شبكة ذي قار
عـاجـل










الاستهتار والصلف والغطرسة التي ميزت تصرفات حكام طهران وبالذات في التعامل مع العرب لم يكن امراً طارئاً فرضته الظروف الراهنة وانما هي صفات لازمت هؤلاء الحكام منذ ان نّور الاسلام ديارهم على ايدي العرب ومن خلال العراق،وقد ظهرت هذه الصفات بشكل فاضح في ظل"الجمهورية الاسلامية " وفي تصرفا ت الحكام الملالي وفي عموم السياسة الايرانية ومنذ الايام الاولى لقيام نظام خميني عام 1979 وقد تمثل ذلك في ردّ [ خميني ] على رسالة التهنئة التي بعثها الرئيس العراقي [ احمد حسن البكر ] الذي اختتم ردهّ بـ "والسلام على من اتبع الهدى" معبراًعن حاجته هو للهدى لما في داخله من حقد وبغضاء، وهو ردّ عدواني يفتقرلأبسط متطلبات اللياقة والكياسة والذوق واصول التعامل بين البشرشعوباً ورؤساء؟ وكان من نتائج سياسة جمهورية خميني الملوحة بشعار" تصديرالثورة " اندلاع حرب الثمان سنوات مع الجارة المسلمة العراق { 1980ـ 1988 } التي جاءت نتائجها بما لاتشتهي سفنهم ،بعد ان اثبت العراقيون شجاعة في القتال والصمود حتى النصررغم عدم التكافؤ،ليجبروا خميني على تجرع " سم الهوان " باعلانه قبول وقف الحرب مما جنب المنطقة العربية شروروعدوانية الحكام الفرس لعدة سنوات،واليوم يتأكد مرة اخرى صواب موقف العراق انذاك في تصديه بقوة وحزم لسياسة الملالي التوسعية على حساب الامة العربية ؟ والاّ لكان الخليج العربي اليوم جزءاًمن " امبراطورية فارس " ، وقد بانت لمن لام العراق انذاك واتهمه بمحاربة " جارة مسلمة وثورة شعبية فتية ؟".. حقيقة هذا النظام وحكامه المتبرقعين بـ { عباءة الاسلام } وحقدهم واطماعهم ومخططاتهم العدوانية تجاه شعوب ودول المنطقة العربية ، فا لملالي هم من تسبب ودفع وبدأ هذه الحرب قبل اندلاعها رسمياً في 22 /9 / 1980 ،اذ تمكن العراقيون الاشا وس من اسقاط احدى الطائرات المغيرة على بغداد واسرطيارها الذي تم الاحنفاظ به حتى الاحتلال عام 2003 كواحد من الادلة القاطعةعلى ان.." ايران هي البادية بالعدوان" ، اذا ما اضيف لها ما تعرض له العراقيون العاملون في السفارة والقنصليات والمكاتب والمدارس العراقية في طهران وعبادان والمحمرة من اعتداءات، والقصف الذي تعرضت له القرى والمدن والمخافر الحدودية من قصف..؟ ولانعلم مصير هذا الطيار بعد ان عمل عملاء واتباع النظام في بغداد وميليشياتهم والحرس الثوري ، بعد الاحتلال، على طمر كل الادلة وملاحقة وتصفية كبار الضباط والمقاتلين وكل من دافع عن العراق في هذه الحرب؟

 

سياسة التحدي والغطرسة

وبعد ان تمكنت ايران من البروز كقوة اقليمية بعد مشاركتها الولايات المتحدة في تدمير واحتلال العراق واطلاق يدها لبسط نفوذها، والتمدد على دول الجوار وبالذات على اقطار الخليج العربي .. راحت دولة الملالي تمارس سياسة التحدي والغطرسة بشكل جلي ووقح مستغلة افرازات وتداعيات الظروف الاقليمية والدولية ، حيث الضعف العربي بشكل عام ، وغياب الدور الريادي بعد ضرب قوة العراق واحتلاله ومواصلة اضعافه وتفتيته ، فضلاً عن التواطؤ الاميركي ـ الاسرائيلي في دعم الدور الايراني الحالي الذي يخدم مصالحهما لاسيما وان الادارة الاميركية الحالية منصرفة للشأن الداخلي حيث انتخابات الفترة الرئاسية الثانية والازمة الاقتصادية الداخلية والمالية الدولية ، وطالما ان السياسة الايرانية الحالية في المنطقة ستدفع عرب الخليج الى الارتماء اكثر باحضان الاميركان والغرب والسماح بالمزيد من القواعد العسكرية وتخويفهم بـ " البعبع الايراني"وحاجتهم الى الحماية وما يرتبط بذلك من شراء وتكديس الاسلحة وهدرالاموال والثرات العربية ؟وقداتصفت السياسة الايرانية بالتحدي السافر للارادة الدولية ولارادة دول وشعوب المنطقة في نشاطها المحموم لامتلاك السلاح النووي، والتهديد بغلق مضيق هرمزالشريان الحيوي الذي يتدفق منه النفط والغازالعربي الى دول العالم الخارجي، والتحرك اقليمياً في صراع تنافسي مع الطامعين الاخرين ،تركيا واسرائيل، على منطقة الشرق الاوسط بعد غياب العرب،والادعاء بالبحرين والتهديد بضمها الى الاراضي العربية المحتلة، كاقليم الاحواز العربي، والجزر الاماراتية الثلاث، والتحدي السافربقيام الرئيس الايراني [ نجاد ] بزيارة جزيرة " ابو موسى" والاعلان عن اقامة قاعدة عسكرية فيها مع نصب الرادارات ومنظومات الصواريخ والادعاء " ان السيادة الايرانية على هذه الجزرغير قابلة للبحث ".. فيما وصف [ مهمترست ] الناطق بلسان الخارجية للايرانية رد فعل الامارات ومجلس التعاون الخليجي بانه " تدخل في شؤون ايران" ، فيما اعتبر [ حسيني ] عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني" ان موقف الامارا تيين مثير للسخرية " واضاف [ ولاياتي ] مستشا ر المرشد الاعلى خامئني " "ان الجزر الثلاث جزء من ايران ولاقيمة لموقف الاماراتيين " كما اختتم [ خامئني ] هذه التصرفات الاستفزازية المقصودة .. بزيارة القوات البرية المتجهة للجزبرة في اشارة للتضامن مع زيارة نجاد ؟ اما قائدهم [ خميني ] ، وفي الايام الاولى لقيام جمهورية ايران الاسلامية صرح معلناً .. " ان لايران الحق في الهيمنة على منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية " وهذا ما يعيد الى الاذهان ما جاء في جواب [ حلنجي ميرز ] رئيس وزراء ايران اوائل القرن العشرين بعد الادعاء بعائدية البحرين لايران.. رداًعلى رسالة [ لابروين ] وزبر خارجية بريطانيا التي اكد فيها " ان لااحقية لايران في ارخبيل البحرين ولا على الخليج كله " فكان جواب ميرزا.. " ان الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة ..ان الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزره وموانئه بدون استثناء ينتهي الى فارس ؟".. فأي تحد اكثر وقاحة وعدوانية واستفزازاً مما تفضحه حقيقة مواقف وسياسة حكام طهران عموماً ، ومما يفعله اليوم ملالي ايران وعلى رأسهم مرشدهم الاعلى ؟ واي اسلام يبيح انتهاك سيادة جارعربي مسلم ،واحتلال ارضه ،والتدخل في شؤونه الداخلية ؟ واي شرع او دين يبررما فعله ويفعله ملالي ايران من جرائم وحشية وافعال شوفينية على الساحة العراقية بعد اطلاق يد ايران فيها اثر المشاركة في تدمير واحتلال العراق عام 2003 ، وهي افعال لايمكن ان تصدر الاّ عن عدو حاقد يضمرالشر والبغضاء للعرب عامة الذين ا دخلوا في القادسية الاولى ـ الاسلام لينّور بلاد فارس فـ " كسروا ظهر العجم وهدموا حضارة المجوس " وللعراقيين خاصة الذين تصدوا في ـ القادسية الثانية ـ لعدوانية ملالي طهران الجدد فردوا كيدهم في نحرهم مجنبين الاشقاء العرب والمنطقة شرورهم ، فـ" ملالي ايران المعممين" الى اليوم ومنذ دخول اتباعهم وميليشياتهم.. العراق مع المحتل الاميركي ..يواصلون حرب ابادة ضد العراقيين ، مع ان اياديهم لم تجف بعد من دماء الابرياء في حرب الثمان سنوات، ومما اقترفته ايديهم من جرائم وافعال انتقامية ضد العراقيين عند اجتيازهم الحدود واستباحتهم للمحافظات الجنوبية والشمالية غدراً{ من الظهر} قبيل توقف العدوان الثلاثيني الغاشم في اواخر شباط من عام 1991، والعودة بحقد وضغينة ، بعد احتلال العراق في العام 2003 ،لارتكاب ابشع الجرائم بنفس طائفي مقيت وانتقامي بغيض،مع استمرارعمليات التصفيات والنهب والتدمير والتخريب ،فاحتلوا ابار النفط الحدودية واطلقوا"حرسهم الثوري، وفيالق {قدس الملالي} و{بدرالحكيم } ،وعصابات وفرق المالكي{ القذرة } وعشرات المليشيات الطائفية " في اعمال قتل ونهب وقرصنة منظمة لسرقة كل ما امتدت اليه اياديهم من نفط وثروات واموال والممتلكات الخاصة والعامة.. لتضاف الى الطائرات العراقية الـ " 132 " التي اودعت لديهم ـ كأمانة ـ قبيل عدوان 1991 فصادروها؟؟ كما اغرقت دولة " ولاية الفقيه "؟ الاسواق العراقية بالمخدرات ومختلف انواع الحشيش وحبوب الهلوسة والبضائع الفاسدة ،كما قامت بتحويل مجاري الانهر المشتركة وتوجيه المبازل والنفايات الكيمياوية باتجاه اراضي البصرة الزراعية ، فعم الجفاف والعطش والجوع ونفقت المواشي وهي لمواطنين من "عرب البصرة الشيعة؟" ومن خلال اتباعهم ممن هم في " سلطة المنطقة الخضراء" يواصلون سياسة ابعاد العراق عن بيئته العربية ومسخ هويته والايغال في تدميره واضعافه وتفتيته على اسس طائفية واثنية؟ تنفيذاً لهدف اميركي ـ صهيوني ـ فارسي مشترك، وهذا ما اعترف به [ افي ريختر ] وزير الامن القومي الاسرائيلي السابق بقوله " خيارنا الاستراتيجي الان ..ابقاء العراق متشظياً بعد سحقه كقوة عسكرية وبلد موحد ؟ " ويقر بأ ن هدفهم الاستراتيجي هو.." منع العراق من العودة الى ممارسة دوره العربي والاقليمي، ووجوب بقائه مقسماً ومعزولاً عن بيئته الاقليمية؟"

 

روحان متنافرتان

وبعد كل هذه الجرائم والافعال الشنيعة ..تأتي دعوة نائب الرئيس الايراني [ رحيمي ] بعد لقائه في طهران مع [ المالكي ] الى ان.. " ايران مصّرة على مشروع اتحاد العراق بجمهورية ايران الاسلامية " لانهم ـ حسب رأيه ـ " روحان في جسد واحد "؟ ولانعلم على اي اساس سيقوم هذا الاتحاد ؟ ربما على اساس طائفي ، وفقاً لعقلية ملالي ايران لنشرأطاعة " الولي الفقيه"؟ ، فاذا كان هذا ما وراء هذه الدعوة اذ لايوجد اساس غيره ؟..فالعراق العربي ،وعلى مر العصور، لم يكن طائفياً ،وشعبه فسيفساء زاهية الالوان ،يجمعه الاخلاص والولاء للوطن وتتلاشى امامه كل هذه المفاهيم الطائفية الضيقة والتقسيمات السقيمة ، كما ان شيعة العراق الحقيقيين لايجمعهم بـ" شيعة ايران الصفويين " اي رابط لاعقائدي ولامذهبي ، فشتان بين الاثنين ، اذ اساء الفرس الصفويون ببدعهم ونحلهم و دجلهم وشعوذتهم وفتاواهم واحقادهم الدفينة كثيراً.. الى "آل بيت الرسول الكريم" والى "المذهب الجعفري" الذي يتبعه شيعة العراق ؟ ويبدو ان ملالي ايران لم يتعظوا من حرب الثمان سنوات ، اذ كان هؤلاء ممن راهنوا عليهم طائفياً.. في الطليعة مع الشعب العراقي بكل طوائفه ممن تصدوا للخطر الايراني الزاحف بأطماعه واحقاده باتجاه الخليج العربي على طريق احياء حلم " امبراطورية فارس "فأوقفه ابناء العراق الاشم بكل اقتدار ورجولة ، واجبروا خميني وجوقة الملالي على تجرع سم الهزيمة ؟ ثم كيف تجمع روحان متنافرتا ن ومتناقضتان في كل شيء في جسد واحد ؟ اذ لايوجد مشترك واحد ،على الاقل، يقربهما الّا اللهم ان رحيمي قد بنى دعوته الى الاتحاد بين البلدين على اساس ان ارض العراق شبيهه با رض اقليم الاحواز وهي امتداد لها .. فهذا صحيح لان الاحواز عربية ارضاً وشعباً، وقد كانت امارة عربية حتى عام 1925 عندما احتلتها ايران بعد سجن اميرها الشيخ خزعل وقتله ؟ وارضها واهلنا هناك كارض وناس العراق ولاتمت لايران بصلة ؟ ولايجمع ايران بالعراق الاّ الجوارالمشترك وهذا ما كان وبالاً على العراق وشعوب المنطقة العربية حيث الحروب والدماء والخلافات والنزاعات المستمرة { ليت بيننا وبين فارس جبل من نار..؟} ،ثم لم يذكر التأريخ ان ارض السواد وبلاد ما بين النهرين كانت امتداداً لبلاد العجم او بلاد خراسان ؟ او ان العراق مهد الحضارات ومهبط الاديان والرسالات وموطن الانبياء والرسل كان امتداداً لارض فارس المجوسية؟ وحتى العراق الحالي بوضعه المزري في ظل النفوذ الايراني الواسع.. فان شعبنا العظيم ، رغم قهره وهول ما جرى له ،لايمكن ان يضع يده بيد حكام ايران القتلة والمجرمين ، ولايمكن ان يسمح حتى بقيام " زواج متعة "وفق بدع وفتاوى الملالي المتهتكة والمنافية للشرع ؟ وحتى الخونة والاتباع في العراق، على وقاحتهم وقة حيائهم ، لايملكون الجرأة على المجازفة بالثناءـ علناً ـ على دعوة رحيمي بما فيهم المالكي الذي لم ينسب اليه اي تصريح او تعليق بهذا الخصوص حتى وهو بين اسياده الملالي في زيارته الاخيرة الى ايران وكذلك بعد عودته الى بغداد ؟ فالدعوة الى الاتحاد تعني في قاموس حكام طهران ..ضم العراق كخطوة متقدمة ولبنة اساسية في اقامة ما يسمى بـ "الهلال الشيعي" وذلك بالامتداد واحتلال دول الخليج العربي وصولاً الى افغانستان وباكستان؟ ومن بد يهيات اقامة اي اتحا د بين بلدين ان يكون هناك احترام متبادل ،وليس العكس كما هو حاصل في تعامل دولة الملالي مع العراق كـ { ضيعة } من ضياع امبرطورية فارس ، وان حكام هذه الضيعة اتباع وليسوا انداداً لهم ، وهذا ماجرى مع [ المالكي ] في لقاءاته في ايران فلم يرفع خلفه علم العراق ، وانحنى امام المرشد الاعلى بدون ربطة العنق التي نزعت تماشياً مع الرغبة الايرانية ، و امر باستقدا م من تخلف من العملاء والاتباع من اقطاب التوليفة الطائفية الحاكمة ، فجاءوا صاغرين منحنين لـ .. [ خامئني ] الذي امرهم بدعم حكومة المالكي ومحذراً من الانهياروالانقسام بقوله " ان البعض لايروقه ان يشاهد العراق قوياً" ويقصد بالعراق القوي هنا المالكي؟ ، فهو بالتأكيد لايقصد العراق كبلد تستهدفه الاستراتيجية الايرانية بالاشتراك مع المخطط الاميركي ـ الاسرائيلي لـ"ابقاء العراق متشظياً بعد سحقه كقوة عسكرية وبلد موحد " كما ان [ الكاكا طالباني ؟ ] لم يحظ باي لقاء في زيارته الاخيرة لايران اذ استقبله فقط وكيل وزارة الخارجية ؟ فاي صلف وغطرسة، واي تعامل مذل لايقبله الاّ العملاء الاذلاءامثال هؤلاء { الدمى الخزافية } ؟

 

وليس من باب المقارنة فـ" .. شمس عراق البعث وصدام ، لايغطيها غربال سلطة المنطقة الخضراء ،ولادعاية اسيادهم المفضوحة " نستذكر بفخر واعتزاز كيف كان العراقي محترماً مهاباً اينما حل، وكان الرئيس الراحل [ الشهيد صدام حسين ] لايتساهل مع اي سفيراو مسؤول ينحني امام رئيس دولة اياً كان؟ ، فالعراقي عزيز النفس ويجب ان يظل شامخاً مرفوع الرأس، بعكس ما يفعله اليوم صنيعة المحتل ممن وضعهم على رأس السلطة في بغداد من الاذلاء الصغار الذين لاينتمون لعراقنا الاشم ؟، وكيف كان يتعامل قادة ورجال العراق مع هؤلاء الملالي وهم في عقر دارهم في المباحثات التي اعقبت حرب الثمان سنوات ، وللتأريخ كان [ الاستاذ طارق عزيز ] على ما معروف عنه من كياسة وهدوء.. الند الشجاع والمحاور الصلب دفاعاً عن قضية العراق وكانت ردوده على تخرصات من يحاول الاساءة شديدة ومفحمة وهذا ماحصل في اول زيارة لطهران في 9 ـ9 ـ 1990 بعد توقف الحرب بين البلدين، وبداية حصار الظالمين و التحضير للعدوان الثلاثيني الغاشم..كان الوفد العرقي برئاسة الاستاذ طارق عزيز الذي ردّ على الرئيس الايراني انذاك [ هاشمي رفسنجاني ] بكل شجاعة وحزم وحدة تتناسب مع شماتة رفسنجامي وتشفيه بعد ان عجز عن معرفة ما يدور في عقل القيادة العراقية ومعنويات العراقيين ليوصل رسالة الى اسياده في واشنطن ؟ وتكررنفس الموقف مع رفسنجاني اواخر ايام عدوان1991 عندما اجبر الوفد العراقي المتوجه الى موسكو لمناقشة مبادرة الرئيس [ غورباشوف ] لوقف العدوان.. بالتوجه الى طهران ؟ حيث يفترض ان تكون الطائرة الروسية التي ارسلت لتقل الوفد العراقي موجودة في مطاركرمنشاه حسب الاتفاق لكن الايرانيين اجبروها على الهبوط في طهران ليرتبوا لقاء مع رفسنجاني لكي يظهرالايرانيون ،امام وسائل الاعلام ، بمظهر المساهمين في هذه المبادرة ، ولغاية في نفس يعقوب..؟ وقد سما العراقي الاصيل برد يتناسب ووقاحة جار شامت حيث" اسوّد وجه رفسنجاني" الذي طالب في هذا اللقاء ـ بعد ان نفث بعض سموم حقده ـ ان يسلم العراق { مجاهدي خلق } او يسمح للحرس والجيش الايراني بدخول الاراضي العراقية لتصفية هؤلاء {المنافقين} ظناً منه ان العراق بعد هذا العدوان الرهيب قد ضعف وانه سيرضخ لهم ؟؟؟. ومما اجاب به رئيس الوفد العراقي [ الاستاذ طارق عزيز ] .. ان هؤلاء مناضلون وهم دخلاء لدى دولة مسلمة فكيف يسلم الدخيل، والرسول محمد " ص " اجار حتى المشركين، ثم انهم مسلمون والذين لديكم مما يسمى باحزاب معارضة عراقية من صناعتكم الطائفية كـ { المجلس الاعلى وبدروالدعوة}..هم الخونة والمنافقين ؟؟ واثناء المفاوضات غير المباشرة التي جرت في جنيف بين الوفدين العراقي برئاسة الاستاذ [ طارق عزيز ] نائب رئيس الوزراء،وزير الخارجية ، والايراني برئاسة [ علي اكبر ولاياتي ] وزير الخارجية ،كان الاستاذ طارق يرد ويفند ويدحض وكان، مثلاً، يصحح مباشرة ولايسمح ، بان يسمى الخليج العربي بـ " الفارسي" او شط العرب بـ "اروند رود " او المحمرة بـ " خرمشهر " والاحواز العربية بـ " اقليم خوزستان".فضلاً عن المواقف الشجاعة والصلبة في اللقاء الشهير مع [ جيمس بيكر ] وزير الخارجية الاميركي قبل اسبوع من شن العدوان الثلاثيني الغاشم، وفي لقاءات مجلس الامن والمنظمات الدولية وبعض عواصم الدول الكبرى وغيرها .

 

ما المطلوب ؟

ان تردي وضعف العرب والتفريط بالعراق القوي والتآمر على دوره الريادي ، وبسبب سياسة واشنطن في تمكين ايران من بسط نفوذها على العراق وغض النظر عن سياسة الملالي التوسعية على حساب العرب .. هو ما وراء هذا الصلف والغرور والغطرسة والاستهتار والتحدي التي ينتهجها جكام طهران في التعامل مع دول الجوار العربي ، وان السكوت على ذلك سيدفع الملالي الى الزحف واجتياح عموم المنطقة ، وهذا ما يؤكد رؤية البعث من ان عدم استعادة العراق القوي ليقف بوجه هؤلاءستؤدي الى" نتائج كارئية في مقدمتها سقوط دول الخليج العربي في قبضة النظام الايراني الصفوي " فالعرب ودول مجلس التعاون الخليجي..هم من سيدفع الثمن غالياً جراء سياسة الاستهتاروالغرور والتوسع الايراني على حساب الوجود العربي ، وان المطلوب عربياً وخليجياً لمواجهة صلف وغطرسة ملالي ايران ومخططاتهم التوسعية يتمثل بالاتي:

 

1 ـ العمل الجاد والمخلص لاستعادة الهيبة العربية باستعادة العراق القوي وبما يعيد للعرب دورهم الريادي والفاعل في المنطقة متناسين كل الخلافات والنزاعات وتكثيف الجهود وشحد الهمم لايقاف المد الصفوي القادم من الشرق بما يحمله من احقاد وكوارث ومخاطر تستهدف وجود وخيرات وثروات الامة العربية، فحكام ايران لايفهمون الاّ لغة القوة وتجربة العراق في حرب الثمان سنوات معهم خير دليل على ذلك، وسرعة عودة العراق تتمثل بالاسناد الفعلي للمقاومة الوطنية البطلة لاجهاض المشروع الصفوي وألحاق الهزيمة بالمحتل الايراني بعد هزيمة المحتل الاميركي واجباره على الانسحاب.

2 ـ اعادة النظر بالسياسات الدفاعية والتسليح لدول مجلس التعاون الخليجي خاصة وبما يعزز من القدرات الدفاعية والهجوية وتحديث قوة وتسليح وتدريب واعادة بناء قوات { درع الجزيرة } كنواة لجيش الخليج العربي الموحد والتعجيل بخطوات اعلان اتحاد دول الخليج بدلا ً من مجلس التعاون الشكلي الحالي كخطوة جادة عاى طريق تحقيق الوحدة الشاملة بين الاقطار الخليجية الست ومن ثم وحدة العرب جميعاً ، فلا امن ولاسيادة ولا كرامة بدون وحدة الكلمة والفعل معاً، فالامل في دول الخليج المستقرة اقتصادياً وبما تملكه من وفرة مالية عالية بعد ان عمّ الضعف العربي اثر التآمرعلى العراق القوي ؟ وبعد ان بات واضحاً ان جني ثمار ثورات " الربيع العربي "مازال مبكراً؟

 

3 ـ عدم استهانة العرب ودول الخليج العربي خاصة بمخاطر سياسة ملالي ايران المعادية والطامعة ، وعدم الوثوق بـ " العمائم الصفوية " وتطميناتهم لهذا دون ذاك..؟ فهم" ملالي بازاريون " يجيدون اللعب على اكثر من حبل؟ فالخطر شامل لايستثني احداً ، والاعتماد على القوى الاجنبية غير مضمون ، فقد تخلوا قبلكم عن افضل عملائهم،امثال شاه ايران وماركوس الفلبين وحسني وزين العابدين.. و..، فالقوة العظمى المتنفذة ومن معها هم من وراء استفحال امر الايرانيين وتمكينهم من بسط نفوذهم على العراق والتمدد باتجاه الخليج والمنطقة العربية واستخدام .. "الفزاعة الايرانية " لاخافتكم { الدول الخليجية} ليستمرحلب الاموال وتنشيط تجارة السلاح بدعوى الحماية ، واستلاب السيادة با قامة المزيد من القواعد العسكرية ؟ وعلى دول الخليج العربي وتحديداً قطر والسعودية التصرف الحكيم و التحرك المسؤول بما ينسجم و{ المصلحة الخليجية.. على اضعف الايمان ؟}، وبما يحافظ على الامن والاستقراروالوجود بدلاً من ممارسة دور " المطية " والتابع للقوى المتنفذة في العمل على ترويض الانظمة العربية والاطاحة بمن يضعف ولاؤه او يخرج عن " طاعة الكبار"هذا الدورالذي يصب في خدمة المخطط الامبريالي ـ الصهيوني لاضعاف الامة العربية وتفتيتها الى دويلات وكيانات مجهرية بما يسهل انقضاض الاعداء لابتلاع اقطارها تباعاً ودون استثناء فكفانا تآمراً وعنتريات على بعضنا البعض .. فها هي ايران الملالي تتحدانا علناً وتتنكرلوجودكم وتعتدي. بعد ان ساهمتم في ضياع العراق القوي ففقدتم "حراس البوابة الشرقية " الذين ذادوا ، وردوا خطر الفرس الحاقدين عنكم ..فمن سيكون المضحي والحامي بعد ان سلم هؤلاء الكبار بقيادة الولايات المتحدة.. العراق وستسلم المنطقة برمتها الى نظام الملالي في طهران؟ وان الدور بعد العراق سيأتي على الجميع ؟.

 

4 ـ اعادة النظر بالسياسات الاقتصادية والخطط الاستثمارية للدول الخليجية واعادة هيكلة الوضع اقتصادياً ومالياً لتشمل خطط التعاون والتبادل التجاري مع ايران التي تعتمد على دولة الامارات التي توفرللايرانيين اغلب الاحتياجات الاستراتيجية ، وكذا الحال مع قطر والسعودية حيث بلغ ميزان التبادل التجاري بين ايران ودول الخليج العربي عدة مليارات من الدولارات سنوياً ، فملالي ايران بحاجة الى " قرصة " عقابية مؤثرة اذا لم تكن " لطمة " تزيد المصاعب ،مع تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية لاصرار ايران على المضي في برنامجها النووي .كما ينبغي اعادة النظر بـ {العمالة الاجنبية وقانون التجنيس} التي فاق تعدادها عشرات المرات تعداد سكان دول الخليج الست ،وبالذات العمالة الايرانية التي يهدد بها ملالي ايران استقرار وامن دول الخليج ، وتعويض ذلك.. بالعمالة العربية التي لوحظ انخفاض اعدادها في السنوات الاخيرة.

 

5 ـ تسخير وسائل الاعلام، وبالذات الفضائيات الخليجية، وما اكثرها ، لفضح احقاد و سياسات ملالي ايران واطماعهم باراضي وثروات الامة العربية ، والتركيزعلى فضح زيف " اسلام " هؤلاء المعممين ، وتعرية سلاح الطائفية المقيت الذي يجاهرون باشهاره لزعزعة استقرار دول الجوار العربي خدمة لاستراتيجية تحقيق حلم احياء" امبراطورية فارس "؟ وكشف كذب شعارات معاداة الملالي للشيطانين الاكبر والاصغر، حيث التحالف مع اميركا ومشاركتها في تدمير واحتلال العراق وقبله افغانستان ،وقيام الولايات المتحدة بمد جسر جوي لتسليح ايران ،عبر اسرائيل، في الحرب مع العراق والتي فضحتها " ايران كونترا " وسياسة واشنطن اللينة مع طهران بشأن الملف النووي اذ يكشف المسؤولون الصهاينة من ان " اسرائيل لم ولن تكون عدواً لايران ؟" طالما ان " السلاح النووي الايراني سيوجه للعرب "، وهذا ما اكده رئيس البرلمان الايراني [ لاريجاني ] في تصريح له قبل ايام بقوله " ايران لاتعادي اسرائيل ، وان المفاعلات النووية الايرانية لاتشكل تهديداً للامن الاسرائيلي "؟؟؟

 

6 ـ عدم السكوت على احتلال الجزرالعربية الاماراتية الثلاث " طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى" والتحرك على كل المحا فل والمنظمات الدولية والاقليمية ، وليكن شعار الحملة " الوفاء للجزر " كذلك اثارة موضوع اقليم الاحواز العربي ومطالبة ايران بانهاء احتلاله، وفضح سياسة ايران التوسعية وبطلان مطالبتها بالبحرين والرد على تخرصات [ لاريجاني ] رئيس البرلمان الايراني في رد فعله حول الاتحاد المرتقب بين البحرين والسعودية بانه " تصرف بدائي ، وان البحرين ليست لقمة سائغة بامكان السعودية ابتلاعها ؟" ، والرد بقوة على ادعاءات [ حسين شهرياري ] عضو البرلمان..من ان البحرين "كانت المحافظة الايرانية 14 ،وبسبب خيانة الشاه انفصلت عام 1971 ، وانها من حق ايران وليس السعودية "

 

7 ـ العمل على دعم نضال الجبهة الوطنية لتحرير اقليم الاحواز { حزم } وكذلك مجاهدي خلق وفضح سياسات الحكام الفرس العنصرية تجاه الشعوب الايرانية المضطهدة والمتنوعة الاعراق والعقائد كالاكراد والبلوش والاذريين والعرب وغيرهم ، في رسالة تحذيرية لحكام طهران من ان بالامكان فتح اي من هذه الملفات ؟.

 

 

ملاحظة : استكمالاً للصورة ولفائدة المتابع الكريم .. يمكن اعتبارمقال الكاتب الذي تناول فيه زيارة نجاد لجزيرة { ابو موسى } والمنشور في 27 / 4 / 2012 على هذه الشبكة تحت عنوان" التحدي الايراني السافر والاستخفاف بالعرب .. لماذا والى اين ؟ " الحلقة الخامسة .

 

 





الاحد٢٩ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة