شبكة ذي قار
عـاجـل










3. الأطماع القومية للفرس بين المعلن والمخفي

لقد أثبت التاريخ أن الشعارات الإسلامية التي تنادي بها إيران لم تكن إلاّ مجرّد شعارات للاستهلاك والمخادعة والتمويه، فالحكومة في إيران لا يهمها الإسلام في حقيقة الأمر إلا بقدر ما ينفعها منه لتحقيق أهدافها المبطنة؛ فهي تنفذ إستراتيجية قومية فارسية تحت عباءة الإسلام وبالتحديد المذهب الشيعي الفارسي؛ الذي يختلف في كثير من تفاصيله عن المذهب الشيعي الجعفري العربي الأصيل؛ بل على العكس فهي تبطن حقدا شعوبيا صفويا على العرب والمسلمين, فهم فرس صفويون ويحلمون بتكوين الإمبراطورية الفارسية الصفوية واستعادة ( أمجاد ) الشاه عباس الصفوي, الذي ينقل عنه أحد أهمّ رموز النظام الصفوي المجوسي الإيراني الحالي؛ علي أكبر هاشمي رفسنجاني في كتابه المعنون: ( أمير كبير: سيرة مناضل ضد الاستعمار ) : ( إن نعال واحد من النصارى لهي عندي أغلى من رؤوس كبار رجال الدولة العثمانية ) .

 

وهذا يشابه قول الخميني: ( وأنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر رسول الله ) [الوصية السياسية، الخميني/ ص23], يعني إن الإيرانيين اليوم هم خير من الصحابة.

 

وفي هذا الصدد يقول أبو الحسن بني صدر أول رئيس إيراني عقب ثورة خميني في برنامج ( زيارة خاصة ) على قناة الجزيرة منذ عدة سنوات في إجابته على سؤال المذيع: هل كان الإمام الخميني يحدثك عن علاقته مع الجوار العربي، ومع دول الخليج؟ وهل كانت لديه أطماع في التقدم عسكرياً باتجاه هذه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟ فكان جوابه الآتي: ( كان الخميني يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، وكان مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك ) . وهذا يبين إن الخميني يضع نصب عينيه وصية الشاه رضا بهلوي لولده قبل مماته التي مفادها:[إني قد أمنت لك الضفة الشرقية من ( الخليج الفارسي ) وعليك تامين الضفة الغربية], ويقال إن بهلوي الأب وضع أصبعه على موقع مدينة البصرة في الخارطة باعتبارها الجسر الذي على إيران أن تعبره إلى العالم العربي, وأول العالم العربي هي دول الخليج.

 

وقد جاء في الخطة الخمسينية التي أعدها الملالي بعد ثورتهم التي سموها إسلامية- سنتناول مقاطع منها في المادة التالية- ما نصه: ( لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب ) .

 

كل ذلك يدل دلالة قاطعة على إن السياسة الإيرانية مبنية على تحقيق المصالح القومية الإيرانية وليس على مصالح الإسلام والمسلمين. وهذا ما أكده احمدي نجاد عام 2008م عندما قال لأمريكا وبريطانيا في العراق: [ان الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم من ذلك المستنقع ( في العراق ) بشرط واحد: عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم], يلاحظ إن نجاد يتحدث باسم ( الأمة الإيرانية ) ، وليس باسم ( الأمة الإسلامية ) ، بكل ما ينطوي عليه ذلك من تأكيد قاطع لحقيقة إن السياسة الإيرانية مبنية على تحقيق المصالح القومية الإيرانية وليس مصالح الإسلام والمسلمين؛ ولا يمكن فهم أية ترجمة لهذا القول سوى انه يعني إن إيران تريد التعاون الأوسع.. ( لأنها تتعاون منذ الغزو مع أمريك ) لإخراج أمريكا من مأزقها القاتل في العراق، مع ما يعنيه ذلك من حرمان الشعب العراقي المسلم من حق التحرير بشروطه هو ولمصلحة شعبه, وليس لخدمة مصالح إيران الصفوية.

 

4. مخطط المد الصفوي في الدول العربية والإسلامية

قبل الولوج في موضوع المخطط الصفوي في العراق لابد من بيان طبيعة المخطط الإيراني في عموم المنطقة من اجل استكمال الفكرة عن طبيعة هذا المخطط الخطير:

أ. بعيد قيام ما يسمى بالثورة الإيرانية في طهران قام المعممون الإيرانيون بإعداد خطة عمل خمسينية سرية لتصدير الثورة الإيرانية إلى البلدان العربية والإسلامية نقتطف منها المقاطع التالية:

 

المقطع الأول:

( ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل، ومدّة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة ونوحد الإسلام أولاً؛ لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب ؛ لأن هؤلاء ( الوهابيين وأهل السنّة ) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين ) .

 

المقطع الثاني:

( ... مراحل مهمة في طريقنا:

ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا –العملاء- المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:

 

1- شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان.

2- العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.

3- هناك في بعض الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرون العملاء -الذين أرسلنا- أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذي باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أُخرجت من أيديهم... ) .

 

المقطع الثالث:

( ... وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب –بطريقة سرية وغير مباشرة- استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقاديه باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى، ولا ريب أن هذا سيكون سبباً في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسئولين السابقين أو تبديلهم، وهذه الأعمال ستكون سبباً في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم؛ وهم لذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية والاحتفالات المذهبية أعمالاً مناهضة لنظامهم، وفضلاً عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد؛ وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقا... ) .

 

المقطع الرابع:

( ...وفي المرحلة الرابعة سيكون قد تهيأ أمامنا دول بين علمائها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف قيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة؛ وفي وسط هذه المعمعة فإن عملاءنا ومهاجرينا سَيُعتبرون وحدهم حُماةَ السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوءوا كبرى الوظائف المدنية والعسكرية ويضيقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام، ومن مواقعَ كهذه يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِي بالمخلصين لدى الحكام على أنهم خونة؛... ) .

 

المقطع الخامس:

( .. وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة؛ لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على : الأمن، والهدوء، والراحة، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها.

 

وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد؛ ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة على معظم كراسي المجلس؛ وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدَمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية على بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء... ) .

 

ب. في وثيقة سرية مهمة عثرت عليها المقاومة العراقية عند ضابط مخابرات إيراني أسرته المقاومة؛ كان يقوم بدور منسق العلاقات بين التيارات التابعة لإيران في العراق واغلب الأقطار العربية، وبين المخابرات الإيرانية؛ تم الكشف عن مخطط إيراني جديد مفصل لاستغلال موجة الثورات العربية للسيطرة على العالم العربي، ويظهر فيه نفس الدهاء والخبث الوارد في بروتوكولات حكماء صهيون، ومما يؤكد مصداقية هذا المخطط كونه يتوافق كثيرا مع ما حصل في البحرين وما يحصل في مصر بعد سقوط مبارك، كما أنه متوافق مع المخططات الإيرانية السابقة التي تسربت، مثل الخطة الخمسينية الإيرانية- التي اشرنا إليها آنفا- وغيرها الكثير..

 

وهذا المخطط يتحدث تفصيليا عن الدور الصفوي الواجب القيام به في العراق والبحرين والكويت وقطر والإمارات والسعودية ومصر, قيما يلي بعض نصوص هذه الوثيقة:

 

النص الأول, حول العراق:

( ... بعد تحقيق أهم واخطر أهدافنا في العالم العربي وهو إسقاط نظام صدام ألبعثي والطائفي المجرم لا بد من التمسك بديمقراطية على الطراز الغربي في هذه المرحلة لأنها تضمن لنا عدم عودة العراق إلى نظام قوي وديكتاتوري كنظام صدام, فالديمقراطية الغربية تساعد على دعم الفدرالية والمحاصصات وتلك سياسة تساعد على تفتيت قوة العراق وجعله ضعيفا داخليا وخارجيا وبذلك نتخلص من أقوى اعاقه تمنع أو تعرقل تحقيق أهدافنا في الخليج الفارسي والعالم العربي كله .

 

لقد قمنا بتحقيق الكثير من الخطوات التي تمنع عودة النظام المقبور أو قيام نظام مثيل له يعيد العراق مرة أخرى كسد يمنعنا من الوصول إلى العالم العربي ويشغلنا ويستنزف قوانا كما فعل صدام في حربه العدوانية على جمهوريتنا وهي فتية؛ ولذلك لابد من إبقاء علاقتنا بقادة الأكراد إستراتيجية وعدم التفريط بها لأنها ضمانة لمنع عودة البعثيين أو قيام حكم عسكري سني مجددا، كما يجب توسيع عملية كسب أطراف سنية إلى جانبنا بالإغراء والتهديد، فنحن الآن قادرون على القضاء على أي شخص سني كما إننا قادرون على منحه فرصة المشاركة في الحكم إذا تعاون معنا .

 

لقد أقمنا علاقات ممتازة مع أطراف سنية عديدة مشتركة في العملية السياسية وخارجها, وكان من بين أشكال دعمنا لها مساعدتها ماليا وتوفير إمكانية تأسيس قناة تلفزيونية وإعطائها عقودا ومشاريع تجارية من حكومة بغداد الصديقة لنا، وهذا أسلوب يجب المحافظة عليه من اجل إبقاء العراق متوزع الولاءات الطائفية حتى داخل الطائفة الواحدة وسيطرتنا على كل الأطراف السنية مع منحها الامتيازات التي تطمح إليها.

 

نؤكد إن واجبنا الأول والأخير في العراق اليوم هو منع عودة البعث ومواصلة تصفيته بكافة الطرق ومنها التصفيات الجسدية لقادته وقواعده وبلا إي رحمة؛ بعد أن اكتشفنا انه رغم كل التصفيات التي شملت آلاف البعثيين فانه مازال قويا ويشكل الخطر الرئيسي علينا في العراق. وإذا نجح هؤلاء- لا سمح الله- في العودة للسلطة في العراق؛ فيجب أن تعلموا بان كل خطتنا العامة في العالم العربي ودول العالم سوف تتعرض لتحديات خطيرة وربما تجبرنا مرة أخرى كما حصل في عام 1980م على التحول من الهجوم الذي نشنه منذ إسقاط النظام ألصدامي المجرم إلى الدفاع داخل حدود إيران؛ ولذلك علينا أن لا ننسى إن هدفنا الأول هو تدمير البعث وإكمال القضاء عليه بلا رجعة.

 

ونحن الآن ننسق مباشرة وأقوى من الماضي وبصورة شاملة مع ( .... ) من اجل التعجيل بتقسيم البعث من داخله والحصول على ضمانة ضم تيار باسم البعث إلى العملية السياسية في العراق وتحت خطنا وخطتنا، فلا سبيل للقضاء على البعث ألصدامي إلا بشقه وتصفية المجرم ( عزة الدوري ) جسديا ولذلك لا بد من تحمل وجود تنظيم باسم البعث ينهي البعث ألصدامي ويعمل مع إخوتنا في العراق وان نتخلص من عقدة رفض التعاون مع أي بعثي ولذلك ننبه الأخ إبراهيم الجعفري إلى ضرورة قبول طرف باسم البعث والتوقف عن رفض كل بعثي ) .

 

النص الثاني, فيما يتعلق بالبحرين:

( ... يجب على أهل البيت وأنصارهم في البحرين زيادة الضغط وضمان استمراره وعدم توقفه على النظام، لان البحرين هي منطقة الضعف الرئيسية في دول الخليج الفارسي, ونتوقع إن أمريكا وبريطانيا لن تستطيعا دعم الملك والنظام في حالة حصول مظاهرات وتواصلها وزيادة حدتها وعنفها، وخطوتنا الراهنة هي تعبئة الرأي العام العالمي وفي منطقتنا ضد الملك شخصيا وحاشيته السنية؛ ولذلك يجب أن نجبر النظام على قمع المظاهرات وقتل بعض المشاركين فيها من خلال استفزاز الجيش وقوات امن النظام وضربهم بكافة ما يتوفر؛ وإذا حصل ذلك فان الثورة ضد النظام ستندلع وتزداد قوة وانتشارا وسوف يقف الرأي العالم العالمي مع الانتفاضة ويعزل النظام.

 

ان استغلال صور الجرحى والشهداء الذين سيسقطون ونشرها على نطاق واسع؛ سوف يوفر لنا القدرة على محاصرة النظام وإجباره على ارتكاب المزيد من الجرائم وهو ما نحتاج إليه بقوة لتحقيق احد أهم أهدافنا وهو تعبئة الجماهير في البحرين من خلال تكرار الاحتفال بذكرى قتل الشهداء وإقامة المآتم أسبوعيا وشهريا وفصليا وكل نصف سنة وسنويا حتى إسقاط النظام .

 

والهدف من إزاحة الملك هو إقامة جمهورية البحرين الإسلامية والتي يجب في المرحلة الأولى أن تتجنب إظهار ولائها لإيران وان تعمل كدولة مستقلة نقدم لها الدعم الكامل ولكن بصورة سرية؛ لتمكينها من إعداد الوضع في البحرين خلال الفترة المقبلة لتحقيق الأهداف الأخرى الأهم، كما يوفر لنا ذلك فرصة وضع كل دول مجلس التعاون الخليجي أمام أمر واقع سوف يؤثر بشدة على مواقفها ويجعلها تتقرب من جمهورية إيران الإسلامية وتقدم لها التنازلات لإرضائها وهو ما نريده بعد إسقاط الملكية في البحرين.

 

أما الخطوة التالية بعد إكمال الإعداد النفسي والسياسي والاقتصادي فهي استغلال وجود أغلبية شيعية لإجراء استفتاء شعبي في البحرين لتقرير مصيرها بعد رفع دعوات من أنصار لنا بضمها إلى إيران كمحافظة إيرانية سلبت منا بالقوة, وبعد ذلك سوف تضم البحرين وتعود جزء عزيزا من جمهورية إيران الإسلامية.

 

إن التدرج في طرح المطاليب أمر ضروري لتجنب الوقوع في خطأ الحسابات غير الصحيحة.

ولأجل إزالة العقبات من أمامنا المطلوب كسب اكبر عدد من السنة في البحرين إلى جانبنا بتأكيد إننا لسنا ضدهم فهم إخوتنا في الإسلام وإنما نحن ضد الملك الطائفي والكتلة الطائفية السنية معه... ) .

 

النص الثالث, حول الكويت:

( ... الكويت هي محطتنا الثانية بعد البحرين في دول مجلس التعاون، لأنها مؤهلة للسقوط بين أيدينا إذا أحسنا التصرف، وعلينا استثمار قضية البدون ودفعهم للتظاهر للمطالبة بحقوقهم لان ما حدث في مصر وتونس يساعد على تلبية مطاليبهم الآن, وعلينا استثمار ذلك لأقصى حد وتشجيع مواصلة التظاهر ورفض إنهائه حتى تتحقق المطاليب كلها، كما انه توجد مشكلة السلفيين مع رئيس الوزراء ورفضهم له؛ وعلينا أن نوسع شقة الخلاف بدعم السلفيين أو على الأقل من نستطيع التأثير عليه منهم خصوصا من أعضاء مجلس الأمة، وتقديم إي دعم يطلبونه منا عن طريق جماعتنا في المجلس وهم ليسوا قليلين، وتطوير رفض رئيس الوزراء بتنظيم مظاهرات شعبية ضده نقوم بدعمها بما نملك من جماهير في الكويت بحيث نضع الأسرة الحاكمة أمام خيارين: أما إقصاء رئيس الوزراء أو مواصلة الاحتجاجات والمظاهرات وزيادة حدتها وقوتها وإيصالها إلى حد الاصطدام مع رجال الشرطة وإذا نزل الجيش فان استفزازه كما طلبنا في البحرين واجب لأجل تصعيد عدم الاستقرار وتسخيره لجعل أغلبية الكويتيين مع التغيير خوفا من المجهول والاضطرابات التي ستصيب أصحاب المال بخسائر كبيرة.

 

أما إذا استجابت الأسرة الحاكمة وأقصت رئيس الوزراء فإنها فرصتنا التاريخية لتقسيم الأسرة الحاكمة واللعب على خلافاتها بكافة الطرق لإضعاف قبضتها على الكويت ودفعها لارتكاب أخطاء تؤدي لعزلها وضم اغلب السنة ألينا.

 

ويجب عدم نسيان الأجانب في الكويت فانضمامهم للانتفاضة ضروري جدا؛ لذلك لابد من استغلال سوء معاملتهم والتمييز ضدهم لجرهم ألينا وبذلك نضع الأسرة الحاكمة أمام خيار واحد هو الاستقالة وترك الكويت لأهله من الأغلبية.

 

إن السلفية الكويتية منذ ضرب واهانة النواب متوترة بشدة وتريد الانتقام من الأسرة الحاكمة, وهذه فرصتنا التي ربما لن تتكرر لتوجيه ضربات متتابعة ومنظمة ومدروسة للحكم وإسقاطه في النهاية بالتعاون مع السلفية السنية والتي يجب أن نعطيها دورا كبيرا وفعالا في المرحلة الأولى وجعلها واجهة لعملنا لأجل ضمان إقامة جمهورية الكويت الإسلامية التي ستكون من الناحية الفعلية تحت تأثيرنا الكامل.

 

أما إذا لم تسقط الأسرة الحاكمة لأي سبب أو طارئ فانه ولأجل عدم إعطاء المبرر لأمريكا وغيرها للتدخل في الكويت؛ لإحباط مخططنا فان تغيير فقرات من الدستور في المرحلة الأولى لجعل الأسرة الحاكمة تتقيد بدستور أكثر إلزاما وتقييدا لصلاحيات الأمير يجرده من اغلب الصلاحيات الحالية ويضع السلطة الفعلية بيد مجلس الأمة، وعندها سوف نملك السلطة الشرعية الكاملة لتقرير مصير الكويت وحسم أمره بصورة ديمقراطية مقبولة من الرأي العام العالمي ولا تسبب لنا حرجا... ) .

 

النص الرابع, حول الإمارات وقطر:

( ... فيجب عدم إثارة مشاكل معهما بتأثير تحقيق انتصارات في أماكن أخرى؛ بل يجب التأني والانتظار فالإمارات مركز تجاري دولي فيه مصالح دولية وإقليمية كبيرة؛ سوف تتأثر بأي اضطرابات فيها, وهذا ما سوف يعبئ الرأي العام ضدنا ويزيد من إمكانيات التدخل الدولي فيها؛ لذلك لا بد أن نستخدم أوراق قوتنا بحكمة وتأني, وفي مقدمتها وجود عدد كبير من الإيرانيين في الإمارات كمواطنين وكعاملين والاهتمام بزيادة نفوذهم ودورهم عن طريق الضغط لإجراء إصلاحات تمنحهم المزيد من التأثير السياسي والثقافي خصوصا الضغط لأجل انتخابات ديمقراطية وتحويل الإمارات إلى إمارة ديمقراطية حقيقية.

 

إن النجاح في تحقيق ذلك في المرحلة القادمة سوف يمهد الطريق لنا للسيطرة بالديمقراطية على الإمارات.

 

إما قطر فإنها تلعب دورا عربيا وإقليميا يخدمنا مباشرة سياسيا وإعلاميا عن طريق قناة الجزيرة التي تخدمنا وتقوم بالدفاع عنا بطرق مباشرة أحيانا، وهي بلد صغير ليس أسهل من السيطرة عليه في المستقبل ولكن يجب أن نتذكر بان وجود أهم قواعد أمريكا في قطر يشكل عاملا سلبيا بالنسبة لنا؛ فهي محمية الآن بقوة وتستخدمها أمريكا لتنفيذ أهداف كثيرة لها في العالم العربي؛ ولهذا قدمت على مصر والسعودية وشجعت على أهانتهما مرارا وتكرارا.

 

ويكفي في الإمارات وقطر بعد تحقيق هدفنا في البحرين والكويت إنهما ستكونان في حالة رعب من إمكانية جعلهما مثل البحرين والكويت والعامل النفسي يجب أن يستغل بقوة لأجل الحصول على تنازلات كبيرة من الإمارات وقطر؛ تمهد لخطوات لصالحنا في فترة مناسبة ستأتي حتما وتستطيعون تحديد ما هي الخطوات المناسبة وفقا للظروف التي ستتكون بالتنسيق معنا.

 

ويجب أن لا ننسى ضرورة استمالة المزيد من أمراء الإمارات إلى جانبنا فبعد تغيير البحرين والكويت سوف يزداد عدد الأمراء الإماراتيين الراغبين بالتقرب منا وعندها سوف نوجه الإمارات الوجهة التي نريد... ) .

 

يتبع ..

 

 





الاحد٢٠ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن عبد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة