شبكة ذي قار
عـاجـل










لو ألقينا نظرة متفحصة على العراق بعد عشر سنوات عجاف من الاحتلال و أذنابه لرأينا الوطن قد مر بأصعب المراحل التي عاشها من جسامة الخطب وتكالب الأعداء وكثرة المؤامرات وعودة و وعورة الطريق وغشاوة الرؤى وقلة الأنصار حتى أصبح المرء يرى نفسه في دوامة لها أول وليس لها آخر .


فتحركت النفوس الضعيفة تلهث وراء السحت الحرام وتنوع وسائله فأرتجف من ارتجف وانحرف من انحرف وكثر الفساد و ظلم العباد و ذاع صيت العراق بأنه من الدول المتقدمة في هذا المجال وتردي أوضاع فلا قضاء و لا انتخابات ولا حياة نزيهة . حتى دب اليأس في كثير من النفوس وأصبحوا يتساءلون هل غابت الشمس عن هذا البلد وهي لن تشرق أبدا فأصبح ليلنا طويل حالك السواد . أم توقفت الأرض عن دورانها فأصبحنا ساكتين في مكاننا ساكنين مكاننا لا نتحرك وكيف أصبح هذا البلد العظيم ذو الحضارات والتاريخ المشرف بكل هذا السوء. ومتى الخلاص وكيف .


لكنها مؤامرة شملت الأمة بكاملها ولقد اعد لها وخطط منذ سنوات فهي لم تكن محض صدفة أو رد فعل لأحداث الكويت مثلما سوقوا له وإنما هو أمر دبر بليالي سوداء وفي غرف مظلمة منذ سنين عديدة لفرض الهيمنة على المنطقة و نهب خيراتها و السيطرة عليها . ولكنهم عرفوا أن مخططاتهم هذه لا يمكن أن تنجح والعراق صخرة بوجههم يصد كل ما يخططون له فلا بد من كسر هذه البوابة لعبروا إلى الآخرين فأجتمع الحقد الفارسي والتجبر الأمريكي والتآمر الصهيوني ضدنا فلملموا كل ما استطاعوا من قوات و دججوا له كل ما ملكوا من سلاح حديث و متطور و أنفقوا لشراء كل من عرض ذمته للبيع .وجرى الذي جرى فأصبحنا طوائف وأقليات بعد أن كنا جمجمة قوية وعملوا على أن لا تقوم لنا قائمة فبلونا بأقزام يرسخون حقدهم هذا ويزيدونه فرقتا و تمزيقا .


ثم استمروا بعد كسرهم للبوابة الشرقية فهوت العروش و تطايرت الكراسي وعم الهرج والمرج و أصبحت الأمة بلا قرار و أمنت إسرائيل حدودها بعد أن سقط فارس الأمة عن جواده تغطيه دمائه. هذا ما حدث على الأرض فهل نرضخ ونستسلم . ونؤمن بأكاذيبهم التي يحاولون أن يوهمونا بها بمسمياتهم و ديمقراطيتهم اللعينة التي استخدموها لزيادة فرقتنا والضحك على ذقوننا فأنت انتخب من تريد وطالب بالذي تريد و لكن نحن نعمل ما نريد .


فهل نرضخ للجبروت و ندعهم يفعلون بالعراق و الأمة ما يريدون هذا محال لأن أبطال امتنا يقولون دائما نموت ولا نستسلم . إذا فما هو الحل . وأين هو الخلاص .


بادئ ذي بدء يجب علينا أن نرفع أي يأس أو خنوع من أنفسنا فنحن امة ذات تاريخ ناصع فيجب علينا أن نستلهم العبر من تاريخنا وأمجادنا من وقد مر علينا غزاة و طغاة طردوا جميعهم مدحورين مذلولين فيجب أن نقتدي بأبطالنا .


و ما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا خير بطل نقتدي به عندما تعرض هو ودعوته إلى مثلما تعرضنا له فطارده أهل الشرك و الكفر من جبابرة قريش وهو ليس له إلا الله ورفيقه وجمل فلم رآه دليلهم ( سراقة ) فقال له رسولنا الكريم ( ارجع يا سراقة و لك سوار كسرى ) .


فأنظر إلى تلك النفس العلية والكبيرة التي تمتع بها قدوتنا و رسولنا فهو لم يخطر بباله أن أعداءه كانوا ذا مال و جبروت و هو لا يملك قوة ولا عدد وإنما عرف بفطنته وذكاؤه بأن القيم والمبادئ التي يحملها سوف تهزم جبابرة عصره وان الحق يعلى ولا يعلى عليه وان عروشهم سوف تسقط وان أساورهم سوف تكون ملك بيمينه ليهديها لمن يرجع عن غيه ويعلم بأنه يجب أن يكون ناصرا للحق وليس ضده وهي دعوى لكل من انحرف ومشى في طريق الخيانة والعمالة ليرد إلى دائرة الصواب وبأنه سوف ينال العز والشرف سوارا له ولمن يتصور بأنه ينقصه قوة و عتاد بأن النفس الأبية المتمسكة بالحق والوطن هي أقوى من أسلحتهم و مؤامراتهم وبالتمسك بالقيم والمبادئ وحب الوطن وسوف ندوس بأقدامنا كل من تطاول علينا ودنس تربة وطننا الغالي .


وبحبنا لبعضنا سوف نعود أقوى مما كنا أخوة وصخرة قوية نطرد بها الاحتلال ونبني بلدنا وندافع عن إخواننا والله حامينا .

 

 

 





الاثنين ٣٠ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو الوقاص القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة