شبكة ذي قار
عـاجـل










السؤال المطروح هل إن الصراع العربي الصهيوني القائم تحول إلى نزاع بين الطرفين المتنازعين على الأرض ؟ ، وأعني هنا أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض الفعليين ومن منح حق ليس بمالكه من ممن هو لا يحق له منح مالا يملك واقصد هنا بلفور وزير الخارجية البريطانية بوعده المشــــــئوم ، وان هذا تحقق بفعل إرادات قوى معادية لمصالح الأمة العربية وســـلوكيات لاشـــعورية للقيادات العربية في تعاملها كأطراف داخلية بالصراع وعلاقاتها فيما بينها فجر مفهوما" جديدا" لتفاعلات الصراع افرزه الصراع الدولي في القرن المنصرم ، حدد القائد الشـــهيد الحي صدام حسين بوضوح ذلك في نضالنا والســــياسة الدولية بقوله (( * إن الولايات المتحدة الأمريكية تطمح إلى أن تجعل العالم كله يتحول إلى الاتجاه والشكل الذي تفكر فيه هي وان سياسة الاتحاد السوفيتي تطمح في أن تجعل العالم يؤمن ويعمل بما يؤمن به ويعمل من أجله السوفيت * )) ، أوجد الإرادة القطرية مثالها الســلوك الساداتي وخلفه نظام حسني مبارك والمبادرات العربية التي طرحت في مؤتمرات القمم العربية تحت يافطة حسن النوايا العربية باستمرار التمسك العربي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس مقابل الاعتراف بإسرائيل وفق ما عبرت عنه قرارات القمة العربية ذات الصلة ابتداءً من مؤتمر فاس عام 1982م و * مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت * وتلهف الكثير من الحكام لمد جسور العلاقة والتطبيع مع الكيان الصهيوني العلنية والسرية وعدم التردد من دعوة الشركات الصهيونية وتجارها من التواجد في المحافل الاقتصادية بل وصل الحال بالبعض السماح بفتح مكاتب للكيان الصهيوني ببلدانهم دون الاعتراف العلني به ، إضافة إلى العمل بكل ما أتوا من قوة لشق الصف الفلسطيني وإيجاد بينهم من يؤمن بما هم يعملون له فكانت اتفاقات أوسلو وما تبعها من عدم الاكتراث بالدم الفلسطيني ، وهنا لابد من توثيق شيء مهم أن السياسة الواقعية التي يدعي بها البعض عليها أن لا تتغاضى عن نواحي القوة التي تمتلكها الأمة العربية لاستغلالها ونواحي الضعف التي أوجده الأعداء في جسم ألامه لتفاديه ، لان لاعبي السياسة الدولية يتعاملون مع القضايا كمثل العملة النقدية فبقدر ما في الجيب من نقود يمكن الشراء ، أي إن إدراك القيمة الحقيقية للثروة وللمال العربي مهم في التأثير السياسي لدى صناع القرار الدوليين لنصرة القضية القومية أو كحد أدنى تحيدهم ، وهناك حقيقة من الحقائق الكبرى في عالمنا المعاصر ينبغي استيعابها في كل تصرف أن الشاغل الأكبر للثور الأمريكي الهائج بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أن تبقى أمريكا القوة المتفردة في الكون ومن هنا طرح مبرمجي سياستها الخارجية مفهوم الفوضى الخلاقة استثمارا" لمفهوم العولمة كي تتطاير الثوابت والقوانين التي تحكم الأمم وتنخرط في المجال الأمريكي بلا هوية

 

الصراع باق وسيبقى وفق الرؤية الجماهيرية لأنها القوة التي تحدد المسارات وان انكفأت بسبب الظروف التي تحيط به والإخفاقات التي تعرض لها المشروع القومي التحرري بفعل الهجمة الغير مسبوقة التي شنها أعداء الأمة مستهدفين بؤر النضج القومي والقيادات الوطنية القومية كالعدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 م وما لحقه من غزو واحتلال مقرون بتدمير كل ما تم بنائه على الصعيد الفكري والإنساني والحياتي بل اجتثاث روح المواطنة ومسألة الفرد عن رأيه وإنسانيته وتطلعاته ، ولابد للفرد أن يستسلم لضلالة وشعوبية من جاء بهم الغازي المحتل لأرض العراق والأجندة التي يعملون من اجل فرضها كأمر واقع لا خيار غيره ومن اجل النهوض والتصدي لجملة الأجندة التي يعتمدها العدو الصهيوني وحلفائه وأقول كحد أدنى لابد من تطوير الإرادة العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية في إجبار الطرف الصهيوني على السعي نحو السلام ، وتقديم تنازلات إزاء الحقوق الفلسطينية بتوحد عربي على مركزية القضية الفلسطينية وتحويل موازين القوى على المستوى العسكري والاقتصادي لمصلحة العرب ضمن مشروع تكامل عربي متنامٍ بحدوث تغيرات داخلية عربية كبيرة تؤدي إلى استعادة حرية القرار العربي ، وإنهاء كافة الروابط مع الكيان الاستيطاني في فلسطين المحتلة عام 1948 بما فيها التطبيع ، والعودة إلى خيار المواجهة باعتباره خياراً استراتيجي التحقيق درجة من التكامل الاقتصادي والسياسي العربي ، وتفعيل دور الجامعة العربية إيجابا" وليس كما هو الحال أي أن يكون اصطفافها مع أبناء الشعب العربي وليس مع إرادة قوى العدوان والأنظمة الفاسدة ، وأن تنجح الدول العربية في عقد تحالفات مع القوى الإقليمية الفاعلة في مواجهة الكيان الصهيوني دون الإخلال باستقلال وسيادة الأرض العربية ومصالح الأمة ، وبتفحص للواقع العربي نجد أن الربيع العربي الذي شهدته أقطار عربية بالرغم من المؤشرات السلبية التي رافقته إن كانت على مستوى تغلغل الحلف الامبريا صهيوني فارسي فيه وبروز التيارات الدينية المتطرفة على الساحة مما جعل النتيجة ليس ببعدها الذي يمكن الأمة من النهوض بذاتها ودورها الرسالي ، هو الميدان ألأرحب لتصاعد الصراع باتجاه الحسم لمصلحة الشعب الفلسطيني وازدياد قوة المقاومة الفلسطينية وتصاعدها وانخراط عربي متزايد مع كفاح الشعب الفلسطيني على المستويات كافة لتفجر انتفاضة ثالثة ، واندلاع حرب استنزاف على شكل عمليات ترهق العدو، وتدفع باتجاه توسيع جبهة المقاومة ضد الكيان اليهودي وسقوط الرهانات على مشروعات التسوية المختلفة ، والتوحد الوطني الفلسطيني حول خيار المقاومة

 

ما أفرزته معارك غزة وتصدي المقاومين النشامى للغطرسة الصهيونية والمفاجأة التي جعلت نتنياهو وحكومته المصغرة في حراجه وتخبط مما حدا بهم ضرب أهلنا في غزة ب885 غاره جوية بطائرات  F16  وبسلاح غير تقليدي ومنه القنابل الارتجاجية لقهر المقاومين ولكن خسئا واستمر المجاهدين مرابطين محتسبين ، أقول ما فرزته معارك غزة لبرهان واضح على مصداقية ما ذهبنا إليه وعلى القوى الوطنية المؤمنة بقدر الأمة أن تتحرك لان الشارع العربي حاليا مهيأ للدور المطلوب

 

 

ألله أكبر   ألله أكبر   ألله أكبر

المجد والخلود لشهداء القضية العربية الأكرم منا جميعا

والخزي والعار يلاحق كل من تخلف عن نصرت الحق الفلسطيني

 

 

 





السبت ٣ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة