شبكة ذي قار
عـاجـل










تعتبر جريدة السود دويتجة تسايتونج من كبرى الصحف الالمانية اليومية ومشهورة باتجاهها الليبرالي اليساري.


نشرت السود دويتجة تسايتونج " Süddeutsche Zeitung " بتاريخ 14-10-2005 مقالا لرايمر كلوفر " Reymer Klüver " تحت عنوان :


احلام وآمال بوش تذوب كالجليد في الصحراء


في التصريح المتفائل لبوش في النشرة التلفيزيونية الصباحية الاسبوع الماضي خاطب الشعب الامريكي قائلا " لقد بدأ مشروعنا العسكري والسياسي يحقق النجاحات في تحقيق الاستقرار الامني ونشر الديموقراطية في العراق ".


الحقيقة نجاح المشروع السياسي والعسكري لبوش فاشل وادعاء بوش غير صحيح ولا يتمشى مع الواقع العراقي والعربي بنشر الديموقراطية الغربية والاستقرار.


المشروع السياسي لبوش يتخبط منذ اشهر للوصول الى صيغة مرضية في العراق ووضع النص الاخير للدستور. بعد مناورات وتعديلات وضغوط طويلة واتباع جميع الاساليب الملتوية تم التوصل الى صيغة ممسوخة. حتى المتشجعين والمتحمسين للدستور على امل الوصول الى استتباب الامن والاوضاع يرون من ان الدستور سيفشل وسوف لن يحقق المشروع السياسي بنشر الديموقراطية الامريكية في العراق والوطن العربي ويتنبئون في للدستور التمهيد لحرب اهلية وعدم الاستقرار في العراق. اعترف قائد القوات العامة للحلفاء في العراق الجنرال جورج كاسي " George Casey " امام لجنة التحقيق العسكرية لمجلس الشيوخ " لقد وضعنا الدستور ليكون الفرصة الكبيرة للعراقيين للاستقرار ولكن الحقيقة غير ذلك !! ".


كان فشل المشروع العسكري اكبر بكثير من من فشل المشروع السياسي. لم يستطيع الجيش الامريكي وحلفائه من السيطرة عسكريا على العراق رغم مرور سنتين ونصف على احتلال العراق. تسجل المقاومة العراقية 90 هجوما يومي في الاونة الاخيرة بعد ان كانت منذ سنة بين 50 – 70 هجوما يوميا.


الجيش العراقي الجديد بعدده حوالي 200000 جندي غير مؤهل للقتال رغم التدريبات المكثفة واشراف الجيش الامريكي على العمليات ورغم التسلح الحديث. حسب تصريح الجنرال دافيد بترويس " David Petraeus " انه من اصل 115 فصيل عسكري عراقي يمكن الاعتماد على فصيل واحد فقط والشبه قادر على القتال تحت اشراف القيادة الامريكية !!! لذا لا يمكن الاعتماد على الجيش العراقي في تخفيف الضغط على الجيش الامريكي ! وذابت امال واحلام بوش لمشروعه السياسي والعسكري كالجليد في الصحراء


وستكون نتيجة الفشل العسكري سحب اعدادا كبيرة من الجيش وذلك بعد الانتخابات النيابية في السنة القادمة ومناقشة نتائج الغزو والاضرار التي الحقت امريكا.


تحدث بوش في حديثه التلفزيوني عن المشروع السياسي والعسكري لكنه لم يتكلم عن المشروع الهام لاعادة بناء العراق الغني بالنفط بعد تدميره ؟ وافق مجلس الشيوخ السنة الماضية على رصد 18,4 مليار دولار لإعادة البناء ، والسؤال اين ذهبت تلك المخصصات التي لم يجرأ بوش بالتحدث عنها؟ انفق الجيش الامريكي من مخصصات اعادة الاعمار 5 مليار دولار للتدريبات والتجهيزات العسكرية للجيش العراقي الجديد ، و 30% من المخصصات انفقت على شركات عالمية خاصة للامن والحماية. صرح النائب الجمهوري جم كولبة " Jim Kolbe " المكلف بمراقبة صرف المخصصات لاعادة البناء " اعادة البناء تسير بشكل بطئ ومخيف جدا ومؤلمة وغير صحيحة بشكل لا يمكن للمرء ان يتصور ذلك !!!"



تعليق الصحيفة بعنوان

دمار العراق

للصحفي شتيفان كورنميليوس " Stefan Kornmelius "


سيصوت العراقيون يوم السبت على الدستور الجديد وواشنطن تتخيل بحكمة وهمية من ان الحرب في العراق قد انتهت بعد التصويت.


سيتوجه العراقيون يوم السبت الى صناديق الانتخابات للتصويت على الدستور الذي سيحقق حسب الرؤية الامريكية الاستتباب والحرية للعراق ! احتمالا ؟ اذا تم ذلك تكون قد انتهت مرحلة مؤلمة لنشر الديموقرطية في الوطن العربي؟


في الحقيقة هناك قوى كثيرة لعبت دورا كبيرا في العراق ، والحقيقة الاكثر والواقع الحقيقي حان الوقت لمراجعة اهداف الغزو والاعتراف بالهزيمة. الحرب قد لا تنتهي بسرعة ولكن امريكا خسرت الحرب بكل صراحة وواقعية. منذ الغزو فقد الجيش الامريكي الآلاف من جنوده والشعب العراقي قدم عشرات الآلاف من مدنيين ، اطفال ونساء .


الدستور الجديد يكرس تجزئة العراق وسيقود الى حرب اهلية وعدم استقرار في المنطقة. وجدت القاعدة بعد الغزو مناخا جيدا وأرضا خصبة لنشر افكارها ومحاربة العدو الرئيسي الولايات المتحدة. ليست القاعدة وحدها بل هناك عدة احزاب وجماعات اسلامية المعادية لامريكا دخلت العراق لتشن حربا مقدسة ضد الغزاة.امريكا فقدت السيطرة للحفاظ على الامن في العراق حتى منذ اليوم الاول للغزو بعد سقوط بغداد ، وكان خطا امريكا في العراق فقدان الرؤية لما بعد الاحتلال وعدد الجنود الغير كافية للتمكن من فرض السيطرة.


التحضير للدستور وصياغته استمر عدة اشهر على امل تحقيق الاستقرار ونجاح نشر الديموقراطية ، لكن الدستور تم صياغته ليحقق سيطرة الشيعة وتقسيم العراق.


امريكا لا تريد الحرب

 

ضغوط السياسة الامريكية الداخلية على الادارة الامريكية ستكون بعد يوم السبت اقوى بكثير من ضغوط وتاثير المقاومة في العراق. سوف تعلو الاصوات ضد بوش ويبدأ النقاش للفشل والشعارات الزائفة.


امريكا لا تريد الحرب بعد ، معارك الجيش الامريكي ، قتلى الجيش الامريكي ، مستقبل العراق ، والاستراتيجية الفاشلة ، والتاريخ لا يمكن اعادة صياغته وتصحيح أخطائه الغير محببة للانسانية.


المقاومة السياسية والاعلامية ضد بوش ستقوى وتتعاظم بعد يوم السبت وستنهيه ، بعد الزلزال والوضع المالي السيئ ، فقدان مصداقية السياسة لادارة بوش امام الحلفاء والعالم.


جميع هذه العوامل ستدفع بالرئيس بوش بانسحاب رمزي أولا ، والاحتمال الاكبر ان تتم حركة انسحاب عشوائية غير محسوبة ليس لها مثيل حتى في حرب الفيتنام. وتتحطم بذلك احلام امريكا قبل الغزو بحجة نشر الديموقراطية الغربية واسقاط النظام في العراق.


بعد سنتين ونصف من الغزو تبقى الحقيقة من ان امريكا خلقت فراغا في العراق وكانت عاجزة لسد ذلك الفراغ على ارض لها تاريخها واصالتها ودياناتها ، بل بالعكس امريكا كانت السبب في خلق عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة.

 

موقع صوت العروبة
www.alrafdean.eu

 

 





السبت ٢٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ترجمة احمد هنانو دبوس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة