شبكة ذي قار
عـاجـل










ان عملية غزو العراق فرضت بالكذب والتحايل والتأمر والنفاق على القانون الدولي فجاءت ديموقراطيته احتلالية عسكرية دموية ردا على ارهاب بن لادن!! .ووضعت امره بيد النظام الصفوي.و قام المحتلون واذنابهم بادخال وتعليم وتوجيه وتدجين المجتمع العراقي بمصطلحات وتعابير ومفاهيم لم يالفها سابقا .تدربوا عليها خلال مشاركتهم لاسيادهم ضباط المخابرات الامريكية والبريطانية والفارسية والصهيونية عبر الندوات والحلقات الدراسيية والتدريبية والمؤتمرات واللقاءات والتوجيهات وعيشهم على فتات الاجنبي واموال السحت الحرام.فاشاعوا بالشارع العراقي ما يسمى ( مكونات الشعب,المصالحة الوطنية,الشراكة الوطنية ,تحرير العراق!! التغيير في العراق الجديد!!, الاصابع البرتقالية والبنفسجية,منظمات المجتمع المدني ,هيئة النزاهة.الشرطة الاتحادية,العراق الديموقراطي الفيدرالي,الكتل النيابية,دولة رئيس الوزراء,معالي الوزير,المراجع العظام!! ,سماحة السيد,عزيز العراق,الوقف ( السني ,الشيعي,المسيحي ) ,الكوتا النسائية ,الحكومات المحلية.المحاصصة الحزبية والطائفية.اقليم كردستان,والجنوب والانبار وصلاح الدين,وظهور الفتن الطائفية والسياسية والدينية والعشائرية والقبلية وغيرها. وايغالا بحقدهم على التجرية النضالية التي قادها حزب البعث ومشروعه الحضاري ببغداد العز والكرامة والابداع وقبلة الاحرار. قاموا باغتيال اكثر من 120 الف مناضل بصفوفه من المدنيين والعسكريين وخبراء التصنيع العسكري والطاقة الذرية والعلماء والاطباء والمثقفين والادباء والشعراء والصحفيين وغيرهم.

 

واستكمالا باجتثاث البشر ,بدأوا بتدمير الحجر,فقد شكل مجلس وزراء المالكي لجنة منذ عام 2005 تسمى ( ازالة اثار النظام السابق ) مهمتها الاساسية تدمير النصب والتماثيل التي تشير وتمجد للحزب خلال فترة حكمه من 1968 ولغاية 2003 ولم تضم لعضويتها او تستشير احد من المختصين بدائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة لغرض الاستئناس برأيها ومعرفة خلفيات كل عمل نحتي تأريخيا وجماليا واهدافه العامة .

 

وهذا يعني ازالة العشرات منهاخلال هذه الفترة الطويلة من تاريخ العراق . فقامت وتقوم امانة بغداد بازالة العديد من النصب التذكارية الموجودة في الساحات العامة.مما يؤرق النخب الثقافية والاعلامية والفنية!!. فكل يوم يخسر زوار العراق ومحبيه وابنائه ومبدعيه معلما مهما من شواخصه الفنية والحضارية. فبدلا من تبليط الشوارع او اعادة اكسائها و رفع القمامة المتكدسة قرب البيوت والشوارع وباطراف المدينة وضواحيها منذ 10 سنوات ويسمونه ( انقاض النظام السابق ) !!. وفتح وتنظيف وتسليك وصيانة منهولات مياه الامطار والصرف الصحي ,لانه في كل هطول المطر تغرق شوارع بغداد واحيائها بالفيضانات والاوحال . بغداد كانت تنعت بعهد خليفته ( هارون الرشيد بمدينة الحمامات التي فاق عددها الالف ) .

 

وهذا يعني ان الشعب منذ الازل يحب النظافة والفكر والابداع. يزيلون قيما وتحفا فنية وجمالية ومعالم حضارية صنعتها انامل مبدعين عراقيين معروفين عراقيا وعربيا وعالميا.واصاب الثقافة مااصابها جراء الاحتلال الامريكي , ولا تزال تفجيرات شارع المتنبي باذهان المثقفين .ويحاول رموز الفساد الاداري والمالي استثمار الارث الحضاري والثقافي للمتاجرة به عبر ما يسمى بالعواصم الثقافية.ومنها مشروع محافظة النجف كعاصمة اسلامية الذي لم يرى النور!! وفشل فشلا ذريعا بسبب تورط ( السادة المتقيين الشيعة وبعض مسؤولي وزارة الثقافة الحالية ) !! بسرقة مبلغ نصف مليار$ خصصته الحكومةللمشروع ولم تقدم القوائم عن اوجه الصرف ) !!. وبدأوا يسرقون من ( مهرجان بغداد عاصمة للثقافة عام 2013 ) بالرغم عدم وجود البنية التحتية للثقافة حاليا في العراق .بسبب غلق العديد من المكتبات العامة وتحويل اسمائها لعناوين صفوية!! وصعوبات في النشر والطباعة الحديثة .! فيضطر المثقفون للسفر لسوريا ولبنان او الاردن لغرض طباعة نتاجهم الادبي. وقلة المسارح والقاعات والمتاحف لاحتراقها وسرقتها ونهبه تحت انظار المحتلين ولا تزال مغلقة ومجهولة المحتويات!! وتفتقر بغداد بالعهد الجديد الديموقراطي لصناعة السينما ولم تنتج افلاما روائية او حتى الوثائقية وغيرها, وندرة المعارض الفنية للفنانين التشكيلين,والصالونات والمنتديات الثقافية والمهرجانات الشعرية .وابرام وزير الثقافة الحالي عقدا مع شركة روتانا للانتاج الفني السعودية على تنظيم فعاليات هذا المهرجان وتسويقها دعائيا واعلاميا, علما ان قيمة العقد تتراوح من 20 الى30 مليون $ والان امام انظار المالكي ولجنة الثقافة والاعلام النيابية لغرض المصادقة عليه او رفضه!!. فاجتثو ( نصب المسيرة ) بمنطقة علاوي الحلة للفنان المرحوم خالد الرحال ,الذي يصور مسيرة الحضارة العراقية عبر مختلف العصور.ويشكل جزءأ مهما من ذاكرتنا البصرية وهوية بارزة لتطور فن النحت العراقي .وساهموا بتدمير ( نصب المقاتل العراقي ) الذي كان موجودا قرب مقر وزارة الدفاع بباب المعظم وقدمه فنان اسباني هدية للشعب العراقي لاعجابه بمدينة بغداد وجمالها وتأريخها المجيد وبسالتها ضد اعدائها.ثم اجهزوا على ( نصب اللقاء ) الذي قام بتصميمه والاشراف على بنائه الفنان د.علاء بشير, ويرمز للعلاقات الانسانية بين رمزي ( الرجل والمرأة ) ,وكان بالامكان قبل تدميره تحوير وتعديل العمل الفني ليضفي عليه اكثر جمالية وفائدة!!. واهملوا نصب ( الشهيد ) للفنان المبدع الراحل اسماعيل فتاح الترك .والتهيوء لازالة ( نصب قوس النصر ) على العدوان الفارسي بساحة الاحتفالات الكبرى.وازيل ( نصب ثورة العشرين ) عند مدخل محافظة النجف بأمر سياسي من مجلس عبد العزيز الحكيم ( لانهم يعتبرونه ( مجرد كتل كونكرتية في الهواء الطلق لا ترمز لشيء يذكر! ) و يمثل تاج بريطاني مقلوب!! ولغرض بناء وتوسيع قبر اخيه ( باقر ) قاتل ومعذب الاسرى العراقيين في ايران, ليكون اكبر واوسع واعلى من ضريح ومسجد سيدنا الامام علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه ) .

 

ووفق استراتيجية المالكي الجديدة ( ماننطيه بعد لاي احد!! ) البعيدة المدى.اقيم في قضاء الجبايش ( نصب للشهداء ) !! يمثل قبرا رمزيا يخلد قتلاهم البالغ عددهم 77 بصفحة الغدر والخيانة ( يسمونها الانتفاضة الشعبانية ) !!. اضافة لمسجدصغير ومدرج للطائرات المروحية.انشاته شركة تركية بلغت تكاليفه 23 مليار و200 مليون دينار عراقي اي يعادل اكثر من اربعة اضعاف ميزانية القضاء.ومتواضع حتى على المستوى الجمالي والحضاري والفني.!!.كيف يكون الفساد وشكله؟!!. ويسربون الاخبار بالبدء باجتثاث ( نصب النسور ) في منطقة اليرموك ببغداد, للفنان المبدع ميران السعدي المشيد خلال فترة الستينات من القرن الماضي وليس له علاقة بالحرب الايرانية -العراقية عام 1980 ويرمز لقوة وابداع وطموح وتحدي العراقيين للاقوام التي تريد السيطرة عليهم منذ نشوء حضارتهم وحتى وقتنا الحاضر.اما النسور فتمثل الجيل المعاصر واندفاعه للامام بخطى ثابتة للوصول للهدف المنشود.وازالته كارثة على مستوى الذائقة الابداعية والجمالية والالق الفني العراقي وامتيازه .لانه من النصب النحتية المميزة. وفيها استشهد عشرات العراقيين عام 2006 .عنما اطلق عليهم النار وبدم بارد مرتزقة شركة بلاك ووتر الامنيةبمجزرة عرفت بأسمها. ان عملية هدم النصب والتماثيل مرفوضة عالميا وانسانيا لانها تمثل ذاكرة الشعوب وهويتها الثقافية والفنية والابداعية والاجتماعية.وهي اكثر قسوة من القصف والتفجيرات. فالانسان والشعوب يرحلون لكن الحضارة باقية.

 

وهنا نتساءل عندما حرر عمر بن العاص مصر هل قام بالغاء وهدم وازالة الاهرامات مع العلم ان فرعون كان ملحدا!! بل ابقاها لانه تاريخ وارث وحضارة الشعب المصري. جهلة العراق الحاكمون الحاقدون يريدون تدمير الفن العراقي لانه يذكرهم بانجازات ثورة 17-30 تموز الظافرة وحزبها القائد ورعايتها للفن والفنانين ومقاربته لتطور الحياة و العلم والمعر فةوالثقافة والفنون. ان الحكومة العراقية عبر ( هيئة الاتصالات والاعلام واللجنة العسكرية المركزية !! ) تخططان لفرض قواعد صارمة لتقييد بث وسائل الاعلام وتخليها عن المعايير الدولية لحرية التعبير والصحافة.ومنع التغطية الاعلامية للاحداث الجارية في القطر حين تصفها حكومة المالكي ( بالغامضة والمحرضة على العنف ) !!لتواجه بعقوبة الاغلاق او التعليق وفرض الغرامات عليها.مع تقديم هذه المؤسسات قائمة بالعاملين لديها للحكومة ,تتضمن اسمائهم ونوع عملهم ومناطق سكناهم وارقام هواتفهم!!. لقد قتل اكثر من 155 صحفيا عراقيا و43 اعلاميا وتقنيا وسائقا ومترجما بسبب مواقفهم الوطنية وانتماءاتهم الطائفية.اما اللجنة العسكرية ,فتطالب معرفة ( المصادر السرية والتحريات ) المزودة لهذه المؤسسات لغرض المساس بها والرقابة على القصص والتقارير الاخبارية والريبورتاجات.وتخويف الصحفيين والمراسلين العراقيين بالسجن والابعاد او التهديد بالموافقة بالتعامل معهم!!.وانشأت ( غرفة تجارة النجف!! ) اذاعة اسمته ( اذاعة التجارة ) لتعريف المواطن النجفي على اسعار الدولار والتومان الايراني!, وتسهيل عملية دخول المجاميع الايرانية للعراق بحجة السياحة الدينية!. و منح سمات الدخول واسعارها لايران ولبنان والهند ( للعلاج الطبي ) !! وتسهيل سفر العراقيين للدول الاوربية لغرض التوطين هناك ( شنغن ) ليهربوا من الديموقراطية الجديدة !!.

 

لقد اتسعت نافورة الفضائيات المضللة والطائفية واذاعات مأجورة تدعمها الاحزاب والمليشيات الدينية واصحاب اموال السحت الحرام المدعومة امريكيا وصهيونيا وصفويا واقل ما توصف بانها قنوات صرف للمياه القذرة, وغطت الصحف والمجلات والكتب والنشريات ومطبوعات ارصفة الشوارع الثكلى,فأزدهر شارع المتنبي بفن الطبخ والابراج وكلمات الاغاني ورسائل الموبايل والابوذيات المبتذلة لمطربين وشعراء جهلة استغلوا ظروف العراق الحالية ,وصور طبعت في ايران ( عن سيدنا الامام الحسين والعباس واهلم وابنائهم ) عليهم السلام. و الخميني والحوزات والمرجعيات الايرانية وغيرها!!.واغلب رواده من اصحاب الشعر الابيض!!.حتى ظن العراقيون انفسهم لاتوجد دولة بالعالم تنافسهم بهذا الكم من النقد والتعبير ووسائل الاعلام. فمن يقرا هذه الصحف والمجلات وكم تطبع يومي وكم تبيع وكم توزع مجانا في تقاطع الشوارع!!!!.اما المثقفين العراقين فمنهم طبل وساند وأيد وجاء مع الاحتلال وابتهج بما يسمونه بالتغيير في العراق! ولازالوا ينفثون سمومهم السوداء بالرغم انقضاء 10 سنوات عليه توضحت صورة الحاكمين الفاسدين على البلاد.اما الاقلام الخيرة المؤمنة بعراقها وبمواطنيتها وعروبتها وبالنظام الوطني الشرعي الذي كان يحكم العراق قبل 9-4-2003 فعبرت عن رفضها له بكل ما تقدر عليه عبر الكلمة الصادقة والمعبرة والمؤيدة لمقاومة هؤلاء الانجاس.ومع ذلك فلا زال المثقف العراقي ينظر اليه بشك وريبة,وعليه ترضية ما يسمى المرجعيات الدينية الرشيدة!! والقوى السياسية الحاكمة والعرقيات والمذهبيات والطائفيات المختلفة والمتناحرة لكي يبقى تحت الشمس!!!.

 

 





الخميس ٢٩ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة