شبكة ذي قار
عـاجـل










أقول للكاتب المناضل العزيز عوني القلمجي , نعم لكل ما جاء في مقالك المنشور في الحادي والعشرين من حزيران الجاري تحت عنوان ,,العملية السياسة لا تسقط من تلقاء نفسها,, وأوجعني سردك للحقائق ا لمتصلة بالوضع المزري الذي تتخبط فيه الأطراف التي رهنت أرادتها لخدمة مصلحة المحتلين الأميركيين فلعبت دورا نشطا في أطار ما أسمته بالشراكة الوطنية بأستكمال مخطط واشنطن لتدمير العراق ونهب ثرواته وأغتيال أهله- بعدل أميركي أيراني- ومن دون تفريق بين طفل وشاب وشيخ أو يين طفلة وشابة وشيخة فجميعهم مشاريع تصفية بدأت مع لحظات الغزو الأولى وأستمرت وستستمر تنفيذا للأتفاق الأمني الستراتيجي الذي وقعه المالكي ولم تعرف تفاصيله حتى الآن , كما لم يعترض عليه أي طرف من-أجلاف- تلك العملية .


ووجعي ليس متأتيا من تعرف مفاجئ على الحقائق كما وردت في مقال المناضل القومي القلمجي بل هي الجرح الدائم النازف في خاصرة كل صاحب قلم وطني رافق مسيرة الأنتصارات التي حققها شعبنا منذ ولادة ثورة الجمهورية عام 58 19 وحتى ألظرف الراهن ونحن نستقبل أحدأثا وطنية وقومية نوعية على الصعيدين القطري والقومي فنباركها وندعو الجماهير لدعمها والدفاع عنها , ولكننا لم نلتفت جيدا ,أقصد القوى الوطنية للأصوات التي أصدقتنا الحث على الأنتباه والتحذير ممن يتربص بأ رادة التغيير الوطنية , وهم أعداء دائمون ينتظرون اللحظة المناسبة لأختراق الصف الوطني , وقد تحقق لهم ذلك من دون عناء كبير لأن أطراف الحركة الوطنية ظنوا خطأ ان القوى المعادية قد أستسلمت خطأ للأمر الواقع وتخلت نهائيا عن مصالحها في العراق والمنطقة , وقررت أن تحمل عصاها و أن ترحل ؟!


وعلى الرغم من واشنطن ولندن تدركان أن العراق يمتلك مفاتيح المنطقة وألا لما أتخذتا من عاصمته بغداد قلبا محوريا يغذي شريان حلفها العسكري الجديد _حلف بغداد_ الممتدة حدوده من باكستان جنوبا الى تركيا شمالا وبينهما ايران والجار العراقي ليشكلوا معا حائط المواجهة والصد الأول لما أسموه بالخطر الأحمر القادم من الشمال أي الخطر السوفيتي , ليس على هذه البلدان حصرا بل على عموم المنطقة , وخصوصا ما تحتضنه من بحور من الثروات النفطية والغازية العربية التي تشكل مرجل النهوض الصناعي المدني والعسكري الأميركي والأوربي أضافة الى أطلالتها على طرق التجارة الدولية البحرية والجوية بين دول العالم أجمع والرابطة للطرق البرية والمضائق بين القارة الأوربية وقارتي أفريقيا وآسيا .


فهل كان تصرفنا كحركة وطنية صحيحا , عندما أهملنا العناية بالمشتركات الوطنية التي تستند الى العمل على ترسيخ وحدة الجبهة الداخلية وسد الثغرات الطارئة التي يفترض أن نتوقعها لأن عدونا لم يتلاشى أطلاقا وأنما أنتقل فقط ليمارس دورا جديدا أكثر خبثا ولؤما ليحقق مبتغاه من موقع خلفي لا يتطلب منه أي ظهور في المشهد الأمامي مركزا على السعي لتخريب الجبهة الداخلية .


ونجح الأعداء في ذلك بسهولة وتيسير من قبل الوطنيين أنفسهم عندما أهملوا الرهان على توحدهم في بناء تلك الجبهة كضمان أيسر لأمتلاك القدرة العراقية اللازمة لحماية الجمهورية الوليدة .
والذي حدث فعلا عكس هذا فقد ظلم الوطنبون أنفسهم بأنفسهم عندما تسابقوا منفرين لشد الجماهبر حولهم وقبلها أنقسموا في تأييد هذا الزعيم أوالآخر .


هذا تماما ما حدث وبأعتقادي أن الطرف الذي عمد مبكرا الى موالاة الزعيم عبد الكريم قاسم ولقبه بالأوحد تقربا , هو من سعى الى التفريط بجبهة الأتحاد الوطني التي ناضلت في توفير الشروط المواتية لأنطلاق الثورة وبالتالي أعلان مساندتها لها بأنتشار جماهيرها في الشوارع والميادين العامة في العاصمة بغداد وضواحيها , بتوافق مع أعلان بيان قيام النظام الجمهوري وتأكيد وقوف أ طراف الجبهة الى جانب الثورة ة والدفاع عنها وحمايتها من قوى الردة والأستعمار . وبدلا من أن يعمق التلاحم بين جميع أطراف الجبهة برص صفوفها لتكون القوة الفاعلة في صيانة الجمهورية فرط بها وعمل على أضعافها منذ الأجتماع الجماهيري العام الذي عقد في ساحة الكشافة, وهو الأول بعد قيام الثورة حيث شهد تناقضا في مواقف أطرافها منها بل بزعم بعض أطرافها بأنهم الحريصون وحدهم عليها وما عداهم عدوا يتآمرو عليها !!


وبدا واضحا من حثيثات هذا الأجتماع أن نية ذلك الطرف تهدف الى تهميش الأخرين , وبالتالي تفتيت الجبهة التي عول عليها كثيرا كقوة اسناد وحاضنة لفعل التغيير الذي يقدم عليه الضباط الأحرار وهم يقدمون على عمل خطير وجسور يستدعي أسنادا جماهيريا واعيا للمخاطر وأستعدادا للتضحية بكبر ونكران ذات , حماية للثورة من أحتمالات الهجمة المضادة من الداخل والخارج .


في هذا الأجتماع عبر ممثلو أطراف جبهة الأتحاد الوطني عن تضامنهم مع الثورة كما فعل ذلك الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري .
ولوحظ ان هناك ترتيبا للتشويش على الرفيق ممثل حزب البعث وأذكر ان الرفيق عبد الستار الدوري كان المكلف بالقاء كلمة الحزب وقد قوطع بضجيج مرتب غير معهود ,لا بل غير مؤدب أكثر من مرة , مما أضطره للأنسحاب أحتجاجا .


بعدها أستمر هذا الطرف في منهجه لتهميش الآخرين ومهاجمتهم مما أدى الى أسدل الستارعلى العمل الجبهوي , وكان ما كان من أفعال وردود أفعال في ظل تغييب العمل الوطني الجبهوي مما أنعكس سلبا على طبيعة العمل الوطني على الساحة الداخلية كما اضر بعلاقات العراق العربية .


ولاشك أننا ندرك الآن مدى الضرر الذي لحق بنا كعراقيين وعرب وأنعكس بأكثر حدة على قضايانا الوطنية والقومية كلما اهملنا التوحد وتعزيز العمل الجبهوي على الصعيد القطري والقومي كذلك , كسبيل اقوم وأقوى في مواجهة التحديات والتغلب على الصعاب وحسم المواقف التي تبطل كل فعل معاد يريد محاصرة نهوضنا ليبقينا منكسرين وهذا ما ركز عليه أعداؤنا وهم يزيدون تفتت جبهتينا على الصعيدين الوطني والقومي تفتتا , ليمهد لهم ذلك الأنتقال لتمرير مخططهم التالي القاضي بتصفيتنا على مراحل وبراحة تامة ودون وجع رأس , كما يحدث في الزمن الراهن فقد دمر العراق وقتل أبناؤه بتدبير اميركي مكشوف وبمعونة أطراف عربية وبتواطؤ أيراني طلبته واشنطن من ملالي قم!!


وذبح الشعب الليبي ودمرت بلاده بنفس الطريقة العدوانية وبمعرفة عربية , لا بل العرب الرسميون كانوا هم العرابون الذين زجو القتلة الأطلسيين ليتولوا المهمة نيابة عن الأدارة الأميركية في حين تولى الحكام الخليجيون تغطية نفقات عمليات الذبح والتدميري الأطلسية هذه من المال العربي .


فأين القوى الوطنية العربية من هذا الفعل الأجرامي المشين , وأليس هو بالجرم المشهود في زمن تصفية الأنسان العربي علانية وعلى المكشوف وعلى مشهد منهم أم أنهم عن مثل هذه ساهون؟؟


وأعود لما ورد في كلمة المناضل العزيزعوني القلمجي الذي أوجعني وقعها وخصوصا خلاصتها لأقارن بين اليوم القريب حيث صكت الأسماع بقصد عن الألتفات لصراخ شعب في هذا القطر أو ذاك أو صراخ أمة بكاملها , واصبح قتل الفلسطيني والعراقي والليبي والسوري واليمني وتدمير بلادهم مشاهد معتادة لا تحرك سوى قرائح الناعين والثكالى.


نعم لأقارن بينها وبين البارحة التي هي ليست بعيدة كثيرا لأستعيد كيف ان همس موجوع مغدور وأن كان واحدا يتنادى الناس له تسابقا ولا تغض النظرعنه قوى الفعل الوطني والقومي التي تقيم الدنيا ولا تقعدها بينما هي الأن مستغرقة في نوم عميق يذكرنا بأهل الكهف ولا احديعرف متى تصحو ولماذا تصحو أصلا !!


وخلاصة القول من وجهة نظري أن جميع من تدعوهم بالتوقف عن تضليل الناس بأدعاء أن العملية السياسية ستسقط من تلقاء نفسها يدركون ان العملية السياسية لن تسقط لوحدها لأن وجود أطرافها قائم على حسابات المنفعة وجميعهم مازالوا منتفعين منها ولكن بحصص مختلفة وغير متساوية بحكم ما يمكن أن تصل اليه أيديهم بحسب المنصب وأغراءاته وبحسب قرب هذا المنتفع أو ذاك من الموقع الأول وليس بحسب الجهد المبذول والخدمات المقدمة من قبله.


أما الخلافات المحتدمة بين الأطراف فلا تعني أنهم يقتربون من السقوط لأنهم أستدركوا مقدما وحددوا خط رجعة عندما أوعز بايدن لمبعوثة أن يبلغ الجماعة بأن يتوقفوا عن طلب نزع الثقة عن المالكي عن طريق الطالباني بحكم دستورهم _ناقص الشرعية_لأنهم يحتفظون به لخدمة أهداف اخرى وأخطر , مع تأكيد حق ( التحالف الوطني ) تولي منصب رئيس الوزراء وقد أيدت الأطراف المتناحرة هذا الحق غير أنها تصر على تغيير المالكي ليس لأن فترتي حكمه كانت الأعلى أجراما وفسادا ولكن الذي يقرأ سيرة المرشحين لخلافته يكتشف أنهم لايقلون عنه أجراما وأفسادا عن المالكي وكانت لهم اياد سوداء في تأسيس الجريمة والفساد خلال تلكما الفترتين .


وألا ما الفرق بين المالكي وبين من رشح لخلافته , الجعفري أم أم صولاغ كلهم اسسوا من موقعهم للموت مقرات , علنية وأخرى سرية وبعلمهم أستنبطت الطرق الأحدث للتعذيب ومنها الأستنطاق ( باللدرل ) حبيب صولاغ !!


وكنت أيها المناضل الوطني محقا عندما وصفت مروجي تلك الفرية المضحة بين الناس بالهروب من مسؤولياته الوطنية والنضالية خدمة وغايات أخرى تصب في مصالحه الذاتية أو الفئوية الضيقة وهذا صحيح أيضا فمن يسمح لنفسه أن يضلل الناس ويصرف نظرهم عن أداء دور فيه خلاص العراقيين من طغمة الأجرام التي عاثت فسادا في أرض الخير العراقية واجدني اشد على يديك مخلصا بتأكيد دعوة جميع العراقيين وفي مقدمتهم النخب الوطنية والقومية الواعية المؤثرة في تصعيد وتائر التحرك الجماهيري من أجل قطع دابر الصمت على ما يجري في الوطن الجريح والأصطفاف مع فصائل المقاومة الوطنية في صنع فعل الخلاص من هذه العملية الفاسقة ومن شرورها والى الابد .
 

 

 





الخميس ٨ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة