عبر كل التاريخ الانساني لم تمر مرحلة كالتي تحصل في العراق ، وهي عملية اجتثاث شعب بكل مكوناته ومفاصل حياته الاجتماعية والحضارية والثقافية . وقد تعاونت قوى الشر على احتلال هذا البلد الامن . بلد الحضارة وبذرائع لا وجود لها وانما مجرد وسيلة لتحطيم وانهاء هذا الشعب ودوره الحضاري والانساني ، وقد تجلى ذلك بدعم مجموعة العملاء الادوات المنفذة للمشروع الاميركي – الايراني – الاسرائيلي بعد عملية الاحتلال – بدأت المرحلة الثانية من قتل العلماء والاساتذة والطيارين وكبار العسكريين وسرقة لب الحضارة الاثارية التي هي تراكم الاف من السنين لتشكل حلقة مهمة من دور هذا الشعب وافرازاته الانسانية . حيث بدأت حملة مسعورة لسرقة الاثار وتبديل المناهج والتلاعب بكتب التاريخ ودور رجالات العراق ، لتمحو كل اثار التنامي والسمو والبناء والابداع . نعم كانت حملة مسعورة ينفذها مجموعة من العملاء الاراذل ضد هذا البلد العريق . حيث ايران تسعى وبكل ما لديها وتحت مسميات اسلامية وولاية الفقيه وما الى ذلك ، وكل هذا يمر والكثير نائم وكأن الذي يجري لا يهمهم . المهم ياكل ويشرب وغيره يقتل ويعذب ويهجر ويسلب حتى وصل الامر ان الذي يطالب بحقه يتهم بالارهاب او الخروج على القانون وهذا يبيح للمتسلطين وبدعم ايران ذبحهم وبدون رحمة او وازع ضمير . نعم الذي يجري في العراق حالة ماساوية وبصور لا مثيل لها والعالم يتفرج وكانه يستمتع بفيلم مسلي والعرب هم اكثر من يتلذذ بهذا المشهد المرعب الذي يمثل ابشع انواع الجرائم الانسانية فمتى يستيقظ الضمير العربي والمامرة واحدة فبعد العراق ياتي الدور على الاخرين وهو قد بدا فلا من محرك ساكن . ان العراق يمر باخطر مرحلة . مرحلة التصفية وبدون تمييز، نعم قد تكون هناك مسميات طائفية ولكن الهدف واحد . العراق من اجل حماية اسرائيل وتنفيذ المشروع الامريكي الايراني والسؤال اين دور المنظمات الانسانية وحقوق الانسان ومجلس الامن والامم المتحدة ؟

فهل العراق هو النموذج الذي يعدم كبداية .بابتلاع السمك الصغير كما يقال من قبل الحيتان كاميركا وحلفائها . ان المؤامرة كبيرة والاسوء من المؤمرة هو السكوت العربي والانساني . فهل ينتظرون المعجزة ام لابد من تحرك لايقاف نزيف الدم وتصحيح الوضع الماساوي في العراق وغيره مما يجري . واقول لشعبنا الذي يغط اكثره في سبات عميق ، انه وباء وسيل عارم فاحذروا ذلك والا لا ناج منكم . فما يجري في الفلوجة من قتل واعتقالات وما يجري في الحويجة صور سادية بشعة يقوم بها مجموعة حسبت على العراق او على الجيش العراقي الاصيل حيث ذهب مئات الضحايا وعشرات المعتقلين وما يخطط للرمادي وصلاح الدين وديالى وسامراء والموصل لهو الاكثر رعبا وانتقاما وما يجري من اعتقالات في واسط وكربلاء وميسان والبصرة وبقية المحافظات هو عمل لتكتيم الافواه والقضاء على النخب الوطنية . وهذا ما يفسر السكوت الحاصل في المحافظات الجنوبية اتجاه اخوانهم في الغربية وعدم التظاهر او الاعتصام حيث تلعب الميلشيات الايرانية وفيلق القدس الايراني وبدر والاحزاب العميلة دورا اساسيا في غلق كل الابواب امام ارادة الجنوب . وقد يتصور البعض ان السكوت جبن او ان المسالة يعكسها فلان الذي يدافع عن الكل وهو اساسا مسخر لهذا الكلام ومدفوع الاجر مسبقا وحتى ان الكثير ممن يتكلمون هم ايرانيون والذين اصبحوا يملئون العراق . ووضع الوسط او الغربية افضل من ناحية كونهم عشائر نقية يعرف بعضهم البعض ولا يوجد تداخل ايراني داخل المناطق كالرمادي وتكريت وهذا يفيد في الاصطفاف اثناء المظاهرات والاعتصامات لان المعتصم يأمن جانب التداخل وهو مهم اما الجنوب فالتداخل حاصل وفي اقصى حالاته. مما يهدد المتظاهر او المعتصم بالتفجير او القتل بالكواتم واساليب كثيرة .

فلا بد من التواصل بين المحافظات وتشكيل فرق منظمة لمتابعة التسلل الايراني وخصوصا المخابر ات الايرانية والميليشيات لخلق رعبا لديها بدل من التحرك بامان . فكلما كان هناك تعاون بين العراقيين ومن مختلف المحافظات . سينتج عمل ايجابي في تقليل الخطر الايراني وبالتالي اختزال الزمن لصالح النصر المؤزر ان شاء الله والا فالموقف مخيف والمامرة رهيبة وخطرة مالم يحسب لها وتوضع الخطط لافشالها واجتثاث منفذيها. ولا يحتاج العراقيون الا رص الصف والتعاون والكلمة الواحدة ونبذ التسميات الطائفية والعرقية المقيتة والانطلاق من اجل هدف واحد هو العراق . تحرير العراق وانهاء دور العملاء والخونة واعادة بنائه ووحدته بعيدا عن التفرقة والمحاصصات الطائفية والتقسيم الذي هو هدف امريكي اسرائيلي ايراني لاضعاف العراق . وعليه لابد من تشكيل قيادة موحدة تضم كل الاطراف من الشمال الى الجنوب ومن المقتدرين والوطنيين الذي يهمهم وحدة العراق وكذلك تشكيل حكومة مؤقتة ينضوي تحت لوائها الشرفاء ومحاولة عزل العملاء عزلا تاما للتمكن من القضاء عليهم . نعم لابد من وحدة المقاومين والرافضين للوضع السيء . والعمل على تشكيلات صغيرة غير مكشوفة .لمتابعة اهداف مهمة وخرق الصف المعادي ليتم نخره داخليا والله ناصر المؤمنين .