شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريبا على المتابع البسيط للاحداث التي تجري في وطننا العربي , من عمليات تدمير واقتتال وتخريب للبنى التحتية الى جانب الخراب والتفكيك في البنى الاجتماعية وتحويل بلداننا الى مشاريع طائفية بعد ما كانت تعيش في ظل وحدة وطنية , رغم بعض الملاحظات التي تشير الى ان قسوة الحكام كانت سببا في فسح المجال للتغلغل الدولي , الى جانب طبيعة المشاريع الفارسية والصهيونية والامريكية والتي استثمرت هذه الهنات في النظام العربي الرسمي , وجندت امكانياتها في زرع بوادر الفتنه في ارجاء الوطن العربي الواسع ولا استثني اي قطر مع الاقرار بتفاوت حجم التدخل والضرر من قطر لأخر .

يقر كل المحللين والمتابعين ان خندق امريكا واسرائيل هو خندق واحد , ويخضع لفلسفة العداء للعرب وتكريس الوجود الصهيوني على الارض العربية في فلسطين والجولان , وهذه الصورة معروفة ولا جدال حولها , فالعدو مكشوف ومعروف وعبر عقود من السنيين تعاني المنظومة العربية الرسمية والشعبية من هذا الاستحواذ .

وفي الجانب الاخر نجد ان المشروع الفارسي بقيادة ولاية الفقيه , يشكل خطرا اكبر من المشروع الامريكي – الصهيوني كونه يتداخل مع خندقنا وفي عدد من دولنا العربية تجد من يروج له ويهلل لانجازاته ز فقد صنعت ايران لنفسها أذرع طائفية في كل الوطن العربي تروج للطائفية , وفي بعض من الاقطار مثل العراق واليمن والبحرين وحتى السعودية اصبحت لديها اذرع عسكرية تقاتل عنها بالنيابة وتتدخل بشكل سافر في الشان الداخلي الوطني العام , وبدلا من ان تتوجه ايران الى العالم لدعوة الناس من غير المسلمين للدخول الى الاسلام عملت ولاية الفقيه على الانتشار والتوسع في الاقطار العربية والافريقية لفرض مبدأ التشيع من خلال استغلال فقر الفقراء في مصر وافريقيا والمغرب العربي وفي اقطار اخرى من العالم الواسع .

ان سياسة ولاية الفقيه في سوريا والعراق لم تكن وليدة العقد الاخير , بل هي منذ ايام الشاه حيث عمل الشاه على غزو دول الخليج العربي من خلال التجار واموالهم ونسائهم , واستغلال الحياة البسيطة التي كانوا يعيشونها قبل ان تتحول تلك البلدان الى ثروة مخيفة ومؤثرة في عالم الاقتصاد , وكان ذلك مشروعا ايرانياً فارسياً بامتياز , واستمر هذا المشروع بعد مجيئ خميني الى السلطة , وهنا بدات عملية التسلل الى الجسد العربي ضمن منظومة متكاملة سياسية – دينية – اقتصادية لتشكل الخطر الاكبر على واقع اتمنا العربية .

ان ما نعيشه اليوم من تدخل مباشر من قبل ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن  يدعونا الى العمل العربي المشترك على المستويين الرسمي والشعبي واطلاق مشروع يقف بوجه هذا التدخل السافر والمفضوح والعمل على اقامة منظومة عسكرية واقتصادية مع استراتيجية اعلامية عربية للوقوف بحزم ضد ايران وولاية الفقيه , لان ايران تعيش الان في فترة سيئة جدا لا تمتلك غير ابواقها الاعلامية ومن يروج لها من بعض العرب , وان حلقاتها غير الذي نراه ونسمعه في الاعلام .

أن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية، التي دكت أهدافا إستراتيجية في قلب العاصمة السورية دمشق أحدثت هلعا لدى القيادتين العسكرية والسياسية في إيران، ذلك أنها مباغتة وصاعقة من حيث عوامل الزمان والمكان والتأثير. وهناك راي اخر في ذلك ان هذه الضربات ما هي الا اشارة لإيران من ان المصالح المشتركة قد اصابها بعض التجاهل وعليه وددنا التنبيه .

وان كان الامر غير هذا وذاك فأننا نتوسم بإيران الثورة ان ترد على هذا الاعتداء الصهيوني الغاشم وبأي طريقة ومن خلال اي مكان وزاوية نظر على اقل تقدير لتحافظ على ماء وجهها ووجوه حلفائها والتابعين من الذيول والقاذورات وخاصة في المنطقة الغبراء العوراء من ارض العراق المستباحة .

فايران اليوم منشغلة في صراع داخلي بين تحالف الإصلاحيين من جهة وبين كتيبة المحافظين الذين يستحوذون على السلطة في أهم المفاصل الحيوية في الدولة من جهة أخرى، فضلا عن التيار الثالث الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد، والذي يسبب لخامنئي شخصيا صداعا مزمنا منذ أن أعلن عن ترشيح صهره ومستشاره إسفنديار رحيم مشائي لانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في 14حزيرن  المقبل.

والسؤال المطروح الان هل انى هنالك اتفاق ايراني – اسرائيلي على هذه الضربة لقتل المزيد من ابناء شعبنا العربي السوري ؟ 

وهل لهذه الضربة دور في تحويل الانظار عما تقوم به ايران من تحشيد لحرسها في مواجهة ثورة العراقيين ضد الظلم والاستبداد لتوابع ولاية الفقيه في العراق ؟

وهل ان ايران تريد ان تخفف الضغط عليها من قبل الشارع الايراني , وتمرر عملية الاستهداف هذه من انها استهداف لثورتهم وبذلك تبرراي اعمال تعسفيه ضد الشعب الايراني قبل الانتخابات ؟

اسئلة عليها الف علامة استفهام

فهل ستقبل إيران أن تُضرَب على “قفاها” وتكتفي بـ “الاستعداد بتجهيز وتدريب الجيش السوري والمشاركة في القتال الدائر في سوريا ” الى جانب تحشيد قوتها العسكرية في العراق والعمل على ضرب المتظاهرين واستمرار مسلسل السيارات المفخخة التي تقتل ابناء العراق ؟ أم سيكون لها موقف آخر.

هذا ما ستكشفه الأيام.

 

 





الثلاثاء ٢٦ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة