شبكة ذي قار
عـاجـل










يمعن الجيش الإسرائيلي في عدوانه تجاه الفلسطينيين العزل في قطاع غزة طوال الليل والنهار وفي الوقت نفسه تفتح قياداته السياسية قنوات اتصال على أكثر من محور لصنع تهدئة، ففي المحور المصري حيث لا تُحرك الوساطات العربية والتركية ساكناً لوقف إطلاق النار سيما أن الوسيط المصري ارتكب خطأ فادحاً في المستوى التكتيكي، إذ ألقى بكل ثقله مرة واحدة وفي فترة وجيزة جداً لا تتجاوز البضع ساعات وهو ما تمثل بزيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى غزة، وفي المحور الغربي - الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة- الذي شرعن الهجوم الإسرائيلي تحت بند حق الدفاع عن النفس، مصحوباً برجاء التقليل من إصابة المدنيين الفلسطينيين، وفي كافة المحاور المعلنة والغير لصناعة التهدئة تحاول إسرائيل أن تزج بنفسها كحلقة أضعف على الأرض، وكأنها تستجدي التهدئة في كل جلسة تفاوض حولها، فقد نجحت إلى حد بعيد في تصوير نفسها أمام المجتمع الدولي عبر إعلامها أنها ضحية صواريخ المقاومة الفلسطينية، هذا النجاح الاسرائيلي المنقطع النظير تجلى على أرض الواقع عندما تسابقت للأسف الدعوات الفلسطينية والعربية ومن بعدها الدولية لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وأزحيت الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث وباتت جراح ونكبات الفلسطينيين توازي الآم الهلع والخوف لدى الإسرائيليين،


بنظرة فاحصة إلى تاريخ التهدئة بين الجانبين نرى أنها في الغالب كانت تأتي إما من طرف واحد وهو الطرف الإسرائيلي وإما هشة بسبب عدم توازن القوى، وبالتالي فإن أي حديث عن التهدئة سيكون من صناعة اسرائيل رغم التطور والرد النوعيين للمقاومة الفلسطينية إلا انها لم تصل إلى الحد الأدنى من درجات التوازن العسكري، وهذا ما يقودنا إلى حجم الضمانات المطلوبة لتثبيت التهدئة في حال الإعلان عنها ، وعدم اختراقها من الجانب الإسرائيلي.


في كل الأحوال إن إمكانية صناعة التهدئة في ظل قيادة إسرائيلية مقبلة على انتخابات تحمل في طياتها خفايا صراع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه ايهود باراك تبعد فرص التوصل إلى تهدئة دون تحقيق مكاسب سياسية، في المقابل هناك فصائل المقاومة - كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر وكتائب شهداء الأقصى وأبو علي مصطفى - التي وقفت على قلب رجل واحد في المواجهة لكن لا يخفى أن أي صيغة للتهدئة تحتاج إلى موافقة كل هذه الفصائل دون استثناء، وهذا الموافقة لابد أن يسبقها حوار فلسطيني -فلسطيني، وهذا عملياً يقلل من سرعة التوصل إلى صيغة معينة للتهدئة في حين أن أبناء غزة يقبعون تحت وابل نيران وحمم الجيش الإسرائيلي.


يبدو أن إقدام إسرائيل على اغتيال أحمد الجعبري القائد في كتائب القسام كخطوة أولى في بداية حملتها العسكرية على غزة له عدة أهداف أهمها،

 

أولاً: توجيه رسالة واضحة إلى حلفائها في الغرب أن حملتها تستهدف ما تسميه رموز الارهاب، وبالتالي توفير غطاء دولي لها لمواصلة هذه الحملة،

 

ثانياً: محاولة حكومة نتنياهو تحقيق مكاسب سياسية قبل بدء الكنيست الإسرائيلي في يناير المقبل.

 

ثالثاً: اختبار إمكانيات المقاومة الفلسطينية وردعها وفرض شروط عليها

 

 

 





الثلاثاء ٦ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أشرف المبيض نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة