شبكة ذي قار
عـاجـل










المنطقة العربية تتحول الى محرقة وقودها الإنسان . تأكل الأخضر واليابس . واللاعب فيها أميركا – إيران – تركيا مع التفاوت في الأدوار . ففي سوريا تذبح العشرات بل المئات والعراق ومنذ الاحتلال تحول إلى مقصلة رهيبة تلتهم الشعب العراقي عن طريق القتل بالكواتم والتفجير والإعدامات التي تجاوزت اكثر من ألف وثلاثمائة ضحية ووسائل أخرى كثيرة وراءها إيران التي وصل بها الصلف إلى ملاحقة الوطنيين في دول أخرى وقتلهم بواسطة عملائها أو استخباراتها ، كما حدث لأحد أبطال العراق في القادسية الثانية ، الشهيد خالد الهاشمي الذي اغتيل في اليمن من قبل أيادي مدفوعة ومدعومة من إيران . وهذا ليس الأول أو الأخير وإنما هناك مخطط إيراني لتصفية كل الرموز العراقية التي تميزت بوطنيتها وشجاعتها في حماية ارض وسماء العراق . ومن هذه الرموز العلماء والأساتذة الجامعيين وكبار الضباط والطيارين وكل ذي سمة وطنية . كما لجأت للتحرك على بعض الطيارين للعمل لديها وإذا ما رفضوا فالمصير معروف ، الملاحقة والقتل كما فعلوا لكثير من زملائهم . وهذا التحرك الإيراني يذهب ضحيته الآلاف من شعبنا في العراق وسورية ولبنان وغيرهم . فالنار المشتعلة في سورية تأججها إيران من خلال دعم النظام بالسلاح والميليشيات ، كفيلق القدس الإيراني وحزب الله في لبنان وميليشيات تابعة لأحزاب في العراق وكلها تأتمر بأوامر إيرانية .

 

 في أي إيران تمارس العمل بطاحونة مساحتها المنطقة العربية ، تسحق بلا رحمة والدور الأميركي – دعم المخطط الإيراني بل تحميه من أي رد فعل دولي – حيث تمارس العداء لإيران في الظاهر بينما في الباطن هناك علاقات وتعاون والضحية هم العرب الذين يتمزقون ويحارب بعضهم البعض . تحت خلق وتأثير الطائفية والتقسيم وغيرها . وعندما يريد الواحد أن يدخل في تفاصيل أو تخمين الضحايا ليجدها تفوق ما يحدث في العالم باجمعه من ناحية القتل والتدمير على مستوى البنى التحتية والاقتصاد وإيقاف عملية النمو في اغلب مرافق الحياة . وهنا نسأل أين المنظمة الدولية ودورها في حماية حقوق الإنسان ؟ على مستوى الشعوب والأفراد ، لماذا هذا الصمت ؟ والجريمة تزكم لها الأنوف . ألم تكن الأمم المتحدة وجدت لنصرة الشعوب المضطهدة والمظلومة والمستلبة حقوقها . اتنتظر الأمم المتحدة ومجلسها الأمني اكتمال الكارثة حتى تسجلها ضد مجهول ؟!! .

 

شعوب تموت وتجوع وتشرد ، ونحن لا نلمس إلا أبواق عالية من إعلام فارغ وكاذب ، والسكوت الذي لا يعبر إلا عن شيء واحد هو أن هذه المنظمة أصبحت مؤسسة أميركية – غربية . كل عامليها موظفين تابعين لأميركا . ومن خلالهم تمرر كل المؤامرات التي لا تخدم إلا المصلحة الأميركية – الإسرائيلية ، وقد شملت لاهوتيا جديدا هو إيران . فهل يرجى العالم تفعيل لهذه المنظمة الخاوية ؟ التي أصبحت لا حوله ولا قوة لها ، بل أصبحت تحت رحمة أميركا التي تصدر القرارات باسمها ، وهي لا تحرك ساكن كما حدث بالنسبة لاحتلال العراق . لماذا لا تتحرك دول العالم التي أصبحت ضحية لهذا التنين بل الثور الهائج . لتضع حد لهذه الغطرسة ؟ التي تتجاهل فيها الشعوب وحقوق الإنسان . بالعمل على إيجاد معايير وقوانين لهذه المنظمة ، واستبدال كل مؤسساتها وموظفيها . بعيدة عن أي نوع من الاضطهاد والاحتلال وقوانين السمك الكبير يأكل السمك الصغير .

 

إن العالم أمام وضع كإرثي وخصوصا المنطقة العربية الواقعة بين فكي أميركا – إسرائيل من جانب وإيران من الجانب الأخر . وكذلك التحرك الخفي والبطيء لتركيا . إن كل المؤشرات تنذر بكارثة دولية ، قد تجر إلى حرب عالمية – نووية تسحق العالم !! . والمحرك الأول فيها إيران التي امتلكت سلاحا تهديديا وأخذت تتمادى في انتهاك حقوق الآخرين آو التدخل في شؤونهم كما هو حاصل في العراق _ سوريا _ لبنان _ البحرين ووو , فإذا لم يوضع حد لهذا التحرك سوف يحدث ما لا يحمد عقباه والعالم أشبه بصهريج بنزين مجرد قدحه تأتي عليه بالكامل .

 

فإلى متى هذا التجاهل ؟ لا ينتظرون حدوث المعجزة ؟ أم أن الذي يجري هو نزهة أو لعبة تنتهي بجرت قلم كما يقال . كم دماء الشعوب رخيصة ؟ وكم من يسعى لاستلاب حقوق الإنسان ؟ . الغريب أن هناك من يطالب بحقوق الحيوان وينسى البشر الذي فضله الله على كل المخلوقات . بل وضعها في خدمته ، وأكرمه بالرسل والأنبياء ، لقد سعى البعض إلى إحراق دساتير الله كالقران والتعدي على الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ، وأمور كثيرة لا تعبر إلا عن حالة طاغوتية وشعور بالتفوق والقوة وكأنها تمتلك العالم بلا منافس ، متناسبة إرادة الله . فهل يخرج الأحرار من صمتهم لينتصروا لمن تأكلهم المحرقة الأميركية الصهيونية الإيرانية؟ وهل ينتفض الشعب ليحمي نفسه ؟!! الجواب لدى الأحرار .

 

 





السبت ١١ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة