شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ( أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكوا يفترون * لا جرم أنهم في الأخرة هم الأخسرون )

صدق الله العظيم

 

إن المتتبع للسلوك الإجتماعي للعناصر التي تتولى الحكومة في العراق اليوم تجعله يحكم بأنهم لا تجنيا عليهم بل هكذا حقيقتهم فاسدون فاسقون كذابون شرهون للمالمخالفون لسنن الدين والفطرة البشرية، فهم يدعون أنهم مسلمون ويتبعوا منهج آل بيت رسول الله والمذهب الجعفري ولكنهم ككبيرهم الكذاب نوري المالكي، منافقون يقولون ما لا يفعلون، وإليكم البينات من قول سيد آل بيت النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم :

 

1.  هم مجموعة من الجهلة، الذين لا رؤية لهم ولا موقف فكري يحكم سلوكهم وتصرفاتهم، الشيء الوحيد الثابت في سلوكهم وعملهم هو الفساد واللهفة على السحت الحرام.

 

2.  أنهم جميعا أشخاص تجردوا عن أي قيمة قيمية سواءا كانت في الشرع الديني أو الخلق الوطني والإجتماعي، وتخلوا عن كل قيم الإنسانية، وصار دينهم ومنهجهم الفكر الأمريكي الصهيوني الفارسي المجوسي، الذي يجعل القيم المادية وجمع الأموال هي قيمة الشخص، بما يعني أن قيمة الفرد بقدر ما في جبيه لا ما في عقله وقلبه، وهذا هو السقوط الأخلاقي بكل معانيه.

 

3.  إتخذوا النفاق وتغيير المواقف طريقا لتحقيق تطلعاتهم الواطئة، والمتمثلة بإستغلال الفرص لكسب الأموال وسرقة أكبر ما يمكن منها، ولهذا نجدهم حريصون على السلطة لأنها تتيح لهم ذلك، في ظل تفشي الفساد المالي والإداري بأجهزة الحكومة، وسيادة منطق المساومات وشراء الذمم عبر المال العام.وهذا لا يحزن الشرفاء الذين كانوا يأملون أن تكون مشاركة البعض من المواطنين في العملية السياسية عاملا في تعديل مسار من جندهم المحتل وأدخلهم للعراق ليخدموا مشروعه، لا ليخدموا الشعب، وهنا أتمثل بقول سيد البلغاء علي بن أبي طالب عليه السلام في وصف مثل هؤلاء:

 

لا خير في ود إمرئ متلونٍ      إذا الريح مالت مال حيث تميل

 

4.   كلهم عملاء مجندون لخدمة مشروع الإحتلال، وهو تدمير العراق أرضا وشعبا وتقويض العمل القومي لخدمة المشاريع العدوانية الإقليمية والإمبريالية، سواءا إدعوا أنهم يتبعون منهجا دينيا أو لبراليا، وسواءا لبسوا العمائم وأطلقوا اللحى أو البدلات وإستخدموا مساحيق التجميل، وكل من يدعي منهم خلاف ذلك فهو كذاب أشر، ومنافق مكار، وميكافيلي ملحد، كإبراهيم الإشيقر مثالا، فقد إدعى أنه لا علاقة له وبمجموعته بدعوة أمريكا لإحتلال العراق، والخائن يحمل كل صفة ذميمة، وإليكم بعض مما قاله فتى العرب والإسلام وسيد البلاغة والقضاء الإمام علي عليه السلام: ( إن أعظم الخيانة خيانة الأمة ) ، ( الخيانة دليل قلة الورع وعدم الديانة ) ، ( الغش من أخلاق اللئام ) ، ( الخيانة رأس النفاق ) ، ( الخائن لا وفاء له ) ، وهم خانوا الأمة وغشوها، فكيف ترتضوهم حكاما؟ فهم حثالة وخونة لا خير فيهم.

 

5.  كنا نأمل كمواطنين عراقيين إن صدمة إحتلال العراق وتدميره، وإعتراف أمريكا أنها دولة إحتلال، وإن جيوشها في العراق هي قوات إحتلال، ستكون عاملا مؤثرا في صحوة البعض ممن خانوا الله والشعب، ورهنوا البلد، وقد كنا نقول قد يكون بعضهم ضُلِل وخُدِع، ولكن السنين أثبتت أنهم جميعا وبلا إستثناء خانوا وباعوا الشعب والوطن بدراية ووعي كامل، ولكن بثمن بخس، فإنطبق عليهم قول الله تعالى: ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون* أفلا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون* ) صدق الله العلي العظيم، التوبة 125و126.

 

6.  لقد أثبتوا أنهم لا يوفون بوعد، ولا يلتزمون بعهد، لا موقف لهم، فهم مع الشيطان، وأنهم مع من يكونوا معه في اللحظة لا غير، لأنهم أصحاب وجهين فهم مع كل الأطراف في نفس الوقت، وقد أبلغنا الرسول الكريم ( إن أشر الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) صدق الله ورسوله، وهذا ينطق على الغالبية العظمى ممن تزعموا التخريب والقتل في العراق ونصبهم الإحتلال حكومة بحمايته وإرادته.

 

7.  سريعوا الإنقلاب على مواقفهم حتى مع من توافقوا معهم، فهم شر الجمع ولا جمع حقيقي لهم، وينطبق عليهم قول سيدنا علي عليه السلام: ( شر الأصحاب السريع الإنقلاب ) .

 

8.  لا ثقة لهم بأحد، ولأنهم لا يثقون ببعضهم فهم في إرتياب دائم بجماعاتهم، فهم ينضحون بما فيهم، فكل إناء بما فيه ينضح، ومثل هؤلاء لا يصح الإعتماد عليهم في أمر أو موقف، وينطبق عليهم قول سيدنا علي عليه السلام: ( شر الأتراب، الكثير الإرتياب ) .

 

9.  هم جمع من الغشاشين والمداهنين والمصلحين، وهؤلاء من وصفهم الإمام علي عليه السلام بشر الإخوة: ( شر إخوانك الغاش المداهن ) .

 

10.  هم من ينطبق عليه قول الله ( تراهم جمعا وقلوبهم شتى ) ، وذلك لكونهم تجمعهم مصالح شخصية وتآلف تجمعاتهم المنافع والمغانم، فلا قيم ولا مبادئ تحكم علاقاتهم وتجمعاتهم فصدق النوايا وتوافق الأهداف ولو على مستوى قضايا محددة وليس كل القضايا، تجعل المتوافقون ملتزمون بما إتفقوا عليه، ولكن لأن الرابط بينهم هو مصالح شخصية وتطلعات فردية فهم كما يقول العراقيون: ( وجوه متوالفة وقلوب متخالفة ) ، كل منهم يضمر الشر والحسد لصاحبه ويبغي أن يحل محله، ويتحين به الفرص لإيقاع به.

 

11.  ثبت بالوقائع أنهم جميعا لا يحترمون أنفسهم، وأنهم أشخاص معروضون لإيجار فلا يربطهم عهد ولا وعد، قيمتهم كم يكسبوا عندما يكونوا مع فلان أو علان، لذلك فهم مع من يتستر على فسادهم، ويداري رغباتهم، والقول المأثور يقول: ( ليس لك بأخ من إحتجت الى مداراته ) .

 

12.  إنهم لم يستطيعوا طيلة عقد من السنين أن يثبتوا قدرتهم على تزكية أنفسهم، والتخلص من رذائلهم التي جاءوا بها، وإختارهم المحتل على أساسها ليكونوا خدما له، فلا يصلحوا أن يكونوا قادة للشعب، فمن لا يعلم نفسه لن يقدر على غيرها.

 

13.    إنهم مجبولون على الرذيلة، فلا يصدق أحدا أنهم يمكن أن يتغيروا.

 

14.  هم مشغولون في كم يسرقون وينهبون، فلن يلتفتوا لوضع الشعب ومعاناته، فإن كان سيدنا علي عليه السلام يقول: ( من تشاغل بالسلطان، لم يتفرغ للإخوان ) ، فماذا نقول عمن إنشغل بالنهب والسرقة، هل يمكن أن يتذكر الشعب؟

 

15.  لم أجد يوما من يمتدح أحدا منهم، فكل الشعب يقول عنهم لصوص قتلة فاسدين، وهذا دليل إثباب على سوء خلقهم وفعلهم، فسيدنا علي عليه السلام يقول: ( يستدل على المحسنين بما يجري لهم على ألسن الأخيار من حسن الأفعال وجميل السيرة ) .

 

16.  هم أناس أمتهنوا الكذب، ومن يمتهن الكذب مذموم ملعون، فقد وصف سيد البلغاء علي بن أبي طالب عليه السلام: ( المحسن بأنه من صَدَقَت أقوالَهُ أفعالَه ) ، وهم كذابون بالقول والفعل والشواهد أكثر من أن تعد.

 

17.  كلهم جشعون، عبيد للدنيا حريصون على كسب المال بكل طريقة، وهذه صفة الفاسدين، فكيف يفكر فاسد جشع بغيره؟

 

18.    كثيروا الكلام قليلوا الإحسان، تقودهم أهوائهم ولا يردعهم دين ولا خلق.

 

19.  كلهم يراءون، فهم يكذبون بالدين، ويقولون ما لا يفعلون، وإن فعلوا شيئا فهم يريدون منه فائدة شخصية ومنفعة ذاتية، لذلك تجد كحل أعمالهم فاشلة، وسيدنا علي عليه السلام يقول: ( فضيلة العمل الإخلاص فيه ) ، ويقول: ( من لم يَصحَبُ الإخلاص في عمله لم يقبل ) .

 

20.  لا قيمة للشرف عندهم، لأن الشرف بالعقل والأدب، لا بالمال والذهب، وهم أحرص على المال من سواه، أما ما يدعوه من المعرفة والأدب فهم مزوروا الشهادات كما أثبتوا وأعلنوا هم، ولم نتجن على أحد.

21.  إن الرضى عن النفس شيء من الغرور، ومجلبة للدعة والإهمال في الحياة الدنيا والآخرة وتفريط بالدين، وهؤلاء القابعون في الحكومة من هذا النوع، فتبا لهم فيما يرتضون لأنفسهم.

 

 

يتبع لطفا.

 

 





الخميس ٨ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة