شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

حينما أراد إبرهة الحبشي هدم الكعبة تطوّع رجل من ثقيف من مدينة الطائف المعروفة يقال له "أبو رغال" ليدله على بيت الله الحرام، وليسلك به أيسر المسالك التي تعينه على إنجاز مهمته فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس ( مكان معروف بين مكة والطائف ) فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك، فرجمت قبره العرب.

 

  ان عمل أبي رغال هذا لم يكن معهودا عند العرب إطلاقا، إنما هي سابقة تفرّد بها أبو رغال، ولذلك يشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم، وما زال الى اليوم يطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه.

 

أستخلص مما تقدم أن أبا رغال ومن يفعل فعله سيبقى دائماً رمزاً للخيانة والغدر، وسيلقى دائماً منا الرجم والسباب.

 

الموضوع :

 طرق سمعنا مؤخرا ان صاحب النفسية الحقود العميل المالكي صحى وتحرك بشكل مفاجئ ضميره الخشبي ووجه دعوة لضباط الجيش العراقي الباسل بالعودة الى الجيش وهو الذي ساهم فعليا باغتيال وتشريد ومحاربة خيرة ضباطه متوهما بان الضباط الشجعان سيلبون دعوته المشبوهة ، فهم بالتأكيد لن تغرهم دعوة العملاء الذين عزلهم شعبهم وغدا سيرميهم الى حيث طريق العار والخيانة ، فهذه الدعوة ما هي إلا لعبة جديدة وغايتها مفضوحة ولن تنطلي على أبطال القادسية وأم المعارك .

 

الواضح انه فهم أخيرا ان ميليشياته ومرتزقته ما هم إلا نمور من ورق لذا نراه في كل يوم يجوب دول حلفائه طلبا للخلاص مستجديا طوق النجاة .

 

رسالة الى ضباط الجيش العراقي البواسل :

والله لا يشرف من تزينت صدورهم بأوسمة العز والفخر والشرف أوسمة الرافدين والقادسية وأنواط الشجاعة والاستحقاق العالي وشارات أم المعارك أن يضعوا أسمائهم مع أسماء الخونة أو يضعوا أيديهم بيد القتلة ويسيروا معهم في نفق مظلم ليزيدوا الظلم ظلما والقهر قهرا والتعسف تعسفا ، فالتاريخ لم يسجل لأبطال القوات المسلحة أن ساهموا باضطهاد الشعب وقواه التحررية.

 

ما نفهمه من هذه الدعوة هو كونها محاولة من هذا الصغير الذليل المالكي لتدنيس الشرف العسكري وتاريخ الجيش العقائدي في محاولة لزجه في مواجهة الشعب متوهما ان الضباط الاشاوس ستنطلي عليهم هذه الالاعيب.

 

والله ان السمع ليخدش حين يقال عنه "القائد العام للقوات المسلحة"  فالنفس تأنف من ذكر ذلك ولكنها سخريات القدر ، فالعراق للعراقيين وقيادته للوطنيين ، وما يؤلمنا هو حرصنا على أن لا يتلوث تاريخ العراق بهذه النكرات لكونه يسجل لمختلف الاجيال المتعاقبة باعتباره ذاكرة الشعوب التي لا تزول وهو الحكم النهائي بين أولئك الذين سيمجدهم التاريخ وبين الذين ستلفظهم الذاكرة وكأنهم لم يكونوا.

 

اننا على ثقة ان ضباط العراق الاحرار لن يمدوا له طوق النجاة لأنهم يعون ويعلمون ان الحق أفضل من الباطل ، والبناء أفضل من الهدم ، لذا لم يسيروا منذ الايام الاولى للاحتلال مع العملاء ، ولن يسيروا ويتعاونوا مستقبلا مع الخائبين وثقة الشعب بهم كبيرة ، فهم نتاج مدرسة وفكر ويفهمون معنى السير خلف الوهم والسراب ، فتاريخهم يأبى ان يضعوا يدهم بيد من خان بلده وهم يفهمون ان كل هذه التضحيات وعلى مدى أكثر من أربعة عقود ماضية هي ذمة في رقابهم.

 

ثقوا أيها الضباط البواسل ان العراق لا يغلب ولا يستكين على ضيم ، وسيأتي يوم حساب هؤلاء الدخلاء الذين افترسوا بلدنا كالذئاب المتوحشة وعاثوا في أرض الحضارات فسادا ونهشا بجسده وماله وعرضه وأرضه ، هم عاشوا سنوات خلف المرتزق الامريكي حينما مررت اللعبة وكانوا وقودا لفوهات بنادق المقاومة ، واليوم هم يبحثون عن وقودا عوضا عنهم فكيف يسمح لكم جهدكم وجهادكم وخبرتكم طيلة العقود التي مضت أن تعطون هذه الفرصة لحفنة من شذاذ الافاق .

 

أيها الأخوة الضباط الأحبة :

أسألكم بالله ألا تذكرون كيف رفعكم شعبكم على الاكتاف في منازلة القادسية الثانية وكيف كانت ترعاكم القيادة وكيف كنا وما زلنا نعتبركم رموزا ممتلئة بالشجاعة والكبرياء والعنفوان لتكونوا بأروع وأبهى صورة ، لذا لا نرضى لكم الموت الذليل  بل نريد لكم الشهادة التي تعادل بعث الحياة، فأنتم وليس غيركم من بعثتم في حياة الناكصين الخجل فمزيدا من الصبر والثبات والمطاولة.

 

ان الدعوة مفهومة فهي ليست من أجلكم وإلا لما تأخرت تسع سنوات ، انهم يبحثون عمن يموت عوضا عنهم لينعموا هم بالحياة ، ومحال عليكم يا أصحاب الهامات العالية التي لم تنحني إلا لله العلي القدير أن تنطلي عليكم هذه الخدعة ، فلا تضيعوا تاريخكم وأنفسكم وتوقوا الخطر والنار التي ستحرقكم ولا تتعاونوا مع الخائبين ولا تموتوا من أجل حفنة العملاء ، فما هي الى صبر ساعة والعراق متحرر وسترون ، وكل استحقاق غير شرعي وغير وطني فهو زائل بحكم الشرع والقانون ، فهذا فخ تم تزويقه إعلاميا ليسمى دعوة والسير في هذا الخط معناه المساهمة في تفريس العراق.

 

يا ضباط العراق وبيارقه العالية :

يريد لكم شعبكم بعد كل هذه المعاناة والتضحيات أن تكون لكم صفحات في سجل المحررين وأسمائكم محفورة الى ابد الابدين ، فيوم التحرير لكل العراقيين وشعبكم واثق انكم لن تخونوا العهد والقسم ولن تنكثوا عهد الله والوطن ، فانتم السند الامين الذي خبرناه ، والرجال مواقف لا تخون القيم والمبادئ ولا تتخلى عن الاعراض.

 

ولمن يوسوس الشيطان له ويركن ويخضع لنزوته وتزل قدمه نقول أنظروا لرفاقكم من الصفوة الخيرة وهم يذودون ويجوبون البوادي والصحارى ليحمون عرين وطن اسمه العراق ، وعلى معبد الحرية قدموا الملايين ولم يمر في ذاكرتهم المال الزائل ، فكم من شهيد سقط في سوح الوغى حين جادوا بالروح وذهبوا قرابين حب برضاء تام لتربتهم المعطاء.

 

أنتم تعلمون يقينا ان مرتزقة الهالكي ما هم إلا الحشاشون والمخدرون والطائفيون ، فلا تقابلوا كل ذلك بالانخراط في مشروع العمالة بكل خسة وقبح ، ولا تخونوا الثوابت الوطنية والشرف العسكري ولا تنكثوا بالقسم والوعد والعهد بتلبيتكم دعوة العار ، ولا تسمحوا لتاريخكم أن يقاس مع نكرات تنفست نفسن اسن برئات نتنة ، ولا تطاوعوا نزوات الشيطان في مخادعة النفس ومسايرة عهد الفكـر الوحشي لتتشاركوا بولائم الغرباء الذين يعتاشون على دماء وأشلاء الابرياء من أبنائكم وأخوتكم العراقيين.

 

ومن أصر وحمل كل هذا العار والذلة أستحق لعنة الله والشعب والجيش العقائدي والمقاومة ، وبالتالي سيدمغهم التاريخ الوطني وينظر لهم الشعب باحتقار وازدراء.

 

 

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





السبت ٢٣ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة