شبكة ذي قار
عـاجـل










المسيرات المليونية التي يقيمها العراقيون بمناسبة ولادة أو وفاة الأئمة الأطهار ورموز التاريخ العربي الإسلامي من الصحابة والأخيار فعل تعبيري عميق، لم يفهمه الكثير من المثقفين والصحفين، ويتصوروه خلاف ما يرمي اليه، فأنا أقرأه كالآتي:

 

لابد من تأكيد الحقائق الآتية:

 

1.  أن كل المحتفين بتلك المناسبات محبين بالمطلق لآل بيت رسول الله والرموز التي يحيون ذكراهم، وقتنعون بشكل مطلق بأن الأئمة هم أولياء الله وعباده المتقين، ومن خلال تلك القناعة فإنهم جميعا متأكدون أن الرموز الطاهرة التي يحتفون بهم، ينعمون عند ربهم بنعيم الفردوس الأعلى، فكل المسلمون دون إستثناء يعرفون أين سيكون علي الكرار وفاطمة الزهراء والحسن والحسين صلوات ربي وسلامه عليكم آل البيت، وماذا سيكون جزائهم عند ربهم، إنهم يعرفون مكانهم في عليين مع الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

2.  إن كل مسلم وكل مؤمن عموما يؤمن بشكل تام أن من يعبد الله مخلصا ويتقي ربه جزاءه الجنة، فقول الله تعالى يؤكد ذلك: ( سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) صدق الله العظيم، آل عمران 132، وأن من يقتل أو يموت في سبيل الله له أجر لا يمكن لعقل أو بشر أن يدرك نعيمه، ويؤكده الله عز وجل في القرآن المجيد ذلك: ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ) صدق الله العلي العظيم آل عمران 157، وأن الفوز العظيم للإنسان هو أن يكسب رضا الله الرحمن الرحيم وهي غاية كل مؤمن وأن الموت حق على كل مخلوق: وهاتان الحقيقتان يؤكدهما الله سبحانه بكتابه: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ، صدق الحق، آل عمران 185.

 

هنا لابد من طرح مجموعة تساؤلات:

 

 إذن ما سبب النواح واللطم وما نراه من مظاهر الإحتجاج؟ هل هو حسد للأئمة والأولياء من قبل هؤلاء الناس المحبين لهم لأنهم نالوا الدرجات العلى عند ربهم؟ وهذا ما لا يقبله العقل، ولا يمكن لمحب أن يحسد على الخير حبيبه.

 

أم هل هو إعتراض على أمر الله وقضائه في أن يقتل أي منهم أو يموت؟ وهذا أيضا إفتراض غير مقبول شرعا وعقلا ومنطقا.

 

 إذن ما هذا الذي نراه ويتصوره البعض أنه تعبير عن المشاعر؟  في جانبيه: فمنهم من يعتبره تعبيرا سلبي ناتج عن الجهل، ومنهم يعتبره غلو وتعبير عن التخندق المذهبي.

 

 أنا لا أراها كذلك، وهي فعلا ليست كذلك، بل أراها إستلهام لبطولات أولئك الرموز العظيمة للإحتجاج على الظلم والفساد والإنحراف عن القيم الدينية والأخلاقية والوطنية التي يقوم بها الحكام الحاليون، وإحتجاج صارخ على كل الإنحراف في نظام الحكم والمتسلطين من خلاله على الشرفاء والصالحين في كل حين، فإنما الإعمال بالنيات ولكل إمرء ما نوى، فسلام على شعب الحسجة والفطرة الزكية، ومن لا يصدق تحليلي ليمعن النظر في الشعارات التي يرددها الجمهور الغاضب...

 

 





الاحد ٤ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة