شبكة ذي قار
عـاجـل










لعل من الطبيعي أن ينتفض الشعب العربي، في مشرق الوطن العربي، ومغربه،مطالبا بحقه الطبيعي المشروع في المشاركة الفعالة في صياغة حياته العامة،والانتقال من الوضع العربي المنهك بالفساد،والاستبداد، رسميا، وتنمويا، الى حال مستهدف افضل،بعد ان طفح كيله،وبلغ سيله الزبى.


لكن الملاحظ في نفس الوقت،ان هناك اطرافا دولية،واقليمية، ومحلية، تسعى بشكل محموم لتوظيف الحراك الجماهيري من أجل خدمة مصالح وأجندات خارجية،وشخصية،مقزمة بذلك الهدف العام النبيل للحراك، ومختزلة هويته العروبية الوطنية،لتهبط بها إلى درك هوية مناطقية كسيحة،وتمسخ هويته الدينية الاسلامية الشمولية الجامعة، إلى هوية طائفية مقيتة، ومذهبية متعصبة،مبددة بهذا المسعى المشبوه طاقة الامة المتوقدة.


ولكي يتم تفويت الفرصة على البعض من اصحاب ذلك الغرض،من ان يركب موجة الحراك الجماهيري لمصالحه الخاصة،وتمرير الاجندات التي تقف خلفه في ظل هذا السعي المحموم لتدويل الأزمات الداخلية في المنطقة العربية،بقصد اعادتها إلى حال الوصاية الأجنبية التي سادت بالنصف الأول من القرن الماضي، فلا جرم ان الامر يحتاج إلى ضرورة الانتباه الى ضرورة الحفاظ على نقاوة مشروع النهوض العربي الشعبي للجماهير المنتفظة،الذي تبلور في مطاليبها المشروعة،وإلى اختيار قيادات امينة،ومخلصة، لضما تحقيق أهداف التغيير التي ينشدها الحراك بنقاء تام، يتجاوز كل تلك التحديات.ولعل من المفيد جدا اخذ ما جرى في العراق من تدمير تام بتفكيك وحدته الوطنية،ومن تقسيم للسودان،وما يحصل الان في لبنان، وسوريا،ومصر، وليبيا، وتونس، واليمن، والبحرين، بنظر الاعتبار في هذا المجال، كنتاج مباشر لتداعيات هذه الاستراتيجيات الخبيثة،التي ماهي في حقيقتها الا مشروعا غربيا صهيونيا صفويا لتفتيت الاقطار العربية إلى دويلات متناحرة،وكانتونات متصارعة،يسهل السيطرة عليها.


وهكذا تلتقي الآن على الأرض العربية اليوم مشاريع تدويل ألازمات الداخلية العربية،مع كل ما سيترتب عليها من مخاطر تقسيم مجتمعية، ومناطقية،ستتركها بالضرورة رياح العاصفة التي تهب عليها من الشرق الإقليمي،ومن الغرب الدولي، ومن داخل ساحة الامة معا، حيث المقر الميداني لمشروع التقسيم الصهيوني.


لذلك ينبغي الانتباه الى أن مستقبل العرب الكريم لا يكمن الا في وحدتهم، وتحررهم من التبعية للأجنبي،وتنمية وطنهم العربي، وتحرير مواردهم الطبيعية،وعلى رأسها النفط،وادارة حياتهم بديمقراطية نابعة من واقعهم، وليس في المحاصصة الطائفية،والمذهبية،التي هي ستراتيجية انقسامية مقصودة لتفتيت الأقطار العربية، والشعب العربي،وجعلها ساحة صراع لقوى دولية،وإقليمية طامعة، تتصارع،على النفوذ،وتتنافس على التحكم بالأرض العربية،للسيطرة على ثرواتها،ومنعها من النهوض، والسير على طريق النماء والتقدم.

 

 





الجمعة ١٢ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة