شبكة ذي قار
عـاجـل










لماذا العراق ؟


كان العراق واحدا من تلك البلدان، بل هو أخطرها في تصنيف القوى التي تهيمن على القرار السياسي الأمريكي، لأسباب معروفة منها :


1. الثقل الحضاري للعراق عالميا، وتأثير إحتلاله نفسيا على البشرية.


2. العراق وقيادته الوطنية القومية المؤمنة رفضا المخطط الإرهابي الشرير، وقالت قيادته لا للذل والخنوع علنا، ولم تذعن للتهديدات الأمبريالية الصهيونية المعلنة، وهذا موقف إن لم يردع سيكون حافزا للشعوب عموما وفق رؤية البغاة المارقين.


3. العراق ونظامه الوطني القومي ونهجه الأيماني مثل رأس الرمح المناهض للتوجه الإمبريالي الصهيوني الرامي للهيمنة على العالم، في وقت أذعن فيه الكثير من المناهضين للمخطط الإمبريالي الشرير، وهادنوا التفرد الأمريكي وبغيه وخشوه، وهذا النهج لابد أن يدمر وبوحشية كي لا يتكرر، وفق الفكر والمخطط الإمبريالي الصهيوني الإرهابي المارق.


4. العراق وطليعته البعث العربي الإشتراكي يمثل تهديدا فعليا للمشروع الإمبريالي الشرير، فمنهج البعث وبرنامجه القومي قائم على اسس الايمان بالله وشرائعه، الداعية للسلام والمحبة والتسامح، والتعاون بين الأمم والشعوب ،ورفض إستاحة حقوق الشعوب، ورفض العدوان والبغي، ورفض كل رذيلة وفاحشة، ومؤمنا بقوة وداعيا لكل القيم التي أمر بها الله في رسالاته عبر دعوات أنبيائه، ومتمسكا بالقيم والقوانين التي تمخض عنها التطور الانساني عبر التاريخ، وفعلا هذا يمثل تهديدا للمشروع الأمريكي الباغي، والطامع بثروات الشعوب، والمعتمد على القوة الغاشمة، وأسلحة القتل الجماعي والإبادة الجماعية، لتنفيذ غاياتهم الشريرة عبر القتل والجريمة والعدوان، بل إن المشروع القومي يقاطع ويناهض مشروعهم الشرير، فلابد من المواجهة وتدمير ركائزه.


5. الإستعمار الأمريكي الصهيوني الذي يخطط للسيطرة على العالم، بعد تفرده كقوة غاشمة وباغية، عبر السيطرة على محرك الإقتصاد العالمي وهو النفط والغاز بإحتلال منابعه، والذي ظل هدفا إستراتيجيا للدول الإمبريالية لتمويل صناعاتهم، والتحكم من خلال ذلك بالإقتصاد والسياسة العالميين، وهم متأكدون أن مخططهم سيفشل دون إحتلال العراق، وتدمير بنيتة المهيئة لإستعادة نشاطها بقوة رغم ما يواجهه العراق من مشاكل، وتفتيت وإضعاف وحدته الوطنية والإجتماعية التي تشكل أقوى أسلحته، وتفكيك قوته الرادعة (جيش العراق)، فهو درع العروبة ويدها الطولي القادرة على التصدي لكل طامع في أرض وثروات العرب في أقسى الظروف.


6. الفعل الثوري العراقي الخالد، تأميم عمليات شركات النفط في العراق، الذي تحدى الإمبريالية، بقدراتها الكبيرة العسكرية والإقتصادية والسياسة والإعلامية وإنتصر عليها، سيظل نوذجا أمام شعوب العالم يحفز الجميع للتحرر، فلابد من تلافي تناميه بين الشعوب.


7. إن العراق وفي ضوء تحرره الحقيقي بدأ يشكل قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في الوعي القومي العربي، ونموذجا لشعوب العالم الثالث، وقد كان من نتائجه دخول العراق طرفا مؤثرا وفاعلا بوجه العدوان الصهيوني المستمر على الأمة، تمثل ذلك بشكل جلي في إشتراك جيش العراق في حرب عام 1976، وفي موقفه وإقناعه المملكة العربية السعودية بإستخدام النفط سلاح في المعركة القومية، ودعمه المادي لحركات التحرير العربية خصوصا الفصائل الفلسطينية المقاومة.


8. طبيعة المشروع القومي الإيماني الذي يعتمده حزب البعث العربي الإشتراكي، وأبرز أهدافه توحيد الأمة العربية إجتماعيا وجغرافيا، وتحرير إنسانها وثرواتها، وتحقيق العدالة والمساوات بين أبناء الأمة، هذا وفق الرؤية الإمبريالية يمثل تهديدا خطيرا للمشروع الأمريكي الصهيوني، وهو العامل الحاسم في معركة الأمة، فيما لو تحقق فعلا، ولذلك تعتبره أمريكا وكل الغرب الإمبريالي أكبر خطر يواجه مشروعها.


9. المعرفة الحقيقية عند أحبار اليهود من الصهاينة بوعد الله لهم، في أن يسلط عليهم جنده أولي البأس الشديد، وهم يحاولون بكل ما أوتوا من نفير وقوة في تدمير جند الوعد الرباني، العراقيين، ولكفرهم لا يؤمنون بأن وعد الله حق ولا تبديل له، وأن أمره يأتي كلمح البصر.


10. الموقف المبدئي الثابت لشعب العراق قيادته الوطنية من منهج الإدارة الأمريكية المتصهينة، من القضايا العربية والدولية، وخاصة القضية الفلسطينية، وشرعية الكيان الصهيوني.


11. ثروات العراق الكبيرة وخاصة النفطية والغازية، وحجم إحتياطه، فيما لو جمع مع إحتياطيات دول الخليج العربي سيشكل عاملا فاعلا وعنصر حاسم في تحقيق الهدف الأبعد للحرب.


12. ثقل العراق السياسي والعسكرى والإقتصادي على المستوى القومي العربي والإقليمي.


13. موقف العراق شعبا وقيادة من حركات التحرر العالمية، خاصة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ودعمه الكبير لها حتى في ظروف العسر والشدة. كل ذلك جعل أمريكا تضعه أول أهداف حربها على العالم والتي بدأت من الشرق الأوسط.


14. العراق القوي المالك لقدرات بشرية مبدعة، وقادرة على مواجهة الصعاب والشدائد والمطاولة، وبروحية وعقيدة جيشه وإمكاناته العسكرية، يمثل حصنا رادعا للمشروع الصهيوني في المنطقة، ويشكل تهديدا لأمن الكيان الصهيوني.


15. إن البدأ بالعدوان على أي دولة عربية غير العراق يعني مواجهة تلك الدولة مضافا لها العراق، لأن موقف العراق المبدئي معروف ومعلن، وهو أنه سيقاتل جنبا إلى جنب مع أي دولة عربية تتعرض لعدوان وغزو أجنبي ، سواءا من الغرب أو ضمن الإقليم، حتى وإن كانت علاقات العراق مقطوعة مع نظام الحكم في تلك الدولة، ومختلفة مع العراق على قضايا خاصة بالوضع العربي الداخلي.

 

 





الاحد٢٧ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة