شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومستدرج الكافرين بمكره
والصلاة والسلام على من رفع لواء الجهاد بسيفه
النبي الجد محمد وعلى آله وصحبه


أما بعد
مما لا يقبل الشك فإن غزو دولة الكفر الأمريكية و احتلالها للعراق وتدميره بشكل كامل قد حقق ما لم يحلم به الكيان الصهيوني منذ أن أعلن عن قيام كيانه المسخ على ارض فلسطين منذ أربعينيات القرن الماضي .


ولقد دمر هذا الاحتلال القدرة العسكرية الحربية العراقية والتي كانت يحسب لها ألف حساب على مقياس موازين القوى في المنطقة , ودمر جيشه الذي كان من أقوى جيوش المنطقة والذي كان صمام الأمان و العمق العربي القومي الذي حفظ للعرب بوجوده كرامتهم على مدى عقود من الزمن ومنح غزو للعراق الكيان الصهيوني إمكانية السيادة على المنطقة العربية بالكامل وأعطاه الفرصة التي كان يحلم بها في تصفية القضية لفلسطينية .


على اعتبار أنها القضية الأولى للعرب ولقد فرض هذا الاحتلال بعد ذهاب الدور العراقي القومي الذي كان حجر عثرة في طريق فرض المشاريع الاستسلامية , فرض على الأنظمة العربية الهزيلة والتي كانت ترزح مابين خيانة وعمالة منها ما هو ظاهر للعلن ومنها ما هو متخفي خلف جلباب العروبة الزائفة التي يدعيها العديد من حكام وملوك وأمراء العرب.


لذلك عمل الاحتلال منذ أن باشر بغزوه على تدمير العراق بكل مؤسساته وقدراته و إمكانياته , ومنع الاحتلال بعد ذلك أن يكون هنالك أي بناء قد يسهم في إعادة تكوين عراق قوي من جديد , وقد أوكل هذه المهمة إلى حلفائه وعملائه من كلاب الدولة الصفوية والذين وضعوا أيديهم على كل مفاصل الدولة العراقية ، لان كيانهم المسخ الصهيوني ومعه حلفائه من عملاء العرب يدركون تمام الإدراك إن بناء عراق قوي يعني خلق قاعدة عسكرية متينة قادرة على حسم أية معركة لتحرير فلسطين أو لردع أي اعتداء على العرب في حال حدوثه , فلو كان العراق اليوم كما كان سابقا قبل الاحتلال بجيشه القوي ومؤسسته العسكرية العربية القومية وتحت قيادة قائده العربي المسلم , لما تجرا ربيب الدولة الصفوية حاكم دمشق على تدمير سوريا و قتل أهلها وتشريدهم وتدمير كل معالم الحضارة في سوريا, فمن غير الممكن أن يقف العراق متفرجا ًعلى ما تقوم به دولة الكفر الصفوية في سوريا على يد ربيب دولة ولاية السفيه , وهذا هو العمق القومي و قوة الردع التي فقدها العرب بذهاب الدور العراقي العروبي بعد الاحتلال والغزو الأمريكي الصهيوني .


فكان احتلال العراق هو بهدف إبعاده عن ممارسة دوره النضالي القومي الإسلامي على الصعيد العربي والعالمي .

 

ولو تأملنا واقع العرب المخزي بعد إسقاط العراق وتدميره لوجدنا إن الكيان المسخ الصهيوني قد تسيد المنطقة بلا منازع .
و تواطأت معه دولة الكفر الصفوية على تدمير وتفكيك المنطقة ونزع كل معالم العروبة والكرامة والسيادة للعرب في المنطقة .


فبعد تدمير العراق و إلغاء وجوده على الساحة العربية و الإسلامية انفلتت حملات التهويد على نطاق لم يشهده تاريخ وجود الكيان المسخ الصهيوني على حساب الأراضي العربية , وبالمقابل أنفلتت أيضا حملات المد الصفوي على حساب الأراضي العربية في العراق و الخليج العربي والشام , و بغياب العراق تجرأ الكيان المسخ الصهيوني على ضرب لبنان وتدميره خلال حرب صيف 2006 و العدوان على غزة وتدميرها بشكل لم يسبق له مثيل .


وانفلتت دولة الكفر الصفوية في إحتلال مباشر لكل العراق و الاحتلال للمدن السورية و الاحتلال السياسي وشبه العسكري للبنان و المد الصفوي الضارب على قدم وساق في مصر واليمن و الخليج و المغرب العربي على العموم و لقد كان وجود العراق العربي القوي دور أساسي في قيادة الصف العربي والموقف القومي و الإسلامي الرافض لمشاريع الاستسلام والذل والخنوع وتقبيل يدل المحتل الغاصب سواء كان صهيونيا أم صفويا ً, وموقفه العربي والقومي وثقه التاريخ من خلال وقفته المشرفة الكريمة من اتفاقية كامب ديفيد والتي صافح بموجبها العملاء و أقروا الضعف والخنوع ووضعوا أول لبنة في بناء الذل والعار العربي بعد خيانة بعض حكام وملوك وأمراء العرب في الحرب ضد الكيان المسخ الصهيوني أما عمالة دولة الكفر الصفوية للكيان المسخ الصهيوني فواضحة جلية يسطرها تاريخهم الأسود منذ ما قبل الميلاد منذ أن اعاد ملك فارس السيادة لليهود على ارض فلسطين بعدما احتل العراق ودمر بابل واخرج اليهود من أسرهم في بابل وأعانهم على بناء كيانهم مرة أخرى , وهذا الحلف استمر إلى يومنا هذا فهم حلفاء الماضي شركاء التآمر وشركاء المصير في الحاضر والمستقبل , هذا التحالف التاريخي هو الذي دفع حاييم هيرتسوغ مدير شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق في معرض تحديده وتمجيد لأهمية الاعتداء الفارسي الصفوي على العراق في ثمانينيات القرن الماضي والذي قاده الدجال الصفوي الصهيوني الخميني , ودور هذا الاعتداء الغاشم في دعم أمن ووجود الكيان المسخ الصهيوني والذي استنزف ثروات العراق واشغله على مدى ثماني سنوات , دفع هذا الصهيوني إلى القول " إن العراق الذي يملك قوة عسكرية هائلة كان يشكل طرفا مهما في الجبهة الشرقية وكان الدور الذي حدده لنفسه في إطار هذه الجبهة دورا رئيسيا , والآن وفي ظل المعطيات الجديدة ونتيجة لهذه الحرب لا يستطيع العراق أن يقوم بأي دور في هذه الجبهة أو في مواجهة إسرائيل ولا يتوقع أن يتمكن العراق من أداء مثل هذا الدور على المدى القريب ".


وحتى قبل حرب الثماني سنوات فقد كانت أهمية دولة الفرس الصفوية إستراتيجية بالنسبة للكيان الصهيوني فهم شركاء بالمصالح والمصير وهي ذات أهمية كبيرة في أيام الشاه و ما عبرت عنه مصالحهم الإستراتيجية والاتفاقيات التي عقدوها أبان حكم الشاه وعدائهم المشترك للعراق بشكل خاص والعرب بشكل عام .


فشراكتهم في الطبيعة الاستعمارية التوسعية وعدائهم لدين الله الإسلام و حقدهم على أمة العرب وعلى نبيها العربي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم هي ما جمعتهم دائما.


ولقد عبر عن ذلك الحقد الأسود و بين عمق المصالح التي تربط دولتي الكفر هاتين , الجنرال هارون باريف ,  مدير الاستخبارات العسكرية السابق ومدير معهد الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب آنذاك عن دور نظام الشاه عام 1978 و دور نظام دولة ولاية السفيه بعد عام 1979 , فلقد قال باريف في معرض تقويمه للدور الايجابي الذي يؤديه الفرس لصالح الكيان المسخ الصهيوني " لولا وجود إيران على الحدود الشرقية للعرب , إيران القوية صاحبة السطوة بقوتها العسكرية وتطلعاتها التي تتخطى مجال إيران , لواجهت إسرائيل حشدا عربيا هائلا, فإيران بسيطرتها وقوتها تؤدي دورا لا يستهان به في تعزيز وجود إسرائيل نتيجة لما يربط الجانبين من أهداف ومصالح مشتركة .


وكذلك عمل الغزو الأمريكي الصهيوني للعراق على دخول أعداد كبيرة من الفرس وعملائهم إلى العراق , حيث عمل هؤلاء الفرس الصفويين وعملائهم على سرقة الأموال والثروات في العراق وتفكيك مصانع الدولة ومنشآتها و سرقوا منشآت التصنيع العسكري , ونقلها إلى بلاد الفرس الصفوية و بشهادة الغزاة الأمريكان أنفسهم والعبث وتزوير سجلات ووثائق الدوائر الحساسة كدوائر الأحوال المدنية والتسجيل العقاري وإحراقه ما بقي منها , و عمل الفرس الصفويين وعملائهم على إثارة الفرقة و الفتنة الطائفية و اعتلوا منابر المرجعيات ووضعوا عملائهم على منابر العلم و القضاء والمؤسسات العسكرية و الاقتصادية والخدمية .

 

و أشاعت مليشياتهم القتل على الهوية الأمر الذي أدى إلى تهجير الملايين من أبناء شعبنا إلى داخل وخارج العراق.

 

والذي أدى إلى تدمير الاقتصاد العراقي و إذلال شعبه وارتفاع نسبة الفقر بشكل لم يسبق له مثيل ,  و استولوا على المناطق السكنية وغيروا طابعها الجيوجغرافي عن طريق الطرد القسري والتهجير الجماعي للشعب العراقي ولمكونات معينة في مجتمعه عن طريق الترهيب والقتل والتغييب والمطاردة.


و استباحوا وسرقوا الأراضي الزراعية عن طريق تزوير الوثائق ومستندات العائدية الخاصة بها والتي زوروها سلفا بسيطرتهم على مؤسسات ودوائر التسجيل , وأصبحت التجارة والأسواق عبارة عن ماركات تجارية تابعة بشكل كامل للصناعة الفارسية الصفوية .


إضافة إلى ما تقدم فبعد تغييب العراق وتدميره و إخراجه من حسابات الساحة العربية والشرق أوسطية فأن دولة الاحتلال الأمريكي الصهيوني وبالتعاون من دولة الكفر الصفوية عمدوا إلى لعبة القذرة يلعبونها في المنطقة ,
من خلال إن التضخيم الإعلامي والتخويف الذي تثيره دولة الاحتلال الأمريكي الصهيوني عن التسليح وعن البرنامج النووي الصفوي الفارسي المبالغ فيه لدفع بحكام محميات النفط الخليجية إلى الهرولة والارتماء بأحضان أمريكا والصهيونية بمسرحية هزلية لدفعهم لإبرام صفقات شراء الأسلحة مقابل مليارات الدولارات والتي لن تكون في كل الأحوال على درجة تطور ورقي وكفاءة منظومات الأسلحة الصهيونية فضمان التفوق العسكري الصهيوني في المنطقة هو التزام تضمنه دولة الكفر والاستكبار الأمريكية للكيان المسخ الصهيوني أما ما يسوق له عملاء أمريكا والصهيونية من المحللين السياسيين والعسكريين والسذج من حكام و أمراء العرب و غيرهم
من إن أمريكا ستوجه ضربة عسكرية للفرس بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الكيان المسخ الصهيوني بموافقة ومباركة أمريكية , وهذا الأمر هو ابعد ما يكون عن الحقيقة , فأن كل ما تدعيه وتتبجح به دولة الكفر الصفوية في استعراض عضلاتها المستمر من خلال استعراض القوة العسكرية المستمر في الخليج والمنطقة فهو يجري بموافقة ومباركة دولة الكفر الأمريكية الصهيونية.


وما تطاولها على ارض العراق والشام إلا بمباركة ومرافقة دولة الكفر الأمريكية الصهيونية.
وكما قلنا سالفا ً فهم حلفاء الماضي و أخوة المصير والمستقبل فهل يبقى أدنى شك في الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية إليها .


وتستثمر دولة ولاية السفيه هذا التضخيم الإعلامي الصادر من الغرب حول احتمالية توجيه ضربة عسكرية في زيادة استعراضها للقوة والتمدد السياسي والعسكري و النفوذ على حساب دول المنطقة .
فمن دون أدنى شك لو كانت دولة ولاية السفيه الصفوية من ضمن خندق العداء لدولة الكفر الأمريكية لما سمحت لها الأخيرة بالتدخل المباشر في سوريا من خلال الحرس الثوري الإيراني وعملائها من حزب اللآت.


ولكن تمدد نفوذهم في المنطقة هو من أولويات مخطط الشرق أوسط الجديد الذي تنفذه دولة الكفر الأمريكية مع ربيبتها الكيان المسخ الصهيوني.


لذلك فان تغييب العراق من قبل الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي عن الساحة العربية والشرق أوسطية وإخراجه مع معادلة وحسابات القوى في المنطقة كان له الأثر الكبير في إقتياد المنطقة إلى حافة الهاوية و سيسهل عليهم تشكيلها من جديد بمعونة عملائهم حكام المحميات العربية ولقد أصبح الشرق العربي بين ترسانتين من الأسلحة الرهيبة , الأولى فارسية صفوية من الشرق والأخرى صهيونية تفرض نفسها في قلب الوطن العربي , وهما لهما قواسم مشتركة كثيرة أهمها الأطماع في المنطقة والتي انبثق عنها مزيدا محاولات قضم الأراضي العربية والتوسع على حسابها , ومزيدا من القتل والترهيب وتشريد العرب وتجنيد أعداد كبيرة من العملاء تحت واجهات مختلفة , كل ذلك وأكثر يتم برعاية رأس الكفر الولايات المتحدة الأمريكية لوضع المنطقة بين فكي كماشة قاتلة .


ونعجب كل العجب لمن لا يدرك عمق التحالف و المؤامرة الأمريكية – الصهيونية – الفارسية الصفوية ضد العرب .


فمنهم من اعمى الله بصيرته و تاه عن جادة الحق فهو يجادل في الله بغير علم .


ومنهم من شرب العمالة وكان سلعة بيد المحتل يباع ويشترى في سوق النخاسة و العمالة فهو يعمل جاهدا لتحقيق وتنفيذ أجندة المحتلين مقابل مصالحه الضيقة والتي لن يحققها له أسياده الغزاة حتى يلج الجمل في سم الخياط.

 

 





الثلاثاء ٢٨ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة