شبكة ذي قار
عـاجـل










لا شك أن "الأطباء" هم من الطبقة الأجتماعية الراقية الجديرة بالأحترام والتقدير ، ولأسباب كثيرة ، لكن في المهجر أكتشفت أن بعض "الأطباء" ( الذين يتكلمون بلسان عراقي وقلب فارسي ) هم من الطبقة الواطية الجديرة بالأحتقار والتسفيه ، وأقسم بالله ان الخجل ينتابني عندما يقال أن "فلان" طبيب عراقي ، ثقافتهم معدومة ، مستواهم الفكري متدني إلى أبعد الحدود وفوق ذلك دجالون ومنافقون ، على سبيل المثال .. أقام الدكتور "فلنتان" ( معروف من قبلي ) مجلس الفاتحه على روح "قريبه" المتوفى في العراق!!، مع العلم أن الدكتور "فلنتان" لم يرسل "للمرحوم" سنت واحد عندما كان يصارع المرض والفقر معاً!!، لكن بعد أن فارق الحياة .. "صار عزيز"، والسبب أن وفاة المرحوم ستكون مناسبة تجمع الناس في بيت الدكتور "فلنتان"!!، الحقيقة الواضحة أن ( فلنتان ) وغيره يستغلون كل شيء من أجل بناء جسور مع الآخرين ، حتى بالطائفية رغم أن الطب مهنة أنسانية تفرض على صاحبها أن يترفع عن هكذا أنتماءات ضيقة ، لكنهم على العكس يتعمدون أظهار طائفيتهم بشكل واضح ، والعادة المتبعة لديهم هي أقامة مجالس العزاء ( القرايات ) من غير مناسبة ( بحجة النذر ) ، ويدعون القريب والبعيد ( حتى العبد لله حضر بعض تلك الأمسيات ) ، ويبدأ "كرنفال" اللطم والبكاء ومسابقات "اللعن" ، مسرحية تافهة غايتها فقط المراءات وأثبات الأنتماء والولاء الطائفي ، وهم يتسابقون في ذلك بكل الأشكال ، فقد قام أحد هؤلاء المرائون بنشر قطعة سوداء على محيط جدران غرفة الأستقبال ، كتب عليها أسماء أئمة آل البيت ( رضي الله عنهم ) ، وعبارات طائفية مع أحاديث لاتصلح حتى في كتب الأطفال ، بحيث أصبحت ( وأقصد غرفة الأستقبال ) أشبه بالحسينية ، وحتى يحوز على رض ( النطيحة والمتردية من الطائفيين ) ويثبت بصمته الطائفية يظل "يهذي" باساطير المظلومية وينشد فاصل يبكي الصخر ويعجن الحديد.. هكذا فعل "البعثيون" وهكذا فعل "صدام"!!، رحمك الله يا "صدام حسين" ، لولاك لما أصبح هؤلاء "أطباء"!!.

 

معظم هؤلاء "الأطباء" ( الذين نتكلم عنهم ) كانوا يدرسون على نفقة وزارة الدفاع بصفة "طبيب عسكري" ، ففي الثمانينات وبسبب الحاجة للأطباء العسكريين أضطرت الدولة إلى تقليل معدل القبول لكلية الطب للمتعاقدين مع وزارة الدفاع ، فاستغل هذه الفرصة كل من لم يحالفه الحظ بالحصول على معدل عالي ، فترك معظمهم كلية الهندسة وتحولوا للطب ، ولأن كفاءتهم أقل من مستوى كلية الطب وجدوا صعوبة في التأقلم مع العلوم الطبية ففشل منهم الكثير وعادوا أدراجهم لكلية الهندسة ، فيما تميز ( 98% ) من المتبقين بالضعف إلى الدرجة التي لم ينجح أحد منهم في الدور الأول طوال ستة سنوات ، وكانوا مثال للسخرية بين طلاب كلية الطب وأساتذتها ، وبعد التخرج حصلوا على أدنى المعدلات التي لم تؤهلهم للدراسات العليا ، وهاهم اليوم يعملون بصفة "طبيب عام" بدون أختصاص لأنهم كما يقال بالعامية "مو كفو"!!، فترحموا على "صدام حسين" لأنه جعلكم "أطباء".

 

بالنسبة لي أدين بالفضل لـ صدام حسين ( رحمه الله ) لأنه يقف وراء مجانية التعليم ودعم العلم ، فلولا ذلك لما حصلت أنا وغيري من أبناء الدخل المحدود على شهادة جامعية ، المضحك في الأمر أن "أطباء المهجر" يقولون "هذا ليس فضلا ، فهو لم يدفع لنا من جيبه"!!، وأنا اسأل .. هل هناك رئيس يدفع من جيبه للرعية؟!، لماذا تمتدحون الشيخ "زايد" ( رحمه الله ) !!، هل شيد الأمارات من جيبه الخاص؟!، الأمام علي ( رضي الله عنه ) وهو أميراً للمؤمنين كان يدفع للمسلمين من بيت المال ، فهل هذا يعني أن لا فضل له على المسلمين؟!، وأذا كان التقييم يعتمد على ما يدفعه البعض من أموالهم الخاصة لخدمة الناس فأن فضل"عثمان بن عفان" ( رضي الله عنه ) ليس له مثيل ، فقد دفع كل ما يملك لنصرة الأسلام والمسلمين ، فهل نسجل الأسلام بأسمه؟!، ومع هذا أجدادهم قتلوه!!، باختصار .. الذي سعى لخدمة الناس من موقعه ووظيفته لاتحسب له إيجابية ، لأنه لم يدفع من جيبه!!، بينما مراجع الشر والخبث الذين يأخذون الخمس من الرعية يعتبرونهم أصحاب فضل!!، ما هذا التناقض!!.

 

صرفت الدولة العراقية أموال طائلة على تعليمهم وتأهيلهم كأطباء ، في المقابل ردوا الجميل بتلفيق أكاذيب وأفتراءات ما أنزل الله بها من سلطان على النظام الوطني ، من أجل الحصلوا على اللجوء الأنساني في الخارج بعد أن هربوا من العراق بسبب الحصار الأقتصادي!!، وأكرر القول بأنهم هربوا بسبب الحصار الأقتصادي وليس لأمر آخر ، فهؤلاء ليسوا بكفاءات أو أصحاب شأن ليحصلوا على تأشيرة دخول لتلك الدول ، فعمدوا للدخول بطرق غير شرعية ثم لعبت "المظلومية" دورها في كسر الخواطر وتحنين القلوب!!، وياليتهم كانوا صادقين في تظلمهم أو أنهم شردوا وعانوا كما يعاني عراقيو اليوم من الاستهداف على الهوية والأسم ، بل أختلقوا قصصاً من وحي خيالهم لاتصلح حتى في كتاب "ألف ليلة وليلة"، وقد أستغل الإعلام الغربي المعادي للعراق قصصهم ليروج لها ويستخدمها كدعاية مغرضة ضد النظام الوطني في العراق ، فكم كان فعلهم حقيراً إلى الدرجة التي لا آرى فيهم سوى خونة باعوا ضمائرهم من أجل مصلحتهم الشخصية ، وخصوصاً أنهم "أطباء" ، وعندما نقول لهم أنكم لاتستحقون ما صرفته الدولة لتعليمكم ، يقولون أن هذا حقنا كعراقيين!!، طيب .. أين حق العراق عليكم؟!.

 

لازال "أطباء المظلومية" يتباكون من "صدام حسين" ( رحمه الله ) وحزب البعث !!، ويقولون "بسببهم تغربنا"!!، عجيب!!.. لماذا لا يعودون؟!، العراق اليوم كما هم يتمنوه ، لطم ، قرايات ، متعة ... إلخ ، على الأقل يمكنهم الذهاب للزيارة بدلا من أن يلفهم "السيد" نحو اليمين واليسار وهم جالسون في أوربا وأمريكا ويقول لهم "أنتم الأن في الحضرة الحسينية"!!، مهزلة ، لماذا لايعودون ويملئوا الفراغ بدلا من "الهنود" الذين يستوردهم المجرم "نوري المالكي" خاصة وأن العراق ( كما يقولون ) بات جنة عدن!!.

 

من بين "الأطباء" الذي أعرفهم واحد ترك العراق بعد صفحة الخيانة والغدر التي أشترك بها ، وهو في المرحلة الأخيرة من كلية الطب ( لم يكمله ) ، ثم زور أحد أقاربه شهادة تخرج وبعثها له وهو في إيران!!، أما اليوم فهو يمتلك عيادة طبية في أحدى الدول الأوربية ويسمونه دكتور ( !! ) ، والمضحك في الأمر أنه لايفارق الحسينية مطلقاً!!.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

١٠ / حزيران / ٢٠١٢

 

 





الاثنين٢١ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة