شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال الواقع الملموس يتضح أن كل ما حدث ويحدث على الساحة العربية على انه تغيير وانه ربيع عربي ، ليس حقيقة بقدر ما هو تصوير كاذب لعملية تبديل وجوه وترويض لشعوب غاضبة ،عانت الأمرين من جور حكامها . وتتولى هذه الفبركة 1—أميركا التي تسعى جاهدة لإيجاد أجندة لها في كل الأقطار العربية خدمة لمشاريعها الحاضرة والمستقبلية ، وكذلك تخفيف الضغط المحتمل على إسرائيل وحمايتها . فالذي يحدث في الساحة العربية مخطط ومبرمج له مسبقا . ويتناول عدة محاور :


المحور الأول : دفع التيار الإسلامي ودعمه لعملية تغيير موهوم . ومن ثم السعي لإسقاطه جماهيريا ودوليا من خلال ممارسات الاقتتال والبطش وسلب حقوق الآخرين ، ليظهر أمام العالم على انه دين إرهابي يمارس القتل والإقصاء وشتى الوسائل اللا إنسانية . وبذلك تتمكن أميركا وحلفاؤها من تشويه صورة الإسلام من خلال من جاءت أو دفعت بهم ، وقدمت لهم المساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر .


المحور الثاني : وهذا المحور هو الأخطر على الساحة العربية وقد نجحت أمريكا إلى حد ما في تهجير العراقيين والسوريين وبكميات كبيرة وخصوصا الكفاءات العلمية ذات الأهمية القصوى في بناء البلد . ففي العراق مارست قتل وتشريد هذه القدرات الكبيرة مما جعل العراق يفتقر إليها الأمر الذي عطل العمران والطب وكافة المجالات العلمية والثقافية . لذلك تدنت الزراعة والصناعة والخدمات أي أن هناك فراغ واسع يسمح لتسلل الأمريكان والغرب وإسرائيل لملأ هذا الفراغ وهذا هو مراد أمريكا .


المحور الثالث : العمل على تمزيق الأمة العربية وإضعافها واستنزاف قواها فإذا تجاوزنا ما حدث في العراق وسوريا إلى مصر التي تمثل قلب الأمة كونها اكبر دولة عربية. سنرى ما يحدث هو لب المشروع من اجل تمزيق شعب تعداده 90 مليون ليتم السيطرة على قدراته من خلال تحجيمها وخصوصا قناة السويس المنفذ الرئيسي لربط أوربا وأمريكا بدول العالم . الأمر الذي يسهل السيطرة الأمريكية على المنطقة والمناورة الدولية حيث تطلب ذلك بينما تفقد مصر جزء من روح الاقتصاد المصري وقد يحدث جراء الصراع الداخلي وبالتأكيد سيحدث إذا استمر الصراع وغذي من الخارج . الهجرة وليس العمالة كما هو موجود وهذا سيشل من فاعلية مصر ودورها عربيا ووطنيا، واللعبة الأمريكية واضحة في مصر . أمريكا كان لها دور بارز في إقصاء مبارك إعلاميا وحتى بالضغط المباشر ودعم القوى المناهضة له . والتي أشرت أن دعم أمريكا لها لتصل الحكم ومن ثم إسقاطها بعد التشويه جراء الممارسات الخاطئة والمرسومة أميركيا . والآن تدفع بقوى هي جزء من نظام مبارك سابقا لتسقط الحالة الجديدة التي عول عليها الشعب المصري وسميت بالديمقراطية والسلطة المدنية واستبشر الشعب خيرا ولكن الآن الصراع ينذر بخطر رهيب وكما قصدت أن أمريكا تدمر الحالة الجديدة وتمارس تشويه النظام الإسلامي برئاسة محمد مرسي .

 

اللعبة واضحة جدا المستهدف العرب والإسلام معا ليثبتوا للعالم صحة ما يدعوه من أن المسلمين يمارسون الإرهاب في المنطقة وتحت الرعاية العربية أوهم من العرب . إذن يرمون عصفورين بحجر واحد , تشويه العرب والإسلام معا . فالذي يحدث على الساحة العربية حالة ضبابية قائمة يعد لها ويدفع لها أمريكا واللوبي الصهيوني والحليفة إيران التي أصبحت اللاعب الأكبر في المنطقة . والعرب يروضون على قبول ما يحدث في الوقت الذي تقف الأمة العربية على قمة بركان يغلي لا ندري في أي لحظة ينفجر وعندها سيحترق الأخضر واليابس ، منذ سنتين أو اقل ونحن نعيش عاصفة الربيع العربي وتمر الأيام ليرينا أن هذا الربيع المزعوم هو نار أكلت أوراقه وأصبح عبارة عن هياكل عارية فقدت المقوم الأساسي للنماء وإعطاء الثمر . ويستطيع المتتبع أن يلمسه في الأقطار العربية التي تمكنت من إسقاط حكامها كليبيا وتونس واليمن ولم نلمس جديد أو تغيير بل العكس ازداد الصراع والدمار والضحايا والفوضى وكل شيء قائم لا وضوح فيه بل مخيف مرعب , أين الربيع ؟ في مشاريع التقسيم كما في السودان وما يطرح في ليبيا واليمن والعراق والمؤسف أن هذه اللعبة الأمريكية والإسرائيلية تنفذ بأيد عربية والأدهى من ذلك أن الجامعة العربية أصبحت أداة لدعم المشاريع الغربية بل هي قنبلة ذرية تهدد بالانفجار بوجه العرب . والمصيبة أن هناك من يتكلم وبلا خجل عن انجازات وتغيير وبناء وعمران وكأن المواطن بهيمة لا يفهم ولا يحلل . يأخذون كل شيء ويتآمرون عليه ثم يعاملوه على انه لا يفقه شيء .

 

أين هي المنجزات ؟ وعلى عرض وطول الساحة العربية وبدون أن نسمي ؟ أصبح قتل المواطن كمن يذبح دجاجة أو ربما اقل شان . أين حقوق الإنسان والإنسان قيمة عليا ؟ أين المخافة من الله جل وعلا هذا الإنسان والعربي بالذات فضله الله بان اختار الرسل والأنبياء من هذه الأمة (( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) وقال المسيح عليه السلام ( من أراد أن يكون عظيما فليكن للكل خادما ) وقال عن التسامح ( إذا ضربك احد على خدك الأيسر ادر له خدك الأيمن ) وكل الأديان تأمر بالتعاون والتسامح والمحبة والألفة . فأين العرب من أنفسهم ؟ من أصالتهم؟ من الخطر الذي بات قاب قوسين أو أدنى .

 

إن وضعا قائما رهيبا يخيم على الساحة العربية . ألا من يقظة ؟ بعد السبات الطويل والخنوع الذليل السنا امة محمد ( ص ) الذي كان امة فأخرجها من الظلمات إلى النور بهدى الله. فلماذا لا تكون الأمة محمدا لتقود نفسها وتحميها ، انها كمن يغمض عينيه ويمشي عبر مطبات الخطر وسرعان ما تزل قدمه ولا من نصير .

 

الله يهدي من يشاء ويذل من يشاء , والله مع الصابرين والمجاهدين وان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .

 

 





الاحد ٢٥ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة