شبكة ذي قار
عـاجـل










وداعا أيها الرجل وسيد الرجال , وداعا أيها الشهيد ووالد الشهداء – عدي وقصي ومصطفى - . وها أنت لحقت بقافلة الشهداء , فداء للمبادئ القومية الإيمانية , التي حملتها منذ صباك , وفداء للعراق الذي أحببت , وفداء لامتك العربية التي أمنت بعظمتها ودورها الحضاري المجيد , وفداء للإنسانية المعذبة في زمن الظلم والإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني ونظام الملالي في طهران ,وما يمارسه هذا النظام الامة العربية من تزوير ودجل ودس شعوبي على الامة العربية .


عرفتك منذ زمن طويل ,قبل أن أراك وجها لوجه , عرفتك رفيقا مناضلا , منضبطا وفي قمة الالتزام للمبادئ والقيم العليا , ثم عرفتك عن قرب رجلا وإنسانا ومفكرا أحببت حزبك , وأحببت رفاقك فكنت الرجل الذي جمعت في شخصك كل سمات الإنسان الرمز , الإنسان الكريم , الإنسان الشجاع , الإنسان المتفائل , الإنسان الذي لا يعرف اليأس , الإنسان الودود , القوي , المرهف الحس , الذي كانت دموعه تسيل فوق وجنتيه , لمنظر عجوز جار عليها الزمن , أو طفل فقد والديه.


نعرف – نحن رفاقك - جيدا انك اخترت الطريق الصعب , فلم تنشد الحياة الهادئة , ورفضت المساومة على وطنك وعلى المبادئ التي حملتها , رفضت عروض الأصدقاء والأشقاء , بان تترك العراق وتخلد إلى راحة الدنيا في أي بلد في العالم , وكررت رفض ذاك العرض من قبل رامسفيلد وكونداليزا رايس وأنت في المعتقل , وأحببت ارض العراق وكان قلبك معلقا بكل ذرة تراب فيه , وعينك معلقة نحو فلسطين التي كان اسمها نغمة على لسانك رددته منذ صباك وانت تهتف « عاشت فلسطين حرة عربية « وظل هذا الشعار عالقا في مخيلتك حتى النفس الاخير , وبقيت على موقفك رغم انك تعرف مصيرك على أيدي عملاء المحتلين الأمريكان والصهاينة والصفويين.


نعم كنت تعرف النهاية منذ أن تم اعتقالك , وإثناء المحاكمة السياسية المسرحية , المدارة بعقل أمريكي خالص وتدبير صفوي حاقد على الامة التي أطفأت نار المجوس .


لم تطلب من محاميك أن يلتمسوا لك شيئا فيه مصلحه دنيوية , ولم تتكلم عن أسرتك , بل خاطبت كل الناس كلهم ووجهت كلامك للعراقيين تدعوهم إلى الوحدة , وخاطبت العرب في فلسطين وكل مكان , بأن يحذروا من مؤامرات الأعداء , ونقول لك ان الذين خاطبتهم اصموا اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا على نهجهم المتخاذل الخانع , حتى نال منهم اعداء الامة مقتلا اليما .


لقد اختاروا يوم عيد الأضحى لتنفيذ حكم الإعدام بك مخالفين كل قيم الإسلام والأديان السماوية كلها , منطلقين من نزعة طائفية مقيتة , وبأن عيد الاضحى في عام 2006 كان عيدا لاهل السنة فقط . وما عرفوا أن هذا اليوم سيكون يوم الشهيد صدام حسين , رمز الإباء والبطولة والعزة والكرامة . يوم لن ينساه الرجال الرجال , لأنهم يستذكرون فيه كل معاني الرجولة التي جسدها صدام حسين في حياته وفي استشهاده , يستذكرون العزة والكرامة المغدورة من قبل الأمريكان وأعوانهم الأقزام في المنطقة الخضراء .


لقد أديت رسالتك في مسيرة طويلة شاقة , وحدت فيها العراق أرضا وشعبا , وعزمت على بناء برنامج نهضوي حضاري , يجعل من العراق قاعدة محررة ونقطة انطلاق نحو وحدة العرب , وتحرير الأرض المغتصبة .


دافعت عن العراق وعن العرب ضد الهجمة الخمينية الفارسية الصفراء , ولكن قوى الغدر والتآمر كانت لك بالمرصاد , حاولوا اغتيالك أكثر من مرة , لإجهاض مشروعك النهضوي , وحاولوا محاصرة شعبك حتى لا يكون العراق الموحد ارض الفداء القومي الإنساني . وأخيرا تجمعت كل قوى الشر بزعامة بوش لإسقاط نظامك ومن ثم يسلموه الى حلفائهم ملالي ايران

 

وداعا أيها الشهيد , ولتلحق بأبنائك الشهداء في عليين , لك الرحمة من الله ألعلي القدير , والدعاء لمن بقي من عائلتك بالصبر , والعهد من كل القوميين والشرفاء العرب , السير على طريق التوحد والتحرر والارتقاء وطرد المعتدين , وكنس العملاء من مسار التاريخ المقبل .

 

 

 





الثلاثاء ١٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة