شبكة ذي قار
عـاجـل










هذا هو العراق المبتلى باحتلال الأعداء الأصدقاء أميركا وإيران والقاعدة، التقوا على كراهية العرب والمسلمين، واختلفوا على تقاسم أصقاعه، وهذه هي ثمرة لقاء التمدن الأميركي والحضارة الغربية التي أراد الغرب بذرها في الوطن العربي بدءا من العراق لتثمر ديمقراطية الفوضى الخلاقة في شرق أوسط جديد، بلا لون وبلا طعم وبلا رائحة، غايتها تقسيم البلاد العربية إلى ولايات للفقيه، وأقاليم بديمقراطية غربية من نمط المهزلة السوداء، وإمارة قاعدة ظلت طريقها وتلبس جن التطرف بوصلتها. وذلك تمهيدا لرسم حدود جديدة منتظرة تحقق للصهاينة حلمهم المنشود بدولة كبرى آمنة تمتد من النيل إلى الفرات، ولن تكون بإذن الله، يكذب المنجمون وإن صدقوا، ولا يحيق المكر إلا بأهله.


هذا هو حصاد نظرية الفقيه التي أراد بها الفرس سرقة إمامة آل البيت ليجعلوا من أنفسهم أوصياء على الأمة يسيرونها من قم قطعانا لا تعرف إلا التبرقع بالسواد، والطواف حول القبور، والتمسح بالأركان، والعويل على الموتى بلطم الصدور وطبخ القدور، الثقافة التي استطاعت إيران تصديرها إلينا منذ قيام الجمهورية الإسلامية، لتقابل بتطرف آخر أحمق أرعن ذرته وصدرته إلينا قمم جبال أفغانستان وقلاع تورا بورا، فمنح هؤلاء وهؤلاء فرصة للشيطان الأكبر يزرع خيامه في المنطقة، لنحصد المآسي في كل أقطار الوطن العربي من تفجيرات دامية في العراق، ودمار في سوريا أحرق الأسود والأخضر، واغتيالات واستعراض قوى في لبنان، وحرب أهلية في اليمن، وتجاوزات على الخليج، وتآمر على دول الربيع العربي، ولم تشهد البلاد العربية استقرارا منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، فهل من يشفي للناس غليلها ويقع على مكمن الداء ؟ وأين نحن من قوله تعالى: * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* المائدة 28


من المستفيد من طوفان الدم، ولحم البشر المشوي، وسقوط الضحايا الأبرياء بلا ذنب؟ وهل يمكن أن يسقط هذا الأسلوب حكومة، أو يقيم دولة، أو يبني حضارة ومدنية، ومن المستفيد؟ وهل هو يوم واحد لنقول اختراق وهفوة حدثت من مجهول، لماذا لا تكشف الدولة تحقيقاتها، ولا نشاهد محاكمات علنية؟ أليس الأجدى أن تحاكم الدولة الجناة علنا لنعرف من هم المجرمون ومن يقف وراءهم ومن أين أتوا؟ ومن سلحهم ومهد لهم الطريقة؟ ولماذا نتحدث عن نجاح الإرهاب في اختراق أمننا وقتل أبنائنا ولا نتحدث عن فشل المسئولين وإخفاقهم في حماية شعبنا من الجناة؟ لماذا يجري كل شيء في الخفاء وتبقى ذاكرتنا تشقى بمشاهد اليوم الدامي واليوم الأسود واليوم الحزين واليوم الكارثي والمأساوي؟ ما حصل يوم الأحد تكرر من قبل في الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة فالى متى يبقى الحمار على التل يتفرج ويرمي بزبد شدقيه على هذا وذلك؟ لماذا لا يكون هو المستفيد؟ *فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ* آل عمران7


يوم واحد من أيام بغداد أربع سيارات في مدينة الصدر حصيلتها خمسين قتيلا وجريحا، وثلاث في مدينة الحسينية ضحاياها أربعون، وسيارة في حي الأمين بخمسة وعشرين جريحا وقتيلا. وعشرين قتيلا وجريحا في الكرادة، وفي المعامل عشرة جرحى، وفي الكمالية خمسة عشر، وخمس سيارات أبطل مفعولها، نعم هذه المناطق ذات أغلبية شيعية، ولكن لماذا تفجر في الوقت الذي يتظاهر فيه أهل الانبار يطالبون بحقوقهم؟ وماذا عن تفجيرات الأعظمية والكرخ وأبوغريب والمدائن وزيونة؟ وكيف دخلت المفخخات إلى بغداد والبلد في حالة إنذار قصوى وقوات الأمن مستنفرة، أم كانت نائمة في المنطقة الخضراء وظهرت، فليس من المعقول أن تحتفظ القاعدة بكل هذه المفخخات نائمة لوقت الحاجة؟ وأين عنها عيون المخبرين السريين؟ كيف عبرت المفخخات وبين مفرزة شرطة وأخرى أمنية وثالثة للجيش خمسمئة متر؟ ومن بين عشرة تفجيرات لا تترك احدها بصمات على الفاعل، لنقولها صراحة مادامت الحكومة لم تكشف حتى الآن علنا عن الفاعلين وعن الإرهابيين وتقاضيهم بمحاكم عادلة ونزيهة مفتوحة للناس، لنا الحق أن نشير إلى مقام الحكومة ورئيسها وقواته الأمنية وعملائه ومن يقف وراءه من خلف الحدود في طهران ودمشق ولبنان، لتبرروا لأجهزة الدولة القمعية وضع العرب في العراق تحت المطرقة، ما دامت قوى الأمن والجيش والشرطة من نصيبه وتحت يده، ولو كانت التفجيرات من فعل المقاومة أو المعارضة أو المعتصمين والمتظاهرين لما تسترت عليهم الحكومة، فرئيس الحكومة ورجاله كما يسعون في الأرض فسادا لا يبتغون إلا الفتنة، ودعاؤنا إلى الله تبارك وتعالى أنهم: *كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ* المائدة 64.

 

 





الاثنين ١٤ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عمران الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة