شبكة ذي قار
عـاجـل










قابل وجه ربه منذ أكثر من عشرة أيام، في الارجنتين، لكن جثمانه لم يوار التراب نتيجة التحقيق في أسباب الوفاة جدل آخر، مازال اليوم بين مؤيد لدفنه في تونس أو في المنستير وبين جنازة رسمية أو شعبية...


المناضل حسين التريكي، الذي قضى في تونس الثورة، أشهرا معدودة، قد يكون أسر الى أقرب أقاربه، أنه يعود الى 'بيونس آيرس' (الارجنتين) وهو يتلحف بالاستياء مما قد يكون قابله أو لمسه من تعامل الرسميين بالبلاد، ان قبل أو بعد مجيء السلطة الشرعية.


عائلة التريكي الموسعة والتي تنتظر جثمانه بفارغ الصبر، قد تكون أبدت مظاهر من الانزعاج لما يشهده موضوع دفن المناضل حسين التريكي، والذي تحول الى موضوع تجاذبات بين قرطاج (مقر الرئاسة) وشمال الهيلتون (مقر وزارة الخارجية) ذلك أن كل جهة من هذين الجهتين، ودون أن تعطي أي منهما أهمية تذكر لعائلة الفقيد (البيولوجية) دخلتا في سجال خفي قوامه أين يدفن التريكي، اذ قرب صالح بن يوسف أو حذو الحبيب ثامر، في روضة الزعماء بمقبرة الزلاج في العاصمة، كما أن السجال الآخر وهو خفي كذلك يربط بين عائلة التريكي وبعض من يعتبرون حسين التريكي وكذلك يعتبرهم هو، أنهم الأقرب إليه كزعيم ومناضل، وموضوع هذا السجال أين يقضي جثمان الفقيد، ليلة النزول من الطائرة وهو موعد 'رجّحته بعض مصادرنا، أنه لن يكون قريبا ... فقد علمنا أن السيد عبد الفتاح مورو، عبر عن نيّته، بل ربما عزمه على أن يقضي جثمان الفقيد الليلة الفاصلة بين الوصول من الأرجنتين والدفن في بيته بالضاحية الشمالية علما وأن ابن الفقيد السيد عمر التريكي، أين قضّى حسين التركي أيام إقامته بتونس، قبل أن يغادرنا مؤخرا، يقطن في المدينة الجديدة قرب مدينة رادس...


لأنّ سلطات الأرجنتين مازالت ام تفرج عن جثمان الفقيد لأن بها قانون يمنع مغادرة جثة قتيل أجنبي قبل 40 يوما من وفاته .
الفقيد حسين التريكي، الذي لا يزال جثمانه في المستشفى 'ببيوس آيرس'، مازال أيضا قيد سجال ثالث بين قاضي التحقيق الذي استعان بشريط فيديو تأكد من خلاله أن سائق الشاحنة دهس الفقيد قرب الجامع، بدون دوافع أولية أو مهيّأة، حيث أفادنا ابنه الأستاذ عمر التريكي أنه اتصل بالقائم بالأعمال بسفارتنا في 'بيونس آيرس'، وقال له الاخير أنه تأكد بأن قاضي التحقيق قد اعتمد على الشريط (البلدية تضع كاميرات في الأماكن المرورية الحساسة)، واعتبر أن الذي وقع لحسين التريكي هو حادث مرور، ذلك أن مجموعات مساندة للمناضل حسين التريكي من المسلمين، اعتبروا أن هناك مؤامرة ضد التريكي، مما حدا بالسائق الى الفرار لأيام الى حدود سؤاله من حاكم التحقيق الذي تعطّل بفعل اختفاء السائق المتهم من الجماعة المذكورة لأيام.


ومعلوم ان حسين التريكي معروف بنضاله من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية، وتعرية الصهيونية... وهو شخصية غير مرغوبة من الدوائر الصهيونية. وللرجل كتابات بلغة القوم الذين يعيش معهم، عن الصهيونية كأخطبوط يسعى بالتعاضد مع الاستعمار العالمي الذي ما فتئ ينكب الشعوب في مقدراتها الى السيطرة على التجارة العالمية وعلى الاقتصاد العالمي.


وقد علمنا من مصادر جد وثيقة ان أهل المنستير موطن الراحل حسين التركي، أبدوا رغبتهم في أن يدفن قرب والديه وبين أهله فيما يتفق الجميع من الجنوب الى الشمال في تونس، ان حسين التريكي لا تليق به سوى جنازة شعبية هو الذي أحب تونس الشعب أكثر من اي طرف آخر، سياسيا كان أو زعيما...


ويذكر المقرّبون منه ان تصريحاته الاخيرة كانت شاهدا على ان الرجل هو فوق الصراع البورقيبي اليوسفي رغم انه الى جانب الحبيب ثامر كان من الرافضين لاتفاقيات الحكم الذاتي في 1955 حيث تعتبرها كوكبة من المناضلين صلب الحركة الوطنية التونسية متنفسا للاستعمار الفرنسي الذي خسر معركة 'ديان بيان فو' في فيتنام شرّ خسارة، أكثر منها 'فتحا' لمعبر نحو الاستقلال التام.


من جهة أخرى قد يكون المرحوم التريكي قد عبّر عن أمنيته أن يحظى بجنازة شعبية وأنه لا يريد أحدا من الرسميين يسير وراءه، نظرا الى ما عومل به هنا، لما كان بيننا أسابيع بعد نجاح الثورة وأسابيع بعد انتخابات 23 أكتوبر.


بعض الأقارب كما المقربين من الفقيد، ممّن يعرفون ردود فعله جيدا، لا يشتهون أن يعلّق عنقود لحسين التريكي اليوم، بعد أن قابل وجه ربّه، بعد أن فات الأوان على شهوة أو أمنية قد يكون أسرّ بها، أو جعل من حوله يفهمها، في حبّة عنب.


نحن نقول، رحم اللّه حسين التريكي، فهو ثروة سيتفطّن لها أبناؤنا وأحفادنا في الإبّان عندما تكون هناك إرادة في تونس، لكي يحتفي الوطن بأبنائه المناضلين والمصلحين.

السيد عمر التريكي قال لنا إنه اتصل بإدارة الزلاج بعد أن استمع الى شهادة من السيد عبد الجليل التميمي تقول إن المرحوم قد يكون أسرّ له أنه يتمنى أن يدفن قرب الحبيب ثامر، وأكدوا له الخيار بين اثنين، إما حذو ثامر أو جنب صالح بن يوسف، فأعطى ابنه إمكانية من اثنين إما جنب ثامر أو الى جانب يوسف الرويسي، مع العلم أن الأستاذ عمر التريكي يؤكد لنا، أنه لم يتصل به أيّ طرف رسمي لا من الوزارة ولا من الرئاسة، لا للتعزية، ولا لأخذ رأيه في أي من الترتيبات، ما عدا مكالمة من عبد الفتاح مورو تؤكد مارفضه بالقطع ابنه، الذي ينتظر جثمان والده، لتلقي عليه العائلة النظرة الأخيرة.. والوداع الى يوم اللقاء الخالد.

 

 





الاحد٠٦ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاطمة بن عبد الله الكراي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة