شبكة ذي قار
عـاجـل










( اللهم أعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء. ) – جمال عبد الناصر


لاشك ان الخطوة الأولى في طريق صياغه الانسان وتنشئته والارتقاء به جعله يشعر بكرامته وقيمته وقدرنفسه . فالاسلام يرى كما نعلم جميعا ان الانسان خليفة الله على الأرض ..علمه الله الاسماء كلها واسجد له جميع الملائكة.و مفهوم الاستخلاف يوضح استقلال الانسان وحريته في التصرّف على الأرض وهو ما يعطينا صوره عن إمكانيات الإنسان الهائلة وتمكنه من معرفة جميع الموجودات والقوة االحاضره في دائرة استخلافه والتي جعلت تحت تصرفه في حياته.

 

فتعليم الاسماء والاستقلاليه والتسخير تعطينا صوره عن حجم التكريم الذى كرمه الله للانسان .. ( ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) لا قيمة للإنسان في واقع الاستبداد ولا مكان للحرية في البلدان ذات المنهج الشمولي، والتركيز يكون دائما من قبل الفئة الحاكمة وزبانيتها على طرق الكسب ووسائل الربح وتحصيل الثروة والهدف الأقصى للأنظمة الفاسدة هو المحافظة على السلطة واخضاع الأفراد بالقوة ونهب الخيرات وسلبها من العباد تعامل الأنظمة الشمولية الناس دون احترام وذلك لإفراطها في استعمال القوة ومصادرتها لحقوق الناس وسوء التصرف في السلطة والابقاء على العلاقة الهرمية بين الحكام والمحكومين وهيمنة نزعة شيطانية نفعية على ذهنية السياسيين وتوظيف بالدين والأخلاق من أجل المصلحة. ان قلة الاحترام التي يعمل بها المرء اليوم هي أمر مهين وجارح للمشاعر وهذه الندرة هي أمر مصطنع وغير مبرر لأن احترام الناس أمر في المتناول ولا يستحق الكثير من الجهد والتفكير بل وفاء الانسان لذاته والعودة الى انسانيته تكون الثورة حقا شرعيا بالنسبة الى الشعوب اذا ما بلغ الانتقاص من الكرامة حدا لا يمكن السكوت عنه. وتستكمل الثورة شرعيتها عندما تتم بطرق مدنية متحضرة وبأشكال نضالية سلمية مثل الاضراب والاحتجاج والمسيرات والمقاطعة والعصيان.ومع مرور الزمن وتفاقم الشعارات وتضخمها للتغطية على الواقع البائس بدأ المواطن يشعر بأن هناك من يستهبله ويذرو في وجهه الشعارات "الوطنية" كي يمعن في استغلاله غير عابئ بإفقاره وحتى تجويعه، بل ويغلق له فمه بالقوة ويحرمه من أبسط حقوق الإنسان الشخصية في التعبير وذلك باسم أمن الوطن وقدسية االسلطة..!!، المواطن شعر أن هناك هوة تتسع يوما بعد يوم بين الشعارات الجوفاء والواقع المرّ، فانتفض مطالبا بكرامته الشخصية مدركا انه لا يمكن للوطن أن يكون مكرّما بينما المواطن مسلوب الكرامة،يتهم بالعمالة والخيانة والتامر..!!


غريبة هي وطنية حكومة المالكي التي تقوم بدور جيش الآحتلال في مواجهة شعبها الجائع، فيهرع الاحتلال ويطالب العالم بإنقاذها،" سافلة "تلك الحكومةالتي تقصف شعبها بطائرات حربية وبالمدفعية والهاونات وتعدم الناس الابرياء العزل في ساحات الاعتصام ، ثم يتنفس" قائدها العام" الصعداء ويقول عن دمار البلد 'إنها عملية تنظيف ذاتية'، مقرفة تلك التسميات الدينية التي يرتكبون تحت غطائها كل الموبقات التي عرفتها البشرية منذ نشوئها.


ولكي يتم المحافظة على قيم الثورة يجب أن تبنى السياسة الرشيدة على احترام مبدأ الكرامة وعلى معاملة طيبة للناس ومساعدتهم في سبيل تحقيق آدميتهم وليس العكس كما حصل بالفلوجة ونينوى والحويجة وقبلها في ساحة التحرير

 

 





الاربعاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زيد احمد الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة