العراق يعيش ثورة شعبية بمفهومها الحقيقي تتوفر لها كل مقومات الثورة رؤية و تنظيما و فعلا ، يستعيد فيها الشعب لحمته الوطنية و توحده ، ثورة تستهدف التحرير و الاستقلال و استعادة الكرامة و حق المواطنة و الهوية .
ثورة ليست ككل الثورات الفرز فيها قائما بصيغة خندقين لا مجال للالتقاء بينها :
* خندق المقاومة التي ركعت المحتل و هزمته ماديا و معنويا ، و جعلته يفر تحت لافتة
الانسحاب ، و الشعب الذي تحمل تضحيات لم يسجل تاريخ البشرية مثيلا لها .
* خندق العملاء و المنبتين و السائرين في ركب المحتل تحت مسمي العملية السياسية
بامتداداتها الدولية و الاقليمية بما تمثله من أحلام امبراطورية فارسية أو قيادية
بصيغة مصالح بأبعادها الكونية .
ثورة تعرف مدي الحصار المضروب من حولها و قوة أعدائها و طبيعة فعلهم و بصيغة
الصفحات المتتالية التي يمكن أن يجمعوها أو يتناولوها مفردة بصيغة الاعتراض طبقا
لفعلها ، كما تعرف طبيعة الوضع الدولي في انطلاقتها و ما عرفه من تحولات و تتابع
تجليات ما تشهده الساحة العربية من تحولات سواء في ما يعرف بمفاصل الفعل القائم
فيها أو المناطق الرخوة التي تتسرب منها العدوي .
كلنا ممن تابعها بوجدانه أو بفعل داعم اعلامي أو مادي منذ انطلاقتها مع دخول
الاحتلال و حتى الآن في صفحتها الجامعة و المشرقة بأمل الحسم النهائي ، عبرت فيها
مقتدرة من أنها تختزن مفاجآت ترتقي الي درجة الدروس النموذجية في التعاطي و صراع
الارادات الذي تحكمه موازين قوي مختلة ... اعتمادها النهائي فيه هو الايمان بالله و
بالشعب الذي هو الغاية و ما الطليعة المسلحة إلا وسيلته الحامية لتطلعه الدائم
للتحرر و الاستقلال و النهوض . ايمان اقترن بالصبر حتى علي من أخر الحسم و لعب دور
# الخلد # متمما لفعل المحتل و منتجاته القذرة .
فلتكف بعض الأقلام لا بل لتصمت كلها عن طرح ما تطرحه من رؤى زئبقية ، فمواسم
استيقاظ # الخلد # في ساحة العراق قد ولت دون رجعة .. فلا مواسم غير موسم ثورة
التحرير و الاستقلال و استعادة الكرامة .
فالي الحسم يا أهلنا و مثالنا التاريخي في محطة الأمة التاريخية هذه كما كنتم دوما
المثال و رمح الله و كنز الرجال في أرضه بعد أن أشرت الأنبار بدايته ؟