شبكة ذي قار
عـاجـل










الوجود الاسرائيلي هو العقبة امام اي تقدم او اصطفاف عربي . فهو بمثابة المرض السرطاني في جسم الامة العربية . وقد اوجدها الاستعمار البريطاني بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وتنفيذا لوعد بلفور . ثم تبنت اميركا هذا الوجود ومدته بكل الوسائل ، القوة والتقنية العسكرية والدعم الغير محدود ، ماديا وعسكريا ،الامر الذي جعل هذا النظام يعمل على تمزيق الامة واضعافها وهو يحتل قلب الامة ، فلسطين . حيث موقعها على البحر وكونها تشكل موقع وسط داخل الكيان العربي بين القسم الافريقي والاسيوي . وقد جرت معارك ولم يفلح العرب في ازالة هذا الكيان الغريب وخصوصا حرب 1948 حيث شرد اغلب الفلسطينيين من ديارهم الى بقاع العالم العربي والاجنبي بعد ان تكبدوا خسائر رهيبة في الارواح والممتلكات وبقر بطون النساء الحوامل وجرائم يندى لها الجبين الانساني . وبعد هذه الخسارة التي مني بها العرب . اخذ الكيان الصهيوني يعد العدة لتحصين نفسه ازاء اي حرب محتملة او قادمة في الوقت الذي لم يتحرك العرب لتطوير التقنية العسكرية والتوحد ودراسة امكانيات العدو . وعندما قرر العرب عام 1967 القيام بتحرير فلسطين ، حيث صرح جمال عبد الناصر وهو القائد العام لقوات التحرير العربية انه سيلقي باسرائيل في اليم . وبدأت المعركة ونتيجة لعدم اخذ الحيطة والحذر والتحسب لما سيقوم به العدو . فوجيء العرب بضربة خاطفة تمكنت اسرائيل من خلالها تدمير المطارات المصرية واحتلال سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان السوري ، فاحدث ذلك شرخا واحباطا عربيا وخصوصا ان جمال عبد الناصر ، بدل من ان يشد العزم ويمني بالنصر اعلن تنحيه وتسليم القيادة . وهذا ما زاد الطين بلة ، وقد انعكس ذلك سلبيا على الساحة العربية . مما حدا بالقيادة البعثية في العراق للرد على هذه التداعيات ، واعادة الثقة للمواطن العربي والعراقي اولا .

 

فكانت ثورة تموز 1968 ردا حاسما على هذه التداعيات . وقد حرصت الثورة ان تكون ثورة جماهيرية وبيضاء لن تسفك فيها دماء . وبعد ان اجتثت الدخلاء في 30 تموز 1968 وصحح مسار الثورة. حيث شرعت ومنذ لحظتها بخطوات لتصحيح الوضع في العراق كقاعدة للامة العربية . فبدات ببناء جهاز اداري جيد وتمكنت من اجتثاث الجواسيس في العراق الذين كانوا يجعلون منه ساحة مكشوفة للاعداء، ثم شرعت في حل القضية الكردية المزمنة بتشريع قانون الحكم الذاتي الذي اعلن عنه في 11 3 1970 حيث بدا الترصين للوحدة الوطنية ثم تلا ذلك العمل لتاميم النفط والثروة التي كانت تذهب في جيوب الشركات الاحتكارية وقد كانت معركة مصيرية بحق . تولى ادارتها الرفيق الشهيد صدام حسين وقد ادارها بحكمه ومسؤولية عالية في 1 6 1972 حتى شاركت الجماهير في دعم هذا القرار الصعب ، وبعد تسعة اشهر من التقشف والصبر نجح التاميم وكان انتصارا باهرا ،عراقيا وعربيا ومن خلال نجاح التاميم ارتفع المستوى المعاشي للمواطن وشرعت الدولة في تطوير الصناعة والزراعة والتعليم فازداد عدد المدارس والجامعات وتطورت المصانع وازدادت بشكل متميز ثم اخذ بالاعتبار ان هذه الثورة مهددة بسبب نهجها الوطني والقومي فالتفت الى بناء الجيش والمواطن بناء عقائديا ومهنيا فتنوعت اصناف الجيش وتطور سلاحه وخصوصا الصنوف : المدفعية والدروع والقوة الجوية كما اصبح له كيان ووجود . وبدلا من ان تكون ثورة تموز حافزا للعرب ليدعموها ويصطفوا حولها لاسترجاع الحقوق العربية المفقودة ومنها فلسطين .

 

وقد لمسوا مردودها الاقتصادي في دعم العرب ، حيث الملايين يعملون في العراق ومنهم الشعب المصري الذي له حصة الاسد. وكذلك الخطط التنموية السريعة . حيث حدث العكس العرب في تراجع والعدو هو الذي تحفز للعمل لاجهاض هذه الثورة العملاقة – الوطنية القومية فاخذت اسررائيل وامريكا والغرب بالتحالف مع ايران لاسقاط الثورة وكذلك اللعب بالورقة القديمة الورقة الكردية حيث التمرد عام 1974 من قبل الاكراد بقيادة البارزاني ولكن الاعداد الصحيح للثورة افشل هذا المخطط وتحسب لغيره وقد حدث بان اعدت امريكا وحلفائها رجلا باسم الدين المدعو خميني وجعلته يسيطر على العقل الايراني فكانت حرب الثمان سنوات هدف لاسقاط ثورة العراق وكل هذا والعرب لم يحركوا ساكنا بل بعضهم تامر مع الاعداء كما هو النظام المصري والسوري و الليبي. وعندما انتصر العراق في 881988 احدث هزة عنيفة لدى الاعداء الامريكان واسرائيل والغرب . ولكن في الجانب العربي حدث التراجع بل والتامر لاسقاط هذا النظام والثورة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كما هو النظام الكويتي والسعودي والمصري بقيادة مبارك ، حيث لعبت الكويت دورا قذرا في استنزاف العراق بسرقة نفط الجنوب واستفزازه بتصرفات مرسومة من قبل الاسياد ، حيث نفذ الصبر العراقي ودخل الكويت تاديبا لهؤلاء العملاء فكان الدخول السبب بل الحجة التي بني عليها العدوان الثلاثيني وما تلاه .

 

حيث قامت امريكا وحلفاؤها بتدمير كل المرتكزات الاقتصادية والعسكرية وكل البنى التحتية تدميرا كاملا ، ومن قواعدها في المنطقة العربية وبعد ان توقفت الحرب جاء الدور الايراني ليكمل ما عجزت عنه امريكا بالتخريب والحرق ومع كل هذا استطاعت الثورة باعادة بناء ما دمر بامكانيات عراقية بحته . كالجسور والطرق والكهرباء وغيرها في ثلاثة اشهر فقط وهذا ما حير العقل الامريكي والاسرائيلي حيث ان العراق تمكن اثناء الحرب الايرانية العراقية من تطوير التصنيع العسكري مما اخاف اسرائيل وامريكا وها هو يعيد ما دمره السلاح الامريكي وحلفاؤه وباعلى التقنيات فاتخذت ذريعة ان العراق يمتلك السلاح الكيمياوي والنووي واخذت تثقف على ان العراق يشكل خطرا على جيرانه ومنهم العرب الامر الذي دفع الكثير لمساندة العدوان الذي تمكن بعد ان فقد العراق كل مقومات الدفاع بتدمير سلاحه من خلال القرارات الجائرة والحصار البغيض الذي شارك فيه العرب بشكل غير اعتيادي متناسين القضية المصيرية فلسطين والمطامع الايرانية في منطقة الخليج بل الساحة العربية وحلم ايراني بالامبراطورية الفارسية وجراء كل هذا التامر تم احتلال العراق وارتكاب اكبر جريمة انسانية بقتل العراقيين وتشريدهم وتدمير البنى التحتية بالكامل والمعامل والمؤسسات وحل اكبر مؤسسة عسكرية في الشرق الاوسط الجيش العراقي الذي هو امل الامة ودرعها الواقي. ثم قانون الاجتثاث الجائر بحق الحزب حيث وصل ما قتل من مناضليه 150 الف مناضل . ناهيك عن التدمير الاقتصادي والتعليمي فانتشرت الامية التي تم غلقها في السبعينيات ولم يتبقى امي في العراق الان وصل العدد الى ما يقارب 6 مليون امي .

 

هذا الاستعراض الملخص والبسيط هل يحفز العرب لما يلمسوه وما يجري في الساحة العربية وتحت مسميات شتى الربيع العربي. والخطة هي كيفية خلق خنادق متقاتلة من الشعوب العربية لاستنزاف قوتها وافراغ الساحة ليسهل الدخول الامريكي ويتوسع النفوذ الاسرائيلي الرامي من الفرات الى النيل . وهنا نسال هل اتعض العرب بما يجري في العراق وسورية واليمن والبحرين وليبيا وتونس ومصر القاعدة العريض، انه مشروع بدا بعد ان اجهضت ثورة تموز العملاقة . التي تمكنت بمناضليها الذين تمكنوا بالمقاومة من طرد الامريكان وسيطردوا مخلفاتهم بعون الله ومنها النظام الايراني الذي استلم العراق على طبق من ذهب من قبل امريكا والنظام العميل والخائن الممثل بالمالكي وزمرته فهل يعد العرب لكي ينهض العراق لان نهوض العراق نهوض الامة وتحرره – تحرر الامة بل الانسانية فمتى ايها العرب تستعيدوا ثورة تموز التي كانت حصنكم المنيع .

 

وما النصر الا من عند الله .


النصر للمناضلين البعثيين وللمقاومة الباسلة
الرحمة لشهداء العراق والامة

 

 





الثلاثاء ٧ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة