شبكة ذي قار
عـاجـل










( نص المحاضرة التي القيت في الندوة التي اقامتها القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني في  مجمع النقابات الاردنية في عمان لمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الرفيق المؤسس الاستاذ احمد ميشيل عفلق مساء يوم الاثنين 23/6/ 2013 )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي جمعنا في هذه الليلة المباركة , ليلة النصف من شعبان . والحمد لله الذي منحنا القوة والايمان للامساك  بميادئنا التي استشهد من اجلها رفاقنا الابطال وفي مقدمتهم ابو الشهداء القائد صدام حسين وثلة الرفاق الاخرين من ابطال العراق . اننا نجتمع اليوم وكل يوم لنقول للحاقدين الموتورين ان البعث حي متوقد ومتوهج تواق للعطاء والبذل من اجل مبادئ الامة ومشروعها النهضوي , البعث باق رغم قوانين اعدائه الموتورين من قوانين الاجتثاث والمساءلة والتجريم . البعث باق لانه يعبر عن ضمير الامة , ولان المنتمين اليه مؤمنون بالله والوطن والامة , ومستعدون للشهادة من اجل هذه المبادئ الجليلة .

 

مشروع الامة القومي والتيار القومي :

لم نعرف في تاريخنا زمناً كثر فيه الكلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال المنوعة  مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه، ومع ذلك فهو أقل العهود حيوية وانتاجاً، بل هو اكثر اثارة للضجيج والفتن . فهل يكون الكلام دافعاً الى العمل والخصب والنماء والعطاء  ؟ "هناك فرق جوهري بين الكلام المرتبط بقائله الذي يعبر عن شخصية حية وعن موقفها الكلي من الحياة، وبين الكلام المنفصل عن الشخصية الذي لا يقدم ولا يؤخر كثيرا في حياة الامم . في حين  كانت الشخصية العربية كلاً موحداً، لا فرق بين روحها وفكرها، بين عملها وقولها، بين أخلاقها الخاصة وأخلاقها العامة .

 

نحن أمام حقيقة راهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا الذي يعج بالفتن والعنف والارهاب باسم الدين والقومية والطائفة . ونحن اليوم  لا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة، ولا نعرف الا حياة فقيرة جزئية، وقد آن الاوان ان نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها، وللحياة العربية كمالها وحيويتها . ورغم الازمات التي تعصف بالأمة العربية، إلا ان الفكرة الحية  تبقى قابلة للحياة طالما أن المؤمنين بهذا الفكر يعملون بوحي رسالة الأمة الخالدة . 

 

" لقد عشنا زمناً طويلاً في جو ثقيل خانق كاذب فيه  طلاق بين الفكر والعمل، بين اللسان والقلب " ، هكذا عبر الراحل الكبير الاستاذ ميشيل عفلق منذ عقد اربعينات القرن الماضي . وفي هذه المناسبة نتوقف عند مشروع الاستاذ الراحل " المشروع المستقبلي للامة العربية " . اذ  لا بدّ من التأكيد على أن مشروع استنهاض الامة وواستنهاض التيار القومي العربي هو مشروع متكامل .

 

ان الارتباط وثيق بين مشروع استنهاض التيار القومي العربي وبين المشروع النهضوي للامة العربية ، إذ أن مشروع الاستنهاض يكاد يكون التجسيد العملي للمشروع النهضوي، بل إنه الترجمة التفصيلية لعناوين مشروع النهضة وأهدافه، وبالتالي فإن جهداً فكرياً حقيقياً يجب أن ننكب عليه لتحقيقه . فالأستاذ عفلق كان مغزى مشروعه الانبعاثي، أن يمثل وحدة الذاتي والموضوعي، والوسيلة والغاية، ووحدة الوطني والقومي والإنساني، ووحدة الروحي والاجتماعي والحضاري.. وظل يدافع عن مشروعه ضد محاولات تشويه الثورة العربية. فقد أعطته القضية التي أخلص لها كل عمره ، قوة مستمدة من رسالتها. كما أعطته مسيرته الفكرية والقيادية النضالية، ومن العمل بمستوى تاريخي، قدرة على التعامل مع الأحداث من موقع التفاؤل التاريخي ، التي عبرت عن نفسها في مشروعه للعمل المستقبلي , ولكن التيار القومي في الوطن العربي مازال مشتتا او يغلب اليأس على بعض اعضاءه , او انحناء البعض امام المغريات المادية والسطوة الفكرية المتزمتة  .

 

ان الاوضاع المؤلمة التي تعيشها الاقطار العربية  من تجزئة وانقسام، واحتلال وتدخلات خارجية، وفتن وحروب طائفية ومذهبية وعرقية، وقهر واستبداد من قبل الانظمة الرسمية البائدة او الجديدة  ، وما تعيشه الامة من تخلّف وتعثر اقتصادي واجتماعي، ومن ظلم وفساد، وافتعال لتناقضات بين العروبة والاسلام، بين الاصالة والمعاصرة، .. لا يمكن مجابهتها الا من خلال عناصر المشروع القومي  النهضوي الذي أشر ملامحه الاستاذ في كل خطاباته وكلماته والتي تنحصر في : الوحدة العربية والتحرر والاستقلال الوطني والقومي الناجز , وتحقيق العدالة الاجتماعية  للجميع , وتحقيق الديمقراطية وصون حقوق الانسان,  وتحقيق التنمية الشاملة المستقلة للانسان قبل البنية التحتية  ,  . وقد تبنى المؤتمر القومي العربي الذي تشكل قبل ثلاثة عقود بمبادرة عدد من المثقفين من مختلف الأقطار العربية، ومن أجيال عدة، ممن لديهم إقتناع بأهداف الأمة العربية معظم الافكار الانف ذكرها . ولكنها ما زالت مجرد افكار تلوكها الالسن خلال الاجتماعات الدورية , ولم يتقدم التيار القومي خطوات فعالة لانضاج بعض افكار المشروع القومي . وعلاوة على العجز عن تحقيق تلك المبادئ فان بعض قياداته انحرفت تحت تأثير الرشوة المالية , أو تأثير السطوة الفكرية المسنودة بالقوة المسلحة , او المجاملة لمصالح شخصية .

 

فهذا المؤتمر الذي تبنى القضية الفلسطينية منذ البداية , نجده يفصل القضايا العربية , ويكيل بمكيالين , ينتصر لقضية ويهمل اخرى . ويحابي نظاما اقليميا مثل ايران ويغفل عن اعمال نظامها  الطائفي العدواني التوسعي ضد الاقطار العربية مثل العراق والبحرين وسوريه ولبنان .

 

كل هذه المبادئ تشكل بمجملها الاطار الفكري والسياسي للتيار القومي ومشروعه النهضوي ، كما تمثل امتداداً لافكار حملها الرواد الاوائل ، والتي شكلت، على ما فيها من تفاوت، ركائز الفكر النهضوي العربي منذ زمن بعيد .

 

الامة العربية مستهدفة قديما وحديثا :

ان ما واجهته الامة العربية  من مخططات ومشاريع استيطانية توسعية صهيونية امريكية صفوية ، هدفها الاول والاخير  الحيلولة دون وحدة الامة، بل السعى لتفتيت الكيانات الوطنية، وتدمير الهوية الحضارية للامة العربية  وتشويه تراثها  الروحي، واثارة الحروب والصراعات الطائفية والعرقية والدينية والمناطقية . وهذه المخططات المعروفة لدى الجميع بكل تفاصيلها , انما هي لمنع المشروع القومي النهضوي من التحقق والانبعاث , لان تحقيقه يحول دون ديمومة المصالح الغربية على حساب الامة العربية .

 

الامة العربية  تملك كل مقومات الوحدة اكثر من الامم الاخرى . ولكن المخططات المعادية نجحت في اثارة الفتن التي تقسم وتفتت ولا توحد , في حين ان منطق العصر هو منطق التكامل والاندماج الاقليمي , لتشكيل كتل قوامها العددي 300 مليون انسان .  ولكن الامة العربية ممنوعة من الولوج الى قانون العصر , قانون الوحدة والتكامل .

 

وإزاء هذا الخطر الذي يهدد القومية العربية والأمة ومنعها من القيام بدورها الحضاري والإنساني، فأن الأمة العربية وطلائعها المناضلة  مطالبة بعمل مستقبلي نهضوي ، بالارتفاع فوق الأنانيات الفئوية، والتعصب الحزبي، والالتقاء والحوار والاتفاق على صيغة ترتفع بالأمة فوق خط التردي. وهذا العمل العربي المستقبلي، لا يلغي العمل الوطني، كما أن التوجه القومي لا يلغي العمل الانساني العالمي  .

 

ان عجز طلائع  الامة الان عن درء المخاطر الخارجية , وعجز الانطمة القطرية عن تحقيق تنمية مستقلة شاملة وتحقيق عدالة اجتماعية لكل المواطنيين بكل اطيافهم القومية والدينية , وكذلك عجزها عن مواجهة الغزو الثقافي العولمي الذي يهدد الهوية الثقافية للمواطن العربي , كل ذلك يستدعي حاجة الأمة الى تيار قومي عربي جامع لا تقتصر عضويته على التيار القومي بالمعنى التقليدي فقط، بل يتسع للتيارات الوطنية الأخرى اليسارية والاسلامية والليبرالية وغيرها التي تؤمن بأهداف المشروع النهضوي . ولابد ان نعترف ان العديد من المثقفين العرب  ما زالوا  اسيري المرجعيات الفكرية الغربية او المرجعيات الطائفية في دول الاقليم ، متجاهلين  الارث الفكري والثقافي والعلمي الضخم الكامن في مخزون امتنا العربية  الحضاري، والذي شكل في قرون سابقة مرجعيات رئيسية للثقافة والفكر والعلوم في الغرب . وما زال التيار القومي التقدمي في الاردن عاجزا عن التجمع والعمل المشترك لدرء المخاطر التي تحيط ببلدنا , ويسهم في نهضتة بجهد كل ابناء البلد الخيرين , اذ ما زالت النزعات والانانيات والولاءات الشخصية تسيطر على افراد هذا التيار .وهذه السلوكيات حالت دون بروز مواهبهم وخبراتهم في العمل النضالي والبناء الحضاري .

 

اشكالية انبعاث الامة :

فالهدف الرئيسي في إشكالية انبعاث العرب لدى الاستاذ ميشيل عفلق يختلف عنها في الحركات الاصلاحية السابقة لها والوسيلة لإعادة توحيد الشخصية العربية لا يكون بتراكم إصلاحات أو ببرنامج سياسي و إنما بما يسميه بالانقلاب الذي هو أساسا عملية نفسية و روحية تنبثق عنها الإصلاحات و البرامج السياسية: " فالانقلاب قبل أن يكون برنامجا سياسيا و اجتماعيا هو هذه الحركة الدافعة الأولى، و هذا التيار النفسي القوي، هذه المغالبة التي لا بد منها و التي لا يفهم أي بعث للأمة بدونها" .

 

"  الانقلاب في حقيقته هو هذه اليقظة، يقظة الروح ,  هذه الروح التي تراكمت عليها أثقال الأوضاع الفاسدة و حالت زمنا طويلا دون ظهورها و دون انبثاقها و إشعاعها. هذه الروح تشعر بالخطر الحاسم فتنتفض انتفاضة حاسمة، و انتفاضتها هذه و سيرها لن يكون إلا في تيار معاكس للأوضاع التي عاقت ظهورها والسير في طريق معاكس للأوضاع الراهنة. هذه المغالبة للتيار بقصد أن تستيقظ بقايا الروح الأصيلة في كل مكان توجد فيه، و تتجمع و تتكتل. لا بد من هذا السير المعاكس للمادة " .

 

استخدم الاستاذ مصطلح الانقلاب بمعنى التغيير الجذري لاحوال الامة في كافة النواحي , فالانقلاب مرادف للنهوض , ويقول : " العرب في تاريخهم الطويل لم يعرفوا غير نوعين من الحياة : الانقلاب والانحطاط " . واليوم ليس امام الامة اي حل وسط , فالطريق الجهادي هو الطريق الذي ينقذ الامة مما هي فيه . والمقاومة العراقية الباسلة التي طردت قوات الاحتلال الامريكي هي بداية الطريق والنموذج الجهادي امام القوى القومية العربية للسير على ذات نهجها . والجهاد هو الذي يحسم المواقف كلها لصالح المستقبل . لانه دفاع عن الوجود وعن القيم وعن معاني الرسالة الخالده . ولكن للاسف نجد تعتيما متعمدا على هذه المقاومة وعدم الاعتراف بدورها الجهادي في طرد المحتل الامريكي , كما تتجاهل وسائل الاعلام والقوى المحسوبة على التيار القومي الانتفاضة الشعبية العراقية ضد الظلم والطائفية والتسلط والاحتلال غير المباشر للعراق بفعل التأثيرات المادية على اشخاص فرضوا هيمنتهم على مؤسسات العمل القومي , بل صاروا ابواقا تدافع عن اصحاب اجندات احتلالية وطائفية .

 

ان السؤال الذي شغل فكر الاستاذ يتصل بالموقع الذي يتعين على الامة العربية ان تملاءه في هذا العصر . فيقول : "  كان لابد ان ننظر الى ما حولنا في العالم أن نعين موضعنا من العالم " . فمعاناة الامة اليوم يجب ان تصبح مصدر ثراء روحي ليس للعرب بل للانسانية كلها "  . والمشروع الحضاري للامة هو عنصر مهم في تكوين العالم المعاصر " . فالامة رغم ما تعانيه فهي مطالبة بمهمة اصيلة , كما ان التيار القومي مطالب بعمل تاريخي يضع الامة في مكانها الصحيح في حركة التاريخ المعاصر .

 

شخصية الاستاذ الراحل الفكرية :

لقد أجمع القوميون أن مؤسس البعث الأستاذ الراحل لم يعش أسير نظرية أو مذهب معين، بل كان يطلق لنفسه حرية التفكير، مستندا إلى معين ثقافته العربية والإنسانية الأصيلة، ومستندا إلى الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للأمة العربية. لم يتأثر بمدرسة فكرية معينة، وإن كانت بعض الإشارات إلى أنه تأثر ببعض الفلسفات الغربية، وبالأحرى الفلسفة المثالية. ولكنه درس الفكر الفلسفي العالمي، ودرس التاريخ والتراث العربي، وعاش أحداث الأمة وتفاعل مع مشاكلها، وأخرج مدرسته الخاصة، وأسس نظرية قومية رفضت المجرد (المنطقي) وقالت بالحيوية الفاعلة والمتفاعلة مع الحياة، لأن نظريته هي نظرية للحياة، نظرية تهدف إلى "ظفر الحياة على الموت".

 

لم يرفض الأستاذ المؤسس الراحل المنهج العلمي، ولكنه رفض المنهج الجامد، والمنهج الجاهز، كما رفض النظريات التي تكتب في غرف مغلقة، ولذلك فهو الذي صاغ نظريته بصوت مرتفع على مسامع رفاقه وأصدقائه ومحبيه وعلى مسامع الشرائح الكادحة في المجتمع العربي، فجاءت كلماته سلسلة سهلة مفهومة شاملة تعبر عن ضمير الأمة بصياغة جديدة تستلهم روح الأمة في تاريخها وتراثها الذي قوامه الدين الإسلامي.

 

إذن، ففكر وعقل الأستاذ الراحل "عقل منظم" يركب الأفكار ويحللها ويعمر النظرية التي ينسج خيوطها بعناية ودقة، كما تفعل ريشة الفنان، في إبراز معالم لوحة جميلة تنبض بالحياة. فالأستاذ لم ينظر تنظيرا مجردا للقضية العربية، بل عايشها بروحه وإحساسه، وعانقها عناقا أبديا وعاش من أجلها فكرا وعملا وأخلاقا وروحا. وأهم ما يميز الأستاذ الراحل أنه رفض تجزئة القضية، أو تجزئة الحلول المطروحة لها. صحيح أنه قال بنظرية للوحدة وأخرى للحرية وثالثة للاشتراكية، ولكنه رفض الفصل فيما بينها، بل قال بالعلاقة العضوية بين الأقانيم الثلاثة. وبهذا فقد اقترب بشفافيته من الفنان الأصيل، الذي يحرص على التكامل في أجزاء عمله الفني. وعليه ففكر الأستاذ الراحل لا يقبل التجزئة، فهو فكر يتجاوز حدود المصادر المتعارف عليها في عملية خلق متناهية.

 

وعلاوة على أنه مفكر فهو (رجل سياسة) أسس حزبا ورد على كل التيارات وحاورها ونقدها وتناول كل القضايا. وكان (رجل فكر)، نسج خيوطا حية تتفاعل مع معطيات الأمة وواقعها، وكان نزوعه الفلسفي الاستراتيجي يتلون بمبدئية عالية جدا، وبموقف صلب يتسم بالنظرة الشمولية. وكان الأستاذ الراحل صاحب مشروع مستقبلي للأمة العربية تسهم فيه القوى القومية واليسارية والثورية في الوطن العربي.

 

عشرات البحوث عالجت فكر الأستاذ الراحل وتناولت الوحدة العربية والحرية والاشتراكية، والقومية والإنسانية والدين والتراث. إذ نال الدين والتراث اهتماما مبكرا منه وتركيزا خاصا على هذه الموضوعة لأن جوهر الدين موجود في الفكر القومي عموما، وفي فكر الأستاذ المؤسس الراحل والرفيق المجدد الشهيد صدام حسين بخاصة، وعده مرتبة عليا في القضايا الفكرية، فالدين عنصر أساس في الحياة وليس عارض فيها وعنصر أساس لدى الإنسانية كلها، وأنه عنصر خالد لا يزول. وهذا الفهم ينطبق على العروبة. وقد أكد الاستاذ الراحل والشهيد صدام  العلاقة بين الدين والعروبة ولا انفصال بينهما. و"النظرة إلى الدين، ليست نظرة إلى الطقوس  التي يمارسها الناس في دياناتهم، بل إلى كل المعتقدات الواردة في الأديان كلها وآخرها الاسلام خاتم الأديان".

 

 





الاثنين ١٥ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة