شبكة ذي قار
عـاجـل










 بسم الله الرحمن الرحيم

 (( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ))

صدق اللَّهُ العظيم

 

 

قضت حكمة الله جل جلاله وقدره ان اكون شاهدا على ما يعمله الظالمون في بغداد بالسجناء المتهمين بموجب المادة ( 4 ) ارهاب اولئك الظلمة المتلفعين بلباس الدين والدين الاسلامي منهم ابريء فأذا قلت عنهم انهم دخلاء على الدين فان ذلك لا يكفي ، واذا قلت عنهم خوارج فان ذلك لا يكفي واذا قلت عنهم شعوبين فان ذلك لا يكفي ايضا ، ذلك لانهم جمعوا كل الصفات التي تتعارض مع الدين الاسلامي وسماحته وعدله ورحمته والحق .. وما يمارسه الظالمون في السجون تفصح عن قرب  نها يتهم انشاء الله تعالى : قال العزيز الحكيم ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) ( صدق اللَّهُ العظيم )

 

ان الظالمين في بغداد ، تجاوزوا ما يفعله الصهاينة مع الشعب الفلسطيني وذهبوا الى ابعد من ذلك بكثير ، وفعلوا اكثر مما فعلوا الحكام الذين تسلطوا على رقاب المسلمين في العهود المظلمة انهم ينطبق عليهم قول الباري عزوجل ( فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) ( صدق اللَّهُ العظيم )  19 سورة القصص

 

لم تمضي اكثر من ربع ساعة على الوصول الى السجن الشعبة الخامسة في الكاظمية السيئ الصيت والتوزيع على الزنزانات الانفرادية حتى بدأوا ببرنامج التعذيب فكان ان علقوا الشباب من الايدي والارجل في اقفاص المكيفات التي تنغث عليهم الهواء الحار اضافة الى شمس تموز المحرقة التي تجاوزت 50 درجة مئوية وهم يتعرضون لها ، ولم يكتقي الجلادون بذلك وحده فكان السجانون يتناوبون على جلدهم واستمر ذلك البرنامج اكثر من ست ساعات ، بعد ان فكوا وثاقهم اوقفوهم بالشمس ما يقارب اربع ساعات.

 

وعند غروب الشمس احضروا الى الطبيب وبدأ بمعالجة الجروح التي خلفتها سياط الظالمين ، ورافق ذلك منذ الوصول الى سجن الشعبة الخامسة السباب والشتائم والكلام البذئ المنافي للاخلاق والوعيد والتهديد بالاعدام ورميكم للكلاب ولم نعرف النوم طيلة الليلة الاولى التي قضيناها في الزنزانات ولم نملك سوى الدعاء والتضرع الى الله وقراءة ايات القران وما ان ادركت الصباح حتا تيممت واديت الصلاة والفزع على الابواب طيلة الليل ولكن هذه المرة اكثر مصحوبة بأصوات نشاز مستقبحة مستهجنة تنم على ان هؤلاء السجانون ابناء شوارع قوموا استعدوا للخروج ونحن لا نعرف خطط الضللمة لهذا اليوم وقراءة في قوله تعالى { فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين } " 85 "  سورة يونس ( صدق اللَّهُ العظيم )

 

في الساعة الثامنة صباحا وصلنا معصوبين بالاعين مكتوفي الايدي الى الخلف الى مكان بعد مسير ربع ساعة بالسيارة بطرق ملتوية ومتعرجة ، اقتادونا بشكل فض وبكلام بذيئ واوقفونا في قاعة يبدو عليها انها قاعة مخصصة بالتعذيب وبدأ الجلادون بتنفيذ برنامجهم في التعذيب والصراخ يملاء القاعة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة العاشرة ليلا كان اكثرها فضاعة وقسوة الخنق بالاكياس البلاستيكية وحتى تكاد تخرج الروح ثم يتم نزع الكيس من الرأس ثم الكوي بالكهرباء ثم استعمال التعذيب المنكر والمحرم دينيا والمخالف للاخلاق والضرب بالكيبلات والرفس بالاقدام والعقرب والحنطورة وغيرها من الاساليب التي اقتبسوها من اسيادهم في طهران { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ سورة هود آية } "18 " ( صدق اللَّهُ العظيم )

 

وطول طريق العودة والانين يتصاعد من المعتقلين المعذبين والجلادون يسبون ويتجاوزون بالكلام ولم نسمع منهم ولو كلمة تنم عن رحمة انهم مجرمون – قتله وعند العودة رموا لنا طعام العشاء والماء من فتحة تقع اسفل الباب وحضر الطبيب وضمد الجراح ، لكن ذلك لم يخفف من الم التعذيب ويستمر منهج الازعاج طيلة اليل الذي اخذوه من الامريكان اللذين سلموهم الحكم وذلك بالطرق على الابواب الحديدية لكي لا يسمحوا المعتقلين بالنوم واصبح صباح اليوم الثالث في سجن الشعبة الخامسة للاستخبارات العسكرية ولا نعرف ماذا سيجري لنا وكالعادة تم قرع الابواب بقوة مع صباح عنيف انهضو للخروج وكان دعائي للهم ثبت على الايمان وصبرنا على الابتلاء وقرأت قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } "27" ( صدق اللَّهُ العظيم )

 

وسرعان ما اوصلونا الى ذات القاعة . ثم بدأ التحقيق معنا ، بعد ان رفعنا اثناء التعذيب نسب الينا من اتهام بالارهاب .

واوقفونا معصوبي الاعين ومكتوفي الايدي امام المحققين ، وسأل عما نسب الينا من القيام باعمال ارهابية فكان الجواب بالادلة التي تدحض الاتهام وبعد ساعة تقريبا جاء احد الاشخاص ونزع غطاء العينان وفك القيد وطلب مني التوقيع على الافادة ، فرفضت الا ان يسمح لي بقرائتها وبعد تهديد ووعيد ورفض سمح لي بقرائتها فاذا هي مثلما تحدثت بالتحقيق فوقعت عليها

 

وبعد عودتنا الى السجن الانفرادي قالو انكم ابرياء وانكم سيتم نقلكم الى المحكمة لتصدر قرارها لاطلاق سراحكم ولكن بعد ان تتماثلون الى الشفاء وبعد مضي اسبوع نقلونا ليلا الى سجن مطار المثنى المركزي على امل ان يقدمونا الى المحكمة ، فوجئنا بشعارات مرفوعة على جدران السجن تدعوا الى عدم اللجوء الى التعذيب ولكن ما ان تم توزيعنا على القاعات حتى وجدنا حقيقة الامر ان كل شيء في هذا السجن يقوم على استخدام اشد انواع التعذيب كانت القاعة ( س ) من نصيبي ، القاعة مساحته ( 5×15 ) متر يحتجز فيها اكثر من ( 150 ) معتقل معظمهم من المحافظات ديالى والانبار ونينوى وصلاح الدين وشمال بابل والتأميم  وكلهم معتقلون بموجب المادة ( 4 ) ارهاب والتعذيب على اشده ويستقبل السجن الملقى عليهم القبض من قبل استخبارات الجيش والمخابرات فقط والحديث عن تعامل الوحدات والقيادات العسكرية في الجيش ان تعذيب المعتقلين شيئ خارج الوصف خصوصا اللواء ( 54 ) ولواء بغداد ولواء في ابو غريب والفرقة العسكرية التي يقودها المجرم ناصر الغنام والفرقة العسكرية في اديالى والوحدة العسكرية في الحويجة والموصل ويصل التعذيب الى حد القتل واعدام من لايعترف وتجري مع المعتقل نفس الوسائل التي تلقاها في الشعبة الخامسة او الوحدات  العسكرية .

 

 اما نحن فقد بقينا في السجن المذكور 33 يوما تمت خلالها محاكمتنا وتم الافراج عنا بقدر الله ولطفه اذ ان عدد كبير من المعتقلين ممن برأتهم المحاكم ومضى على ذلك اكثر من سنة على برائتهم ولم يطلق سراحهم خلال السجن اقتنعت ان العراقيين جميعهم الان اسرى لدى النظام الايراني الصفوي وذلك لان لا احد في هذه السجون والمعتقلات من غير عملاء النظام الايراني هذا نقطة من بحر من ما يجري للمعتقلين الابرياء في سجون العميل الصغير المالكي على ايدي الجلادين من عملاء الثالوث الامريكي الايراني الصهيوني ونذكر هولاء الضالمين بقوله تعالى ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (  ( صدق اللَّهُ العظيم ) .

 

 





الثلاثاء ٨ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو فادي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة