شبكة ذي قار
عـاجـل










الذي يتطلع إلى البرنامج السياسي والنظام الداخلي لحركة الإصلاح والتنمية ( كتلة الحل ) يرى فيه الكثير من التعقيدات والمفارقات السياسية المذكورة ضمن فقراته والذي لا يسر المتصفح له وبالأحرى لا يشد القارئ على مواصلة إكماله والسبب في ذلك إما لكونه برنامج سياسي مستنسخ وحسب العادة المعمول بها في الكثير من الأحزاب والكتل السياسية الرخيصة المبتذلة التي ظهرت على الساحة العراقية بعد احتلال العراق والمتشابه في نوتة التعبير الإنشائي  ( الملطخ ) بالكلمات والجمل الوطنية ، أو انه كتب من قبل شخص تاجر بعيد عن ثقافة السياسات الداخلية والخارجية ولكنه ذو نظرة بعيدة المدى يستثمرها حال تيسر وقت ضرفها لمنافع شخصية سواء كان ذلك الظرف في الداخل أو مع من يريد السوء بالعراق من الأنظمة العربية المعروف موقفها تجاه العراق أو مع دول جوار العراق .

 

نظام داخلي مشوش وغير واضح لاحتوائه الكثير من الألغام المدفونة فيه ناهيكم عن كثرة تكرار الكثير من الكلمات والأسماء الموجودة ضمن فقراته , وكأنه يوحي لمن يقرؤه بأنه كتب على عجل وكما استنسخ الدستور الطائفي وترجم من اللغة الانكليزية إلى اللغة العربية ، وأعلن فورا من وسائل الأعلام بعد إكمال ربع أو نصف المشاورات الابتدائية لمن ترأس مجموعة تشكيل هذه الحركة ( الحل ) بأقل من ساعة ، وهذ يوحي للقارئ أيض بأنه نظاماً داخلي قد اقر وأعلن من قبل شخص أمي لا يجيد كتابة الخطابات السياسية ، وإنما تم تكليفه في إكمال كتابته وفق أهداف رسمت من قبل رئيسه ، ثم إعلان بوستراته التي ظهرت أيام الانتخابات الماضية ، والتي حيرت الكثير من أبناء العراق حال إلصاقها في شوارع العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية والغربية كدعاية سياسية لهذه الحركة لم فيها من مهازل الأسئلة الغير مفهومة لأبناء الشعب وهم يرون الإبهام يشير إلى أمور غير معروفة للمتطلع الذي يتطلع عليها حين يقرأ عبارة ( أين الحل .. الحل موجود!!! ) .

 

نظام داخلي لحركة سمت نفسها بحركة الإصلاح والتنمية ( الحل ) فيه الكثير من المفارقات والمغالطات التي تجعل من القارئ أن يكون بعيدا جدا عن خيالات التمني في تحقيق أهدافها . ومن تلك التعقيدات ما ذكر في البند الأول من نظامه المعروفة ب ( الهوية الوطنية ) التي وصفتها كتلة ( الحل ) في خمس نقاط متشابكة وغير واضحة أدت إلى خلط الحابل بالنابل لتكون مشوشة لكل من يقرأ تعريفها المذكور في النقاط الخمسة والتي عَرَفه الكثير من السياسيين بأنه التعريف المتداول والمنسوخ لدى الكثير من الأحزاب والكتل والتجمعات السياسية التي ولدت بعد احتلال العراق وفق المنهج الديمقراطي الإرهابي التي جاءت به أمريكا إلى العراق .

 

من حق الكاتب أن يوضح بعض المواد التي ذكرته فقرة ( الهوية الوطنية العراقية ) كي لا يظلم هذه الكتلة السياسية التي انحرفت انحرافاً خطيراً عن مساره الوطني حينم ادعت بأنها كتلة وطنية أبان تشكيلها ، والتي تم ذكرها في نظامها الداخلي عندم وصفت الهوية الوطنية بأنه ( عمقت من مفاهيم الحرية والحوار وحقوق الإنسان وخلقت تفكيرا في صفوف ( الحل ) من المدافعين عن الحق والعدالة والمساواة والحرية والمؤمنين باعتماد حرية الحوار وقبول أراء الآخرين نظاما للحكم وأسلوب الحياة ) ،ومرة يصفها من خلال م ( حدده الحل في كونه حركة سياسية وطنية اجتماعية !! تؤمن بان العراق جزء من الوطن العربي والعالم الإسلامي !!! ) وأخرى تصفه ( بالأفكار والمبادئ الإنسانية المتمثلة في احترام حقوق الإنسان والمجتمع المدني ومؤسساته وحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية وحرية الرأي والتعددية الفكرية والتنوع الثقافي وتنمية قيم التسامح الاجتماعية والدينية والعلم والعمل !!! وأخرى إيمانه بالتعددية السياسية وبأهمية وجود المعارضة السياسية كحق وطني ومصدر قوة للدولة والمجتمع ، وأخرى وحسب وصفه ( يركن الحل في مبادئه وبرنامجه إلى القوى الاجتماعية في نهضة البلاد ) .. وهكذا في الفقرات الأخرى ( الحريات العامة ،والدستور ،والاتفاقات والمواثيق الدولية الداعمة لحقوق الإنسان ، والاقتصاد والتنمية ،ووضع إستراتيجية نمو للاقتصاد الوطني ، والعمل للجميع ، ومكافحة الفقر ،والخصخصة ، والشفافية ، ومكافحة الفساد ، وخدمات الإسكان ، والصحة العامة والتربية والتعليم ، والمجالس البلدية ،والمرأة ، والطفولة ، ومؤسسات المجتمع المدني ، والفكر والثقافة ) ... عجيب لمن وضع هذه الكلمات ضمن جمل لا تدل ولا تعني مطلقاً للمعنى الحقيقي للهوية الوطنية !!!!.

 

والدليل على ذلك هو وصفه للهوية الوطنية للعراق وليس هوية العراق بأنها تؤمن بالعراق جزءً من الوطن العربي والعالم الإسلامي !!! ، وصف ناقص ومدسوس وفيه الكثير من التعقيدات والمغالطات التي جعلت بكل من يقرأها أن يشخص غباء وجهل رئيس هذه الكتلة ( جمال الكربولي ) بما يعنيه في هكذا وصف ، هل هو مصطلح يراد منه أن يكون وسيلة لمصالح شخصية يفكر بها رئيس هذه الكتلة مع بعض الدول الإقليمية المجاورة للعراق وبالتحديد إيران لغرض استقطابها من اجل مصالحه ومصالح أشقاءه الذين حصلوا وبمباركة إيرانية على حقائب وزارية في الصناعة والكهرباء ، أم أنه تكتيك معين لاستثمار مواضيع كثيرة ومهمة تقربه إلى إيران من خلال وصفه ( الهوية الوطنية ) بأنها جزء من العالم الإسلامي ؟ متمنياً من السيد ( جمال الكربولي ) رئيس كتلة ( الحل ) بالرغم من حصوله على شهادة الدكتوراه أن يطلع ويقرأ جيدا وبتمعن لتاريخ العراق الذي حدد هويته بالهوية العربية التي هي روح الإسلام أينما وجد على الكرة الأرضية .

 

الشيء الغريب الذي لاحظته ويلاحظه الكثير من العراقيين في هذا النظام الداخلي لكتلة ( الحل ) هو عدم تطرقه إلى ( الصناعة والكهرباء ) اللتان هما روح الحياة واللتان أصبحتا بفعل من وافق على هذا التعريف سواء كان ذلك بفعل المحاصصات أو التوافقات المصلحية الشخصية أن تكون من نصيب هذه كتلة ( الحل ) واللتان لم يستفيد منها أبناء العراق الذين تم ذكرهم في تعريفه للهوية الوطنية سواء كان ذلك ( العمال وأصحاب المهن الحرة والفنيين والطلبة الذين انهوا دراساتهم الجامعية وكل اختصاصاتهم الفنية وجميع الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود والمتوسط ) ، ولا نعرف السبب في ذلك هل هو أيض تكتيك سري من قبل رئيس كتلة ( الحل ) السيد ( جمال الكربولي ) في تشغيل التابعين له من المقربين في هاتين الوزارتين لتمرير عقود وهمية تدر المليارات من الدولارات التي ودعت سابقاً وستودع مستقبلاً في الكثير من البنوك العربية والأجنبية ، والتي أشارت لها الكثير من وسائل الأعلام المقروءة والمرئية والسمعية العراقية والعربية ؟ ، أو بسبب إعطاء رئيس هذه الكتلة التي أصبح برنامجها مهزلة للكثير من المخضرمين في السياسات الدولية الصفقات تلو الصفقات إلى أشخاص بعيدين كل البعد عن ما وصفه نظامه الداخلي مقابل الاستفادة في الحصول على مبالغ كبيرة أو لتسهيل أحالة عقود الاستثمارات في الكثير من المصانع والمعامل ومحطات توليد الطاقة الكهربائية مقابل ملايين الدولارات ؟ .

 

وأخيرا هناك شك في برنامج هذه الكتلة السياسية وبالتحديد في رئيسه ( جمال الكربولي ) وهذا الشك ولد في نفوس الكثير من أبناء العراق من خلال مقارنتهم بين ما قيل من رئيسها أبان تشكيلها وخوضها الانتخابات مع فعله السياسي الذي تزامن مع استلامه وشقيقه للوزارتين ( الصناعة والكهرباء ) اللتان أدتا بالابتعاد عن مضامين نظامها الداخلي حرفي سواء كان ذلك في ( الحريات العامة ،والدستور ،والاتفاقات والمواثيق الدولية الداعمة لحقوق الإنسان ، والاقتصاد والتنمية ،ووضع إستراتيجية نمو للاقتصاد الوطني ، والعمل للجميع ، ومكافحة الفقر ،والخصخصة ، والشفافية ، ومكافحة الفساد ، وخدمات الإسكان ، والصحة العامة والتربية والتعليم ، والمجالس البلدية ،والمرأة ، والطفولة ، ومؤسسات المجتمع المدني ، والفكر والثقافة ) وإهمال وإبعاد أنصارها من خلال عدم تشغيل وتوظيف من ساندها وانتخبها ، وبين من تريد ترسيخ علاقة هذه الكتلة السياسية لمصالح رئيسها المستقبلية مع دول الجوار .. والدليل على ذلك ما تناقلته العديد من الصحف المحلية والعربية والأجنبية للمصدر الحكومي الذي رافق رئيس الوزراء إلى إيران عندما سلم شقيقه ( احمد الكربولي ) وزير الصناعة رسالة من رئيس كتلة الحل ( جمال الكربولي ) إلى ( سعيد جليلي ) رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني التي تضمنت وحسب ما أشارت له الصحف العراقية والعربية إلى الوضع الحالي للقائمة العراقية وما يحدث في صفوفها من خلافات ، وكذلك توسل السيد ( جمال الكربولي ) برئيس مجلس الأمن القومي الإيراني لإبداء مساعيه في تشكيل حزب جديد يؤمن بالهوية الوطنية العراقية وليس هوية العراق بأنه جزء من العالم الإسلامي ثم مطالبته الملحة في دعم وإسناد إيران التي اعتبره ( جمال الكربولي ) وحسب نظام كتلته السياسية الداخلي ( الحل ) جزء من العالم الإسلامي والأكثر من ذلك وصفه الحزب الجديد الذي سينبثق قريبا على العالم الإسلامي بأنه نقطة انطلاق جديدة في العملية السياسية العراقية !!! نقطة انطلاق جديدة حسب ما أعلنته وسائل الأعلام العراقية والعربية لتحقيق مشروع الوحدة بين العراق وإيران .. وبهذا يرضى لنفسه أن يكون العراق تحت سيطرة إيران وتابعاً لها .

 

 





السبت٢٨ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد العال ألنجفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة