شبكة ذي قار
عـاجـل










يوم أمس ظهر على شاشات التلفزيون العراقية السيد جيمس جفري سفير الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد مؤكدا ان الديمقراطية في العراق قد نجحت لكنها كلفت الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا وأردف متحدثا عن امكانية نجاح التجربة العراقية في المنطقه لكونه يرى وهذه وجهة نظره ان النجاح الذي تحقق في العراق ممكن ان يكون القدوة والنموذج للديمقراطية السليمة .ولا أدري عن اي ديمقراطية يتحدث السيد السفير هل هي ديمقراطية كسر أرادات الشعوب ولي أذرعة حقوق المجتمع ألانساني في العديد من دول العالم عن طريق القوة والأحتلال والسيطرة المباشرة حيث قتلت امريكا ودمرت وشردت الملايين من البشرفي عموم العالم وهي الدولة الأكبر قوة وهمجية في العالم التي تدعي زورا وبهتانا أنها الدولة الراعية لحقوق الأنسان في المجتمع الدولي وهي التي تضرب بعرض الحائط اي توجه سياسي يتعارض مع مصالحها الضيقة وأجنداتها السياسية فنراها تدخلت بشكل مباشر في القضايا الخاصة للدول والتي يحرم القانون الدولي التدخل في مساراتها لأنها تقع ضمن مفهوم السيادة الداخلية للدول وحكوماتها فغيرت بحجة الديمقراطية العديد من أنظمتها القائمة بقيادات فاسدة مفسدة لا تحمل صفة المواطنة بل التبعية والذيلية للولايات المتحدة الأمريكية يقول وليم جوزيف كيسي وهوأحد رؤساء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( عندما نريد ان نختار رئيسا لأحد الدول فأننا سوف نختار من هو الأسوأ فيهم ) ويبدو انه محقا في ذلك والدليل ما نراه اليوم في العراق من قيادات جاهلة طائفيه فوضوية لا تحمل أي صفة من صفات المواطنة الحقة فأشاعت في بلدنا ديموقراطية الفوضى والخوف الديمقراطية الطائفية البغيضة والأقصاء والتهميش والقتل ديمقراطية السجون وأخذ الأعترافات من المعتقلين بالضغط والترهيب وما عرضته يوم أمس وسائل الأعلام في قضية ليث مصطفى حمود الدليمي عضومجلس محافظة بغداد واجباره على الأعتراف وبالأكراه بأنه ينتمي الى تنظيم القاعده ويخطط بمساعدة آخرين للقيام بمحاولة أغتيال رئيس مجلس محافظة بغداد الا الدليل الدليل الصارخ على وضاعة هكذا أنظمة وكذب ادعاء ديمقراطيتها . لقد استغل السجين وجود عدد من الصحفيين في القاعة فأعلن انه بريئ وان ماجرى خلال التحقيق هو مسرحية ففضح بذلك الموقف ممارسات الشرطة العراقية وتمييزها بين مواطن وآخر على اساس طائفي فأذا كانت هذه مقاييس النجاح للبرنامج الديمقراطي الذي تسعى الولايات المتحدة لترويجه في العراق فأنها تكون قد نجحت فعلا في زرع نظام يجهل مامعنى الديمقراطيه طائفي المنهج والسلوك . لكن ان يشاع مثل هكذا نظام ديمقراطي في المنطقة فانها يا سيادة السفير تكون من أكبر الكوراث في التاريخ الأنساني وخيبة أمل كبيرة لشعوب المنطقة التي ترفض هكذا رؤى ديمقراطية تحميها قوى الضلال وتدافع عنها الوصاية الأجنبية وأهدافها المشينة الرامية للأستحواذ على خيرات الشعوب واذلال مكوناتها الأجتماعية وامتلاك مصائرها ونهب خيراتها وتدمير بناها التحتيه وتنصيب انظمة تتصف بالشمولية والتبعية للغزاة.

 

أما موضوع التكلفة الكبيرة التي تحملتها الولايات المتحدة الأمريكيه في العراق والتي أفصح عنها السيد السفير فهي مفخرة ليس للمقاومة العراقية الباسلة التي زادت من تكلفة الأحتلال وأرهقت ميزانيته واجبرته على سحب أغلب قواته الغازية من بلدنا بل لكل الشعوب الساعية للسيادة والأستقلال الناجز.نحن نفهم ان المبادئ الديمقراطية هي تلك القيم التي تفضي قي النهاية الى امتلاك الشعوب لقرارها السياسي والسيادي وحقها في اختيار النظام السياسي الذي ترغب فيه والذي يكفل لجميع المواطنين دون تمييزالمشاركة الفاعلة والطمأنينة والأستقرار النفسي والحياة الحرة الكريمة .

 

 





الاربعاء٠٩ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة