شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المصطفى رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه
اما بعد


فلقد أثبتت حقائق ووقائع الغزو الانكلوأمريكي الصهيوصفوي للعراق عام 2003 وتداعياته, حقيقة المخططات المشبوهة التي تستهدف العراق وشعبه و حجم المؤامرة التي تم تنفيذها لتدمير كيان الدولة العراقية.


و أثبتت قيام الحكومات العميلة المتعاقبة في ضل الاحتلال بجرائم الإبادة و القتل الجماعي الطائفي, والتطاول على كرامة الإنسان العراقي من خلال الاعتقال والتعذيب , والقتل خارج القانون بشكل واسع,و تنفيذها لأجندات خارجية من خلال الجريمة السياسية والمنظمة, والذي أدى إلى تهجير خمسة ملايين عراقي داخل وخارج العراق وترويعهم وسلبهم حقوق المواطنة والحياة, وهروب الملايين من الكفاءات العراقية إلى خارج العراق خوفا من التصفية أو الاعتقال بمختلف التهم الملفقة.

 

وبلغت ذروة هذه المجازر في التطهير الطائفي والعرقي عام 2006-2007 وقد قامت هذه الحكومات والى الآن بإطلاق يد المليشيات ذات الطابع الطائفي الصفوي لقتل العراقيين دون حسيب أو رقيب , ومشاركة أجهزة القوات الحكومية في ارتكابها على مرأى ومسمع ومباركة من قوات الاحتلال الصليبي و استخدمت هذه الحكومات التهجير كوسيلة حرب لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية حربية, لقد بدأت سياسة التهجير القسري بشكل منهجي منذ أن شرع العدوان الانكلوأمريكي الصهيوصفوي على أرض العراق, وتمثل ذلك في حصار المدن والقرى والعقوبات الجماعية والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين والاعتقالات الجماعية, والتعذيب وغير ذلك من الممارسات القمعية , وهجمات المليشيات, و كما حدث في مدينة الفلوجة الصامدة وسامراء و تلعفر وغيرها.


إضافة الى جرائم و قرارات سلطة الاحتلال المجافية للشرعية الدولية والقانون الدولي وإعلان حقوق الإنسان العالمي الذي يدافعون عنه ويدعون تمثيله .


وكذلك اتفاقيات جنيف التي يطالبون دول العالم بتطبيقها بخصوص التحكم بأصول الدولة المحتلة والتعامل مع المدنيين في تلك الدول.


حيث جرى اقتلاع الشعب وحل مؤسسات الدولة الشرعية والقوات المسلحة الوطنية, وقتل واعدام قياداتها الوطنية .


وسمحت لدوائر مخابراتية أجنبية وإقليمية عبر مليشياتها وأدواتها من ارتكاب اكبر عملية إبادة للجنس البشري في العراق عبر القتل خارج القانون والاختطاف والتغيب القسري والتعذيب و الاغتصاب والتمثيل وتقطيع الأجساد , والاستيلاء على الممتلكات والمدخرات الشخصية وجرى قتل عوائل بكاملها وتغير ديموغرافية المدن والمناطق بمنحى طائفي وعرقي سياسي, وكان قد أعترف بذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق "جورج تينيت" في مذكراته ( في قلب العاصفة ) المنشورة في نيسان 2007 بهذه الحقيقة عندما قال ( وسرعان ما تبيّن لنا وللعراقيين بوضوح أنّ هدف الغزو الأميركي هو أساساً إعادة تشكيل مجتمعهم ), وحتى الأمم المتحدة حدد لها دور في عملية القتل المنظم والتهجير القسري للعراقيين فقرار مجلس الأمن 1472 الصادر في 28/3/2003، أي أثناء الغزو الأمريكي للعراق، هيأ للتهجير القسري للعراقيين حيث تحدث عن ( ضرورة توسيع نطاق تدابير الإغاثة الإنسانية لتشمل سكان العراق الذين يغادرون البلد نتيجة أعمال القتال ) كما تحدث عن ( تلبية احتياجات اللاجئين والمشردين داخليا ), ويعد الحصار الاقتصادي الشامل على شعب العراق الذي فرضته الولايات المتحدة عبر الأمم المتحدة لثلاث عشرة سنة جريمة إبادة جماعية بكل المقاييس عبرت عن دناءة وخسة الدول التي دعمت هذا القرار إضافة إلى الدول التي طبقته او ساعدت على تطبيقه.


مع ثبوت زيف مبررات الحصار, ووضوح مخطط غزو العراق مع سبق الإصرار والترصد خصوصا بعد فرض منطقتي حظر الطيران شمالي وجنوبي العراق , وكانت خطوات لمخطط تقسيم العراق وتهجير سكانه وتغيير تركيبته الديموغرافية وبالمقابل ومن خلال القانون الدولي فان جريمة تهجير خمس ملايين من العراقيين قسرا تعتبر "جريمة إبادة الجماعية"، والتي نصّت عليها المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها ” لعام 1948 خصوصا أن كل هذه الجرائم ارتكبتها قوات الاحتلال ومؤسسات السلطة والأحزاب الحاكمة والمليشيات التابعة لها.

 

بغية إخضاع العراقيين لظروف معيشية يراد بها تدميرهم أو إجبارهم على ترك بيوتهم والهجرة قسرا بعد ترويعهم والتنكيل بهم.


إضافة إلى مئات الألوف من الأسرى العراقيين يعانون أقذر وأقسى صنوف التعذيب في سجون التسفيرات والمعتقلات السرية التابعة للحكومة

 

اما عن إغتيال وتصفية الكفاءات و العلماء العراقيين فقد كشفت وثائق ويكيليكس عن ايعازات قامت بها واشنطن للموساد الإسرائيلي بقتل 350 عالماً نووياً عراقياً, وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام,2003 بعد أن أخفقت إدارة بوش الصغير الأرعن وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها وخيانة بلدهم , فرأت أن الخيار الأمثل لها هو تصفيتهم وتمت هذه التصفيات بتواطؤ من شخصيات متنفذة ومعروفة في الحكومات المتعاقبة في ضل الاحتلال أما عن تدمير وسرقة الآثار و التراث فلقد ذكر الدكتور إحسان خبير الآثار العراقي ان أمريكا تسببت بنهب وتدمير آثار العراق وإنهم سهلوا لشبكات المافية الدولية لسرقة وتهريب الآلاف من القطع الأثرية وبيعها في السوق السوداء لتجار الاثآر ووصلت كميات كبيرة منها الى الكيان الصهيوني.


وان هناك قيادات من الأحزاب المتنفذة في الحكومات المتوالية متورطة في سرقة ونهب آثار العراق وبيعها في السوق السوداء لتجار الاثآر.
وكل ما ذكرناه هو غيض من فيض لجرائم الحكومات التي توالت في حكم العراق في ضل الاحتلال والتي لو تم توثيقها لم يسعها المجلدات .


وما حدث بالامس من مجازر في حق المتظاهرين في مدينة الحويجة والذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم بشكل سلمي تكفله كافة الشرائع السماوية والوضعية خير شاهد على هوية هذه الحكومات العميلة واستمرارها في جرائمها ضد الشعب العراقي الصابر الصامد.


وما يحدث اليوم من قتل وتهجير طائفي لتكتلات بشرية كاملة في محافظة ديالى خير شاهد على استمرار هذه الحكومات العميلة في تنفيذ الأجندة الخارجية التي رسمت للعراق قبل سنين طويلة ولا يفوتنا ان نذكر ان هذه الحكومات العميلة قد جندت اليوم العديد من عملائها وبوجوه جديدة و يحسبون على فئة معينة من الشعب , قد ركبوا موجة المظاهرات والثورة السلمية وارتقوا منابرها وادعوا زورا ً وبهتانا تمثيلهم للشعب العراقي المذبوح , وخصوصا ً إن بعضهم يفتخر علانية بعمالته للمحتل , وبعضهم مرتبط بشكل مباشر بالمشروع الصفوي في العراق و ينفذون أجنداته بل وأنهم إلى يومنا هذا يجتمعون بقيادات من الحكومة الصفوية داخل وخارج العراق .


مع معرفتنا الأكيدة بما يمثله هؤلاء العملاء و المخطط الذي ينفذونة خدمة لأجندة هذه الحكومات العميلة في محاولة منهم لإطفاء جذوة الثورة وتهميش قوتها وقدرتها على التغيير وأسترداد الكرامة والحقوق , إلى أن اصبحت هذه الاعتصامات في بعض المناطق مفرغة من محتواها وقيمتها وحقوقها العادلة التي بدأت في سبيله وأصبحت لا تشكل أي رصيد في خدمة القضية النبيلة العادلة التي انطلقت بسببها جذورة الثورة وهي إرجاع حقوق الشعب وضمان تماسكه ووحدته ووحدة أراضي العراق و الوقوف ضد من يسرق ثروات الشعب العراقي , و المطالبة بالحرية لألاف المعتقلين الأبرياء , وطرد عملاء المحتل الأمريكي الصهيوني الصفوي من العراق وإرجاع العراق الى أهله.


فيا شعب العراق الصابر المجاهد .. الصبر الصبر و الثبات الثبات والعزيمة هي قيمة الرجال الأوفياء


وما النصر إلا صبر ساعة ..
و الالتفاف حول المقاومة الشريفة الشرعية المدافعة عن الشعب العراقي هو واجب شرعي .


والمؤمن كيس فطن .. ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين


والحذر الحذر فلا تنطلي عليكم المؤامرات من عملاء المحتل وعملاء الحكومة الصفوية من الذين ركبوا موجة المظاهرات وادعوا زورا تمثيل شعب العراق فهؤلاء هم اشد خطرا من العدو نفسه .
ولا تغرنكم خطاباتهم الرنانة و لا يغرنكم فصاحة لسانهم وزخرفة أقوالهم


فالأفعال هي من تصدق الأقوال
نسال الله ان ينصر العراق وأهله وان يمكن لهم من تحرير العراق من المحتلين وتطهيره من العملاء والخونة


وتحية إجلال و إكبار لرجال المقاومة العراقية الباسلة وقيادتها الشرعية وتحية الى الأوفياء من رجال العراق


والخزي والعار لكل عميل وخائن , خان الله ورسوله وخان أمته وخان دينه ونسبه وخان قيادته والخزي والعار لكل من تاجر بدماء أبناء بلده وبقضيتهم


و حسبنا الله ونعم الوكيل



المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي
السادة الأشراف آل صالح الشيخ الكليدار الصكارة الرضوية الحسينية

 

 

 

 





السبت ١١ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة