شبكة ذي قار
عـاجـل










يشكل البحث العلمي أحد أهم مؤشرات التقدم والتطور في العالم المعاصر . وينطلق البحث العلمي في مختلف مجالاته العلمية والتكنولوجية والإنسانية عندما تتوفر بناه التحتية التي تشتمل على الباحث العلمي المؤهل تأهيلا عاليا في إنتاج الأفكار وتطويرها لتتحول إلى واقع عملي ، وفي قدرات الاتصال العلمي مع أدواته المكتبية والرقمية الالكترونية والبشرية ، وفي قدرات التحليل باستخدام أدواته المادية والمنطقية . وقد تمكنت ثورة البعث في العراق وخاصة في مرحلة ما بعد تأميم الثروات الوطنية وأهمها النفط من إرسال عشرات الآلاف من طلاب الدراسات العليا للحصول على شهادات الدكتوراه في مغارب الأرض ومشارقها مع تركيز خاص على دول الغرب المتقدمة والمتطورة. وبعد أن تم تأهيل الكادر البشري وتوفير أجهزة البحث المتقدمة والبنايات اللائقة انطلق زمام العلم في بلاد العلم والحضارة في واحد من مقوماته المهمة ( مجلس البحث العلمي ) الذي تركزت منشآته العملاقة إلى يسار المدخل الرئيس لجامعة بغداد في الجادرية والى يمين الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية باستثناء موقع مركز البحوث الزراعية والموارد المائية الذي شهقت منشآته في منطقة الرشاد على طريق بغداد بعقوبة القديم.


وقبل ذكر المراكز البحثية الرئيسة التي شكلت المديريات العامة لمجلس البحث العلمي والذي منح رئيسه درجة وزير نود التأكيد على أركان البحث العلمي الأساسية التي شهدت وفاضت بخيرها على عراق الثورة المجيدة ..


1- الجامعات العراقية التي كانت أساس الانطلاقة العلمية العظيمة ورافدها الأعظم
2- مراكز البحث والتطوير في منشآت ومصانع وشركات الصناعة والتصنيع العسكري
3- مجلس البحث العلمي
4- مؤسسة الطاقة الذرية


ثمة تداخل وشراكة ونسغ متبادل بين أضلع العطاء العلمي الثر الذي شهده العراق وخاصة في مرحلة نهاية السبعينيات وحقبة الثمانينيات والتسعينيات وسنتطرق إلى بعض خصوصيات كل حقبة وأهدافها .
ضم مجلس البحث العلمي المراكز البحثية العملاقة الاتية:


1 – مركز بحوث الفضاء والفلك
2- مركز بحوث النفط
3 – مركز بحوث البناء
5- مركز البحوث البيولوجية
6- مركز البحوث الزراعية والموارد المائية


ويضم كل مركز عددا من الأقسام المتخصصة فضلا عن الدوائر الخدمية التي تقدم خدمات التحليل والفحص وورشة ضخمة لنفخ الزجاج والمكتبات المتخصصة . وكان المجلس يضم كوادر بشرية من حملة الدكتوراه والماجستير إضافة إلى مساعدي البحث من حملة البكالوريوس . ويمنح حملة الدكتوراه في المجلس ألقاب باحث علمي وباحث علمي أقدم ثم رئيس باحثين واجتهد المجلس وإدارته في إجراء تقييم نصف سنوي لمنتسبيه في تجربة متابعة رائدة وفريدة من نوعها وكان يرافق هذا التقييم جزاء يتناسب مع درجة العطاء والإنتاج.


رفع المجلس ومنتسبيه شعارا تاريخيا هو الوصول بإنتاجية الباحث إلى ما يزيد على 2,5 بحث / سنه وهو الرقم الذي يقترب كثيرا من إنتاجية الباحث في البلدان المتقدمة واستطاع عدد من باحثي المجلس تحقيق هذه النسبة فعلا . وأنتج المجلس المئات من براءات الاختراع في مختلف فروع العلم وتم تحويل العديد منها إلى منتجات فعليا .


كان مرتب الباحث العلمي في المجلس يزيد على 1200 دولار شهريا وهو أعلى مرتب يتقاضاه موظف دولة وربما يقارب كثيرا مرتب الوزير حينذاك.


قدم مجلس البحث العلمي نفسه للعراق وللأمة وللعالم أحسن تقديم عبر عدد من المؤتمرات العالمية التي دعا اليها ونظمها في بغداد وبرعاية رئيس الجمهورية وشارك فيها باحثون من مختلف دول العالم وصدرت البحوث موثقة في إصدارات رسمية أسوة بكل المؤتمرات الكبيرة في العالم. وطبعا حقق المجلس عشرات الندوات المتخصصة وورش العمل التطبيقي وورش التدريب المختلفة.وكان لكل مركز من مراكزه مجلة علمية متخصصة تضم إصدارات الباحثين في المجلس وخارجه من البحوث والدراسات وبراءات الاختراع.


يمكن القول عموما إن مرحلة الثمانينات قد شهدت صعودا هائلا في البحث العلمي الهادف إلى تأسيس البنى الارتكازية وربط وضبط مفاصل الحركة بين النتاج العلمي وبين الإنتاج التكنولوجي ..أي إنها كانت تؤسس للانتقال إلى مرحلة مكننة الإنتاج العلمي أو تقنينه في اطر التقنيات المعنية. أما في مرحلة التسعينيات فقد اخذ النشاط منحيين أساسيين هما تثوير الصناعة العراقية المدنية والعسكرية لتنتصر للبلد المحاصر وفي تعويض العراق عن خسائره الهائلة في إنتاج العلماء بسبب وقف الابتعاث والزمالات بسبب الحصار.

 

 





الخميس ٧ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب لجنة اعداد ملف منجزات الثورة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة