شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم ( ٨ )


قال تعالى ( .. فبشِّر عبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) الزمر : 18.


الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد مصطفاه، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهه ووالاه.


أمَّا بعد: فمن منطلَق الحرص على جيشنا الباسل ورجال البلد وحرصا على الحفاظ على دم العراقيين جميعا من الفاو إلى زاخو؛ لأنَّهم شركاء في الوطن وإخوة في المواطنة؛ ولأنَّهم نسيج واحد منذ قرون عديدة لم يعرفوا الفرقة إلاَّ بعد الاحتلال المقيت.


رأيت من الواجب عليَّ أن أُوجِّه هذا النداء إلى أبنائي المتظاهرين وأبنائي العسكريين والسلطة القائمة على دفة الحكم، وعلى النحو الآتي:


أولا : النصيحة للمتظاهرين :


أُكرِّر وصيتي لكم بالثبات وبقوةٍ وصبرٍ على ما أنتم عليه من مظاهارات واعتصامات، وأُكرِّر وصيتي لكم بأن يبقى اعتصامكم كما بدأتموه وكما هو عليه من سلم وشعارات إسلامية وعربية وعدم التلفظ بالألفاظ الجارحة واستعمال اليد في التخريب، وليبقَ اعتصاما سلميا لا غير، واثبتوا على على ما أنتم عليه من الحذر من الشعارات المُفرِّقة أو رفع ما فيه استفزاز، وأُوصيكم بالبقاء على عدم حمل السلاح أو الآلات الجارحة بوجه أحد لتبقى القوة العسكرية لكم ولحمايتكم لا للإيقاع بكم إلاَّ إذا وجَّهوا فوهات بنادقهم إليكم فدافعوا عن أنفسكم بكل بسالة كما دافعتم عن أنفسكم وطردتم المحتل، فإنَّ المدافع عن عرضه وعن نفسه وماله إذا قُتِل فهو شهيد.


ثانيا : النصيحة للسلطة :


أُوصيكم بأبنائكم وأبناء بلدكم الذين أوصلوكم إلى دفة الحكم، وإياكم ووسائل التفرقة وأساليب المُغالطة، وارضخوا للواقع، واسمعوا لكل طلب يخدم العراق والعراقيين ويحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم واتجاههم السياسي والديني والقومي.


فقد سمعت من بعض المسؤولين بواسطة وسائل الإعلام ألفاظا وعبارات تُفرِّق ولا توحِّد، وكلٌّ يريد أن يُسَيِّر البلد على نهجه وما يرغبه، وفي مقدمتها توزيع التُهم على المتظاهرين واتهامهم بالطائفية والتبعية للآخرين وكأنَّ المظاهرات جاءت بدافع من وراء الحدود، فإنَّ هذا يزيد الشباب حماسا وغيضا، فلا يلزم من رفع بعض الصور والأعلام من قِلَّة قليلة أنَّها تُعبِّر عن أهداف جميع المتظاهرين.


فالله الله في شباب العراق لأنهم ملتزمون ولم يخرجوا عن آداب التظاهر وإلاَّ فإنَّكم تتحمَّلون وزر ما يقع عليهم وتُحاسبون عليها في الدنيا قبل الآخرة.
فتحلُّوا بالصبر والإصغاء للمطالب الدستورية والشرعية التي هي حق من حقوقهم و فيها صيانة لأعراضهم ومقدَّساتهم وأموالهم وأنفسهم.


ثالثا : النصيحة للجيش والقوات المسلحة :

أُهنِّكم بيوم تأسيس الجيش العراقي الباسل المشهود له بالبطولة وحماية العباد والبلاد وذلك بمناسبة الذكرى الثانية والتسعين.
كما وأُهنِّئ الشرطة بيوم تأسيس الشرطة العراقية في ذكراها الحادية والتسعين.


وأُوصيكم بالحلم والأناة مع إخوانكم المتظاهرين، وأن لا تجعلوا من أنفسكم جماعة إرهابية كما حدث في الموصل، بل كونوا حماة للعراق والعراقيين.


كونوا محايدين ولا تسمعوا لمن يريد أن يجعل منكم أداة حرب وقتال، فأي شخص يُهدر دمه منكم أو من المعتصمين فإنه هدر لدم عراقي ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


وخذوا العبرة مما يحصل اليوم في سورية، فإنَّها دماء تُراق على حساب حماية فرد مُعيَّن أو جماعة مُعيَّنة، فإنَّكم حماة البلاد ولستم حماة الأشخاص، ولا تتأثَّروا بالخلافات الجارية بين السياسيين، فإنَّهم سيسلمون هم وأُسرهم وأنتم ترمِّلون نساءكم ونساء الكثير منكم من إخوانكم وتيتِّمون أطفالكم وأطفال غيركم.


فالله الله في السلاح العراقي الذي ينبغي أن يُدَّخر لإسرائيل ومن يعتدي على البلاد ولا تضيِّعوه في إيقاد الحرب بين العراقيين.


وآمل من الإخوة العلماء والمراجع في جميع المحافظات أن يوجِّهوا النصيحة للجيش في الحفاظ على أرواح العراقيين والحفاظ على قوة العراق من أن تُهدر في القتال بين الإخوة وأبناء البلد الواحد.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، جنَّب الله العراق والعراقيين نار الفتنة فيما بينهم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


أخوكم
أ.د. عبد الملك عبد الرحمن السعدي
٢٧ صفر ١٤٣٤

 ٩ / كانون الثاني / ٢٠١٣

http://alomah-alwasat.com/newsMore.php?id=83
 

 

 





الخميس ٢٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة