شبكة ذي قار
عـاجـل










 

إن الذين يتشبثون بالولاء الطائفي على حساب الولاء الوطني هم ممن دمغت وجوههم بالخيانة منذ زمن بعيد أمثال القيادات المسيسة بل المســــيئة للدين الإســــــــــــلامي الحنيف والســـياسيين الذين يدعونه العلمانية وهم بحقيقتهم غارقين بنتانة الطائفية حتى آم رأسهم ، والقيادات السياسية في الأحزاب الكردية ، إلى جانب سماسرة الأحزاب التي تدعي اليسارية والإسلامية والإسلام منها بريء ، ومما هو جدير بالاهتمام أن جميع هؤلاء ممن جاء مع الاحتلال ويختبأ في المنطقة الســوداء ، يقودون عملية الارتهان الســياسي للاحتلال ، ويعيشون على فتات موائده  ، إلى جانب تاريخ العراق الذي يأبى الطائفية ولا يستسيغ الفدرالية ، وهناك المقاومة العراقية التي لا تحارب الطائفية والفدرالية فحسب ، بل هي تمارس الولاء الوطني  وتبرهن بأفعال ميدانية من خلال تصديها لقوات الغزو والاحتلال وإيقاع أفدح الخسائر البشرية والمادية بها مما جعل الإدارة الأمريكية أمام الخيار الصعب أما إعلان فشلها وجلائها عن ارض العراق أو استمرار الخسائر ، وانعكاس ذلك على معنويات جندها ومن تحالف معهم ، لأن المقاومة تعبير عن وحدة العراق ، ففي صفوفها كل طوائف العراق وأعراقه ، وهي من يرفع عروبة العراق ووحدته ووطنيته وما التظاهرات الشعبية التي تشهدها ألان ساحات العز والكرامة وميادين الحق  التي تعد بحقيقتها جزءا" فاعلا من المقاومة السياسية السلمية التي أظهرت بوضوح إن يتامى الاحتلال اخذوا يلفظون أنفاسهم بسبب ما أصابهم من خسائر لانكشــــاف حقيقتهم أمام الشعب العراقي الذي اســــــتغفلوه بفتاوى كاذبة ومضلله أعدها وهيئها دجالوا الزمن الرديء الذي تمر به ألامه ، وان فئران الاحتلال وكلابه الذين يلهثون في القتل والتدمير والفساد وفي السعي لتفتيت الشعب والعمل على تغييب ولائه إلى الولاء الطائفي البغيض سيهربون عاجلا" أو أجلا من جحيم ما أوقعوا أنفسهم به  ، وأما غضب الشعب وثورته المنتصرة إنشاء الله سيستمر ولحين انجاز الأهداف المرسومة للثورة الشعبية  ، فان أبناء العراق الذين عاشوا في ظل وحدة العراق والولاء له  لا يمكن أن تقودهم سياسات واشنطن وتل أبيب وطهران ولا هؤلاء الصغار الذين تدربوا في دهاليز أسيادهم  لأنهم لا يملكون من العراق ولا يعرفون منه إلا ما تلقنوه من أسيادهم ومحافل الماسونية  ، بل يعمد البعض من أفراد التيارات والحركات والقوى السياسية والحزبية إلى تسييس ذلك و التمادي في استخدام عناصرها ومكوناتها بطريقة انتهازية وتوظيفها في الصراعات السياسية باسم المناطقية والجهوية كما بيناه في الحلقة الأولى غير مدركين لما قد يؤدي مثل هذا التوظيف من عوائق جمة للتطور الاجتماعي المنشود وبناء أطر الأمن والاستقرار والحيلولة دون ترسيخ دعائمها إلى جانب ما يتولد عن مثل هذا التوظيف الانتهازي لمفهوم المواطنة والمساواة من تناقضات جوهرية وشروخ في بنية المجتمع والإسهام في تمزيق النسيج الاجتماعي وتنمية ثقافة الكراهية والتباغض بين أبنائه عكس ما كان العراق عليه في ظل الحكومة الوطنية القومية التي تمكنت بفعل التفاف الشعب حولها من التصدي بالاقتدار المشهود لأكبر هجمة شعوبية صفوية تبناها نظام الملا لي في قم وطهران تحت يافطات تصدير الثورة الإسلامية ونصرت المضطهدين والمحرومين والمستضعفين والمظلومية التي لحقت بال بيت النبوة عليهم السلام ،

 

وفي الوقت ذاته يشــــــكل عائقاً دون بلورة مؤسســـات عصرية في المجتمع ، فبدلاً من قيام مؤسسات حدايثة ، تتقوى القيم السلبية مثل الطابع الانقسامي بين أبناء الوطن الواحد بفعل العقلية التي جاء بها نصارى يهود والصفويين الجدد ، إذ لا أظن أن هناك إنساناً سوياً لا يقر بضرورة وأهمية تنمية قيم الولاء الوطني وحب الوطن وليس هناك إنسان يدعي الحرص على هذا الوطن لا يستهجن ولا يستنكر عملية التسييس المفرط لهذه المعاني النبيلة وتوظيفها على أسس مناطقية وجهوية لتحقيق مكاسب آنية ، رغم علمها أن مخرجات مثل هذه الممارسات تكبح صيرورة نمو حياة ثقافية وسياسية وفكرية عصرية وتؤدي إلى المزيد من الإفقار للحياة السياسية تضر أول ما تضر تلك القوى الحزبية والسياسية التي لا تقر بصلاحية النظام وأهليته وفعاليته إلا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها وملذاتها والجاه المزال بزوال أثار الغزو والاحتلال ، متناسية أنها تسهم في خلق فراغ شعبي حولها  لانكشاف زيفها وضلالتها والفتاوى التي اعتمدتها لتضليل المواطنين البسطاء كي يحصلوا على ما حصلوا عليه من مقاعد بفعلها والتزوير الذي عراه من كان ضالعا" به  ، مما يقودها إلى التورط بصورة أو بأخرى إلى مخازي العنف المادي والمعنوي من خلال إشاعة مفاهيم وسلوك الفساد المالي والإداري والاستبداد السلطوي الذي يشرعن لإرهاب الدولة ، وإيصال عناصر مزوره إلى مواقع القرار مما ولد الإحباط وهنا لا أريد التحدث كثيراً عن السلوكيات الانتهازية لبعض القوى الحزبية إلا في حدود الإشارة إلى الآثار الضارة التي تنال من قيم الولاء الوطني وترسيخ معاني حب الوطن وهي القيم التي تعتبر ميداناً رحباً للمفاضلة بيننا ، فالأفضلية ليست على أساس الحزبية والمذهبية أو المناطقية بين الناس ، بل لمن يحب هذا الوطن أكثر ولمن يسعى بتقدم وثبات لتنميته وتطويره  ، والأفضلية لمن يضحي من أجله ويحرص على سلامة حاضره ومستقبله والأفضلية لكل من له تاريخ مشرف ولكل من ينهض بهذه الإنجازات والدفع بها قدماً خدمة لكل أبناء العراق الواحد الموحد الذي نتشرف جميعاً بالانتماء إليه  ، فلننمي ونعزز قيم الولاء والانتماء لأنها ترتبط بأصل التقدم والتطور وطبيعتهما ومداهما ، وحسناً أن نتناول أثر ذلك في تأكيد إنسانية الإنسان أكان ذلك بالإحساس أم بالإدراك أم بالفكر

 

 

 يتبع بالحلقة الثالثة

 

 





الاحد ٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عـــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة