شبكة ذي قار
عـاجـل










إلى الرفيق القائد المجاهد أمين سر البعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني سيف العرب عزة إبراهيم المحترم

 

من رفيقكم الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي مقاوم


يشرفني سيدي القائد أن أزف لجنابكم ومن خلالكم لجميع الرفاق المجاهدين أعضاء قيادة قطر العراق وجميع مجاهدي ومناضلي حزبنا العظيم، والى كل أبناء شعبنا العراقي العظيم وكل أحرار امتنا العربية المجيدة، أزكى التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لثورة الأمة في العراق, ثورة الرسالة والأهداف والمبادئ والانجازات في 17 – 30 تموز عام 1968 م المجيدة.


في هذه الذكرى العطرة لا بد أن نتوقف سيدي نحن أبناء الحزب والثورة والشعب المعطاء العظيم لنرسم في لوحة الذكرى ما تستحقه، ونؤشر على مفاصل تواصلها الفذ في ملحمة الجهاد الأسطوري الذي تنفذه فصائل مقاومتنا المسلحة والمدنية الباسلة, الذي لم ولن ينقطع ما دام في العراق رجال وماجدات بجباه تندى وجماجم تشمخ بالرجولة والوفاء.


وأول وقفة قد تفيد لتضئ في مواقعها من يعنيهم الأمر فتنفع في إعادة تشكيل الكينونة والصيرورة معا للذات وللبيئة والموضوع.. إنها ملاحظة حضرت شاخصة في لحظة كتابة هذه السطور ألا وهي إننا ومَن معنا على طريق الثبات والرباط بأذن الله نقرأ ونسمع ونرى ما حلّ بعراقنا العظيم بعد الغزو والاحتلال المجرم وما ناله على أيدي أهل هوى النفوس الأمارة بالسوء، ومن بين ذلك أن يرى بعض هؤلاء المنحرفون الشواذ إننا رجال البعث والعراق المقدام قد أخطأنا هنا أو هناك وتعثرنا هنا أوهناك ويلصقون بنا التهم والإساءات والبذاءات ويوظفون كل ما جمعوه من بغضاء وحقد وكراهية في أنفسهم ليسقطونا في نظر شعبنا. لهؤلاء جميعا نقول: يكفينا شرفا إننا ما ركبنا على كتف الغزاة وما خططنا بعقول الطغاة من كيانات و أرباب الصهيونية والامبريالية ولم ننجز بدباباتهم وصواريخهم وبوارجهم ولم نحصد بمناجلهم ولم نزرع بمحاريثهم ولم نكتب بأقلامهم... نحن زرعنا وحصدنا وأنجزنا وفكرنا وتقدمنا وتعثرنا ونهضنا, أخفقنا ونجحنا بكيانات وأفعال عراقية عروبية مؤمنة ومسلمة خالصة فقط. نحن فعلنا ما فعلناه بأيد عراقية عربية وعقول تنتمي إلى هذه الأرض وهذه السماء وتنهل من عبير الإيمان والإسلام. نقول لهم.. نحن الشرفاء في النجاح والشرفاء في الفشل ونحن النجباء في السرّاء وفي الضرّاء.. أما انتم فسقط المتاع والنطيحة والمتردية.. أنتم مَن جاء بقوة غيره وهدم بقوة غيره وافسد بإرادته المسنودة بإرادة الغزاة ودمر وقتل بشرور منهجه المتكئ على سواعد المرتزقة وشذاذ الآفاق.. نحن مَن فجّر الثورات بقدرات شعبنا وإرادات قوانا الوطنية والقومية الشريفة وانتم مَن حمل عارا أبديا لن يمحى حتى لو خيل لكم غير ذلك.


لذلك فان احتفالنا بتموز هو احتفال بالنزاهة والصدق والانجاز وعفة الفعل واحتفال بالبطولة والعطاء الثر وهو عنوان التواصل بين ما أنجز قبل الاحتلال المجرم وما ستشرق به شمس الحرية القادمة لا محال بعون الله.
سيدي القائد المنصور بالله :


ونحن شباب تتفتح عيوننا على رجاء التوفيق وأمل الخروج من محن الفقر المدقع والجوع الموجع والتخلف الذي صار لحافنا وغطاء الرؤوس الخاوية.. انطلقت ثورة البعث في تموز عام 1968 فهتفنا لها بفطريتنا وانتمينا لها بعفويتنا، وملأنا الأرجاء بأناشيدها وتطلعاتها ومنجزاتها اليومية. فكنّا زغاريد فجر التأميم الذي خرجنا به وأخرجنا معنا شعب العراق برمته ليتحدي طواغيت الاحتكار والنهب والسلب لقرارنا الحر في ثرواتنا وحقنا البديهي والطبيعي بها... ونحن مَن ألهب حماس طلاب العراق ليكونوا عبر منظمتهم العتيدة, الاتحاد الوطني لطلبة العراق, ذراع الثورة في التنمية الانفجارية فبنينا المدارس والمستشفيات وشققنا الترع والأنهار وحرثنا الحقول وزرعناها في حملات العمل الشعبي التي سجلت للعراقيين روح نهوضهم وعلامات تقدمهم ومثابات انطلاقهم للعلياء والعز. كانت عفوية الثورة تفجر فينا الجد والاجتهاد وتحفز فينا الذكاء والتنافس فمارسنا الانتخابات الطلابية حيث زرعنا المعاني الجليلة للتربية الديمقراطية.. و انتخينا لحملة البعث في إنتاج جيش العلماء فتفوقنا على أنفسنا وعلى ظروفنا حين ركبنا المجهول لنحط الرحال في مدن الغرب والشرق نتحدى لغاتهم الغريبة علينا وعلومهم المستعصية وننفتح بكل تحدي الإنسان العربي الطموح المتطلع إلى حقه وحقوقه على البحث العلمي والإنساني و نفك شفراته ثم نعود بالآلاف منّا بنفوس تتألق ببهاء النجاح والتفوق والانتصار فبنينا مجالس ومراكز للبحث العلمي وجامعات وكليات ومعاهد ازدانت بها خارطة الوطن المفدى.


ونحن شباب سيدي القائد صنعنا وأنتجنا وزرعنا وحصدنا وألفنا ونشرنا وترجمنا في العلم والأدب والفن فسطعت أرضنا في بهجة الانجازات وتألقت عقولنا ونحن نباهي الدنيا بولادة بقعة العرب المحررة في العراق جيشا يحمي الحمى وصناعة تمتد بعنق الرخاء ونفطا يتوزع بين مجانية وإلزامية التعليم وبين مجانية الخدمات الصحية والبلدية، والأرض التي رصفت لتستقبل جحافل وجيوش الخريجين فتحتضنهم الدوائر والمدارس والشركات والمزارع لتعلن عن فناء زمن البطالة والأمية والجهل والتخلف.. زمن ولادة الإنسان العراقي العربي المؤمن الواعي المتحقق من ذاته.


نحن سيدي مَن رسمنا حروف بيان آذار وحققنا الحكم الذاتي لشعبنا الكردي لنطبق به عقيدة البعث الإنسانية الوحدوية ورسمنا آفاق الازدهار والنماء المميزة في محافظات شمالنا الحبيب حبا بشعبنا وإيماننا بحق شعبنا الكردي وترسيخا لوحدة العراق وليس كما يدّعي غربان البين.. لسنا سيدي مَن يقتل شعبه ولسنا مَن يحارب أبناء وطنه ألا قاتلهم الله واخزاهم وحط مقاصدهم فمن أنجز كل ذاك الطيف الهائل من المنجزات للوطن وللشعب لا يمكن إلا أن يكون عاشقا للوطن وللشعب.


من محطات نظرنا لذكرى الثورة المجيدة التي من حقنا أن نتغنى بما أنجزته وبما لازالت تنجزه. نتذكر سيدي إننا توضأنا من هدير المياه الطاهرة في سد الموصل وصلينا الفجر في مشروع الاسحاقي الكبير ونزلنا نعانق الأرض والماء والسماء في التويثه عند الظهر ثم كان عصرنا عبق سحر مشروع المسيب الكبير وسجدنا لله في مزارع قصب سكر ميسان التي بذرناها وسقيناها بدمع العين. نتوقف في الدواية وأبو منيصير في ملاحم العمل الشعبي وننطلق لانجازنا العملاق في البتروكيمياويات والصلب والحديد في البصرة ونمر بالقعقاع وحطين والقادسية وابن حيان والحكم وآلاف غيرها.


مَن ينكر فهو موتور وإلا فان عليه أن يتوقف معنا في أسماء خوالد في الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم, وعند ملاحم نهر جاسم وندعو ماجداتنا لتزغرد لسيف سعد وحلبجه وجبل كردمند والشلامجه حين كنا نسطر ملاحم النصر في قادسية العرب الثانية, قادسية صدام المجيدة التي نرى الآن ثأر العجم لهزيمتهم فيها بمساعدة أميركا ومَن فقد زمام الأمر على نفسه وقراره من عرب السلطة وباستخدام سبل الغدر وجبن الخيانة، فنحن قاتلنا بفروسية رجال رسالة الختم وهم قاتلوا بالمفخخات وكواتم الصوت والغدر في ظلمات المعتقلات. نحن قاتلنا بروح الوطن لحماية الوطن وهم قاتلوا بأذرع الغزاة والمرتزقة وروح الطائفية البغيضة التي تنخر الآن جسد الوطن. نحن قاتلنا لنحمي مسيرة النهوض والتقدم والازدهار وهم قاتلوا التقدم والنهوض والازدهار تحت راية أجندات الصهيونية والامبريالية والصفوية.


رجال تموز هم مَن يسطرون معك سيدي ملاحم بطولة الفداء والمقاومة التي هزمت أميركا وأجبرتها على الفرار وهم مَن يقاتلون بالفكر البعثي القومي التحرري ينافحون عن الأمة في زمن المد الطائفي المدعوم من الامبريالية والصهيونية وأدواتها المجرمة من عرب الشرذمة الجديدة. إنهم ذات الرجال الذين هتفو ( هوسوا ) في ثورة العشرين يشيرون إلى انتشار لحم أعداءهم وأشلاءهم في كل الأرجاء حتى شبعت منها وسمنت بنات آوى ( من ذولة تربع واوينه ) وهم ذاتهم مَن هتفوا بذات المعاني البطولية الجسورة ( يا حوم اتبع لو جرينا ) .. وهم اليوم مَن يرددون بفخر وعزة نفس وعلو شان ( يا محلى النصر بعون الله ) ..


تحية لك سيدي سيف العرب وقائد ركب العروبة المؤمنة وحملة رسالتها وإرث عبقريتها.. وتحية لثوار تموز الأب الرئيس احمد حسن البكر والشهيد القائد المفكر الباني الخالد صدام حسين وشهداء العراق والأمة طه ياسين رمضان وعلي حسن المجيد وبرزان التكريتي وسعدون حمادي ومحمد حمزة الزبيدي وعواد البندر رحمهم الله. تحية لثورة الانجازات التي شهقت في تاريخ الأمة وعبرت عن نهجها وتطلعها وإرادتها الحرة المستقلة, وكل عام وشهداء البعث والعراق ينتصرون بك وبرفاقك وبرجاء التحرير وأمله القادم لا محال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 





السبت ٢ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة