شبكة ذي قار
عـاجـل










الطائفية جهل ومرض، وهي ليست أسلاما، وتتنافى مع الوطنية، ومع أننا نمقت اللغة الطائفية، إلا أننا سنخاطب بها في هذا المقال مَنْ يتحركون بنفس طائفي (سني) ؛ ليفهموا عنا، فنقول لهم:


إن تشكيل إقليم أو دويلة (سنة ستان) تصغير لكبير، وتقزيم لعملاق هو سنة العراق؛ وذلك لأن هذا الإقليم أو الدويلة ستنتزع منه مدن ومحافظات بأكملها، وهذه المدن والمحافظات التي ستكون خارج الإقليم أو الدويلة، هي:


1- الأحياء التي فيها سنة بغداد، الذين يزيد عددهم على نصف سكان العاصمة، التي تكون خارج الإقليم أو الدويلة، ويشكلون نسبة من السكان تزيد على سكان محافظتين أو أكثر كصلاح الدين والأنبار.


2- مدن حزام بغداد كـ الاسكندرية، واليوسفية، والمحمودية، واللطيفية، وغيرها. وهي خارج الإقليم أو الدويلة التي يرومون تأسيسها.


3- سنة جنوب العراق، ومنهم سنة البصرة، الذين يشكلون نسبة (30- 40 %) من سكان المحافظة، وكان هناك مشروع لإنشاء محافظة جديدة، تقتطع من البصرة، تتكون من أقضية الزبير وأبي الخصيب والفاو، ذات غالبية سنية، وربما تحمل اسم محافظة الزبير. وهذه النسبة من السكان المؤهلة لإنشاء محافظة، ستكون خارج الإقليم أو الدويلة التي يرومون تأسيسها.


4- محافظة التأميم/ كركوك كلها ستكون خارج الإقليم أو الدويلة التي يرومون تأسيسها؛ لأنها محل خلاف بين العرب والكرد والتركمان، وهي غنية بالنفط، وبالتالي فلن يفرط بها أي صاحب مشروع مرتبط بالخارج.


5- محافظة نينوى/ الموصل ستقتطع منها محافظة جديدة أو إقليم جديد يدعى (محافظة أو إقليم سهل نينوى) يجمع فيه المسيحيون من مختلف محافظات العراق، هذا فضلا عن أقضية بأكملها يريد الكرد ضمها إلى إقليم كردستان.


6- ولاية الموصل بحدودها التاريخية تضم كل شمال العراق، وهذه يطالب بها الأتراك، ويسعون إلى ضمها إلى تركيا، والاستحواذ على نفط كركوك، وغيره، وكانت هناك اتفاقات حول ولاية الموصل، بين الانكليز الذين احتلوا العراق، وبين الأتراك الذين كانوا يحكمونه قبل الحرب العالمية الأولى، وأي تلاعب بحدود العراق الخارجية والداخلية سيحيي المطالب التركية، وقد تظهر على السطح اتفاقات تركية- بريطانية- أمريكية لا يعلمها إلا الراسخون في السياسة.


7- محافظة ديالى في المستقبل ستتحول إلى قضاء صغير، بعد ضم أقضية الراشدية والمعامل وأماكن أخرى إلى بغداد، وضم عدد من الأقضية إلى إقليم كردستان. فهي عمليا ستكون خارج الإقليم أو الدويلة التي يرومون تأسيسها.


8- محافظة الأنبار/ هناك خطة الوطن البديل الاسرائيلية والتي تعني اقامة دولة فلسطينية في الاردن وغرب العراق لاسكان اكثر من اربعة ملايين لاجئ فلسطيني فيها وليس عودتهم لوطنهم فلسطين ، ولذلك سيضم اقليم الانبار الى الفدرالية الاسرائيلية الفلسطينية ، واذا لم يطبق هذا المشروع الاسرائيلي فان بريطانيا خططت لضم اقليم الانبار الى الاردن . وإذا كان الإعلام لا يسلط الأضواء حاليا على هذين المشروعين لضم الأنبار فإنه سيأتي الوقت الذي تثار فيه هذه القضية.


9- محافظة صلاح الدين/ وها هنا تسكب العبرات، إذ ليس متوقعا أن يتخلى أي حزب أو سياسي ينطلق من منطلقات طائفية (شيعية) عن جنوب صلاح الدين (أقضية سامراء وبلد والدجيل) ؛ لأنها موطن الأئمة: علي الهادي، وحسن العسكري، والمهدي، والسيد محمد، وإبراهيم بن مالك الأشتر، والسيد غريب بن الإمام موسى الكاظم، والشيخ جميل بن دراج، صاحب الإمام موسى الكاظم، وغيرهم، وهي كلها مقدسة عندهم، وليس مواضع قبورهم فقط؛ لأنها أماكن عاشوا فيها، وساروا في شوارعها، ومشوا في أسواقها، وصلوا في مساجدها، وتجولوا في أحيائها، فليس معقولا أن يتنازل طائفي (شيعي) عنها، ولا سيما أن خاتم الأئمة الاثني عشر فيها. كما أن هناك مشروع إلحاق هذه الأقضية ببغداد؛ لأنها كانت جزءا منها قبل استحداث محافظة صلاح الدين. والكرد يطالبون بضم قضاء طوز خرماتو إلى إقليمهم، وهناك مطالب بإعادة قضاء الشرقاط إلى الموصل.


10- كان شاه إيران قد نظم متمردين أكراد في حقبة السبعينيات ليحاربوا العراق من اجل أن ينتزع بضعة أمتار على طول شط العرب، ونجح في ذلك، لتندلع بعد ذلك حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، وتداعياتها ربما كانت من أسباب أزمة وحرب الكويت، والحصار المرير والاحتلال وهذه الفتنة، فإذا كانت مطامع إيران ببضعة أمتار أدت الى كل هذا فما بالك بمدن ومحافظات كاملة متنازع عليها بين الطوائف والإثنيات؟!


11- إن وجود إقليم للسنة سيمنح الذريعة للميلشيات الطائفية لتهجير السنة الذين خارج هذا الإقليم إليه، فيقولون لهم: لديكم إقليم فاذهبوا إليه، وهنا ستنشأ مشكلة (اللاجئين) ، فهل لدى الملايين، ومنهم سكان بغداد، الاستعداد لمغادرة منازلهم وأحيائهم، ومهد صباهم، وأعمالهم وارتباطاتهم، وموطن آبائهم وأجدادهم، والعيش في أماكن أخرى، وتقبل تفرق الأسرة الواحدة، كلٌ تحت نجمة؟! وهل لدى مدن الإقليم المزمع تشكيله القدرة على استقبالهم وإيوائهم واستيعابهم والتفاهم معهم؟!


إن متحزبين وسياسيين وطائفيين (سنة) يتحدثون باسم مكونهم، زورا وبهتانا، وهم بتبنيهم لمشروع الإقليم السني: يريدون إظهار سنة العراق كأقلية لا يلتفت إليها ملتفت، وهم بذلك يطيعون أعداء السنة والعراق، ويحاولون التشبث بالسلطة واللعب بالأموال، ونعيد القول أننا ما كلمناهم بأسلوبهم الطائفي إلا لنفند أقاويلهم وحججهم الواهية، وإلا فنحن نرى الطائفية جيفة نتنة وقذرة وقبيحة، ونؤمن بالعراق الواحد، بكافة أطيافه، ونؤكد أن العراق سيف بتار، شلت يمين من يحاول ثلمه أو كسره ليصبح قطعتين أو ثلاثا أو أكثر!! ومن يعمل من أجل محو اسم العراق من بين الدول، وإلغاءه من خريطة بلدان العالم، وتشظيه إلى كيانات صغيرة ضعيفة هزيلة، ليس ابنا حقيقيا للعراق!!

 

 

 





السبت ٢٢ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ثامر براك الأنصاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة