شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد انتصرت ثورة الشعب العربي المصري بارادة صلبة وصمود رائع وثبات لم يتزعزع  في التخلص من سلطة " الاخوان المسلمين" التي قفزت على ثورة الشباب في 25 يناير / كانون ثاني / 2011 ،واستلمت الحكم باسم صناديق الانتخابات التي شكك  الكثيرون في نزاهتها في وقتها ،اذ استفرد فيها ( الاخوان .. ) بالسلطة وتنكروا حتى لاقرب الحلفاء ، متجاوزين على الدستور الذي فصّلوه على مقاسهم ، وكان مقتلهم في تحديهم ورئيسهم .. الشعب وعدم احترام ارادته وتجاهل نصائح وتدخل المؤسسة العسكرية لتصحيح المسار، فاطيح بهم في ثورة سلمية فريدة بدعم و اصطفاف القوات المسلحة وانحيازها العادل بشكل مطلق للشعب الثائر،  ان هذا الانتصار الذي يأتي في ظل الاحداث المتصاعدة في المنطقة العربية وبالذات في بلدان  تحكمها  ( احزاب الاسلام السياسي ) وتحديداً " الاخوان المسلمين " كالاوضاع المتردية ،ومنذ ثورة الربيع العربي ، في تونس وليبيا ، وكذلك اوضاع العراق المتفاقمة التي سببها السلطة العميلة التي تهيمن عليها احزاب طائفية تقف وراءها قوى ودول ابرزها نظام الملالي في ايران ، وكذا الحال بالنسبة للتطورات على الساحة السورية اذ ان ايدي الملالي الفرس واضحة فيما يحصل على الارض والتي تحمل نفساً طائفياً مفضوحاً، وحتى الاحداث الصاخبة التي شهدتها تركيا ضد قرار حكومة ( رجب طيب اردوغان ) اقامة مبنى تجاري ضخم اومسجد كبير بطراز عثماني على ارض متنزه غازي بيك في منطقة تقسيم في اسطنبول ،اذ فسر على انه احتجاج على سياسة حزب ( العدالة والتنمية ) الاسلامي واتهام حكومة اردوغان بالعمل على " اسلمة وعثمنة " تركيا خلافاً للدستور الذي ينص على علمانية الدولة ، كما ان تنحي امير قطر لصالح نجله ولي العهد والذي اطاح بالرجل القوي والمتنفذ وصاحب العلاقات الواسعة ( الشيخ جاسم بن جبر )  رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، وذلك لاندفاعه بعيداً في دور قطرالداعم للمعارضة السورية ، وبالذات .. في دعمه لـ ( جبهة النصرة ) والجماعات المتطرفة من السلفيين والاخوان .. ؟!  فهل مصادفة ان يكون السبب والرابط بين هذه الاحداث هو حكومات الاحزاب الدينية، وماهي الدلالات والابعاد ؟؟!

 

ان ما تشهده المنطقة من تصعيد يعكس الرفض الشعبي لتسلط الاحزاب الدينية المعروفة بعمالتها لقوى اجنبية والتي جيء بها لدور اساس في مخطط الاعداء لاحكام السيطرة على منطقتنا ذات الموقع الاستراتيجي الهام ،ونهب والتحكم بخيراته وبالاخص ثروته النفطية وهذه الاحداث وفي مقدمتها انتصار الثورة الشعبية في مصر .. رد واضح على مخططات تدمير المنطقة وبالذات العالم العربي وتفتيت بلدانه الى كانتونات هامشية ضعيفة وذلك باعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة تخدم مصالح واطماع القوى الطاغية التي تتحكم بالعالم وعلى رأسها الولايات المتحدة،وكانت البداية بتدمير واحتلال العراق عام 2003 فماحصل مساء اليوم في قاهرة المعز .. له دلالاته العظيمة ومعانيه الكبيرة ، اذ ستكون لهذا الحدث، بالتأكيد، تداعياته وتأثيره على مجمل الاوضاع في المنطقة وبالذات على البلدان التي تعاني من تسلط امثال ( مرسي ) وحزبه وارتباطات هذا الحزب والاحزاب المماثلة بقوى وجهات ودول طامعة ومعادية  ، ومافعله الشعب العربي المصري سيكون دافعاً وملهماً لاشقائهم في الاقطار الاخرى ولشعوب منطقة الشرق الاوسط  في تسريع الخطى للتحررمن تسلط الدكتاتوريات والحكام العملاء واحزاب وعقائد بالية، و  العرا ق احد اهم الدول التي يعاني شعبها الصابر من تسلط عملاء المحتل من خونة وقتلة ولصوص واحزاب طائفية دموية ،وهو بالتاكيد في مقدمة الشعوب التي سرها ما حصل في مصر والتي تشكل بارقة امل في التخلص السريع من السلطة الطائفية المقيتة ، صحيح ان ظروفنا في العراق تختلف كثيراً عن ظروف مصر، اذ اول فعل للمحتل الغاء الجيش العراقي وقيام السلطات العميلة وبمشاركة الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني  بتصفية وملاحقة كبار القادة والضباط واستهداف الوطنيين والشرفاء وحتى من تغرب لم يخلص من الاغتيالات والتصفيات ،ومع هذا فان  شعبنا الصامد الصابر في غليان منذر بالانفجار في اية لحظة وقد بدأ ثورته منذ اكثر من 7 اشهر ، وانه رغم قمع وبطش سلطة العميل المالكي والتآمروشراء الذمم وتشكيل ( الصحوات ) والوعود بـ ( الاقاليم ) لشق صفوف المنتفضين وانهائها ، فان الثورة مستمرة وان هذه التطورات ستكون دافعاً للتعجيل بوحدة صفوف الشعب اجمعه وتوحيد العمل الجهادي مع المقاومين الابطال لتحرير البلاد وتخليصها من الخونة والعملاء وكنس كل بقايا المحتل وبالذات الوجود الفارسي الحاقد . 

 

 





الخميس ٢٥ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة