شبكة ذي قار
عـاجـل










رسالة القيادة الايرانية الى الادارة الاميركية التي نقله ( نوري المالكي ) في لقائه وفد الكونغرس الاميركي الذي ضم ( جوزيف ليبرمان وجون ماكين ) اثناء زيارتهم بغداد في الاسبوع الاول من شهر ايلول / سبتمبر الجاري .. تضمنت صفقة توقف بموجبها ايران برنامجها النووي لـمدة 10 سنوات ، وتجريد حزب الله اللبناني من السلاح ، وتولي الجيش اللبناني مهمة السيطرة على الحدود مع اسرائيل ؟ واستعداد ملالي طهران من انهاء حالة العداء مع اسرائيل بموجب اتفاق سري ، وابرام عقد بين واشنطن وطهران للتعاون في مكافحة الارهاب ؟؟ ..كل هذا مقابل الابقاء على النظام السوري الحالي ؟؟. هذه الرسالة التي كشفتها صحيفة السياسة الكويتية نقلاً عن مصدرمقرب من التيار الصدري وتناقلتها بعض وسائل الاعلام في 29/9/2012 .. متوقعة وليست غريبة من نظام الملالي في ايران بعد التطورات الميدانيةالاخيرة على الساحة السورية والتطورات على الساحتين العربية والدولية ، فأحد ابرز سمات السياسة الايرانية وتعامل حكام طهران على مر التأريخ.. المراوغة والخداع والغدروالطعن من الخلف والتضحية بالحلفاء ،وعقد الصفقات بمايخدم مصالحها؟ والخطورة تكمن في ان ذلك يتم في الظلام وبسرية، فحكام ايران ( يبطنون اكثر مما يظهرون ) والشواهد التأريخية كثيرة منها.

 

1ـ الموقف التأمري والعدائي تجاه العراق خاصة والعرب المسلمين عامةً ،فكانت ايران لاتتمدد الا باتجاه الجيران العرب فاحتلت العراق [ بلاد مابين النهرين ]اكثر من مرة قبل الفتح الاسلامي لبلاد فارس الذي انهى الامبراطورية الساسانية المجوسية لينّور اهلها بنور الاسلام الحنيف ، وهذا ما لا ينساه الفرس الايرانييون ومنهم المعاصرون ،وبهذا الصدد يقول ( د. صادق زيب ) الاستاذ الاكاديمي الايراني ( نحن لم ننس هزيمتنا امام العرب في القادسية ، ففي اعماقنا حقد تجاه العرب وكأنه نار تحت الرماد يتحول الى لهيب كلما سنحت الفرصة ) ؟؟، فاحتل الفرس بابل عام 539 قـ .م وردوا على اعقابهم مرتين على يد القائدين العراقيين ( سرجون الاكدي ) و ( نبوخذ نصر الاول ) اللذين سيطرا ، انذاك، على فارس التي كانت تعرف ب ( بلاد عيلام ) ، وبعد قيام دولة المناذرة في الحيرة[ مدينة عراقية تقع وسط العراق ] قا م الفرس بأ سر وقتل ملكه ( النعمان بن المنذر ) و على اثرذلك دارت بين عرب العراق والفرس معركة ذي قار عام 609م التي انتصر فيهاالعرب ، فكانت ذي قار، كما قال النبي محمد ( ص ) ( اول يوم انتصف فيه العرب على الفرس ) و لم يتوقف تآمر الفرس فكانوا السبب في الاطاحة بالدولة العباسية ،و بخيانة ( ابن العلقمي ) الوزير الفارسي سقطت بغداد بيد هولاكوعام 1258 هـ ؟ ومن ثم كان الاحتلال البويهي الفارسي لبغداد ومن بعده جاء السلاجقة، وفي العهد العثماني احتل الفرس الصفويون بغداد اكثر من مرة ، ولم يخف الحكم الشاهنشاهي اطماعه في العراق وعموم المنطقة العربية وبالذات دول الجوار و الخليج ، ففي اربعينيات القرن الماضي لعب شاه ايران دوراً فعالاً في تحريض الاكراد العراقيين على التمرد وامدادهم بالسلاح والاموال ورفضه التوقيع على اتفاقية عام 1937 بخصوص شط العرب العراقي ، وتجدد الامر بوجود الملالي اذ يعترف ( ابو الحسن بني صدر ) اول رئيس للـ [ الجمهورية الاسلامية ] في مذكراته .. ( ان العراق كان حسن النية تجاه ايران ) بعكس خميني الذي رد على رسالة تهنئة الرئيس العراقي الايجابية التي حملها مبعوث خاص، هو ابن احد المراجع الشيعية،الى خميني الذي قال في رده ( ..ان صدام حسين لن يستمر في مكانه اكثر من 6 اشهر ؟؟ ) فكان العدوان على العراق في حرب الثمان سنوات 1980 ـ 1988 في ظل المجاهرة بشعار ( تصدير الثورة ) بهدف احتلال المنطقة العربية انطلاقاً من العراق فعقدوا الصفقات والاتفاقيات السرية مع الاميركان والكيان الصهيوني ( فضيحة ايران ـ غيت ) ، ولكنهم خابوا بفعل صمود وشجاعة العراقيين في قادسية العرب الثانية فتجرع كبيرهم ( خميني ) سم الهزيمة بقبول وقف عدوانهم على العراق في 8/8/1988 ،ثم واصلوا التحالف مع الاميركان في ضرب العراق وتدميره في عدوان عام 1991 الغاشم ، فغدروا من الخلف ، كعادتهم ،بعد ان ادخلوا، في الظلام ، الحرس الثوري وميليشيات العملاء كفيلق بدر.. ليستبيحوا ويدمروا ويقتلوا ويخربوا وينهبوا ويعيثوا فساداً في 14 محافظة وسط وجنوب العراق، مستغلين انشغال العراقيين بمواجهة عدوان اكثر من ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة ، وكانت ايران اكثرالمتشددين في فرض الحصار الشامل على شعب العراق فاغلقوا الحدود الواسعة ومنعوا وصول حتى الادوية والاغذية الضرورية ؟، وواصلوا التأمر على الحكم الوطني في العراق بالدفع والمشاركة لاسقاطه وهذا ما جدد تأكيده مؤخر ( علي لاريجاني ) رئيس مجلس الشورى الايراني بقوله ( لولا طهران لما د خلت اميركا الى بغداد وكابل ) ،وهذا ما كان قد اعلنه ( ابطحي ) نائب الرئيس الايراني منذ سنوات، فاحتلال العراق عام 2003 تم وفق صفقة ايرانية ـ اميركية شاركت فيها ايران بفعالية مقابل اطلاق يدها فيه بعد فرض عملائها واتباعها على رأس السلطة وبما يحقق لها هدفها في افراغ احقادها في تدمير العراق ونهب ثرواته والانتقام بملاحقة وتصفية خيرة مقاتليه من ضباط ومراتب وكوادر وعلماء ممن بنوا عراقاً قوياً ودافعوا عنه في القادسية المجيدة ،وممارسة سياسة بث الفتنة والفرقة الاتنية والطائفية بين ابناء العراق ايغالاً في اضعافه ودماره للسيطرة عليه والانطلاق منه باتجاه المنطقة . فأستهداف العراق ليس بسبب الكويت او امن دول الخليج كما اشيع وقتها وانما هو،باعتراف الاميركان ( استراتيجية اميركية لاخراج العراق من معادلة التوازن الاستراتيجي العربي والاقليمي لصالح كل من ايران واسرائيل ) ؟. .

 

2ـ السياسة التوسعية الايرانية على حساب العرب والاطماع التأريخية في ارض وثروات الامة العربية وبالذات دول الخليج العربي ، فالتحالفات مع القوى الصليبية وعقد الصفقات التآمرية سمة ميّزت الدولة الصفوية التي ادخلت قوى الاستعمار الى منطقة الخليج العربي من خلال التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والانكليز، وهذه السياسة اصبحت اكثر وضوحاً في ظل حكم ( اهل العمائم ) الذين فاقوا من سبقوهم حقداً وصلفاً وتحدياً وعدوانية.. فكبيرهم ( خامئني ) المرشد الاعلى يتهدد بفم ملآن من ان ( صواريخ الحرس الثوري الايراني تغطي مياه الخليج بالكامل؟ ) وكيف لا وقائدهم ( خميني ) قد افصح عن احقاده وهو في طريقه من منفاه في باريس الى طهران لاستلام السلطة بقوله ( .. لايران الحق في الهيمنة على منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية؟، وقد ان للفرس آن يحكموا المنطقة لقرون طويلة مقبلة ) ؟ ولم تتغيرسياسة الحكام الفرس ،فأيران وفق منظور ( حلنجي ميرز ) رئيس وزراء ايران اوائل القرن الماضي.. هي كل المنطقة العربية وبالذات الخليج العربي ، وهذا ما اكده في رده على ( لابروين ) وزير خارجية بريطاني ،انذاك، الذي رفض الادعاءات بعائدية البحرين الى ايران بقوله ( ان الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزره وموانئه دون استثناء ينتهي الى فارس ) ؟ولهذا يسعى الحكام الفرس الى ابتلاع المنطقة العربية باكملها الى جانب ما احتلوه من اراض عربية في الاحواز العربية ( اقليم عربستان ضم الى ايران بمؤامرة وصفقة مع المستعمر البريطاني ) والجزر الاماراتية الثلاث ..اذا لم يردعوا ويردوا بالقوة كما حصل عند احتلالهم ( الفاو ) العراقية في شباط/ فبروري من عام 1986 وتبجح رئيسهم ( هاشمي رفسنجاني ) وقتذاك بقوله ( ان ايران اصبحت جارة قريبة للكويت ودول الخليج ) ؟؟ ولكن العراقيين الاشاوس استردوها في نيسان/ابريل عام 1988 فانكسرت شوكة الفرس ودفعت ( خمينيهم ) الى تجرع سم الهزيمة؟ واليوم وبعد تدمير واحتلال العراق وتنفذهم على الساحة العراقية وفق صفقة مع الاميركان .. لم يخف ملالي ايران اطماعهم في ارض وثروات العرب ،اذ يطالبون بالبحرين وكل الخليج العربي ويواصلون ومنذ احتلال العراق عام 2003.. قضم اجزاء عزيزة من الارض العراقية في محافظتي ( ميسان والبصرة ) وبالذات مناطق الابارالنفطية الحدودية ، ومواصلة سرقة النفط العراقي اذ تقدر عائدات ايران من النفط الذي تسرقه من العراق بـ 12 مليار دولارحتى النصف الاول من العام الحالي 2012 ؟؟ وامعاناً في التحدي السافر قام الرئيس الايراني ( محمود احمدي نجاد ) بزيارة جزيرة[ابوموسى] وحضرالمناورات العسكرية هناك مؤكداً في تصريح له ( ان السيادة الايرانية على هذه الجزر غير قابلة للبحث ) ؟ ووصف ( رامين بارست ) الناطق باسم الخارجية الايرانية ما جاء في بيان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي حول عروبة الجزر ( بانه ادعاءات وهمية وان الجزر الثلاث كانت ومازالت جزءا لايتجزأمن الاراضي الايرانية وستظل كذلك الى الابد؟ ) ، و مؤخراً نفث ( لاريجاني ) ما بسرائرملالي ايران من احقاد صفراء مفصحاً عن حقيقتهم ومخططاتهم العدوانية تجاه العرب معتبر ( الكويت عمق ايران الاستراتيجي الذي لايمكن التنازل عنه ؟؟ ) كبديل اذا ما سقط النظام السوري؟، ولم يكتف بهذا بل واصل تحديه بوعيد وتهديد دول الخليج بقوله ( على دول الخليج الفارسي ان لاتعرقل طموحاتنا الكبرى والا فأن العرب سينحسرون الى مكة كما كانوا قبل1500عام؟؟ ) .

 

3ـ الملف النووي الايراني كان منذ البداية ورقة مساومة بيد الايرانيين ليس بمعنى ان طهران غير جادة في مسعاها لامتلاك السلاح النووي ،بل العكس انها تسابق الزمن لاجتياز مرحلة الوقوف عند العتبة والولوج في النادي النووي بامتلاكها هذا السلاح الرادع ،وقد تحملت من اجل ذلك الضغوط والعقوبات الاقتصادية والسياسية المؤثرة ومازالت تواجه احتمالات تلقيها ضربة عسكرية نتيجة تجاوزها الخط الاحمر في عمليات تخصيب اليورانيوم ، والتهديد بالضربة اصبح اكثر احتمالاً بسبب مضي طهران في برامج التخصيب في مفاعل ( فردو ) السري تحت الارض ، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل لاسيما وان انهاء الملف النووي الايراني احد اهم الاوراق الانتخابية التي يراهن عليه كلا المرشحين ؟ فالصفقة التي تنص على التأجيل وليس التوقف التام.. هي ورقة مساومة ايرانية قد تخدم في هذه الظروف كل المعنيين بالملف النووي اذ تتطلع طهران الى التملص من العقوبات الاقتصادية على ايران وبالذات العقوبات التي طبقت مؤخراً على قطاعي المصارف والاموال وتصديرالنفط الايراني وتركت اثاراً مؤذية على الاقتصاد والمواطن الايراني رغم مكابرة النظام ومحاولته التستر على ذلك ؟ كما تؤخرخيار الضربة العسكرية ،وكذلك بالنسبة للاطراف المعارضة وبالذات الرئيس الاميركي ( اوبام ) اذ سيجنبه خطوة ربما ستكون سبباً في الاخفاق في أنتخابات التجديد لولاية ثانية، وربما خسارة الحليف الايراني وبم ( يفشل المسعى الاميركي في عقد تحالفات وصفقات مع كل من ايران وتركيا واسرائيل للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط ؟ ) كما ان الاوربيين ومعهم الصين ودول اخرى بحاجة الى النفط الايراني والوصول الى صفقة حول البرنامج النووي الايراني سيعيد انسيابية النفط اليهم والذي قيدت العقوبات الاخيرة تصديره، كماان لذلك تأثيره على اسعار النفط، وهذه ليست المرة الاولى التي تساوم فيها طهران بالملف النووي، فقد طرحت في جولة محادثات ايران مع مجموعة ( 5+ 1 ) التي جرت في موسكو في 18/حزيران ـ يونيو الماضي .. صفقة مماثلة تتوقف بموجبها ايران عن عمليات تخصيب اليورانيوم مقابل اطلاق يدها في المنطقة العربية ودعم دورها الاقليمي مع ايجاد تسويات وفق الرؤيا الايرانية للوضع في سوريا ولبنان ؟ ويبدو ان الصفقة قد اهملت لثبوت عدم مصداقية نظام الملالي بعد اكتشاف الوكالة الدولية للطاقة، وقتذاك،قيام ايران سراً بتخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق الـ 20 بالمائة في منشأة تحت الارض لم يعلن عنها؟ و استمرار عمليات التخصيب في موقع ( فردو ) في مدينة بوشهر التي تبعد 180 كم عن الكويت؟ وهذا ما يبرر ، اليوم،وللمعرفة بحقيقة حكام ايران ونواياهم ..التشكيك بجدية الايرانيين في ايقاف برنامجهم النووي رغم كل المصاعب والضغوط وتأثير العقوبات ، فحلم اقامة ( امبراطورية فارس الكبرى ) وتحقيق مشروع ( الهلال الشيعي ) يتطلبان امتلاك قوة ردع تتحقق باكتمال ونجاح البرنامج النووي.. ( ان من لايملك قنبلة نووية يعتدى عليه ومن يملكها يسلم من ذلك ؟ ) وبالتأكيد فأن الطرف المعارض يدرك حقيقة المطامح النووية الايرانية وهو في ذات الوقت يدرك بأن ايران بحاجة الى المزيد من الوقت لنجاح برنامجها النووي، ولهذا فهي تماطل لاطالة امد المباحثات بالمراوغة واقتراح مبادرات وصفقات من هذ النوع مع استمرارالعمل سراً في برنامجها ،ولكن اذا كانت الظروف لم تحن لاتخاذ موقف جاد وحاسم في التعامل مع هذا الملف فلا يمكن المراهنة على أستمرارذلك وبالذات من قبل الذين يرفضون تماماً فكرة امتلاك ايران "الاسلامية ؟؟" السلاح النووي؟ ولهذا لايستبعد ترجيح الخيار الاخر بتوجيه ضربة عسكرية تنهي هذا البرنامج لاسيما وان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ابقيا كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع هذا الملف؟.

 

4 ـ هناك علاقات بين نظام الملالي في طهران و الشيطانين ،الاكبر الولايات المتحدة ،والاصغرالكيان الصهيوني رغم التصريحات النارية للمسؤؤلين الايرانيين ب ( القاء اليهود في البحر،و شعارات تحرير القدس وما الى ذلك من خطب رنانة و شعارات ثورية حول القضية الفلسطينية.. ) هدفها كسب الشارعين العربي والاسلامي وتضليلهما وكذلك خداع الايرانيين ، وهي علاقات مفضوحة ، رغم التستر عليها وذلك لسعة التعاون التجاري والعسكري الواسع بينهم منذ قيام النظام عام 1978 والى يومنا هذا ، ولعل الجسر الجوي بين الولايات المتحدة وايران عبر اسرائيل لايصال السلاح اثناء حرب الثمان سنوات بين العراق وايران 1980ـ1988 يمثل نموذجاً مفضوحاً لبدايات هذا التعاون الذي كشفته فضيحة ( ايران ـ كونترا/ أو ايران ـ غيت ) وقد ذكر الكولونيل ( اوليفرنورث ) مساعد مستشار الامن القومي الاميركي في مذكراته المنشورة عام 1991 بعنوان ( تحت النار ) ان .. ( حجم مبيعات السلاح الاسرائيلي لايران وصل الى عدة بلايين من الدولارات ) ومازالت ايران تعتمد ، الى جانب اليهود الايرانيين،على العديد من كبار الخبراء والمختصين الصهاينة في مختلف المجالات والعلوم الحيوية وبالذات العسكرية والمالية والاقتصادية والتكنلوجية ، ف ( الحكومة الاسرائيلية تحظى، من خلال يهود ايران ، بسيطرة اقتصادية ظاهرة في ايران ) ،كما ان هناك العديد من اليهود الايرانيين من يحتل مواقع قيادية بارزة في الحكومة والبرلمان والجيش واجهزة الامن والاستخبارات الاسرائيلية منهم ( شاؤول موفاز ) نائب رئيس الحكومة وبطل مجازر نابلس وحنين ضد الفلسطينيين وهو فارسي من مواليد طهران ، و ( دان حالوتس ) قائد القوة الجوية الاسرائيلية السابق المعروف بجنرال الاغتيالات وهو يهودي ايراني من مواليد مدينة هاجور الايرانية ؟ فهناك مايربط بين ايران واسرائيل تأريخياً ، اذ يشعر اليهود بالامتنان والفضل للفرس لقيام القائد الفارسي ( قورش الكبير ) بتخليص اليهود من السبي البابلي ،وفي طهران،اليوم، منظمات شبابية يهودية تحمل اسم ( قورش الكبير ) ؟ كما يتبادل الايرانيون و الاسرائيليون الرسميون الاقرار بأن .. ( الايرانيين وبالذات الحكام لايشعرون بأي عداء للاسرائيليين ) ويضيف ( د. بهمن ديب ) دبلوماسي ايراني سابق وخبير في شؤون الطاقة حالياً في مقال له تحت عنوان [ الاسرائيليون والايرانييون حلفاء طبيعيون] نشر في 27/3/2012 .. من انه ( ليس للفلسطينيين اي مكان خاص في قلوب الايرانيين ) ؟ وفي أستعراضه لاوجه الشبه بين ايران واسرائيل يقول .. ( أن كلا البلدين غيرعربيين، وكليهما مهتمان باحتلال الاراضي العربية ، ارض فلسطين بالنسبة لاسرائيل والجزرالعربية الثلاث بالنسبة لايران،وكليهما من اتباع دين مختلف عن العرب ،فمعظم الاسرائيليين يهود ومعظم الايرانيين من الشيعة ( ؟؟ ) واختراق الايرانيين للطائفة الشيعية هدفه ان يكونوا اداة مختلفة عن العرب السنة ؟ ) و ( لاريجاني ) رئيس البرلمان الايراني يعترف علانية بأن.. ( ايران لاتعادي اسرائيل ، وان المفاعلات النووية الايرانية لاتشكل تهديداً للامن الاسرائيلي ) وكذا الحال لعدد من المسؤولين الصهاينة فقد اكد الوزير ( ديفيد ليفي ) في تصريح له في 1/6/1997 .. ( ان اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي العدو ) واكد اكثر من مسؤول واعلامي اسرائيلي من ان .. ( ايران لاتعادي اسرائيل، وان المفاعلات النووية الايرانية لاتشكل تهديداً للامن الاسرائيلي ) ويرى الصحفي الاسرائيلي ( يوسي مليمان ) من .. ( ان الشيء الاكثر احتمالاً هو ان المفاعلات النووية الايرانية.. موجهة للعرب ؟ ) فـاستعداد الملالي لعقد اتفاق سري بين ايران واسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما ؟؟ هو حاصل فعلياً ولايوجد اي عداء بين معممي ايران والشيطانين الاكبر والاصغر ،فلم تسجل تأريخياً اي حرب قامت بين الشياطين الثلاثة؟ بل العكس تحالفهما في اكثر من حرب وأقربها العدوان الظالم على كل من افغانستان والعراق حيث المشاركة والتدخل الايراني الفعلي ضد جارين مسلمين؟ ولاغرابة ان يتخلى الملالي عن حلفائهم اللبنانيين وربما السوريين في مرحلة ما اذا ما كان الثمن مغرياً ويخدم مصالحهم واهدافهم الكبرى ومخططاتهم لتّسيد المنطقة ( الدولة المركز في الشرق الاوسط ) وتحقيق حلم اقامة ( امبراطورية فارس ؟ ) اماتبني القضية الفلسطينة ورفع شعارات تحرير القدس من قبل نظام الملالي فهو زيف هدفه تضليل وخداع العرب والمسلمين وايهام والهاء شعوب ايران،لان من يريد تحرير القدس لايتآمر على العرب ويحتل اراضيهم ويطمع علانية بثرواتهم، وان شعار ( تحرير القدس عبر كربلاء ) ليس الاّ دعوة لاحتلال العراق كخطوة في طريق اجتياح المنطقة العربية؟ وان من يريد تحرير فلسطين والقدس لايضع يده بيد الصهاينة الذين يحتلون فلسطين ويدنسون القدس الشريف بمناسبة وغير مناسبة؟ ومن يتباكى على اغتصاب فلسطين لايكون اداة لقتل الفلسطينيين والعراقيين على السواء، وهذا ماحصل ،ومايزال، على ايدي مجرمي الحرس الثوري و ( فيلق القدس ) بقيادة الارهابي الجنرال ( قاسم سليماني ) على الاراضي العراقية ؟.

 

5 ـ وبما ان حكام طهران بازاريون لايتعاملون الا بلغة الفوائد، يبقى التساؤل ..لماذا الصفقة الايرانية في هذا الوقت بالذات وما دوافع ذلك ؟.. يمكن اجمال الاجابة بالنقاط المركزة التالية :

أ ـ اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في شهر تشرين ثاني / نوفمبر المقبل وحاجة كلا المرشحين الد يمقراطي ( باراك اوبام ) والجمهوري ( ميت رومني ) لاستخدام كل الاوراق المربحة في هذه المعركة الرئاسية ، وبما ان انهاء الملف النووي الايراني احدى ابرز هذه الاوراق لانه يتعلق بامن الكيان الصهيوني وما للوبي الصهيوني المتنفد داخل الولايات المتحدة الاميركية من تأثير حاسم في النتائج لثقله المالي والسياسي والمؤثرداخل مطابخ صنع القرارات ..فان عدم حسم هذا الملف بما يرضي هؤلاء ،اي منع ايران من النجاح ، ولاصرارها في مواصلة مسعاها النووي ، يعني اقتراب تلقي ايران ضربة عسكرية محدودة وقد تتسع بما يجعل الامور تنفلت من ايدي ملالي طهران؟. .

 

ب ـ العقوبات الاقتصادية وبالذات العقوبات المشددة التي طبقت منذ شهو تموز/ يوليو الماضي على تصدير النفط الايراني وعلى قطاع المال والاقتصاد ..اثرّت بشكل فاعل على الوضع الاقتصادي وعلى الداخل الايراني، والتي لم تنفع معها الملايين من دولارات البنوك العراقية التي هربت بعلم ( المالكي ) والتوليفة الحاكمة لدعم البنك المركزي الايراني ( بنك ملي ايران ) ،والمليارات المتحققة من بيع النفط العراقي الذي يسرق منذ عام 2006 و لحد الان؟؟ ، واخيراً ما يقوم به نظام الملالي من عمليات تهريب للنفط والتي فضحت مؤخراً بعد اكتشاف مخازن اقامتها طهران قرب ماليزيا وفي المياه الاسيوية ؟ فالصفقة محاولة ايرانية للتخلص من العقوبات الاقتصادية او على الاقل تخفيفها للخشية من تفاقم الامور نحو الاسوأ.

 

ج ـ التطورات الميدانية على الساحة السورية وميل الكفة لصالح المعارضة المسلحة رغم الدعم الايراني الكبير لنظام الاسد..يؤشر باقرار حقيقة ان ايران ستخسر هذا النظام الحليف الآيل الى الزوال مما يفقده ( عمقها الاستراتيجي ) لاسيما وان كل المؤشرات تؤكد ان النظام القادم في سوريا سيكون كانظمة ( ثورات الربيع العربي ) الاصولية الاسلامية التي ستصطدم وسياسة الملالي الطائفية ومخططاتهم لاقامة ( الهلال الشيعي ) ؟، فالحرص ليس على بقاء نظام الاسد ، ( طهران غير متمسكة بالنظام الحالي وانما هي مع حكم سوري يتفق عليه الجميع بالحوار السلمي ويكون غير معاد لها؟؟ ) ، وانما لتلافي مجيء اصوليين لحكم دمشق يستكمل بهم ( المحور السني ) بقيادة تركيا ، والذي ستنضوي تحت جناحه اغلب الدول العربية بما فيهم الخليج العربي وكل مناهض لتمدد ايران طائفياً مما يفقده نفوذها في المنطقة ويضعف دورها الاقليمي ، كما يخشى حكام طهران ان يفقدوا، نتيجة ذلك، نفوذهم على الساحة العراقية وما سيعقبه من اهتزازات وثورات داخلية في مناطق الاتنيات المضطهدة كاقليم الاحواز العربي المحتل والمناطق الكردية والبلوشية والاذرية والتركمانية والارمنية؟

 

د ـ الموقف الصلب للرئيس المصري ( محمد مرسي ) ازاء النظام السوري في مؤتمر دول عدم الانحيازالاخير الذي عقد في طهران اواخر شهر آب/ اغسطس الماضي.. والذي دعا فيه النظام السوري الى الانسحاب امام ارادة الشعب السوري بعد ان وصفه بعبارات شديدة لم يراع فيها اصول المجالات واللياقة ولغة التخاطب المهذبة في مثل هذه المحافل وفي خطاب متلفزومنقول نقلاً مباشراً لملايين المشاهدين.. موقف الرئيس المصري يعتبر تحدياً ليس للنظام السوري فقط وانما هوتحد شديد و جرس انذار و ( قرصة اذن ) لحكام طهران ،وهم في عقر دارهم ، من زعيم الاخوان المسلمين في مصراكبر بلد عربي..في رسالة مفتوحة يفهم من سطورها[ اننا واعون لكم ،وواعون لخطورة ما تخططون له ..و..؟؟] ، الامر الذي توقف عنده الملالي،بالتأكيد،وكان له تأثيره على الموقف الايراني ازاء قضايا المنطقة؟ . .

 

ه ـ النظام الايراني اما انه يحتاج الى المزيد من الوقت لانجاز برنامجه النووي، وهو بحاجة الى المماطلة لكسب الوقت، وطرح صفقة تأجيل البرنامج النووي سيوفرالوقت ويبعد احتمالات تلقي ضربة عسكرية وربما تنطلي الحيلة وتؤدي الى تخفيف العقوبات الاقتصادية ،واما انهم فعلاً امام ضغوطات وظروف وعقوبات معيقة للتقدم في البرنامج، وتطورات اقليمية ودولية " دور مصر المخيف؟ و استحقاقات انتخابات الرئاسة الاميركية ورجحان كفة المعارضة السورية المسلحة ميدانياً " تتقاطع بقوة مع مخططات ملالي ايران ومشاريعهم الاستراتيجية، وان من المصلحة العليا التضحية بتأجيل الحلم النووي لصالح تحقيق احلام اهم واكبر كحلم اقامة ( امبراطورية فارس الكبرى ) وزوال النظام السوري الحالي سيزيد الطين بلة؟ ان النظام الايراني ، وباستقراء كل المعطيات وفقاً للظروف والتطورات الانية ، في مأزق فعلي فاستمرار الحليف السوري باتت مسألة وقت ومن سيخلفه من الصعب ان يكون حليفاً ، وعدم تجميد النشاط النووي يعني تعرض ايران لضربة عسكرية قد تنهي احلا م الملالي تماماً وتقضي على وجودهم في السلطة لان شعوب المنطقة لن تسكت على المزيد من التشرذم والتطاحن الاتني والطائفي ،والعبرة فيما يجري في العراق اليوم بفعل سياسة الملالي الطائفية الحاقدة والطامعة بعد ان اطلق الاميركان اليد الفارسية فيه وهو ما يعري حقيقة نظام طهران المتبرقع زيفاً ب ( عباءة الاسلام ) لاسيما وان رياح " الربيع العربي " تجري بما لا تشتهي سفن الملالي.. الامر الذي قد يؤدي الى التصادم واغراق العالم العربي بالمزيد من الدماء ؟ ويبقى القول .. ان الزبدة في الصفقة الايرانية مايخص البرنامج النووي ،والملالي يعرضون التأجيل وليس الايقاف؟؟ مما يشم منه عدم الجدية ولايصب الاّ في مصب المماطلة والمراوغة التي ميزّت السياسة البازارية الايرانية في جولات التفاوض السابقة، ولهذا ستبقى كل خيارات التعامل مع الملف النووي خاصة والسياسة الايرانية عموماً.. مشرعة الابواب؟.

 

 





الاحد ٣٠ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة