر دينية كانت أو قومية أو وطنية لا يمكن إلا أن تكون حليفة للبعث الرسالي في مشروعه وجهاده، ومن يتخلف أما أن يكون جاهلا بكل الحقائق أو منافق يدعي المقاومة والكفاح والجهاد والتدين والوطنية، وقد تناولت في دراسة نشرت سابقا على موقع المنصور والبصرة، بعنوان، دروس من العدوان على العراق .. أبرز قواعد الإستراتيجية الإمبريالية الصهيونية في حربها الكونية الثالثة على البشرية، وقد ححدتها بالأمور الآتية، وبينت الأسس التي جعلتني أثبتها، وإعتبرتها قواعد لإستراتيجيتهم:

 

1.     فرض الحصار: كوسيلة ردع وقتل جماعي ضد الشعوب.

2.     تحشيد العملاء في الخارج والداخل وتحريكهم: أي أستخدام المواطنين المعارضين كمرتزقة.

3.     نشر الفتن وتمويلها وتغذيتها لتدمير بنية المجتمع.

4.     إستباحة مقدسات الأمم والشعوب لإذلالها.

5.     نهب وتدمير ثروات الشعوب.

6.     تدمير حضارات الشعوب وسرقة الآثار.

7.     نشر الفساد وتنصيب الفاسدين واللصوص حكاما.

8.     نشر وتغذية وتمويل الإرهاب وتوسيعه، ليكون سلاحا ضد الشعوب، فالارهاب هذه المرة داخلي ضمن الشعب الواحد، أو بين الدول المتجاورة.

9.     قتل وتهجير المفكرين والكفاءات الوطنية، وهذا قتل للشعب ونهوضه.

10.   تفتيت البلدان والعمل على تجزئتها لإضعافها وربطها بمشروعهم.

11.   تدمير بنية الدول ومقوماتها.

12.   تدمير المشروع الوطني والقومي الإنساني للأمم والشعوب، وإستهداف هويتها الوطنية والقومية.

13.   قتل المدنيين بالقصد، وإعتبار كل أبناء الشعب هدف معادي.

14.   إنتهاك حقوق الإنسان بل إستابحتها

15.   تكتيم الأفواه وأستهداف الصحفيين والاعلاميين، في الوقت الذي تستخدم إعلامها كعامل رئيسي في الحرب ضد الشعوب.

16.   العمل على توسيع أعمال الشر،والعمل لنشوء مافيا شريرة في كل العالم.

17.   إستهداف البنية القيمية للمجتمعات والأمم، لأن ذلك يكون أبرز عوامل فنائها.

18.   إستهداف البنية الصحية للمجتمعات.

19.   إستهداف البنية الثقافية والتعليمية، بغية تجهيلها وتأخرها.

 

إن ما حدث في العراق بعد إحتلاله وتدميره وقتل شعبه، وما يحث اليوم فيه وفي غيره من بلدان العرب، يعطي صورة واضحة للعداء الإمبريالي الأمريكي الصهيوني للأمة، ويعكس نموذجا حيا لأهدافها الشريرة، ويفضح كذبها في شعاراتها، وإدعاء إعلامها الموجه للتدمير الفكري والنفسي للعرب خصوصا والمسلمين عموما، يؤكده ما جرى في ليبيا والصومال وفلسطين ولبنان واليمن وسوريا وتجزئة السودان، ونشر الفتنة وتغذيتها في مصر وتونس، ماهو إلا إمتداد لذلك العداء والمنهج والمشروع العدواني الشرير، وهو ليس تكتيكا لخدمة هدفها المرحلي، السيطرة على منابع الطاقة وإستخدامها في تركيع الدول الكبرى، كالصين والهند واليابان والبرازيل وحتى تركيا وغيرها، بل هو إستراتيج دائم يهدف إضافة لذلك تدمير الأمة وشرذمتها وتفتيت دويلاتها، وزيادة تجزئتها وتدهورها، وتبديل قيمتها وثوابتها الدينية، وفقدان هويتها، وإستمرار التناحر بين مكوناتها، بحيث يصل الى مراحل خطيرة قد تصل الى فنائها، فقد صار طرح مفهوم الإسلام المعتدل مرادفا لتنفيذ المشروع الإمبريالي، وهو خطوة بإتجاه إيجاد مفاهيم مغايرة لحقيقة ما جاء في القرآن والسنة النبوية الشريفة، اللذان يشكلان المرجع الأسي للإسلام، وذلك من خلال طرح المذهبية والفقه في الفرع الدينية بديلا للرسالة الحق، وبدأت الدوائر الإمبريالية منذ فترة في إعادة مفاهيم الكنائس المسيحية العربية التي تدين برسالة نبي الله وكلمته لمريم العذراء السيد المسيح بن مريم عليهما السلام، ونقل الفهم الأوربي المتحلل دينيا، والضال عن رسالة الحق التي جاءت في إنجيل نبي الله عيسى عليه السلام، ووظف لذلك كثير من البعثات  التبشيرية والمبشرين اللاهوتين الضليعين في علم اللاهوت والأديان لهذا العمل العدواني، وتغلغل أساتذه غربيون يحملون الرؤية البروتستانتية والإنجيلية الأمريكية المتصهينة، في أديرتنا وكنائسنا لغرض تحريف مفاهيم السيد المسيح عليه السلام، وبدأ العمل على إحداث شروح كبيرة متجهة للعداء والغلو والتطرف، والضياع الديني الذي يؤدي لإنقسام إجتماعي وخلاف ديني يقود لتفتيت المجتمع وتمزيق وحدة الأمة، وتنافر أبنائها، بل تصل الى مستوى الفتنة والإحتراب الداخلي بين الأخوة، فطرح مفاهيم غريبة كالهلال الشيعي، والإصولية الإسلامية، وتعدد الأحزاب الدينية الطائفية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، هي مشاريع هدامة ومرحلة لتقسيم المسلمين في العالم الى سنة وشيعة، وهو مرحلة ستستمر إن لم ننتبه لأبعادها وأهدافها المدمرة لتصل الى القتال ضمن أمتنا العربية والإسلامية، لتأتي بعدها مرحلة أخرة وهي التفتيت الأكبر على أسس الفقهاء فيصير كل فقه أمة لحالها (التخندق المذهبي)، فهل علماء الدين غافلون عن هذا المخطط الشرير؟ وهل مفكري الأمة على إختلاف توجهاتهم الفكرية لم يدركوا ذلك؟ وهل لم يتنبه فقهائه مسلمين ومسيحين لهذا المخطط الشرير والغاية منه؟ ولم يفقهوا أبعاد المخطط الشرير ويواجهوه بتوعية الشعب العربي وفق المنهج الديني الصحيح؟ وتكون الكنائس والمساجد دورا للعبادة الحقة، التي أولها توحيد اللع تعالى والتعليم الديني وفق مضامين الرسالات المقدسة، كما وردت في الكتب المقدسة وهدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وليس إجتهادات الفقهاء، الذين لم يقصدوا بفقههم غير رضا الله وتوضيح مضامين الدين للعباد، ولم يدر في خلدهم ما هي نتائج الفتنة والتعصب؟ ولماذا نهى عنها الله في كتبه المنزاة للبشر ولعنها جميع الأنبياء؟ فكما قلت وأعيدها إن كل مؤمن بوحدانية الله ويعمل صالحا سيجزى بعمله وهذا نص رباني، وكل مسلم هو سني وشيعي في ذات الوقت، لأن ما من مسلم لا يتبع سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وما من مسلم لا يحب آل رسول الله، فكلاهما فرض ورد نصا في القرآن المجيد، كما هو مطلوب من مفكري العرب السياسين وطلائعه المناضلة إداراك أبعاد ذلك العداء وخطره؟ ووضع الخطط والبرامج لمواجهته، والعمل لتوضيح ذلك للناس، ودعوتهم أن يتوحدوا ويعوا ما يخطط لهم، والعمل لقيام جبهة تضم كل قوى التصدي والرفض للمشروع الإمبريالي الإرهابي الشرير، الذي تقودة اليوم أمريكا وحليفتها الصهيونية العالمية، جبهة تضع العمل الصالح وفق شرع الله تعالى، وهدي أنبيائه ورسله عليهم السلام وكتبه المقدسة رائدها، وتجعل مصلحة الأمة - التي هم جزء منها- فوق كل إعتبار وتنافس حزبي ومصلحة فئوية، فالمطلوب من كل المؤسسات الدينية والإجتماعية والتربوية والتعليمية والثقافية والحزبية العمل على ذلك، ونشر قيم المحبة والسلام والتسامح والتعاون والألفة بين مكونات الأمة، ومطلوب من كل الخيرين والمفكرين دينيين وسياسيين ومثقفين العمل على تشكيل جبهة عريضة من كل الأمة لمواجهة المشروع الشرير، نعم جبهة مقاومة حقيقية راسخة الإيمان بنصر الله وقدرات الشعب والأمة، أللهم أنت الهادي للصراط المستقيم، وأنت الناهي عن البغضاء والمنكر، وأنت المنذر للبشر من البغي والعدوان، وأنت الحافظ لعبادك من كل شر، وأنت هازم الأحزاب ومشتت كيد أعدائك وأعداء الدين، من الأشرار جند الشيطان، وأنت ناصر المؤمنين، وأنت السلام ومنك السلام، فإهدي قومي إلى طريق الخلاص والحرية والسلام، وأنصرنا فنحن عبادك،وأهدنا فأنت الهادي العزيز القدير.

 

 





السبت٢١ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة