شبكة ذي قار
عـاجـل










7. التوصيات

لقد ظل المشروع الصفوي يمثل أيديولوجية الدولة الإيرانية على مر القرون الخمسة الماضية، وهو الذي يمنحها هويتها ويغذي أطماعها بدول الجوار العربي؛ ولذلك فأن سحق المشروع الصفوي في أرضه هو السبيل الوحيد للحيلولة دون تحوله إلى مشروع صهيوني آخر في المنطقة العربية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال ما يأتي :

 

أ. على الصعيد العربي

(1)  قيام القوى العربية الأصيلة ( رسمية وغير رسمية ) بدعم المقاومة والقوى العراقية المخلصة الرافضة للإحتلال؛ لأنها الطرف الوحيد الذي يستطيع أن يكبح جماح الأطماع الفارسية ويحمي العراق ودول جواره، وبالذات دول الخليج العربي، التي لا زال بعضها يدفع، واهما، نحو تقسيم العراق وتجزئته منطلقا من مصالح أنانية ضيقة تتصور إن تقسيم العراق يصب في صالحها مستقبلاً.

 

(2)  يجب أن تتحمل جامعة الدول العربية مسؤوليتها القانونية والأخلاقية في مواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية، وأن تتخذ ما يلزم من خطوات لدعم القوى العراقية الرافضة للإحتلال وتعترف بالمقاومة العراقية كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق,لا أن تعقد المؤتمرات العربية في بغداد.

 

(3)  تفعيل دور المملكة العربية السعودية كدولة عربية إقليمية مؤثرة خاصة بعد أن إتضح أن إيران تسعى لإضعافها ومنعها من أداء دورها التاريخي كقوة عربية وإقليمية محورية.

 

(4)  دعم المقاومة العراقية الباسلة التي تقاوم قوى الإحتلال الأمريكي-الصهيوني- الإيراني – لاسيما الأحزاب القومية والوطنية العربية - وتنبيه الأحزاب السياسية العربية التي لها دور في صياغة وإتخاذ القرارات في دولها من المخططات الإيرانية الصفوية وعدم فسح المجال للقوى الإيرانية من تمرير طروحاتها المبطنة.

 

(5) القضاء على الخلايا الإيرانية النائمة في الوطن العربي وبصورة خاصة في دول الخليج العربي المفتوحة على مصراعيها أمام الإيرانيين مما ساعد على نشر هذه الخلايا في معظم مفاصل تلك الدول. وقدرت مصادر استخبارية ألمانية بأن "عملاء إيران في دول مجلس التعاون الخليجي ما بين(2000- 3000)عميل. وأضافت تلك المصادر بأن النظام الإيراني قد جند (800)عميل إيراني معظمهم يعملون في السفارات والقنصليات الإيرانية في الخليج تحت حصانات ديبلوماسية؛ وهم يشرفون على تمويل الخلايا وتزويدها بالسلاح والمتفجرات والخطط المطلوب تنفيذها, ومنع دخول الوافدين الإيرانيين إلى بلدان الخليج العربي؛ وتدقيق المعلومات عن الموجودين منهم، وطرد أولئك المشكوك في ولائهم لتلك الدول.

 

(6) تحفيز الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي لاتخاذ عقوبات صارمة ضد إيران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية؛ لأنها تمثل تهديدا حقيقيا للمصالح العربية ودول الخليج بالدرجة الأولى, والمساهمة الجدية في منع وصول المواد المحظورة التي تمكن النظام الإيراني من الاستفادة منها في برنامجه النووي.

 

(7)  فضح الموقف الإيراني المتاجر بالقضية الفلسطينية والتأكيد بأن موضوع التضاد بين النظامين الإيراني والصهيوني خدعة ماكرة الغرض منها خداع العرب وبالذات الفلسطينيين حيث إنجرف مع هذه الأطاريح الوهمية عدد من القياديين والجماهير مع الأسف الشديد. فهذا خالد مشعل يصرح بأن " حماس هي الابن الروحي للإمام الخميني". ويفتتح التقرير الذي أرسله إلى خامنئي حول معارك غزة بـعبارة : (إلى الخامنئي ولي أمر المسلمين)! كما يجب التيقن بإن استهداف إيران من قبل الغرب، هو استهداف مرحلي مصلحي متفق عليه ، ينبغي على العرب الحذر من الوقوع في شراكه، فلا مصلحة للغرب في معاداة إيران, وقد أثبتت أحداث العراق وتطورات الوضع في الخليج العربي بأن المطلوب في المرحلة الراهنة هو توحيد الموقف العربي في التصدي للخطر الإيراني بصفته التوأم الطبيعي للخطرين الأمريكي والإسرائيلي.

 

(8)  الإسراع في تكوين الاتحاد الخليجي الذي كان من المفترض أن يبدأ منذ وقوع الحرب العراقية الإيرانية وليس الآن.

 

(9)  الضغط دوليا لترسيم الحدود (الكويتية الإيرانية)و(الإماراتية الإيرانية) والعمل على استعادة الجزر العربية الثلاث:( أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى)؛  بحيث يتم التباحث بهذا الشأن على إنها حدود لمجلس التعاون وليس لدول بعينها, ولا يجب أن تترك هذه الورقة لصالح إيران لاستغلالها في المستقبل.

 

(10)   أن يحصل تعاونا مخابراتيا عربيا بكل ما يتعلق بالتحركات المخابراتية والجاسوسية الإيرانية وان يجري تنسيقا مباشرا في تكامل وتبادل المعلومات لدى جميع الأطراف العربية, لاسيما الدول المستهدفة من قبل إيران.

 

(11)   مراقبة معارض الكتب والأنشطة الثقافية الإيرانية؛ لان معظمها تستند إلى خطط مخابراتية في غاية الدهاء والفطنة, الهدف منها زرع الأفكار الإيرانية المسمومة بين العرب سيما الجهلة والسذج.

 

(12)   مراقبة وإيقاف تحويل الأموال إلى إيران والى المراجع الفارسية والجمعيات والهيئات الفارسية المحلية ذات الواجهات الإنسانية والثقافية والدينية.

 

(13)   إغلاق أو مراقبة المساجد والحسينيات والمدارس الإيرانية المنتشرة في الدول العربية؛ فهذه الأماكن بالإضافة إلى السموم التي تبثها؛ فإنها غالبا ما تكون أوكارا للتجسس ومستودعات للأسلحة والذخيرة؛ فقد إعترف عدد من العملاء الإيرانيين في العراق بأنهم كانوا يخزنون الأسلحة والذخيرة في الحسينيات قبل الغزو الأمريكي للعراق, وما أن دخلت القوات الأمريكية حتى بدئوا بتوزيعها على عناصر الميليشات الإجرامية.

 

(14)   إعادة النظر بقوانين الإقامة والتجنيس لغير العرب, وتدقيق معلومات وهويات الوافدين والمقيمين الإيرانيين وذوي الأصول الإيرانية والعمل على تقليل أعدادهم إلى اقل ما يمكن؛ فقد أكد تقرير للمخابرات الألمانية وجود "رجال أعمال إيرانيين أو من أصول إيرانية يشرفون على إدارة عدد من المؤسسات الاقتصادية والتجارية والبنوك في دول الخليج ويجمعون معلومات سرية عن بعض المسئولين, وكذلك جمع معلومات عن الأسلحة والطائرات الحربية وطائرات الإنذار المبكر والرادارات والصورايخ, وعن تعداد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والقواعد العسكرية الأجنبية فيها".وقد أشار التقرير إلى تمكن الإيرانيين عبر شبكات التجسس الواسعة من إختراق أشد المواقع الحكومية والعسكرية والأمنية حساسية في دول الخليج. علاوة على إنشاء شبكات بأغطية إقتصادية لمراقبة الأوضاع الاقتصادية وبصورة خاصة السوق النفطية وعمليات التصدير ومواقع المنشآت الحيوية. ولا يفوتنا في هذا المجال أن نشير إلى قيام عملاء كويتيين يعملون لصالح النظام الإيراني عام 1989م بتهريب متفجرات عبر السفارة الإيرانية في الكويت وتفجيرها في مكة المكرمة مما أدى إلى قتل وجرح عدد من الحجاج. وبعد أربع سنوات من هذا العمل الإرهابي قام إيرانيون بتفجيرات الخبر في السعودية أيضا بالتعاون مع عملاء سعوديين يعملون لصالح النظام الإيراني.وفي عام 2008م كشفت فضيحة(بلعبرج) في المغرب بعد أن اعتقلت قوى الأمن المغربية مصطفى صادق(أمين عام حزب البديل الحضاري) ومحمد المرواني( أمين عام حزب الأمة) وعدد آخر من القياديين لتشكيلهم خلية إرهابية في المغرب بدعم وتمويل إيراني. وفي عام 2009م ألقت قوى الأمن المصرية القبض على خلية إرهابية مسلحة لحزب الله تضم (22) عنصرا لتعكير الأمن في مصر والقيام بعمليات إرهابية بإعتراف المتهمين الذي ألقي القبض عليهم, كما ثبت ضلوع إيران بتدريب وتمويل وتسليح التمرد الحوثي في اليمن. إضافة إلى كشف السلطات الكويتية لشبكة تجسس إيرانية على أراضيها.

 

(15)   دعم المنظمات والأحزاب والحركات الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني بما فيها الحركات الاستقلالية للأقاليم والمناطق العربية وغير الفارسية للانفصال عن طهران والعودة إلى محيطها وأصولها القومية، ومنها دعم حق شعب الأحواز العربي في إستقلال إقليمهم المحتل منذ عام 1925م وذلك عن طريق تدويل هذه القضية وطرحها للاستفتاء الذي يتيح لأهلها حق تقرير المصير كما حدث في الجنوب السوداني". وكذلك دعم منظمة مجاهدي خلق من خلال رفع صفة الإرهاب عنها والاعتراف بها كممثل شرعي للشعب الإيراني.

 

(16)   وقف التعاملات التجارية مع إيران  بكل أشكالها, ومنع التعامل مع الشركات ذات الملكية الإيرانية أو التي رؤوس أموالها إيرانية ومقاطعة البضائع ذات المنشأ الإيراني.

 

(17)   منع الممارسات الدينية التي تسيء إلى أصل الدين وجوهره وفرض السيطرة على نشاطات المؤسسات الداعمة للفكر الصفوي.

 

(18)   فضح الممارسات والتدخلات الإيرانية في العراق وبقية الدول العربية على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي والعمل على طرد إيران من المنظمة.

 

(19)   قيام المجموعة العربية في الأمم المتحدة بفضح الممارسات الاحتلالية للحكومة الإيرانية في العراق وبقية الدول العربية والسعي لإصدار قرار إدانة دولي بذلك.

 

ب. على الصعيد الوطني العراقي

 

(1)  يجب أن تتفق فصائل المقاومة العراقية على الأقل على ما يلي:

 

أولا: خطاب إعلامي موحد تفضح فيه أشكال الهيمنة والتدخل الإيراني في العراق وتعري أساليبه ووسائله ومخاطره.

ثانيا: استهداف عملاء إيران وجواسيسها والمتعاونين معها والعمل على تصفيتهم.

ثالثا: استهداف مقرات الفضائيات الطائفية العميلة.

رابعا: استهداف مقرات الأحزاب العميلة والجمعيات والمؤسسات الطائفية الصفوية وشخوصها.

خامسا: التنسيق مع حركات المعارضة الإيرانية لا سيما في الخارج.

 

(2)  قيام المحطات الفضائية العراقية والصحف والمواقع الالكترونية ذات التوجه الوطني المخلص.. وغيرها من وسائل الإعلام ؛ بما يلي:

 

أولا: التأكيد على الوحدة الوطنية العراقية وبيان دور الحكم الوطني القومي في العراق قبل الاحتلال في خلق التلاحم الوطني ودوره في تحقيق الانجازات التقدمية العملاقة على المستويات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.. وغيرها وتامين الأمن والسكينة لأبناء الشعب العراقي.

 

ثانيا: التركيز على التمييز بين التشيع العربي الصحيح الأصيل والتشيع الصفوي الفارسي المزيف.

ثالثا: التأكيد على عروبة الخليج العربي.

رابعا: كشف الدور الإيراني في دعم الجانب الأمريكي من اجل احتلال العراق.

 

خامسا: كشف الأطماع الإيرانية في العراق من خلال الاستشهاد بالوقائع والمستمسكات التاريخية وتصريحات المسئولين الإيرانيين المستمرة التي تفصح عن تلك الأطماع.

 

سادسا: فضح الأحزاب السياسية ذات الانتماء الطائفي الصفوي, والجمعيات والمؤسسات الإيرانية التي تعمل في العراق تحت أغطية وواجهات دينية وإنسانية وثقافية وتعرية أهدافها ووسائلها الرامية إلى تفتيت العراق وإضعافه.

 

سابعا: كشف الدور الإيراني في سرقة البترول العراقي واحتلال إيران لبعض آبار النفط القريبة من الحدود الإيرانية وفضح الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة العميلة مع الإيرانيين ورتبت لهم حقوقا في النفط العراقي زورا وبهتانا.

 

ثامنا: كشف المحطات الفضائية الطائفية الصفوية التي تبث من العراق ومن الكويت وإيران وتفنيد أكاذيبها ومغالطاتها وهي: السلام والعدل ومحطتا أهل البيت والفرات والفيحاء والعراقية وآفاق وبلادي والمسار الأولى والثانية والغدير وكربلاء والفرقان والمهدي والعدالة الأولى والثانية والأنوار الأولى والثانية والمعارف والأوحد والعالم وسحر الأولى والثانية وغيرها..

 

تاسعا: فضح العلاقة الوثيقة القائمة بين من يقود العملية السياسية الآن في العراق المحتل وبين النظام الإيراني وحجم ولائهم لإيران.

عاشرا: فضح النشاطات الثقافية الإيرانية في العراق بما فيها معارض الكتب والكراسات والكتب الطائفية التي تطبع في إيران وتوزع مجانا في العراق أو لقاء أسعار رمزية.

حادي عشر: فضح الممارسات الدينية التي تسيء إلى أصل الدين وجوهره.

 

ثاني عشر: فضح الموقف الإيراني المتاجر بالقضية الفلسطينية.

 

ثالث عشر: بيان الأسباب الفارسية المجوسية الحقيقية لسعي إيران المحموم للحصول على السلاح النووي, والتوضيح بأن هذا السلاح سيوجه إلى الدول العربية؛ لان علاقات إيران مع دول الجوار -غير العربية- جيدة ومبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية على العكس من علاقاتها مع العرب, كما إنها لم تهدد أو تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار الأخرى ولم تعلن عن أطماع توسعية فيها.

 

رابع عشر: حث العراقيين وبشكل مستمر على مقاطعة البضائع والسلع والأدوية الإيرانية لعدم جودتها ولتعمد إضرارها بالمستهلك العراقي.

 

خامس عشر: فضح الدور الإيراني بتحطيم الزراعة في العراق من خلال قيامها بتصريف فضلات المصانع والمعامل الكيماوية إلى الأنهار التي تصب في العراق، وقيامها بقطع مياه وتحويل مسار بعض الأنهار الأخرى إلى داخل الأراضي الإيرانية.

 

سادس عشر: الدعم الإعلامي لحركات التحرير الاحوازي وبيان عروبة الأحواز ومشروعية النضال من اجل تحريرها..

 

(3)  قيام الشخصيات الوطنية العراقية وفي مقدمتهم كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي وشيوخ العشائر الوطنيون( في الداخل والخارج) بفضح التدخل الإيراني في العراق وشرح نواياه المستقبلية من خلال مشاركتهم ببرامج القنوات الفضائية العربية والأجنبية, وكذلك قيامهم بكتابة مواضيع ومقالات سياسية في الصحف والمواقع الالكترونية العربية و الأجنبية حول الموضوع نفسه.

 

(4)  قيام الجهات والمواقع الالكترونية الوطنية بتوثيق ما يجري في العراق حاليا من تدخلات وانتهاكات إيرانية ضد الشعب العراقي التي من المؤسف إنها تمر بلا ردود فعل عربية ولا عراقية لأن العراق بلد محتل ويحكمه الخونة من أزلام النظام الإيراني!.

 

الخاتمة

كان الفرس وعبر كل الحقب التاريخية يطمعون في العراق ويسعون لاحتلاله من خلال سلسلة من التآمر والمخططات العدوانية على العراق العظيم وكان نصيبها الفشل عندما تكون أنظمة وطنية قومية في العراق , وقد قدم الأمريكان فرصة ذهبية لهم لبسط نفوذهم على العراق وفرض هيمنتهم على مقدراته, من خلال عملائهم ومن خلال الأحزاب والمؤسسات الدينية والسياسية التي أنشأتها إيران, ولضعف النظام العربي الرسمي الذي كان داعما للاحتلال الأمريكي أساسا, وهاهي إيران اليوم تصول وتجول في العراق وتفرض هيمنتها على العراق بشكل مباشر أو غير مباشر في ضل وجود حكومة عراقية منقادة تماما لها.

 

ومن اجل تخليص العراق من هذا الاحتلال ولكبح مخططاته العنصرية المجوسية ونواياه الشريرة تجاه الأمة العربية يجب مواجهته بمشروع عربي قومي واضح المعالم وبتكاتف جهادي وطني عراقي يضم كل الشرفاء العراقيين وفي مقدمتهم  فصائل المقاومة العراقية الباسلة تكون البندقية هي لغته التي بدونها لا يرتدع الشر الفارسي الصفوي المجوسي الأصفر لكونه لا يفهم إلا هذه اللغة.

 

 





الثلاثاء ٦ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن عبد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة