لقد تأسست الولايات المتحدة الأمريكية على جثث أصحاب البلاد الأصلين، أي الهنود الحمر، وقتلت منهم الملايين دون ذنب، وحاولت إبادتهم ، وألبستهم طواقي مزينة بالريش في أفلام الكاوبوي التي أنتجتها وأخرجتها لتضحك العالم عليهم، و لتقول للعالم بأن الهنود شعب متخلف، غزوناهم لنعلمهم الديموقراطية، لكنها أذلتهم، ناهيك عن وضع ما تبقى منهم على قيد الحياة في أماكن معزولة عن المدن التي استعمروها..!

في عام 1964 غزت أمريكا فيتنام ، ونشرت أكثر من نصف مليون جندي على الأرض الفيتنامية، وحاربت الفيتناميين.. ولكنها وبعد أن خسرت ستون ألف قتيل، ناهيك عن عشرات الألف من المعاقين .. ومئات المليارات من الخسائر المادية.. ناهيك عن خسارتها لسمعتها الأخلاقية... هربت أمريكا من فيتنام عام 1973 وتحت ضربات المقاومة الفيتنامية الشرسة مهزومة وذليلة.

في عام 2001 غزت أمريكا أفغانستان طامعة في الاستيلاء على ثرواته المعدنية، وموقعه الاستراتيجي لمرور النفط عبر أراضيه, لكنها في غزوها لأفغانستان قد خسرت ،2000جندي أمريكي، و600الف مليار دولار، ناهيك عن عشرات المئات من المرتزقة والعملاء الذين قتلوا هناك.. والأهم هو سقوط سمعتها أخلاقياً وسياسياً، وستنسحب أمريكا من أفغانستان عام 2014 كما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل ثلاث شهور، لكنها ستترك خلفها 168الف مارينزي تحت ذريعة تدريب الجيش الأفغاني.. إنه عذر أقبح من ذنب.. لأنه قد مضى على إحتلالها لأفغانستان 11عاماً فلماذا لم تدرب الأفغان خلال تلك الفترة..؟؟

إن الذي كتبته عن غزو الهنود البيض لأمريكا.. وغزوها لفيتنام وافغانستان..والذي لم أكتبه هو الكوارث والمآسي والخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي سببتها حروب أمريكا لتلك الشعوب من خلال محاولاتها الهيمنة عليها.. وعلى مصير شعوب الكرة الأرضية وعلى ترواتها وبكل الوسائل الغير أخلاقية..و ناهيك عن جرائمها الغير أخلاقية التي ضد الإنسانية. ولا يسعني ألا أن أقول، أن أمريكا قد نسيت بأنه من المستحيل حملها للكرة الأرضية بيد واحدة..!

**** ***** ****

أعود إلى ما وددت الكتابه عنه في الذكرى السوداء لبدء أمريكا وذنبها بريطانيا، ودول عربية مجاورة للعراق وغير مجاورة قد تعاونت معها في حربها على العراق .. أجل تعاونت معها، إما بالصمت أو بالقواعد العسكرية أو بالدعم المادي والإعلامي.. وكذلك دول اُخرى شاركتها في حربها مثل إيران والصهاينة..! في العاشر بعد العاشر من أذار عام 2003 بدأت أمريكا حربها على العراق .. وبدأت تلقي بصواريخها وقنابلها العنقودية المعباءة باليورانيم المنضب،وبالمواد المحشوة بالدينايت وبالموادالحارقة على الشعب العراقي.. وعلى كل مكان من أرض العراق.. وبدأت طائراتها تلقي بالجنود وبالعتاد على الأرضي العراقية .. وبدأت دباباتها ومجنزراتها تدخل إلى العراق.. وحربها التي أحرقت الأخضر واليابس في العراق كانت تحت ذريعة بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.. علماً بأن أمريكا كانت تكذب .. وتعرف بأنها تكذب .. والعالم يعرف بأنها تكذب،. ويعرف بأن العراق لا يمتلك أي أسلحة نوويية... وإن حربها كانت أولاً لحماية أمن أبناء شايلوك، وثانياً للقضاء على الشهيد صدام وقيادته لأنهم رفضوا الإعتراف بكيان الغاصبين, وثالثاً للجلوس على منابع النفط، ورابعاً لتقسيم العراق ..! وغزوها للعراق كان دون شرعية أرضية أو سماوية .. لكن شرطية العالم ومصاصة دماء الشعوب غزته وبكل وقاحة ..! لن أتحدث عن الخسائر العراقية .. ولا عن بطولات العراقيين .. ولا عن الشهيد الفذ صدام حسين .. أو عن قيادته الباسلة .. ولا عن حزب البعث العربي الإشتراكي الذي كان يعد مثل شوكة في حلق بوش وبلير والعملاء , ولا عن الحاقدين على عروبة العراق وعروبة وطننا العربي.

ولا عن أحرار العراق الذين دافعوا عن عروبة وطنهم ببسالة ..! لكنني ساتحدث عن بعض خسائر أمريكا في العراق ::: لقد قتل في العراق 4400 جندي أمريكي كما إدعت أمريكا، مع إن العدد أكبر بكثير .. ناهيك عن مقتل مئات الألاف من المرتزقة والعملاء .. كذلك هنالك 32 الف معاق وجريح .. ولقد كلفتها حربها على العراق ألف مليار دولار كما نشرت صحفها .. القاصي والداني يعرفون بأن تتار ومغول هذا الزمن قد هربوا من العراق نتيجة لخسائرهم الموجعة في الجنود والأموال .. ونتيجة للمقاومة العراقية الأسطورية .. ولكن، ونتيجة لغزوها للعراق كان سقوطها إقتصادياً , وإنسانياً وسياسياً وأخلاقياً ناهيك عن إحتقار أغلبية شعوب العالم لها .. ونتيجة لحربها على العراق .. فقد غابت الشمس عنها كما غابت عن الإمبرطوية البريطانية حين إحتلت قناة السويس عام 1956 ..!!

هنالك مصادفه ومقارنه عجيبة بين غزو التتار والمغول للعراق قبل قرون وبين غزوا تتار ومغول (أمريكا) في هذا الزمن لقد بدأ المغول والتتار غزو العراق في ال 16 من محرم سنة 656 ولقد بدأت أمريكا غزوها للعراق في ال16 من محرم 1424.

انه غيض من فيض يا أمريكا