شبكة ذي قار
عـاجـل










 

في 8/8/1988 سجل العراقييون هذا اليوم بحروف من ذهب في تاريخهم المجيد يوما ليس كباقي الأيام و نصرا ليس كباقي الأنتصارات .. فبعد سلسلة من المعارك الكبيرة التي تلت معركة تحرير الفاو و التي انهزم فيها الجيش الأيراني وأندحر فارا داخل حدود ايران و ملاحقة ابطال العراق لهذه الفلول المنهزمة لمسافات بعيدة داخل أراضي العدو مما أضطر الخميني أن يوافق على قرار الأمم المتحدة 598 القاضي بوقف أطلاق النار بين البلدين و انهاء كافة العمليات العسكرية مضطرا و ليس مخيرا حيث تجرع قبول هذا القرار كما يتجرع السم الزعاف و هذا ما قاله في بيان قبوله بالقرار المذكور , و قد تحققت نبوئة شهيد الحج الأكبر و قائد هذا النصرالكبير عندما وعد شعبه بأنه سيجعل الخميني يتجرع قبول وقف اطلاق النار كما يتجرع السم .. و قال أن جيشكم سيجعل القوات الايرانية تزحف على بطونها .. و هذا ما تحقق فعلا .. و قد غنم العراق كميات كبيرة من الاسلحة و الاعتدة و الآليات العسكرية و المدنية حيث انصبت كل أمكانيات الدولة و جهدها العسكري و المدني في نقل تلك اللاسلحة و المعدات الصالحة للأستعمال ..


و على أثر هذا النصر الذي تحقق بعون الله سبحانه و تعالى وهمة شعب العراق بكل أطيافه و مكوناته عمت فرحة عارمة غطت العراق من شماله لجنوبه بعربه و كرده و بمسلميه و مسيحييه و لن يمر هذا اليوم إلا و دخل في قلب كل فرد عراقي و أمتلأت ساحات مدن العراق و شوارعاها بجموع غفيرة من العراقيين يحتفلون و يزغردون و يرقصون و يضحكون و يبكون فرحا بما من الله عليهم بهزيمة هذا العدو الأغبر , و شارك العراقييون في فرحتهم هذه كل ابناء الأمة حيث نحرت الذبائح و أقيمت الأحتفالات في كل ربوع هذا الوطن الكبير شكرانا لله تعالى على نصره المبين الذي وعد فيه عباده الصالحين ..


و يبقى احتفال العراقيون بهذه المناسبة متميزا يختلف عن باقي أحتفالات الشعوب بأيامها الخالدة .. فقد تركت القيادة العراقية العنان للمواطن ليعبر عن فرحته كما يشاء و بالطرقة التي يراها مناسبة لهذه الذكرى بحدود الأدب و الحفاظ على سلامة المواطنيين .. و هكذا كان العراقييون يتذكرون هذا اليوم و ينتظروه سنويا و لم تمنعه جرائم المحتل و أذنابه و ممارسات حكومته العميلة من تعبير ابناء العراق عن احتفالهم بهذه الذكرى .. فهمو خلال سنوات الاحتلال الثقيلة ابتدعوا طرقا و أساليب كثيرة يعبرون فيها عن فرحتهم , ففي كل ذكرى و خلال تواجد قوات الغزو كان أحتفالهم هو التباري بقنص أكبر عدد من علوج العدو و تدمير ألياته أو عدد القذائف التي تطلق على تجمعات قوات المحتل و تمجيد هذه الذكرى من خلال خط الشعارات على الجدران و توزيع المنشورات , و في نفس الوقت يتجمع العراقييون بهذه الذكرى على ولائم دسمه يعدوها ابتهاجا بالنصر و يوقدون الشموع خلالها و يتذكرون شهدائهم الذين حققوا هذا النصر بدمائهم و يجعلون من كل ذكرى منطلقا نحو التحرير التام من الغزاة و عملائهم .. و البعض يتبادل التهاني و التبريكات بواسطة الموبايلات و الرسائل كما حدث في هذه الذكرى الخالدة حيث أمتلأت شوارع مدن العراق بقصاصات ورق تحمل شعارات تهنئ فيها شعب العراق بهذه الذكرى و وزعت الحلوى في العديد من مناطق بغداد الحبية و مدن العراق الكبيرة ..


كما تشهد المقابر في هذا اليوم زيارة المئات من العوائل لقبور شهدائهم وهم يحملون الكليجة ( نوع من المعجنات ) التي اعدوها لهذه المناسبة ليوزعوها ثوابا للشهداء.


أنها ذكرى حفظها الله سبحانه و تعالى في عقول و ضمائر شعبنا العربي و خاصة العراقييون منهم و جعلها وساما يسموا بها كل حر و شريف من هذا الشعب الحر الأبي .
 

 

 





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة