شبكة ذي قار
عـاجـل










التاريخ القديم يقول ان الملك قمبيز بن كورش الفارسي هاجم مصر فى العام (529- ق.م) .بعد وفاه احمس الثانى , وان الحرب انتهت بضم مصر حتى النوبة الى الأمبراطورية الفارسية حتى تحررت فى العام 521ق. م .


اما التاريخ المعاصر فيكشف عن توصيات المؤتمر التأسيسي الموسع لشيعة العالم الذي عقد في مدينة قم ,والتى تضمنت ضروره الاستفادة من التجربة الإيرانية الناجحة في العراق وتعميمها على بقية الدول ,وأهمها السعودية والأردن واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان. من خلال بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زج أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها.


اما وثائق ويكلكس الشهيره فقد كشفت ان المشيرمحمد حسين طنطاوي - عندما كان وزيرا للدفاع فى عهد مبارك- طلب تدريب ما تبقى من قوات الجيش العراقى لمواجهة ايران, و أ ن طلبه قد قوبل بالرفض الامريكى الشديد ,لانه كان يتبنى مخططا مصريا كشفه اسامة الباز - مستشار الرئيس المصري السابق حسني مبارك - يقوم على ارسال قوات عسكرية مصرية للعراق بعد الانسحاب الامريكي لتدريب القوات العراقيه ضمن استراتيجية مصرية تقوم على مواجهة ايران والوقوف امام اطماعها بالمنطقة العربيه .


من هذا المنطلق ننظر الى اول زياره زياره لرئيس ايرانى الى مصر لحضور القمه الاسلاميه ، مع الاخذ فى الاعتبار ان ايران الفارسيه تحتل دوله الاحواز العربيه، و جزر الامارات العربيه الثلاث ، وأنها ترتكب جرائم ضد الانسانيه فى العراق بعد ان سلمته لها امريكا على طبق من ذهب مكافأه على دورها فى الحرب الامريكيه القذره التى انتهت باحتلال بغداد عام 2003.


وكل ذلك يعني بالنسبه لنا في مصر ان الفرس لا ياتون الينا الا في فترات التحول التاريخيه في حياتنا السياسيه والاقتصاديه والتي عاده ما يصحبها ضعف في التوجه وغياب في تحديد الرؤيه المستقبليه ،كما حدث اول مره في العصر الفرعوني .


ايران الان أمنت وجودها فى العراق المحتل ، خاصه المنطقه الجنوبيه والتى تمثل منفذا بريا للتوسعات والتهديدات الايرانيه لدول الخليج العربى والجزيره العربيه كلها . كما انها غرست اوتادها فى الجنوب البنانى وسوريا ،وهو ما يعنى انها قد استولت تقريبا وعمليا على ما تقول الجغرافيا انه منطقه الهلال الخصيب –الشام والعراق - وبينما يصر مسئولوها على اطلاق مسمي الخليج الفارسي على ما نعرفه نحن بانه الخليج العربى ، فانها تسعي بلا ملل او كلل لتسميه الهلال الخصيب بالهلال الشيعى .


وحتى يستقر لها المقام وتستكمل ما بداته عقب مؤتمر( قم ) فانها تلهث خلف مصر قبل وبعد ثوره يناير 2011،ولا تخفى اطماعها مستغله فى ذلك اندحار الدور القومى لمصر وتقزيمه بفعل فاعل على يد الصديق الامريكى والعدو الاسرائيلي .


دوله الفاطميين ما زالت في الذاكره الايرانيه ، وايضا المذهب الصفوي الذى نشا فى مصر ،و لم يعش طويلا لدرجه ان الناصر صلاح الدين الايوبى امر باغلاق المسجد الازهر لمنع تدريسه فهرب اتباعه الى الشام و فارس واسسوا ما عرف تاريخيا بدوله الحشاشين الصفويه واتباع قلعه الجبل .


فى حاضرها تعرف طهران ان مصر تحوز المفتاح الذهبى للعالم العربى والاسلامى , وان مجرد اشاده واحده من اصغر عالم ازهرى بدورها سيمنحها صكا ذهبيا لاستعاده امجاد الامبراطوريه الفارسيه تحت زعم الدين او المذهب . ولاننا مصريون ولاننا مسلمون فلا مطالب لنا الا ما طالب به الدكتور احمد الطيب امام الجامع الازهر العظيم , قبله الاعتدال والسماحه فى اسمى معانيها ،والذى استنكر ما يتعرض له صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها والإمام البخارى من سب من قبل البعض فى إيران، ورفض المحاولات الشيعية لاختراق الدول السنية والمساس بمذهب أهل السنة والجماعة وتضييع حقوقهم فى ايران نفسها ، وعدم التدخل فى شئون دول الخليج العربى . ورساله الامام الاكبر واضحه و لا تحتاج الى تأويل او مناكفه .


اما المصريون البسطاء فقد رفضوا عرض نجاد بالدفاع عن بلدهم وعن السعوديه بل وسخروا منها ومن عبارته الاستعلائيه , رغم انه يعلم تماما ان جيش مصر قادر على حمايتها ، ولو انه يبغى خيرا لأوقف فظائع جنوده فى العراق ، ولما نهب بتروله ومياه انهاره . ولما دعم نظام الاسد حتى خراب سوريا لصالح اسرائيل .


.. مستقبلا ومن دروس التاريخ ايضا يمكننا ان نقرأ ان قوة ايران الان هى جزء من مؤامره كونيه ليست فى صالح الشعب الايرانى نفسه ، وسينتهى بها الامر الى الدمار ان آجلا او عاجلا ان لم تتعقل وتعرف حقوق الجوار وحدود الصداقه. فالعرب لم ولن ينتهوا و المقاومه العربيه فى العراق مازالت قادره على اعاده رسم خارطه الجناح الايمن للامه بالدم والنار .... ويبقي في ضميرنا دائما ان افضل ما قاله الرئيس الايراني احمدي نجاد اثناء زيارته لمصر ، هو انه على يقين بأن الشعبين المصري والإيراني لديهما الكثير من الكلام ليقولونه لبعض …. ونحن فى الانتظار .

 

 





الجمعة ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابراهيم سنجاب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة