بغدادُ تغرقُ من جديد ِ
وتفيضُ بالمطر المديد ِ
هي ذي شوارعُها تئنُّ
وتلطمنَّ على الخدود ِ
إني لأسمعُ صوتـَها
يأتي إليَّ من البعيد ِ
لتقــــــولَ إني أمكم
أتضيعُ أيديكم جهودي ؟
أوَلم أكـــــنْ بغدادكم
بالأمس عاصمة الرشيد ِ ؟
أوَلستُ أمس منارة ً
للعز والمجد التليـــد ِ ؟
أوَلم أكنْ عسلية
العينين أرفلُ بالورود ِ ؟
فلمَ ارتضيتم ذِلتي
ويدي تـُكبـَّلُ بالقيود ِ ؟
أوَلم أكنْ حصنا ً لكم
وعرينَ مجد ٍ للأسود ِ ؟
لأصيحَ أينَ وعودكم
إني سئمتُ من الوعود