شبكة ذي قار
عـاجـل










قال محمد حسنيين هيكل في لقاء تلفازي:: الإخوان في زمن جمال عبد الناصر كانت تدعهم مادياً بريطانيا، وبعد ذلك أصبحت تدعمهم مادياً أمريكا.. دون تعليق سأترك التعليق للقارئ.!


مصر القومية العربية .. مصر السياسة التي كانت راعية للمصالح العربية .. مصر الآداب .. الثقافة والفن .. مصر النهر الخالد الذي كان يستقي منه العرب مصيرهم على كافة الصعد ، ولكن بعد رحيل عبد الناصر تغيرت مصر واصبحت عبارةعن وكراً لتجويع وإذلال الشعب .. ومقراً للطامعين بالتأمر على أمتنا العربية.


لقد كانت مصر في زمن البطل القومي عبد الناصر بيتاً دافئاً لكل العرب .. وكان الدفاع العربي المشترك .. وقيادة عالمنا العربي إلى دروب الوحدة والحرية والإستقلال .. وكان التدثر بعباءتها القومية والسياسية يعد شموخاُ قومياً .. وكانت حركة النهوض العربي على كافة الأصعدة في زمن ناصر .. فالعرب كانوا يقرأون لكتابها .. ويشاهدون أفلامها ومسلسلاتها ومسرحياتها .. ويطربون على أصوات كبار مطربيها ومطرباتها.. ويسهرون كل أول ليلة خميس من أول الشهر مع أُم كلثومها .. وأي عربي موهوب أدبياً أو فنياً كان يذهب إليها ويحقق شهرته ونجاحه على أرضها .. والشباب كانوا يدرسون في جامعاتها مجاناً .. ولكن وبعد رحيل عملاقها ناصر حكمها الأقزام والعملاء لمدة أربعة عقود وأعوام .. فتراجع دورها قومياً وسياساً وأدبياً وثقافياً وفنياً وجف نهرها الخالد الذي كان يستقي منه العرب مصيرهم ففقدت سفينتهم بوصلتها وتاهوا في البحار تتقاذفهم أمواج التشظي والخلافات والاستعمار والاستعباد ..


إلى أن اشتعلت ثورة ٢٣يوليو الخالدة .. التي ما زال صداها يتردد في أرجاء مصر وأرجاء عالمنا العربي مذكرة المصريين والعرب بزمن البطل عبد الناصر.. زمن الوحدة العربية التي أجهز عليها الرجعيون.. زمن الدفاع عن عروبة فلسطين وعروبة وطننا العربي .. زمن العدالة في توزيع الأرض على الجياع من أبناء الشعب الصري .. زمن تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي.. ذاك الزمن وإن أصبح بعيداً لكنه ما زال عالقاً في عقول وقلوب مئات الملايين من المصريين والعرب, ذاك الزمن عاد في 25 يناير.. ومن فرحتي بثورة شباب مصر .. أقول، أهلاً بالثورة الباسلة التي أشعلها شباب مصر بعد معاناة طويلة من حكم أنور السادات الذي باع فلسطين ومصر والمصير العربي إلى أبناء شايلوك.. ثم جاء بعده حسني مبارك فأكمل البيعة وزاد عليها بيع العراق بإرخص الأثمان .. ولقد سرق ثورة الشباب الإخوان المسلمون .. وحكموا مصر لمدة عام، وبإنتخابات مسيسة ومزورة، و حكم محمد مرسي الشعب بالحديد والنار . مرسي الذي كانت تحركه جماعة ظلامية تقبع في المقطم.. فذاق الشعب خلال حكمه المُر والجوع والهوان.. إلا أن حركة تمرد التي أشعلها الشعب في ٣٠ يناير .. والملايين من الشعب المصري قد سحبت بساط الشرعية من تحت أقدامه وأقدام جماعته .. وأسقطوه وجماعته من الحكم إلى غير رجعة .. وانتصر الشعب على الذين حاولوا وأده, وعادت مصر إلى المصريين عربية شامخة شموخ أبطال العبور.. وباسترداد الثورة من أيدي الظلاميين.. من ألإسلاميين المتشددين الذين اختطفوا الحكم من الشباب بالكذب وبالوعود الخادعة وبإسم الإسلام المتسامح .. لكنهم تصرفوا غير ذلك إذ فرضوا سلطتهم التعسفيه على الشعب..


القاصي والداني يعرفون أن الذين إختطفوا ثورة ٢٥ يناير، هم عبارة عن جماعة إرهابية سياسية مصلحجية كانت تعمل تحت الأرض منذ عقود، وحين خرجت إلى النور لم تعرف كيف تحكم.. لأنها تود الحكم حسب شريعتها القمعية والتعسفية وتكفير أي مصري لا ينتمي إليها .. كذلك فمرسي والإخوان وبعد مرور سنة على حكمهم أظهروا ما كانوا يخفونه خلف كواليسهم من تبعية للصهاينة والأمريكان, وتخلف واستبداد بالسلطة وبالشعب.. فهم لا يملكون روحاً تسامحية أو خططاً إقتصادية تخرج أهل بلدهم من الجوع، ولا يتحملون التعددية حزبية أو دينية، ويودون الاستحواذ على ... ولقد عملوا على أخونة الدولة.. وإبعاد من ليس إخوانياً عن مشاركتهم في الحكم، وأبعدوا مصر عن عالمها العربي لغاية ما في نفس يعقوب .. فالإخوان لم يطبقوا الديموقراطية أو العدالة أو الحرية التي يتغنون بها وتحمل إسم حزبهم.. فحاربوا القضاء، وحجموا المحكمة الدستورية ليمنعوا انعاقدها، وأستبد الرئيس بالقرارت التعسفية، وفرض الإخوان دستوراً تصب بنوده في مصلحتهم، كذلك حاربوا الصحافيين والفنانين.. وحاصروا المدينة الإعلامية..وهاجموا الأزهر والكنيسة والقوات المسلحة.. ونقبوا تمثال أم كلثوم.. وجوعوا الشعب.. وفقد الشعب الأمن والأمان.. واستثنوا الأحزاب عن مشاركتهم بالحكم.. فطفح غضب الشعب من سياستهم القمعية، فكانت حركة تمرد في ال30 من يونيو.. ولقد خرج إلى ميدان التحرير وإلى الأماكن الأخرى وفي مدن مصر وأريافها أكثر من 33 مليون مصري يطالبون سي مرسي بالرحيل عن الحكم.. والنتيجة كانت تحقيق إرادة الشعب , وبمساعدة من الجيش البطل.. الجيش الذي ساعد الشعب في ثورة ٢٥يناير في خلع حسني مبارك وأعوانه.. ساعده في ثورة ٣٠ يناير بخلع مرسي وجماعته من الحكم .. الحكم الذي لو بقي فيه مرسي والإخوان لأعادوا مصر إلى زمن القرون الوسطى، ولأخرجوها من مصريتها و عروبتها .. لكن إرادة الشعب كانت أقوى منهم.. فاسترد الشعب ثورته التي لن يغلبها غلاب..


وإلى المعتصمين في رابعة العدوية .. اقول، اتقوا الله في مصير مصر, و انضموا إلى إرادة الشعب وشاركوا بالحكم لأنكم تعدون جزءاً من الشعب المصري الذي حقق معجزة في خروج الملايين للمطالبة بتصحيح ثورته الباسلة ولا تخربوا بلدكم .. إن مصر التي قال عنها البطل الرائع عبد الفتاح السيسي ، إنها قد الدنيا .. لا يسعني إلا أن أقول: إنها كل الدنيا .. وإن مصيرها مرتبط بمصير أُمتنا العربية..


وبعد أن ثبت من تصرفات الإخوان الغير مريحة، بإنهم ينفذون أجندة صهيوأمريكية لتحقيق حلم الغاصبين بوطن يمتد من النيل إلى الفرات، وبدعمهم لإقامة شرق أوسط كبير يحكمه أبناء شايلوك.. ولكن الشعب المصري البطل فجر ثورته وأجهز على أجندتهم التي كانت ستؤدي بمصر، وبمصيرنا العربي إلى بئس المصير ..!
 

 

 





الاثنين ٢٧ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نوال عباسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة