شبكة ذي قار
عـاجـل










اعرف اولا ان الحقد صفة سيئة وعلامة غير صحية، واعرف أنه يمزق صاحبه، و اعرف انه يولد روح الانتقام و العداء، و اعرف ان الحقد نهايته الألم و الندم ، واعرف ثانيا ان الشماته ألعن و أحقر ولا تليق بالانسان ولا من شيم النبلاء. كما اني اعرف بالمقابل ان الصفح سمة الأقوياء. ولكني انسان حاقد واعترف. لا اسامح و احب الانتقام. وأشمت للأسف كلما سمعت خبر سيئ بحق كل من اذى يوما بلدي الحبيب العراق، حتى اذا كان اقرب الي من حبل الوريد، شخصا كان ام جماعة ام اقواما ام دول.


والمناسبة هنا تصريح المجوسي لاريجاني عن امارة الكويت، فانه نزل على مسامعي كالموسيقى الجميلة، بل وأثلج صدري واعدت قرائته مرةً و مرات. وللذي لم يقرأ تصريح لاريجاني فسوف اقص على مسامعه ومسامعكم ماذا قال هذا المجوسي : <<ان سقوط نظام بشار الأسد مقدمة لسقوط الكويت، والكويت تشكل لايران عمقا استراتيجيا لا يمكن ان تتنازل عنه، وعلى دول الخليج (الفارسي) ألا تعرقل طموحات ايران الكبرى والا فان العرب سينحسرون الى مكة كما كانوا قبل 1500 عام>>. لاحظوا معي تسمية الخليج الفارسي وهذه ليست فقط تسمية تحارب فارس من اجل تثبيتها على خرائط جوجل وتهدد قطر اذا استخدمت هذه التسمية في مراسلاتها مع الفيفا بخصوص كأس العالم الذي سيقام هناك في ٢٠٢٢ بانها سوف تدفع الثمن غاليا، وانما هي نهج استعماري قديم قدم التأريخ و ليس هو بخاف على احد. وتهديد الكويت ليس بجديد فهناك الكثير من التصريحات التي هدد بها مسؤولون فارسيون واحات الخليج، ومنها تهديد قادة في الحرس الثوري الإيراني بأن المنشآت النفطية والغازية القطرية ستكون الهدف الأساس للقوات البحرية والجوية وخاصة الزوارق الانتحارية وصواريخ (أرض أرض) التابعة للحرس الثوري الإيراني في حال نشوب أي مواجهة عسكرية محتملة بين طهران وواشنطن في المستقبل . نتذكر جميعًا ايضا تصريح عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية الفارسية محمد كريم، الذي تسآل عن كيف لدولة مثل السعودية ان تعاقب فارس ردا على اغتيال سفيرها في واشنطن انذاك عادل الجبير، و اتبع قائلا ان القوات العسكرية الايرانية قادرة، في حال عزمت طهران على اتخاذ اي خطوة ضد السعودية، على احتلال اراضي المملكة بكل يسر. اما البحرين، فكما تقول ام كلثوم، حبك انت شكل ثاني وقد عبر عنه تصريح حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى في فارس آية الله علي خامنئي والمشرف العام على مؤسسة كيهان الصحافية الذي قال فيه ان <<هناك حسابا منفصلا للبحرين بين دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، لان البحرين جزء من الأراضي الإيرانية>>، و منذ ان أصدرت الحكومة الفارسية في العام 1975 قرارا يقضي بضم البحرين - التي أطلق عليها القرار انذاك اسم الإقليم الرابع عشر- إلى الأراضي الفارسية و فارس تددخل في كل كبيرة و صغيرة في هذه القاعدة العسكرية الامريكية. ولولا هذا الاحتلال الامريكي لابتلعت فارس البحرين ودول النفط منذ زمن . اما عملية الابتلاع فانها لن تأخذ اي جهد يذكر، حسب ما صرح قائد الحرس الثوري بأن قواته تستطيع احتلال البحرين بغضون ساعات عبر الزوارق المطاطية. لاحظ الإذلال في الطريقة.


اما الامارات كونها الدولة الوحيده التي أوقفت هذا التدخل الفارسي، فهي قد نجحت في ذلك ليس بقدراتها الذاتية، وانما عبر اللجوء الى مجلس الامن الذي وعدها بأعادة الجزر الثلال او تعويضها بثلال كيلوات من الجزر. في حين حل العمانيون المشكلة بطريقة ثانية. فقد اتبعوا المثل القائل لا عين تشوف ولا قلب يحزن وتركوا فارس تهدد باغلاق مضيق هرمز و كأن ليس لهم شأن في ذالك، ولا ان المشكلة التي تكلم عنها العالم تقع في مياههم الاقليمية.


ان قائمة الاعتداءات الفارسية على دول الخليج تطول و التصريحات الفارسية العدائية ليست جديدة ، لكن الجديد في تصريح لاريجاني تهديد العرب كل العرب دفعة واحدة حين قال بانهم سيعاقبون اذا حاولوا التدخل وستسرد فارس منهم ما سلبها الاسلام والمسلمون قبل ١٥٠٠ عام، اي ان فارس لم و لن تسامح الاسلام والمسلمين يوما على تحطيمهم امبراطوريتها وما تدعيه من انها دولة مسلمة ما هو الا قناع للتدخل في شؤون الاسلام والمسلمين. ان من اعتقد يوما ان فارس جارة مسلمة أو شقيقة ولا ضرار ان امتلك قنبلة نووية، عليه ان يفهم اليوم حقيقة هذه الدولة التي شوهت صورة الاسلام والمسلمين والاسلام منها براء من جهة، ومن جهة اخرى شقت الصف المسلم وقسمته الى شعية وسنة . اما قنبلة ايران الذرية، فانها ليست كما تدعي اسرائيل و تطبل وتزمر موجة ضدها او ضد الغرب الذي يمتلك الآف منها، وانما هي موجهة ضد العرب و المسلمين. ان على كل الزعماء العرب و المسلمين التعامل مع فارس على انها عدو مبين للإسلام والمسلمين وعلى محمد مرسي الرئيس الجديد لمصر أيضاً بعد هذا التصريح ان يلغي زيارته لفارس وفاءٍ للمسلمين الذين يمثلهم . لا ان ياخذ بنصيحة اصحاب الاقلام ذات الاغراض المتعددة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما ورد في مقال فهمي الهويدي الذي يحض فيه مرسي على زيارة طهران .


ان المهم جدا ان يدرك اعراب النفط ابعاد هذا التصريح وخطورته، او يعوا على الاقل ادراك ما ينطوي عليه من هدر لكرامتهم ومن ان هذه الكرامة ستهدر ما تبقى منها في ظل غياب العراق بعد ان شاركوا بتدميره دولة ومجتمع، في حين كان يمثل قبلها، بوابة العرب الشرقية التي حمتهم من هذا العدو الفارسي طيلة عقود من الزمن و قدم أبناءه شهداء دفاعا عنهم.


العراق يا عربان النفط سوف يتحرر، هذه حتمية تاريخية، وسوف يطرد، سنته وشيعته، الغزاة و عبدة النار من ارضه. لكن انتم يا تعساء النفط ماذا انتم فاعلون؟؟؟؟

 

 





الاربعاء ١١ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عمر القلمجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة